كنت أعمل في نادي تراث الإمارات قبل ما يزيد عن خمس سنوات، عمل تطوعي - غالباً - لتنظيم أنشطة مختلفة لأعضاء النادي، في يوم ما قبل أحد أعياد الأضحى رفعت سماعة الهاتف لأرد على اتصال، تحدثت امرأة وعرفت نفسها وقالت أنها من دبي وتريد أن يشارك ولديها في رحلة ينظمها النادي في إجازة العيد.
أخبرتها أننا لا نوفر وسائل مواصلات إلا في أبوظبي، قالت أنا أتكفل بالمواصلات بين دبي وأبوظبي، لم يكن لدي اعتراض آخر فاتفقت معها على أن نلتقي في أبوظبي أمام المكان الوحيد الذي تعرف موقعه في المدينة، حديقة الخالدية، الحديقة لا تبعد كثيراً عن النادي.
في ذلك العيد وعلى غير عادتي قررت شراء حذاء مختلف عن ما تعودت عليه، علي أن أذكر فقط أن مظهري هو آخر شيء يمكن أن أهتم به أو ربما سقط الآن من قائمة اهتماماتي، كل ما يهمني هو أن يكون ثوبي نظيفاً ومظهري مقبولاً وبعد ذلك ليذهب إلى الجحيم كل من يقيم الناس بحسب مظاهرهم، هذا العناد الذي لا أريد التخلص منه يجعل البعض يظنون بأنني أخسر فرصاً لمجرد أنني لا أهتم بمظهري، وهم على صواب وأنا سأبقى على رأيي إلى يوم الممات إن شاء الله، لا أمل في محاولة إقناعي بأن علي أن أهتم أكثر بمظهري.
الحذاء الذي تعودت شراءه هو حذاء رخيص السعر مقارنة مع ما يشتريه الآخرون، وهو مريح بالنسبة لي وأغلب زبائن هذا النوع من الأحذية هم من كبار السن، مثل والدي مثلاً.
في ذلك العيد قررت شراء ما يشتريه الآخرون، حذاء ثقيل غالي السعر ومرتفع أكثر من اللازم، عندما أقول مرتفع فأرجو ألا يذهب خيالك بعيداً جداً لتتصورني وأنا أمشي بكعب عال! مقارنة بأحذيتي شبه المسطحة الحذاء الجديد مرتفع 2 سم أو 3، كان التعود على المشي باستخدامه عذاباً، فمشي غالباً سريع وهذا الحذاء ثقيل ويحتاج لتوازن أكبر.
المهم في صباح يوم الرحلة جائني اتصال من المرأة تقول أنها أمام حديقة الخالدية، كان ذلك في الساعة التاسعة صباحاً، أخبرت صديق لي بأن يذهب بي إلى هناك بسيارته، وصلنا وأخبرت المرأة بأن تلحق بسيارتنا لكي نصل إلى النادي.
عند النادي أخبرتها بأنني سأحضر الأوراق المطلوبة وهي نماذج رسمية لموافقة أولياء الأمور، وطلبت منها أن تبقى في السيارة هي وولديها، أسرعت إلى النادي وعدت مسرعاً بالأوراق، كنت أحاول المشي باحترام، ما إن وصلت قرب السيارة حتى انزلقت قدمي على الرصيف ووقعت على وجهي! قمت بمثل سرعة وقوعي وأنا أرى ضحكاتهم المكتومة، أردت الاختفاء من على وجه الأرض في تلك الثانية.
تحدثت كأن شيئاً لم يحدث وأنهيت الأوراق وأخبرتها أن ولديها سيذهبان في الرحلة وسيعودان في اليوم الفلاني ويمكنها أن تلتقي بهم خارج أبوظبي، أعطيتها أرقام الهواتف اللازمة للمشرفين الذين يرافقون الأعضاء، وأخبرتها أنني لن أذهب، أنا فقط أنظم الرحلة من مقر النادي، قلت كل ذلك بأسرع ما يمكن ثم توجهت إلى النادي وأنا أتمنى أن يبتلعني الباب أو يسقط الجدار علي أو أختنق بقطعة فلافل!
لا زلت أذكر الحادث اليوم وفي كل مرة يعود لي نفس الشعور: أريد أن أختفي الآن!
العبرة التي وجدتها هي أن علي ألا أثق أبداً بكلام الآخرين حول الأحذية! أنا أعلم بما يناسبني ولا يهمني المظهر!
أخبرتها أننا لا نوفر وسائل مواصلات إلا في أبوظبي، قالت أنا أتكفل بالمواصلات بين دبي وأبوظبي، لم يكن لدي اعتراض آخر فاتفقت معها على أن نلتقي في أبوظبي أمام المكان الوحيد الذي تعرف موقعه في المدينة، حديقة الخالدية، الحديقة لا تبعد كثيراً عن النادي.
