الخميس، 13 سبتمبر 2012

طيب وبعدين؟

انقطعت عن الشبكة في الفترة الماضية وعدت لإنجاز عمل اليوم وبعد هذا الموضوع سأعود لانقطاعي، من حسن حظي أنني عدت في الوقت الذي أعلنت أبل فيه عن جديد منتجاتها، أود الحديث قليلاً عن هذا الموضوع خصوصاً أنني فقدت الأمل بحدوث تغيير في ما يتعلق بتغطية الأخبار أو التعليق عليها.

منذ وقت طويل ووسائل الإعلام على اختلاف أشكالها تركز أكثر من اللازم على المواصفات وتحاول أن تدخل المنتجات في سباق الأسرع والأكبر والأفضل والأكثر، شركات تصنيع المنتجات الاستهلاكية ساهمت في هذا السباق أيضاً بتركيزها على المواصفات أكثر من تجربة الاستخدام، في عالم الكاميرات الرقمية هناك الميغابكسل، في الهواتف النقالة هناك حجم الشاشات، سرعة المعالج، عدد المعالجات، حجم الذاكرة، حجم مساحة التخزين وغير ذلك، كأن المقياس الوحيد لهذه المنتجات هو مواصفاتها، وفي الحقيقة إن كانت المواصفات هي الشيء الأهم فلا أرى أي حاجة لوجود إعلام يغطي هذه المنتجات، جداول تقارن بين المواصفات ستؤدي مهمات كل الصحفيين والمدونين.

نعلم جيداً أن المواصفات لا تعني الكثير لأن الشركة الحريصة على تجربة الاستخدام ستقدم منتجاً جيداً وإن كانت مواصفاته أقل من المنافسين ونعلم أن الشركات التي تنتج فقط لكي تبيع قد تصنع منتجاً لا يحرص على تجربة الاستخدام مهما كانت مواصفاته عالية، مع ذلك لا زال كثير من المعلقين يركزون على الأكثر والأكبر والأسرع وغير ذلك.

هل المنتج جيد؟ هل يخدمك؟ هل يقدم لك ما تريده؟ هذه الأسئلة لن تجد إجاباتها في جدول المواصفات ولا في مقارنات الأجهزة ولا حتى في اختبارات الأجهزة، بدون تجربة منك لن تستطيع أن تجد إجابة ويجب أن تكون التجربة طويلة كفاية، هناك فرق بين شخص يجرب الهاتف لكي يختبره ويكتب عنه في أسرع وقت وشخص يستخدم المنتج في حياته اليومية، لكن الإعلام التقني لا يصبر ويريد طرح الخبر والاختبار قبل الجميع، ومن نتائج ذلك أن تطرح بعض المواقع "استعراضاً" دون أن يلمس أصحابها المنتجات! كيف يمكنهم الحكم عليها؟

ثم هناك التعليقات التي تؤكد لي أنها عديمة الفائدة ولن أعمم، حديثي هنا عن المواقع والمدونات التقنية والتي في الغالب تشجع التعليقات بإثارة نقاشات حول المواصفات لكن حتى بدون أي إثارة ستجد ما يكفي من التعليقات التي لا تضيف شيئاً وتردد ما رددها آخرون مليون مرة في الماضي، يرددون: هذه الشركة هي الأفضل، هذه الشركة سرقت من هذه الشركة، كلكم أغبياء، الشركة الثالثة هي الأفضل، أنت الأحمق! أنت لا تفهم أي شيء في التقنية! روح ألعب بعيد!

بالطبع هذه صورة مصغرة لما يمكن أن يحدث في أي موضوع، وهناك تعليقات تنزل لمستويات أقل من ذلك بكثير، سؤالي هنا: طيب وبعدين؟!

بالأمس طرحت أبل آيفون 5، وآيبود تش الجديد، وآيبود نانو الجديد، وبالتأكيد هناك آلاف التعليقات في الشبكة على هذه المنتجات، يمكن اختصار هذه التعليقات في مجموعة صغيرة منها والباقي سيكون مكرراً، أردت أن أقرأ تعليقات جيدة في بعض المواقع لكن كم التعليقات غير المفيدة جعلني أتوقف.

خذ مثلاً آيبود نانو الجديد، رأيت ما يكفي من التعليقات التي تقول أنه يشبه هواتف نوكيا لوميا حتى سئمت من التعليقات وأغلقت المتصفح، يشبه أو لا يشبه، طيب وبعدين؟ هناك من رد بصور ليثبت أنه تصميم قديم من أبل وهناك عرض رسومات تخيلية ليثبت هذه النقطة، لو أن هذه التعليقات ظهرت مرة أو مرتين أو حتى خمس مرات فلا بأس لكن المعلقين يكررونها مرة بعد مرة ليثبتوا أنهم لا يريدون الحوار بل رمي الآراء يميناً وشمالاً دون انتباه لما سبق من التعليقات المطروحة.

آيبود نانو هو أكثر ما أعجبني من جديد أبل وأكثر ما أحبطني كذلك، آيبود تش جهاز رائع وبحجم شاشاته الجديد سيكون جهازاً أفضل للألعاب والتسلية ولتشغيل تطبيقات كثيرة، آيفون لا يهمني ولا يهمني أي هاتف ذكي.

