هذه الحلقة من برنامج The Computer Chronicles عرضت أول مرة في عام 1987 وهو العام الذي طرح فيه برنامج هايبركارد والحلقة تدور حول البرنامج، هذا ملخص لبعض الأفكار في الحلقة.
برنامج The Computer Chronicles بدأ بثه في عام 1981 واستمر حتى عام 2002، مقدم البرنامج ستيوارت شفيه مع مقدمين آخرين غطوا أخبار الحاسوب الشخصي منذ بداياته والبرنامج سجل تاريخي مفيد ورائع لكثير من البرامج والتقنيات في فترة مهمة من تاريخ الحاسوب، معظم حلقات البرنامج متوفرة في أرشيف الإنترنت، أي باحث مهتم بتاريخ الحاسوب عليه أن يشاهدها وكذلك أي مهتم بالحاسوب.مطور هايبركارد شبهه بلعبة Erector Set وهي لعبة توفر مجموعة أدوات يستخدمها الأطفال - الصغار والكبار - لتشكيل ألعاب بأنفسهم، هايبركارد يساعد المستخدم على تطوير تطبيقاته الخاصة على ماكنتوش، وهو يعتمد على فكرة النص المترابط (Hypertext) التي طور أفكارها في الستينات من القرن الماضي كل من تيد نيلسون ودوغلاس إنجلبارت.
عندما يبحث شخص ما في أي موضوع فالمصادر المتوفرة له متنوعة، الكتب، المجلات، الفيديو، الصوتيات وغير ذلك، يمكننا الربط بين كل هذه الأنواع من المحتويات إلكترونياً بحيث ننتقل من موضوع لآخر عبر أنواع المحتويات ونجمع المعلومات لنضعها في وثيقة، نستمع للصوتيات ونعمل على الوثيقة، هذا هو النص المترابط أو الوسائط المتعددة المترابطة (Hypermedia)، وهذا هو أساس هايبركارد.
هذه كانت مقدمة تعريفية لهايبركارد، انتقل بعدها البرنامج ليعرض تجربة استخدام هايبركارد عملياً على أرض الواقع، طور بيتر برنامجاً سماه دليل تكاليف السيارة من خلال هايبركارد، البرنامج يساعد المشترين على معرفة أو توقع تكاليف السيارة المختلفة ويمكن للبرنامج أن يعرض الخيارات المتوفرة لكل سيارة وتكلفتها وكذلك تكلفة الوقود والصيانة وقطع الغيار وأيضاً مكان مسكن المشتري، والأهم أن يوفر طريقة لمقارنة تكاليف سيارتين، فقد تكون تكلفة شراء السيارتين متقاربة في البداية لكن تكلفتهما على المدى البعيد تختلف كثيراً.
ينتقل البرنامج لإجراء لقاء مع بيل أتكنسون مطور هايبركارد ودان ونكلر مطور هايبرتاك (HyperTalk) وهي لغة البرمجة المستخدمة في هايبركارد، أتكنسون يعرف هايبركارد بأنه برنامج يعطي الفرصة لغير المبرمجين لتطوير معلومات تفاعلية (interactive information)، البرنامج يستخدم مفهوم البطاقات - بالتحديد index card - وكل بطاقة يمكنها أن تحوي النص والصور والأزرار، ويمكن للأزرار أن تفعل كثيراً من المهمات بحسب ما يحتاجه المستخدم.
البطاقات يمكن جمعها في كومة (stack) واحدة ويمكن نسخها إلى الأقراص المرنة، ويمكن تنظيمها بحيث أي بطاقة تجعلك تنتقل إلى أي بطاقة أخرى، وهذا يعني إمكانية تنظيم المحتويات بحسب علاقتها ببعضها البعض ولا شيء يجبر المستخدم أن ينتقل فقط إلى البطاقة التالية في قائمة ما بل له حرية تصفح البطاقات بحسب روابطها.
البطاقات يمكن أن تأتي بأي شكل وليس بالضرورة أن تكون على شكل بطاقة، هي تشبه صفحات الويب التي يمكن أن تأتي بأي شكل وتصميم، ما هو مهم هنا أن البطاقة تحوي المعلومات والتفاعل في نفس الوقت، هناك بطاقة واحدة مهمة وهي البطاقة الرئيسية (Home Card) وهي صفحة تنظم محتويات هايبركارد وتبسط عملية الوصول لها، هذا أيضاً يشبه كثيراً الصفحة الرئيسية في المواقع والتي تسمى (Home Page).