في ذلك العيد وعلى غير عادتي قررت شراء حذاء مختلف عن ما تعودت عليه، علي أن أذكر فقط أن مظهري هو آخر شيء يمكن أن أهتم به أو ربما سقط الآن من قائمة اهتماماتي، كل ما يهمني هو أن يكون ثوبي نظيفاً ومظهري مقبولاً وبعد ذلك ليذهب إلى الجحيم كل من يقيم الناس بحسب مظاهرهم، هذا العناد الذي لا أريد التخلص منه يجعل البعض يظنون بأنني أخسر فرصاً لمجرد أنني لا أهتم بمظهري، وهم على صواب وأنا سأبقى على رأيي إلى يوم الممات إن شاء الله، لا أمل في محاولة إقناعي بأن علي أن أهتم أكثر بمظهري.
الحذاء الذي تعودت شراءه هو حذاء رخيص السعر مقارنة مع ما يشتريه الآخرون، وهو مريح بالنسبة لي وأغلب زبائن هذا النوع من الأحذية هم من كبار السن، مثل والدي مثلاً.
في ذلك العيد قررت شراء ما يشتريه الآخرون، حذاء ثقيل غالي السعر ومرتفع أكثر من اللازم، عندما أقول مرتفع فأرجو ألا يذهب خيالك بعيداً جداً لتتصورني وأنا أمشي بكعب عال! مقارنة بأحذيتي شبه المسطحة الحذاء الجديد مرتفع 2 سم أو 3، كان التعود على المشي باستخدامه عذاباً، فمشي غالباً سريع وهذا الحذاء ثقيل ويحتاج لتوازن أكبر.
المهم في صباح يوم الرحلة جائني اتصال من المرأة تقول أنها أمام حديقة الخالدية، كان ذلك في الساعة التاسعة صباحاً، أخبرت صديق لي بأن يذهب بي إلى هناك بسيارته، وصلنا وأخبرت المرأة بأن تلحق بسيارتنا لكي نصل إلى النادي.
عند النادي أخبرتها بأنني سأحضر الأوراق المطلوبة وهي نماذج رسمية لموافقة أولياء الأمور، وطلبت منها أن تبقى في السيارة هي وولديها، أسرعت إلى النادي وعدت مسرعاً بالأوراق، كنت أحاول المشي باحترام، ما إن وصلت قرب السيارة حتى انزلقت قدمي على الرصيف ووقعت على وجهي! قمت بمثل سرعة وقوعي وأنا أرى ضحكاتهم المكتومة، أردت الاختفاء من على وجه الأرض في تلك الثانية.
تحدثت كأن شيئاً لم يحدث وأنهيت الأوراق وأخبرتها أن ولديها سيذهبان في الرحلة وسيعودان في اليوم الفلاني ويمكنها أن تلتقي بهم خارج أبوظبي، أعطيتها أرقام الهواتف اللازمة للمشرفين الذين يرافقون الأعضاء، وأخبرتها أنني لن أذهب، أنا فقط أنظم الرحلة من مقر النادي، قلت كل ذلك بأسرع ما يمكن ثم توجهت إلى النادي وأنا أتمنى أن يبتلعني الباب أو يسقط الجدار علي أو أختنق بقطعة فلافل!
لا زلت أذكر الحادث اليوم وفي كل مرة يعود لي نفس الشعور: أريد أن أختفي الآن!
العبرة التي وجدتها هي أن علي ألا أثق أبداً بكلام الآخرين حول الأحذية! أنا أعلم بما يناسبني ولا يهمني المظهر!
10 تعليقات:
سبحان الله..
كنت أيام الثانوية أحرص على اقتناء هذه الأحذية المرتفعة قليلا لأنها الموضة كما يقال. هذا رغم أنها لا تناسبني ذوقيا ولا عمليا.. فأنا نحيف زيادة عن اللزوم.
الآن صرت أشترى الأحذية المنخفصة -أو المسطحة كما تسميها- وأصبحت أمشي براحة رغم أن لبسي للأحذية المرتفعة أثر في طريقة مشيي حتى الآن. الجميع يستغرب طريقة مشيي، لا أدري لماذا.
:)
فعلا اخوي عبدالله فمن الصعب بالطبع علي الشخص تغير ما تعود عليه ...
