حوار آخر في تويتر دفعني لأكتب هذا الموضوع، والبداية كانت من هذه "التويتة" التي ظهرت لي في الصفحة الرئيسية من تويتر:
أشبه الأمر بمجموعة من الناس ثيابهم قذرة وسخة ومن بينهم واحد يحاول أن يلبس النظيف ويتعلم كيف يفعل ذلك، بدلاً من أن يحاكوه ويرتقوا بأنفسهم؛ تدفعهم غريزة بدائية جماعية لا عقل لها إلى الهجوم عليه لأنه يحاول أن يكون مختلفاً ويحاولون أن يجروه إليهم ليبقى وسخاً مثلهم .. ألم يقل الحكيم جل وعلا: أخرجوا آل لوط من قريتكم، إنهم أناس يتطهرون.
لاحظ الاعتراض على الطهارة، لاحظ إلى أي مدى يمكن أن يصل العفن في قلوب الناس وعقولهم لدرجة تجعلهم ينكرون الطهارة والعفة ونظافة النفس والبدن، كذلك الحال مع العلم والثقافة، وصل الحال ببعض الناس إلى اعتبارهما نوعاً من الطهارة الموجبة لإخراج الآخرين من أرضهم، يتفاخر البعض بعدم قراءة الكتب، بل يعمل البعض على السخرية من كل شيء له رائحة العلم والثقافة ووصل الحال في بعض الدول إلى أن تصبح الثقافة تهمة بل تصبح بعض عناوين الكتب دليل إدانة في محكمة، كأنما القارئ إذا قرأ كتاباً فهو يؤمن بكل حرف فيه.
بينما العلم الحق والثقافة تجد السخرية والاستهزاء والهجران، تجد الشهادات المدرسية والجامعية اهتماماً أكبر ويعتبر البعض الشهادة هي العلم لأنها تعبد الطريق نحو وظيفة - أي وظيفة - بينما الكتب لا فائدة منها لأنها لا تعطيك في آخرها شهادة أو ورقة يمكن إضافتها إلى السيرة الذاتية.
هذه واحدة من أعمق مشاكلنا كعرب، ليس الأمية مشكلة فقط بل الجهل المركب، أمية المتعلمين، وحرب بعض المتعلمين على الثقافة والقراءة والتعلم الحق، واكتفاء الكثيرين بالتعليم المدرسي والجامعي - على عيوبه - واعتباره الوسيلة الوحيدة للعلم، بمعنى يقضي أحدهم ٢٠ عاماً من عمره في مدرسة وجامعة ثم يتوقف عن التعلم الذاتي باقي عمره، كأن الدنيا توقفت عن باب آخر شهادة مدرسية أو جامعية حصل عليها.
ليس هناك الكثير لأقوله هنا، لأنني لا أعرف ما الذي يمكن فعله لحل هذه المشكلة، يمكنني الإشارة لها كما فعلت أعلاه لكي أنبه البعض إلى وجودها، وصدقني كنت اعرف وجودها لكن لم أدرك إلى أي مدى تؤثر علينا هذه الظاهرة ولم أكن أدرك حجمها حتى فكرت بالأمر طويلاً.
هذا الموضوع مجرد فضفضة، إن كنت تقرأ الكتب وتتعلم بنفسك وتجد متعة في ذلك؛ فأكمل السير، أنت في الطريق الصحيح.
كونك لا تقرأ فهذه كارثة!!!
أما التباهي بأنك لا تقرأ، فهذه أم الكوارث!
