الاثنين، 12 يوليو 2010

إما التوظيف وإما الاعتذار مع توضيح السبب

قبل التخرج من الجامعة أو الكلية بأشهر يبدأ بعض الطلبة بجمع أوراقهم وكتابة سيرتهم الذاتية ثم إرسالها لمؤسسات مختلفة، قد يفعل نفس الأمر من تخرج من الثانوية العامة أو أي عاطل عن العمل، في الغالب يذهب الشخص بنفسه إلى المؤسسة ويسلم أوراقه في مكتب الاستقبال أو في قسم شؤون الموظفين أو قد يزور معرض توظيف ويعطي أوراقه لأكثر من مؤسسة.

البعض يوفق ويحصل على وظيفة، ماذا عن البعض الآخر؟ من لم يحصل على وظيفة ماذا يحدث له؟ إليكم ما يحدث، ينتظر ثم ينتظر ثم ينتظر، يذهب للمؤسسة مرة أخرى ويذكرهم بالأمر وقد يعطيهم مرة أخرى نسخاً جديدة من أوراقه ثم يعود للعبة الانتظار وما أبشعها من لعبة، هذه اللعبة مارسها البعض لسنوات بعد تخرجهم ولا فرق بين من يحمل شهادة جامعية أو ثانوية، الحصول على شهادة جامعية لن يضمن للجامعي أنه سيحصل على فرصة عمل.

المؤسسات يمكنها أن تكون أكثر إنسانية بأن تكون أكثر صراحة، فهي إما أن تستطيع أن توظف الشخص أو لا تستطيع، فإن كانت تستطيع توظيفه فهذا ما يريده المتقدم للوظيفة، وإن لم تكن تستطيع ذلك فعلى الأقل يجب عليها أن تنهي لعبة الانتظار هذه وترسل له رسالة رسمية تخبره فيها أنها غير قادرة على توظيفه وتوضح السبب، ربما لم يعد هناك شاغر، ربما هناك شخص مؤهل أكثر للوظيفة وحصل عليها، ربما لم يحصل أحد على الوظيفة لكن المؤسسة لا تريد توظيف شخص بدون خبرة حقيقية، المهم أن توضح وتنهي لعبة الانتظار.

"لكن المتقدمين للوظيفة كثر وليس من المعقول مراسلتهم كلهم" هذا أول اعتراض سمعته وقد أقرأه في أحد الردود، وجوابي بأن شركات أمريكية كثيرة تفعل ذلك، كذلك الأمر في أوروبا واليابان، إن كان هؤلاء يستطيعون مراسلة المتقدمين للوظائف فلا أرى مانعاً من أن تتمكن مؤسساتنا من فعل نفس الأمر.

نقطة ثانية قد يثيرها البعض وهي "لماذا ينتظر وظيفة؟ لم لا يعمل في مشروعه الخاص" وهذا لا علاقة له بالموضوع، في البداية قد يكون المتقدم للوظائف يعمل بالفعل في مشروعه الخاص لكنه أيضاً يبحث عن وظيفة، أليس من الأجدى لهذا الشخص أن يعرف ما إذا كان سيحصل على الوظيفة أم لا؟ الانتظار حالة نفسية لا يحبها أحد، الانتظار لا يعني بالضرورة أن الشخص لا يفعل شيئاً آخر غير الانتظار، من الأفضل للمنتظر أن يسمع الخبر المؤلم فيوفر على نفسه قلق الانتظار والترقب ليفرغ عقله لأمر آخر.

كل ما أدعوا له هو قليل من الإنسانية في تعامل المؤسسات مع الناس، لا تعطوا الأمل للشخص ثم تسلبوه منه ببطء، هذا يتكرر مرة تلو مرة إلى أن يصاب المرء بالضجر ثم الإحباط ثم الغضب وربما يصل إلى اليأس.

لماذا كتبت هذا الموضوع؟ قرأت في كتاب كيف اعتذرت شركة أمريكية لأحد المتقدمين لوظيفة في الشركة، لماذا لا يحدث هذا لدينا؟

14 تعليقات:

Unknown يقول...

كذلك يمكن للشركة أن تعلن عن أسماء المقبولين للوظائف في مقر الشركة (في موقعها، في أي مكان)، ومن لم يجد اسمه هناك فليبحث عن وظيفة أخرى..

المشكلة حينما تجد إسم شخص لم يجتز اختبار القبول، في لائحة أسماء المقبولين!!
هذا يفتح نقاشا آخر..

غير معرف يقول...

أوافقك فكرة الرد الصريح من المؤسسات والشركات مطلوب . لماذا يريد صاحب العمل من "طالبي العمل" أن يكونوا في وضع الاستعداد في أي وقت ؟؟ بينما "طالب العمل" يريد البدء فورا ولا يكون مثل المفتاح الاحتياطي !

budaim يقول...

أنا مؤمن بالعمل قبل التخرج ,

لعدة أسباب ,

أهمها اكتساب الخبرة التي دائمًا ما تكون العائق في التقدم لأي وظيفة ,

محمد ناصر يقول...

