مصدر: Dvortygirl |
لكن إن فكرت بالأمر، ستجد أن كل شيء له واجهة، وأعني حقاً كل شيء، الأبواب، إبريق الشاي، المتاجر، الخدمات الحكومية، كل شيء يمكن أن نقيمه بمعايير مدى قابلية الوصول له وقابلية استخدامه، الواجهة عبارة عن مجموعة أدوات أو خدمات هدفها أن تعطيك نتيجة ما، وكلما قلصت المسافة بين الأداة والنتيجة كان ذلك خيراً للمستخدم، توفير الوقت والجهد هو هدف الواجهات.
عندما يضطر أناس لتصميم واجهة استخدام لشيء جديد تماماً فهم في الغالب سيستخدمون أفكاراً ومفاهيم من الواقع لكي يجعلوا الواجهة سهلة الفهم وبسيطة على المستخدمين، لكن محاولة التبسيط هنا قد تضع قيوداً على إمكانيات الفكرة الجديدة، سطح المكتب مثال واضح هنا، دوره في الحاسوب كان تقريب فكرة الحاسوب إلى الناس، لأنهم في ذلك الوقت يتعاملون مع سطح المكتب، مساحة في الواقع لإدارة الورق والمعلومات.
الحاسوب بإمكانه تقديم الكثير لكن على أساس التخلي عن المفاهيم التي نألفها لكي نصل إلى أفكار لا يمكن إلا للحاسوب أن يطبقها، مثلاً الحاسوب بإمكانه وضع ورقة في مكانين أو أكثر، لا يمكن فعل ذلك في الواقع إلا بنسخ الورقة إلى مكانين أو أكثر وهذا لن يكون عملياً مع تعدد الأماكن والأوراق، كذلك الحاسوب بإمكانه التعامل مع النص بمرونة أكبر، يمكنه أن يجر فقرة من مقال، وفقرة من بحث، وصورة من ألبوم ومقطع فيديو من دقيقتين لمحاضرة تأخذ أكثر من ساعة، يمكنه أن يأخذ كل هذه الأشياء ويضعها في مكان واحد، يمكنه كذلك أن يخبرك عن محتويات أخرى لها علاقة بما تشاهده أو تقرأه، في الواقع عليك أن تبحث بنفسك أو تسأل الناس.
قابلية الاستخدام لا تعني سهولة الاستخدام فقط، بل مدى ما يمكن للحاسوب أو البرنامج أن يقدمه لك، وأرى أن التبسيط وصل في أحيان كثيرة إلى أن يجعل الواجهات صعبة الاستخدام ولا تقدم خصائص كافية، في حين أن المحترفين والقادرين على التعامل مع التعقيد والذين يحتاجون لبرامج قوية مضطرون للبحث عن برامج متخصصة أو برمجتها بأنفسهم لأنه لا يوجد شيء في السوق موجه لفئة قليلة من الناس.
هذا الموضوع الثالث على التوالي عن الواجهات، وفي الغالب لن يكون الأخير.
0 تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.