— سارة دندراوي (@SarahD) October 29, 2014
فكان ردي:
@SarahD @XenOash هناك مصطلح إنجليزي يصلح لوصف هؤلاء، البعض يكن العداوة لكل شيء متعلق بالثقافة والفكر https://t.co/uT4M0OGccd
— Abdulla Al Muhairi (@minimalistway) October 29, 2014
وعلق الأخ أشرف قائلاً:
@minimalistway @SarahD أعداء الفكر يصلح لأن يكون مسماهم بالعربي
— Ashraf Baroom (@XenOash) October 31, 2014
واحدة من أعمق مشاكلنا أن هناك أعداء للفكر، أعداء للثقافة وللتعلم الحق، الاستهزاء بالمثقفين ومن يحاول التعلم أمر جربه كثير منا، أن تقرأ مجلة ثقافية أمام الجميع قد يعني أن تصبح مركزاً للاستهزاء بك وبالمجلة والثقافة بشكل عام، وإن كنت تلبس النظارة فهي إضافة أخرى لقائمة الاستهزاء فهي ترتبط بالمثقفين، أليس كذلك؟!أشبه الأمر بمجموعة من الناس ثيابهم قذرة وسخة ومن بينهم واحد يحاول أن يلبس النظيف ويتعلم كيف يفعل ذلك، بدلاً من أن يحاكوه ويرتقوا بأنفسهم؛ تدفعهم غريزة بدائية جماعية لا عقل لها إلى الهجوم عليه لأنه يحاول أن يكون مختلفاً ويحاولون أن يجروه إليهم ليبقى وسخاً مثلهم .. ألم يقل الحكيم جل وعلا: أخرجوا آل لوط من قريتكم، إنهم أناس يتطهرون.
لاحظ الاعتراض على الطهارة، لاحظ إلى أي مدى يمكن أن يصل العفن في قلوب الناس وعقولهم لدرجة تجعلهم ينكرون الطهارة والعفة ونظافة النفس والبدن، كذلك الحال مع العلم والثقافة، وصل الحال ببعض الناس إلى اعتبارهما نوعاً من الطهارة الموجبة لإخراج الآخرين من أرضهم، يتفاخر البعض بعدم قراءة الكتب، بل يعمل البعض على السخرية من كل شيء له رائحة العلم والثقافة ووصل الحال في بعض الدول إلى أن تصبح الثقافة تهمة بل تصبح بعض عناوين الكتب دليل إدانة في محكمة، كأنما القارئ إذا قرأ كتاباً فهو يؤمن بكل حرف فيه.
بينما العلم الحق والثقافة تجد السخرية والاستهزاء والهجران، تجد الشهادات المدرسية والجامعية اهتماماً أكبر ويعتبر البعض الشهادة هي العلم لأنها تعبد الطريق نحو وظيفة - أي وظيفة - بينما الكتب لا فائدة منها لأنها لا تعطيك في آخرها شهادة أو ورقة يمكن إضافتها إلى السيرة الذاتية.
هذه واحدة من أعمق مشاكلنا كعرب، ليس الأمية مشكلة فقط بل الجهل المركب، أمية المتعلمين، وحرب بعض المتعلمين على الثقافة والقراءة والتعلم الحق، واكتفاء الكثيرين بالتعليم المدرسي والجامعي - على عيوبه - واعتباره الوسيلة الوحيدة للعلم، بمعنى يقضي أحدهم ٢٠ عاماً من عمره في مدرسة وجامعة ثم يتوقف عن التعلم الذاتي باقي عمره، كأن الدنيا توقفت عن باب آخر شهادة مدرسية أو جامعية حصل عليها.
ليس هناك الكثير لأقوله هنا، لأنني لا أعرف ما الذي يمكن فعله لحل هذه المشكلة، يمكنني الإشارة لها كما فعلت أعلاه لكي أنبه البعض إلى وجودها، وصدقني كنت اعرف وجودها لكن لم أدرك إلى أي مدى تؤثر علينا هذه الظاهرة ولم أكن أدرك حجمها حتى فكرت بالأمر طويلاً.
هذا الموضوع مجرد فضفضة، إن كنت تقرأ الكتب وتتعلم بنفسك وتجد متعة في ذلك؛ فأكمل السير، أنت في الطريق الصحيح.