هههههههههههههههههه
شعور عام أنا ياما طحت وفي أماكن محرجة وطيحة البنت غبية .. آخر طيحة طحتها من سنة تقريباً .. وكانت تزلج على البلاط وكانت النتيجة كسر في الفك .. وجروح وكدمات وقبل التواء في الرجل .. يعني عندي سجل مشرف في السقطات .. خخخخخ.. ونفس الشعور الي حسيته حسيت فيه
بصراحة يجب أن يلبس الإنسان ما يناسبه ويأكل ما يناسبه ، وأكثر ما أكرهه هو مقولة كل ما تريد والبس ما يريد الناس !!! هذا خطأ وبدائية لا معنى لها ، تعامل مع الإنسان كإنسان وليس كمعرض لآخر الموضات.
Abdulla: الناس سيستغربون من أي شيء مختلف ولو كان الاختلاف بسيطاً، في الحقيقة لدي قناعة أن كثيراً من الناس لن يقبلوا بك إلا إذا أصبحت مثلهم تماماً وهذه استحالة.
montexo: صعب، وليس مستحيل، لكنني شخصياً لا أريد أن أغير مظهري، فهو نفسه لا يتغير في العيد أو في المسجد أو حتى إذا اضطررت - لا سمح الله - لمقابلة أحد كبار الشخصيات.
الحياة فتاة: أوف! كسر في الفك؟! أكيد كان مؤلم، ما أقدر أتخيل الفك منكسر عندي! الحمدلله على السلامة :-)
غير معرف: عين الحكمة ما قلته، أتفق معك بقوة على كراهية مقولة "كل ما تريد والبس ما يريد الناس" تصور أن الناس في الغرب يريدون التعري فهل أتعرى؟!
مهما كان ثمن ( النعال) لكن كشختك لن تكتمل بدون تفصيل كرتونه (أقصد كندورة) من المحل الفلاني
وبدون الإمساك بمدواخ مع ملحقاته !
ربما تلك الكرتونه تساعد على توازن النصف العلوي من الجسم من الأقدام، أما المدواخ فهو للحفاظ على التركيز أثناء السير
ربما فقدانك لهذه (الضروريات) كان سبب سقوطك !!!
:)
ضحكت كثيرا عند قراءتي لهذه القصه...
ولكن لي رأي:
لو كنت ضحكت عند طيحتك وفي وجه المرأه وابناءها كمان فعلك هذا سيبعد الاحراج عنك...
وذكرك للقصة هنا شيء جميل نستفيد منه الحرص على ماينفعنا نحن دون تقليد الاخرين...
وتكبر وتنسى الطيحه...
تحياتي...
حمدلله على السلامة =)
ما تسوى عليك النعال ام كعب ..
زين انك في النهاية فهمت انك انت الوحيد اللي تعرف شو اللي يناسبك ..
موقف طريف .. والدرس اللي نتعلمه منه مفيد جدا ..
اطيب التحيات ..
سبحاااااان الله
قد حصل لنا مثلما قلت تماااااماً ولكني لا أذكر إن كان يوم عيد أم لا ولكنني أنا وأخي كنا الوحيدين القادمين من دبي وأمي هي التي سألت واستفسرت كما ذكرت ونعم كان اللقاء عند حديقة الخالدية صباحا وكان هناك ضباب على ما أعتقد..
كان الملتقى الربيعي الرابع .. فهل هذا الملتقى هو ما أتى إليه الولدان للمشاركة فيه؟
سبحان الله يا لها من قصة مماثلة جداً لما حصل معنا
أما عن الحذاء فأنا ألبس ما يريحني مع العلم بأن مشيي سريع أيضاً ولكني ألبس الغالي أيضاً ولا أجد ما يضرني فيه والحمدلله .. وشرا ما يقولون الناس أذواق
أما عن سقوطك فأنا أقول لو ضحكت ولا بررت موقفك مثلا مشكله الصبح ماشي تركيز مثلا هههه بهذه الطريقة تمحي الاحراج ^_^
السموحة ع الإطالة
هههههههههههه
احس بشعورك جديا ً واضحكتني عندماا ذهبت تحدث الام وكأن امرا ً لم يقع :)
انا ايضا ً مررت بمثل هذا الموقف في احدى سفراتي للكويت ووقعت في احد المراكز التجاريه :(
والسبب هو لبس الكعب حيث اجبروني على لبسه وبعدها كرهته لسنوات
حاليا ً لا غنى لي عن الكعب المتوسط فهو يعطيني طولا ً مناسب
اظن وارى بأنه صواب ان يعمل اي شخص عملا ً مقتنع به شخصيا ً دون الالتفات لما تمليه عليه الموضه والمظاهر
ولو اننا سنتبع اهواء المظاهر فلا لغير الضياع سنهوي
والقناعه مادامت على خير فهي كنز
:)
اعتذر عن الاطاله
اختك في الله
صوت البحر
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.