هايبركارد يأتي مع مجموعة كبيرة من البرامج الجاهزة مثل دفتر العناوين، الرزنامة، قائمة المهام، برنامج جداول ممتدة، كتب، رسومات وأزرار وقوالب جاهزة يمكن للمستخدم تعديلها لصنع برامجه الخاصة.
أتكنسون كتب في مساحة مستطيلة مخصصة لكتابة أوامر برمجية، يمكن اعتبارها كسطر الأوامر، كتب "find Jim" وهايبركارد عرض له بطاقة تحوي معلومات اتصال الشخص الذي يحمل نفس الاسم، ثم عرض قائمة المهمات وفيها سطر يحوي اسم شخص، اختار اسم الشخص وضغط على زر ليقوده هايبركارد على معلومات الاتصال المتعلقة بهذا الشخص، البطاقات أو كومة البطاقات ليست معزولة عن غيرها فهي ليست كملفات اليوم في الحاسوب التي تحتاج لفتحها بشكل منفصل بل هايبركارد أقرب إلى شبكة الويب لكن على حاسوب شخصي.
جرب أتكنسون أن يبحث عن حصان "find horse" فظهرت صورة لحصان، وبالضغط على صور الحصان انتقل لرسم آخر أو بطاقة أخرى تحوي صورة حصان، البحث هنا جمع كل البطاقات التي تحوي كلمة "حصان" فيها ورتبها ليعرضها على المستخدم، في صورة لعربة يجرها حصان ضغط أتكنسون على الإطار فانتقل إلى صورة أخرى تحوي سيارة ثم صورة أخرى تحوي دراجة هوائية والعلاقة بينهما هي الإطار، ثم وصل مرة أخرى لبطاقة تحوي حصاناً يجر عربية يقودها رجل يلبس قبعة، ضغط على القبعة فانتقل إلى صورة أخرى لقبعة مختلفة، هكذا يمكن تصفح المعلومات بطرق مختلفة.
انتقل المذيع للحديث مع دان ونكلر مطور لغة البرمجة لهايبركارد، هايبرتاك تخبر الأزرار بما يجب فعله، يمكن للمستخدم أن يرى ما يحويه الزر من برمجة ويجري تغييرات عليه كما يشاء، لغة هايبرتالك تشبه كثيراً الإنجليزية فهي تعتمد على كلمات يسهل فهمها، وقد عرض برنامجاً صغيراً في أحد الأزرار وظيفته الانتقال إلى البطاقة التالية:
on mouseUp
go to next card
end mouseUp
go to next card
end mouseUp
البرنامج ببساطة يقول: عندما يضغط المستخدم على الزر (on MouseUp) إذهب إلى البطاقة التالية (go to next card) ثم أنهي البرنامج (end mouseUp).
أتكنسون عرض كيف يمكن الربط بين بطاقتين بإضافة زر أو مساحة مخفية فوق عين سمكة وإذا ضغط المستخدم عليها سينتقل إلى رسمة أخرى تحوي عيناً، هذا أنجز بدون برمجة، ونكلر بين أن هايبركارد أنشأ برنامجاً في هذا الزر الجديد ويمكن تعديله وبين ذلك بإضافة مزيد من الأوامر بلغة هايبرتالك.
وجود القوالب والأزرار والرسومات الجاهزة، إمكانية تنظيم المحتويات بأي طريقة وكذلك إمكانية برمجة الأزرار كما يريد المستخدم، هذه الثلاثة تفتح فرصاً كثيرة للمستخدم لكي يبدع ويطور ما يشاء.
انتقل البرنامج لفقرة أخرى وفيها ضيف آخر وهو داني غودمان (Danny Goodman) وقد ألف داني كتاباً حول هايبركارد يباع حتى الآن في أمازون ومتاجر أخرى، داني كان ولا زال يغطي صناعة الحاسوب وقد كان يفعل ذلك قبل هايبركارد بسنوات، يصف نفسه بأنه ليس بمبرمج بل كاتب، مع ذلك من خلال هايبركارد طور برنامجه الخاص (Focal Point) ومن خلال تجربته كتب كتابه حول هايبركارد وهو من أحد الكتب التقنية الأكثر مبيعاً.
