الثلاثاء، 4 مايو 2010

حاسوب شخصي جداً

كانت عبارة "حاسوب شخصي جداً" تدور في ذهني منذ أشهر، كنت أريد الكتابة عن فكرة الحاسوب الذي أحمله معي في كل مكان وقبل النوم أضعه على الطاولة بجانب السرير كما أضع نظارتي والكتاب الذي أقرأه، اليوم وفي الصباح الباكر أجد من يتحدث عن نفس المفهوم أو على الأقل يستخدم نفس العبارة.

أوافق أن الهواتف الذكية هي حواسيب الغد وهذا ما رددته في مواضيع وتعليقات مختلفة، الهواتف الذكية والأجهزة المماثلة لآيباد وآيفون ستكون حواسيب المستقبل، ستنخفض مبيعات الحواسيب التقليدية تدريجياً لأن الناس سيجدون أن الحاسوب اللوحي يعطيهم كل ما يريدون وليسوا بحاجة لحاسوب محمول أو مكتبي.

وبمناسبة الحديث عن الحاسوب المكتبي، قبل سنوات قليلة بدأت الحواسيب النقالة في منافسة الحواسيب المكتبية من ناحية المبيعات، كان كثير من الناس يشككون في إمكانية أن تتجاوز مبيعات الحواسيب النقالة مبيعات الحواسيب المكتبية لكن هذا ما حدث ولا يعني ذلك أن الحواسيب المكتبية اختفت ولم يعد لها حاجة، ستبقى هذه الحواسيب معنا لأن هناك أناس يحتاجونها أو يفضلونها.

ثم ظهرت الحواسيب الصغيرة الضعيفة والتي تسمى نيتبوك بشاشات صغيرة وأداء هزيل ومع ذلك نجحت في تحقيق مبيعات جيدة، والآن آيباد ظهر واشترى الناس منه مليون نسخة في أمريكا فقط خلال أقل من شهر وظهرت منتجات تقلده وتحاول أن تنافسه وستظهر مزيد من المنتجات في الأشهر القادمة، وإن كانت الشائعات صحيحة فمايكروسوفت خارج لعبة الحواسيب اللوحية حتى الآن وهذا أمر مؤسف، لا بد من وجود منافسة ومايكروسوفت تستطيع أن تنافس لكن عليها أن تتعامل مع الحواسيب اللوحية بعقلية مختلفة، مايكروسوفت جربت الحواسيب اللوحية قبل سنوات ولم تنجح، واجهة ويندوز لا تصلح لكل جهاز فهي مصممة للحاسوب التقليدي، الحاسوب اللوحي بحاجة لواجهة مختلفة.

على أي حال، ظهور الحاسوب اللوحي وانتشاره لن يقتل الحاسوب النقال ولا المكتبي، كل ما في الأمر أن السوق يتحرك في اتجاه مختلف، العقد الماضي كان عقد انتقال الناس إلى الحواسيب النقالة، والذي قبله كان عقد انتشار الإنترنت عالمياً وانتشار الحاسوب المكتبي وازيداد أهميته، وقبل ذلك كان عقد بداية الحاسوب المنزلي والحاسوب الشخصي، من ينظر إلى السنوات الثلاثة الماضية فلن يلاحظ أن التغيير المستمر في صناعة الحاسوب - من ناحية الأجهزة على الأقل - لم ينقطع منذ بداية ظهور الحواسيب الرقمية في الخمسينات وحتى اليوم والتغيير سيستمر ولا أظن أن هناك نقطة ما في المستقبل القريب نستطيع أن نقول فيها أننا وصلنا إلى مرحلة الثبات.

عندما قرأت عبارة Very personal Computer في قارئ غوغل لم أنتظر لأقرأ المحتويات بل قاومت رغبتي بالصراخ على الشاشة، لماذا لم أتحدث عن الموضوع من قبل؟ هذا مثال آخر لفكرة زارتني وبالتأكيد زارت شخصاً آخر، الفرق أنه كتب وأنا اكتفيت بالتفكير، صحيح أن الفكرة مجرد جملة، لكنني كاتب وأحب أن أسبق غيري من الكتاب إلى أفكار مشتركة بيننا، فكرة الحاسوب الشخصي جداً هذه لا بد أنها خطرت على ذهن العديد من الناس، فهل من الخطأ أن أتمنى أن أكون الأول الذي يتحدث عنها؟ لا :-)

قريباً إن شاء الله أنشر مقالة حول تاريخ الحواسيب اللوحية، ولا زلت أتصارع مع فكرة مقالة عن آيباد، كلما تأخرت في كتابتها زاد احتمال عدم كتابتها لأنني سئمت الجدل الدائر حوله وحول قرارات أبل المختلفة التي أثارت ضجة أراها ضجيجاً لا داعي له وقضية ضحمت إلى حجم هائل لا تستحقه.