إنها ثقافة الأعمال والتي لا تتوافر لدينا

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

في تجربتي بعض الشركات الأمريكية تفعل ذلك لكن أكثرها لا يفعل إذا كان التقديم للعمل تم عن طريق الإنترنت حيث أن الأعداد تصل للمئات وربما الالاف. الجهات الحكومية والرسمية والشركات الكبيرة هي غالبا من فعل ذلك في تجربتي لا سيكا اذا كان التقديم قد تم عن غير طريق الانترنت. اعتقد ان الانسان عليه ان يقدم على الوظيفة ثم ينساها تماما وكأنه لم يقدم الا في حالات خاصة حينما يكون للمتقدم اهتماما خاصاً بالشركة او نوع العمل ويثق انه يمكن ان يضيف للشركة حينها من الممكن المتابعة مع الشركة.

حسن يحيى يقول...

مسألة إحترام متبادل ليس أكثر ولا أقل، بالتأكيد عدم الرد يدل إما على عدم الإهتمام أو عدم الاحترام !


تقبل فائق احترامي.

X يقول...

تدوينة أخرى تصف حالة الانتظار التي أعيشها الآن . متخرّج قبل شهر و أبحث عن عمل "مناسب" . العبارة التي أسمعها ، " حط أوراقك وفي أقرب فرصة نتصل فيك " . البعض لايريد " تحطيم " الشخص الذي أمامه ، فيعطيه مثل ذلك الرد . والبعض الآخر يقول ذلك الرد من باب التبلّد الإنساني الذي يعيشه ذلك الموظف أو تلك الشركة . المشكلة أنك تتعلّق بشركة ما وحلم ما .. وتفوت عليك فرص أخرى كانت محققة .
الله يوفقنا جميعاً ..

Mohamed Shedou محمد شدو يقول...

تعديل بسيط فيما قلته أعلى بخصوص عدم رد الشركات في امريكا للمتقدمين عن طريق النت، الذي يحدث ان الشركة تجهز ردا آلياً يوضح انها لن تستطيع الرد إلا على المتقدمين الذين ترى الشركة فرصة لتعيينهم وتعتذر عن الرد على الاخرين. هل نعد هذا رداً مقدماً؟ هو افضل من عدم التوضيح مقدما او مؤخرا كما أنه يوفر على الشركة الرد على كل من تقدم للوظيفة.

Adabclub يقول...

مدونة روعة

ماشاء الله

عبداللطيف العماري.. يقول...

أشكرك أخي ،، موضوع في غاية الأهمية وجاء على الجرح واتمنى من لهم سلطة في هذة الأماكن أن يفصلوا الأمر للناس بأسرع وقت ممكن ولاتتركوهم لا أحياء ولا أموات ..

سكندري يقول...

تدوينة جميلة يا أستاذ عبد الله

بالنسبة للرد فالموضوع سهل جداً لأن البيانات الاساسية الخاصة بأي متقدم للوظيفة من الممكن وضعها في داتا بيز و معرفة السبب الذي تم تجاهل المتقدم لعمل لسببه و يتم إرسال رسالة للمتقدم لتدله بسرعة علي خطأه فيبحث عن وظيفة جديدة في مكان أخر..

و غالباً ما تتكررالاسباب فمثلاً

*خبرة غير متوفرة لشغل هذه الوضيفة
*مستوي أنجليزي ضعيف
*هناك من هو أجدر منك في شغل هذه الوظيفة ... إلخ

فيتم ارسال سبب ما لكل مجموعة من المتقدمين
أظن الموضوع سهل جدااااااااً

أنما شبح الانتظار الذي يظل جاسم علي نفسه كل يوم و ينمي نفسه بتلفون من الشركة فهو أمر في غاية الحماقة من الشركات !!!!

أعرف شخص تم امتحانه في شركة ما وكان يقدم في عدة شركات في نفس الوقت فامتحن في الاولي و اتصولوا به بعد شهر للامتحان أخر و بعد شهرين لمقابلة شخصية حتي تم الموافقة عليه ...

عندها كان هو توظف في شركة أخري أفضل من الأولي
أذن الشركة خسرت وقت و مجهود و طالب وظيفة مناسب تماماً لشغل الوظيفة

و الشخص تشتت بين الشركات !!!

تقبل مروري و تعليقي الطويل (:

عصام يقول...

هنالك سبب استغلالي جدا من ضمن الأسباب التي خبرتها عن تجربة شخصية (من داخل الشركة): الشركة لا ترد بالرفض على المتقدمين على امل أن تضعهم في لائحة احتياط إن لم يناسبهم المقبولون أن هؤلاء لم يلتحقوا بالعمل في الموعد المحدد لحصولهم على عمل أفضل.

قمة الأنانية والاستغلال كما ترى.. الحياة مليئة هذه المتع!

مشعل العصيمي يقول...

هلا استاذي
اتوقع المشكلة أكبر من ذلك ,المشكلة مشكلة ثقافة واهتمام بالطرف الأخر.
تجد في كثير من المواقع الحكومية راسلنا على البريد الالكتروني كذا وكذا
هل جربت ذلك؟
أنا جربت أكثر من مرة لأكثر من جهة
حتى رد ألي لم يصل
لماذا تضع بريد إذا كنت لن ترد عليه
حقيقة ليس لدي جواب

غير معرف يقول...

لللاسف أخي هذا الوضوع موجود في مؤسساتنا وشركتنا العربية
لأني قمت بتقدم طلبت لمؤسسات اجنبية هنا وفي الخارج دائماً لا يتاخروا علي بالرد مهما كان سبب الرفض فانهم يذكروه لي ..
حتى أني في آخر مرة راسلت فيها شركة محلية كبت ملاحظة في ىخر الأيميل أرجوا الرد بالسلب أو الأيجاب ..ومع هذا لا حياة لمن تنادي ..