نانو السابق كان بحجم صغير ولذلك صنعت له أحزمة تجعله كالساعة، تمنى كثيرون أن يبقى الجهاز كما هو وتضيف له أبل خصائص جديدة مثل بلوتوث لكي يتواصل مع آيفون، الجهاز كان مناسباً لمن يمارس الرياضة ولا يريد أن يضع شيئاً أكبر حول معصمه، لكن أبل غيرت كل شيء بالجهاز الجديد فهو أكبر حجماً وبالتأكيد ليس مناسباً لتلبسه كالساعة وإن احتفظ بالخصائص التي يريدها الرياضيون.

المثير في هذا الجهاز هو شاشته الجديدة الأكبر حجماً والمحبط فيه هو أيضاً شاشاته الجديدة، تمنيت لو أن أبل شجعت على تطوير تطبيقات لآيبود نانو السابق والآن مع الشاشة الأكبر هناك فرصة أكبر لتطبيقات أكثر وألعاب وبرامج تسلية ومع ذلك لا أتوقع أن أبل ستفعل أي شيء بخصوصه، سيبقى مجرد جهاز صوتيات وفيديو، قرأت لمن يشاركني أمنية أن يكون آيبود نانو هاتفاً صغيراً بتطبيقات صغيرة، حقيقة سيكون هاتفاً أريد شراءه لكنها مجرد أمنية لن تتحقق.

لا أفهم، عندما يمكن للبرامج أن تضيق قيمة وفائدة للجهاز فلم لا تقدم الشركات فرصة للناس لتطوير التطبيقات لأجهزتها؟

نقطة أخرى حول المواصفات، هناك تنافس حول الأخف وزناً والأنحف بين شركات الهواتف، أفهم أن تسعى الشركات لتجعل أجهزتها أخف وزناً، هذا أمر إيجابي، ماذا عن الأنحف؟ هنا أجد أن بعض المنتجات أنحف من اللازم وتجعل عملية الإمساك بها صعبة وغير مريحة بل وتجعل الجهاز عرضة للسقوط أكثر، أول ما أفكر به عندما يسقط هاتفي الرخيص هو "أتمنى أن يتعطل" لكن تباً له فهو لن يتعطل أبداً مهما تمنيت ذلك، عندما يسقط هاتف ذكي من يد مستخدم ففي الغالب سيسقط قلبه مع الهاتف، لذلك الأنحف لا يعني شيئاً بعد وصول حجم الجهاز لمستوى ما، على العكس يفترض بالشركات أن تجعل أجهزتها مريحة أكثر لليد وهذا يعني في الغالب أن تصبح أكبر حجماً بقليل، لكن هذه مجرد أمنية أخرى لن تتحقق، التنافس على الأنحف يبدو رائعاً عند تسويقه فلم تفوت الشركات هذه الفرصة؟

على أي حال، لا ألوم إلا نفسي، أعلم جيداً ما ساقرأه في التعليقات ثم أقرأ وأتضايق، أكرر نفس الخطأ لأن هناك دائماً أمل بحدوث تغيير لكن يبدو أنه أمل أحمق من البداية، ما أحلم به هو المدينة الفاضلة وهذه لا يمكن أن تجدها إلا في الكتب، لذلك، عودة إلى الكتب .. أراكم على خير.



ملاحظة مهمة: حسابي السابق في تويتر ليس حسابي، من المفترض أن يكون حسابي محذوفاً لكن شخصاً ما أعاده وللأسف صورتي موجودة في الحساب وكذلك عنوان موقعي، هل من طريقة لإيقاف الحساب؟ أو على الأقل حذف الصورة وعنوان الموقع؟

حذف الحساب.

4 تعليقات:

أبو عبد الله يقول...

جرب هذه الطريقة لإيقاف الحساب
http://www.internet.gov.sa/resources-ar/block-unblock-request-ar/block_service/twitter1/Impersonate/

غير معرف يقول...

كيف حذفت حسابك في تويتر؟ أم قمت بإيقافه مؤقتاً، حاول إسترجاعه. ثم حذف الصورة والموقع.
اﻷفضل أن تُبقيه بدون حذف، لكن لا تستخدمه.
إذا كان فعلاً شخص ما إنتحل شخصيتك فيمككنا أن نبلغ عنه على أنه spam ونرى ماذا يحدث.

Musaed يقول...

آمنا بالله بخصوص هاتف أنحف ..

بالله عليك .. هل يعقل شركات التلفزيون أن تسعى لتلفزيون أنحف !!! هل سأحمله أنا أو أدخله في جيبي أو ستفرق معي النحافة؟!

عبدالله المهيري يقول...

@أبو عبدالله: جزاك الله خيراً، اتبعت الطريقة وحذف الحساب.

@أبو إياس: كان من الأفضل ألا أستخدمه، لكن الآن الحساب حذف بشكل نهائي.

@مساعد: لم أفكر بهذه، صدقت، الشركات تحاول تسويق منتجاتها حتى بخصائص غير منطقية.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.