9 تعليقات:

غير معرف يقول...

قرأت منذ فترة رد في احدى المنتديات الاجنبية و اعجبني اختصاره و فائدته لما يحصل في صناعة الحاسب, الصق الرد هنا (مع تعديل طفيف) للفائدة:


IBM got beeten by Compaq because CPQ started selling cheap 386 cpus while ibm where selling them at premium price, CPQ cloned the IBM architecture and made the "ibm compatible" PCs, CPQ aggressively sold low-cost PC which costed even 4 times less than a IBM AT!
and also, IBM lost control of the software since it was owned by M$.

yet, it took ~5 years to consolidate this process.
most of the analysts wrote that CPQ was not going to live long, that ibm would have eaten, that CPQ days were numbered etc etc

conclusion : CPQ for many years has been the world's nr.#1 PC manufacturer.

now DELL killed CPQ as well, and HP made the rest "merging" and digesting what was left of the CPQ.

but DELL too had 1 serious reason to compete with CPQ : the direct selling!

how can a normal company compete with a direct seller like DELL?

ONLY with pricing, and that's the only way to kill Dell.

and since DELL computers aren't exactly cheap i think before or later some smart chinese company will kick them out of the scene, then chinese prices will go up and the story will repeat again and again.

but the truth here is :

anything is possible but it takes always YEARS to happen.

بالتوفيق
مرشد

حسن الراشدي يقول...

أنا أفضل الحاسوب المكتبي بعد أن تركته زمناً طويلاً، مدري احس إنه يتحمل الشغل المتواصل ..

انتبه فكرة المقالة حول :تاريخ الحواسيب اللوحية لا تروح منك ^^

R-H-S يقول...

يعني ايه حاسوب لوحي؟

عبدالله المهيري يقول...

@مرشد: فعلاً، كل شيء ممكن لكنه يحتاج سنوات ليحدث، أشكرك.

@حسن الراشدي: المساحة الأكبر تعني إمكانية توفير تهوية وتبريد أفضل، هذا ربما يجعل الحاسوب المكتبي يتحمل العمل الشاق أكثر، ولا تخشى بخصوص المقالة، أخطط لها وسأنشرها قريباً إن شاء الله.

@عاوز أصحى: حاسوب Tablet، مثل آيباد.

محمد يقول...

أعتقد أن أمتلاك جهازك مكتبي وجهاز لوحي وهاتف محمول يكفي ولا حاجة للجهاز المحمول.

ربما منتجات آبل هي الأفضل:

iMac و iPhone و iPad تكفيك للقيام بكل شيء من إنجاز المهام وترتيب المواعيد وكذلك للتسلية.

غير معرف يقول...

مايكروسوفت تحتاج إلى تطوير نظام جديد خاص بالحواسب اللوحية

و ليس مجرد تعديل ويندوز أو حتى ويندوز موبايل

Musaed يقول...

طيب و لماذا تخفي المقالة مادامها مكتوبة؟ إنشرها لعلك تؤثر على شخص من غير لا تشعر , كتبت مقالات تعتب عليها و لم أجد تأثير ملحوظ و كتبت مقالات عادية و وجدت تأثر عجيب من بعض القراء

عبدالله المهيري يقول...

@محمد القباني: لكل رأي، شخصياً أرى أن معظم الناس سيكفيهم الحاسوب اللوحي، أما الهاتف فليس بالضرورة أن يكون هاتفاً ذكياً بل يمكنه أن يكون أبسط هاتف.

@غير معرف: أتفق معك.

@مساعد: ليس هناك مقالة مكتوبة إنما مجرد فكرة في عقلي، مقالة تاريخ الحواسيب اللوحية أعدها حالياً وتحتاج لبعض الوقت لكي أتاكد من صحة المعلومات، أما مقالة الحاسوب الشخصي جداً فلم أكتبها بعد.

محمد يقول...

أخي عبدالله صحيح أن الهاتف لا يهم أن كان ذكياً أو لا، لكن في حال امتلاكك للجهاز اللوحي iPad أو غيره صدقني أنك بحاجة كبيرة لإستخدام الحاسب الشخصي سواءً كان محمول أم مكتبي مع أنني أفضل المكتبي لأن المحمول يحل بدله الجهاز اللوحي، كما أنك لن تتمكن من نقل الملفات ألا عن طريق الآيتونز.

تقبل مروري المتواضع.