6 تعليقات:
موضوع جيد للنقاش، فقد باتت ظاهرة السخرية ملاذ الفارغين، لكل من يحمل كتاباً ، فقد تعرضت لعدة مواقف تثير شفقتي على هذه الفئة من المجتمع اكثر وأكثر، عندما كنت أذهب بصحبة كتبي لأحد مقاهي المول لأقرأ لا تمر دقيقة بدون تعليق ساخر سواءً من بنات أو شباب ..
مؤسف جداً ماسمعته ويظهر كمية الفراغ واللاوعي الذي يعيشه بعض أفراد المجتمع ..
@Esraa: أمر مؤسف حقاً، استمري في القراءة، هذا هو الحل الوحيد في رأيي، لعل أحدهم يرى في ذلك خيراً فيغير نفسه.
شىء غريب فعلا. فعندما كنت اصل للبيت من الدرس بعد منتصف الليل كان بعض الشباب السهرانين يضحكون. كنت اراهم كالمجانين. لكن على اى حال حالى افضل او سيكون افضل من حالهم ان شاء الله مما سيجعلهم يتحسرون على الاستهزاء بى.
شيئان اخران: ارتدى نظارة واحب القراءة. للاسف لطالما مان ابى رافضا لفكرة قراءة مجلة العربى الكويتية لانها تضيع الوقت الثمين من وجهة نظره.
نحتاج فى منطقتنا الشرق الاوسط السعيد لمعجزة كى تسير الامور على ما يرام!
@Moheb: أشفق عليهم هؤلاء الشباب، لو أن القراءة نوع من الكعك يمكن تذوقه بسرعة لعرفوا ما الذي يفقدونه، لكن القراءة شيء يحتاج لصبر لكي تتذوق حلاوته، ولا تهتم بهم، كن كالجدار يرجع صدى ضحكاتهم إليهم، أما النظارة فأنا وأنت أخي الكريم :-) ألبسها منذ كنت في التاسعة من عمري وفخور بها، لا يمكنني أن أعيش بدونها وألبسها طوال الوقت.
مجلة العربي الكويتية واحدة من أفضل المجلات العربية، ومؤسف هذا الموقف من المجلة، ربما بإمكانك قرائتها خارج المنزل؟ أو محاولة إقناعه بقرائتها؟ وهل هذا موقفه من مجلات عربية أخرى؟ على أي حال، نحن بالفعل بحاجة لمعجزات لكنني شخصياً متفائل، لأنني كلما زرت معرض الكتاب في أبوظبي والشارقة وجدتهما مزدحمان بالقراء الذين تعبت أيديهم من أوزان الكتب.
ليست القراءة فقط!، بل أي شيء يتعلق بالفهم كأن تكون مبرمجاً وسط مجموعة من الناس لا تتعدى معرفتهم التقنية حدود الفيسبوك
السلام عليكم .. اول مره ادخل هذه المدونة واعجبت بالمواضيع حقا .. انا لا احب المجلات كوني "من وجهة نظري " استطيع ان اقرا مافي المجله بالجوال او اللاب توب " ولن اشتري المجله بثمن وقدره وهي ذات صفحات قليله .. بامكاني الدخول لاي موقع وقراءة الكثير من المواضيع المختلفه .. ولكنني لا امانع بان اشتري كتاب .. التخلف في مجتمعنا ليس فقط بالقراء ولكن بالاقسام الجامعية ايضا كوني ادرس "خدمه اجتماعية " فلقد واجهت الكثير من الضحك والاستهزاء والنظرات التحقيريه فمن وجهة نظرهم لا شيء يعلو عن الطب وتعلم اللغات وادارة الاعمال .. ولم يعلمو كم احب قسمي وكم هو مفيد .. وايضا حتى الان يفرقو بين الاعراق هذا اسود وهذا ابيض ..لازال هناك طريق طويل لنصبح "متفتحين " بالطريقه الصحيحه وليس بالطريقة التي وضعوها هم كالمتعلم هو الذي اخذ التعليم الفلاني او الدكتوراه .. اظن اني مزجت الكثير من المواضيع ولكنها مرتبطه مع بعضها بطريقة ما ..فارجو ان تفهم ما اعنيه .
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.