الأربعاء، 27 يوليو 2011

رجال يحيكون ويخيطون وأشياء أخرى

أشرت إلى منتج على الرف وسألته "شو رايك داوود؟" نظر إلى الرف ورأى معدات للخياطة والحياكة، فأكملت بما معناه "بدلاً من الجلوس بلا عمل في المؤسسات الحكومية والخاصة يمكننا أن نحيك ونخيط في أوقات الانتظار" ضحك داوود ولاحظت في هذه اللحظة أن امرأة لا تبعد عنا كثيراً يبدو أنها سمعت ما أقول وكانت تنظر لنا بعيون غير مصدقة وتحدق ... لم أكترث، كنت فقط أمازح داوود.

هل تستطيع تخيل المنظر؟ تصور ... فقط تصور أنك دخلت لمؤسسة حكومية لتنهي معاملتك وأخذت رقماً وجلست تنتظر دورك لتجد بجانبك رجلين أحدهما بلحية بيضاء يمارسان الحياكة بهدوء ويتحدثان كالعجائز.

كنت نصف جاد عندما كلمت داوود عن الحياكة، يدي لا تعرف مهارة غير الكتابة على لوحة المفاتيح ووضع الطعام في فمي وما عدى ذلك لا يمكنني فعل شيء، أريد تعلم مهارات مختلفة لكي تتعلم يدي فعل شيء آخر وقد بدأت بأمور بسيطة كتعلم كتابة الحروف اليابانية وتعلم الخط العربي لأن خط كتابتي بشع إن كتبت ببطء وأبشع إن كتبت بسرعة، أما الحياكة فحقيقة أنا أفكر في تعلم هذه المهارة خصوصاً أن أدواتها لا تكلف الكثير، يمكن شراء صندوق يحوي كل شيء لحياكة رسمة جاهزة وقد وجدت العديد منها في مكتبة جرير وكذلك في جمعية أبوظبي التعاونية.

لا شك لدي أن العديد من قراء هذه الكلمات سيستغربون، الحياكة والخياطة تبدو هوايات نسائية ولا أوافق على ذلك، أخبروني من كان يخيط ثوبه ويخصف نعله؟ أحياناً ينقطع ثوب ألبسه في المنزل أو ما يسميه البعض ثوب النوم ولا أرغب في الذهاب به إلى الخياط ليصلحه لي في حين أنني أستطيع إصلاحه بنفسي لو كنت أعرف كيف أفعل ذلك، بل أحياناً أتمنى لو أنني أفصل أنا ثوب النوم هذا خصوصاً أن تصميمه بسيط، ويمتد الأمر لأفكر، لم لا أستطيع صنع الطاولة التي أكتب عليها؟ ماذا عن صناديق التخزين لم أشتريها في حين أنني أستطيع صنع شيء مثلها ... لو كنت أعرف كيف أفعل ذلك، فلم لا أتعلم؟

الفكرة هنا أنني أريد الاعتماد على نفسي لأسباب مختلفة، أريد ليدي أن تتعلم مهارات مختلفة، هذا كل شيء.



كتبت في تويتر أنني لا أجد صوراً لسوق أبوظبي المركزي القديم، فردت إحدى الأخوات بأنها تملك صوراً للسوق وستنشرها في مدونتها وقد نشر الموضوع مع مجموعة من الصور، بالنسبة لي كل صورة أعتبرها كنزاً، كل صورة تذكرني بأشياء وأيام مضت، من المؤسف فعلاً أن السوق هدم وبديله ليس له طعم ولا رائحة، كان يفترض أن يرمموا السوق القديم أو على الأقل يعيدوا بناءه بنفس الشكل مع تطوير ما يحتاج لتطوير، أبوظبي مدينة تفقد ذاكرتها ... هذا ما أشعر به، كثير من الأماكن القديمة لم يعد لها وجود.

شكراً للأخت الفاضلة على نشر الصور والموضوع، وهذه دعوة لكل من يملك صوراً للسوق أو لأي مكان في أبوظبي أن ينشر الصور ويخبرني عنها.



في موضوع آخر، أنهيت أخيراً تصنيف كل مواضيع مدونتي المنوعة من هنا وهناك، مشكلة تمبلر أنه لا يوفر محرك بحث جيد ولهذا السبب كدت أن أتخلى عن المدونة لكن وجدت حلاً لا بأس به، إن زرت المدونة فانزل إلى آخر الصفحة وستجد العديد من التصنيفات، يمكن البحث عن المواضيع من خلال هذه التصنيفات، ليس الحل الأفضل لكنه حل مناسب لمدونة مثل هذه.

لمن أراد وضع تصنيفات مماثلة في مدونته على تمبلر فعليه زيارة هذا الموقع: rive.rs

4 تعليقات:

قادة يقول...

صحيح، الحياكة امر ممتع بلا شك. زد على ذلك ان الافكار المساعدة على تحسين وتطوير حياة الناس تنطلق من هذه النقاط. ان نقوم بعمل ما مختلف. للاسف لدينا نحن العرب عادة الاستهلاك التي تجعلنا لا نفكر في اي عمل من الممكن ان يقدم خدمة بسيطة لنا او لغيرنا. الحياكة مثلا انموذج بسيط وواحد لعديد الامور التي يمكننا ان نفعلها و قد تؤدي بنا الى استغلالها ولربما الى الاستثمار فيها وابعاد شبح استيراد كل شيء.

مبارك محمد يقول...

الحياكة أو الغزل، لحظة نفسية رائعة أخي عبدالله، لم أجربها، لكن زوجتي أخبرتني بتجربة من حولها من النساء، لذلك إذا تضايقت المرأة من شيء وأرادت أن تشغل نفسها بشيء يليها عن التفكير فيما ضايقها فعليها بالغزل.

جسري يقول...

ـــ أول ما قرأت السطور، ارتسم في مخيلتي منظر تلك الجدة التي تجلس أمام الموقد، في ليلة باردة ومثلجة، وفي يديها الإبرة والخيط، وتنسج وتحيك الكنزة الصوفية لحفيدها... يا الله، كم نفتقد في حياتنا لحظات سعيدة، ولكن ما تقوله يا سيد عبدالله ليس بغريب، فلا بأس إن قام الرجل بحياكة ثيابه (أو ترقيعها) فأبي يفعل ذلك، لكن ليس أمام الناس، هذا محرج =)

ـــ نحن في سوريا، نعتبر دولة الإمارات أنها دولة للعمل، ليس فيها مناطق قديمة (كـ دمشق القديم عندنا)، وأناسها دائماً يعملون، وليس عندهم وقت للجلوس مع العائلة. هذا انطباعي عن أبوظبي!

ـــ الثيم الذي تستخدمه يا سيدعبدالله في تمبلر لم أحبه، أتمنى أن أحصل على هذا الثيم (zenhabits.tumblr.com)، إنه رائع!

سعد يقول...

لا يهم رأي الناس في ما تود تعلمه , والكثير من الأمور يجب أن لا تتوقف في "كم أريد أن".
إبدأ تعلم ما تود تعلمه فالوقت لا ينتظر.
أبي تعلم النجارة بالعين مراقبا جدي رحمهم الله جميعا.
رغم أن جدي لم يعلمه شيئا من تلك الحرفة إلا أن أبي رحمه الله تعلمها وأتقنها خصوصا حين عمل مع شخص إيطالي أهداه في الأخير صندوق أدواته إعتبره أبي كنزا , وفعلا كان كنزا عشنا ولبسنا منه.