داني كتب برنامجه لإدارة أعماله الخاصة ثم بدأ بتوزيع وبيع البرنامج للآخرين، البرنامج يحوي مجموعة من الأدوات المفيدة لإدارة الأعمال وتنظيم الوقت، دفتر مواعيد، قائمة مهام ذكية تستطيع نقل المهمات غير المنجزة ليوم غد، هناك نظام إدارة هاتف ولا أدري ما يعنيه هذا لكن في الغالب يعني دفتر عناوين وربما يمكن من خلال هايبركارد إجراء اتصال هاتفي، هناك أيضاً نظام إدارة وثائق.
من ناحية أخرى هناك خصائص متعلقة بالزبائن وإدارة معلوماتهم ومشترياتهم وهناك خاصية طورها داني تعرض كل المشاريع في مكان واحد فيعرف ما أنجزه وما عليه إنجازه وما تأخر في إنجازه، هذا كله برمجه شخص لم يكن يعرف البرمجة من قبل ومن خلال هايبركارد وهايبرتاك استطاع تطوير كل ما يحتاجه لإدارة أعماله.
أتكنسون يذكر بأن هايبركارد يأتي مجاناً مع كل حاسوب ماكنتوش، وإن كان الشخص يملك ماكنتوش قبل ظهور هايبركارد يمكنه شراءه بسعر 49 دولار، أتكنسون يرى أن هايبركارد ينقل المستخدم من عالم الرسومات والنص إلى عالم الرسومات والنص والتفاعل ويرى أن كثيراً من الناس من غير المبرمجين سيكون لديهم إمكانية التعبير عن أفكارهم من خلال هايبركارد.
نقطة "التفاعل" هذه مهمة، ما يحدث اليوم مثلاً هو أن الناس ينتجون محتويات مختلفة بالبرامج المتوفرة على مختلف الأجهزة، الفيديو والصور والصوتيات والنصوص، ويمكن الجمع بين هذه المحتويات في صفحات الويب مثل صفحات ويكيبيديا أو صفحات المدونات، الفرق بين شبكة الويب وهايبركارد أن هايبركارد يضيف طبقة أخرى تمكن المستخدم من ربط المحتويات بشكل مختلف وتمكنه من إضافة وظائف مختلفة، هذا يمكن إنجازه في شبكة الويب لكن المشكلة أن البرمجة للويب ليست بسهولة هايبركارد وكذلك المحتويات في الشبكة يصعب ربطها ببعضها البعض كما يفعل هايبركارد.
انتقل البرنامج إلى فقرة أخرى، دليل Whole Earth Catalog بدأ في النشر منذ عام 1968م وهو دليل للأدوات على اختلاف أنواعها، بعد الإعلان عن هايبركارد قرر الناشر نشر الدليل إلكترونياً على قرص مدمج واستخدم هايبركارد لبرمجته، جيكوب نيلسون كتب عن هذه النسخة من الدليل.
نقل معلومات الدليل من الورق إلى الحاسوب حل مشكلة متابعة المعلومات وتحديثها، كيفن كيلي محرر الدليل في ذلك الوقت يقول أنه ليس هناك برامج مناسبة للدليل خصوصاً أنه دليل يعتمد كثيراً على الصور وهايبركارد حل هذه المشكلة وحل مشكلة أخرى وهي أن محرري الدليل ليسوا مبرمجين وهايبركارد مكنهم من تطوير الدليل بدون صعوبة، هايبركارد مكنهم من إضافة صور من خلال مساح ضوئي أو كاميرا وكذلك مكنهم من إضافة صوتيات مختلفة إلى الدليل.
بعد ذلك انتقل البرنامج إلى فقرة أخرى وهي معرض فني مطور بهايبركارد والضيف الجديد في البرنامج هو روبرت ستين وهو ناشر سيكون له شأن لاحقاً عندما بدأت موسوعات وأعمال "السي دي روم" بالانتشار، روبرت وضع اعمالاً فنية لأحد المعارض في موسوعة رقمية والموسوعة ترتب محتويات هذا المعرض بطرق مختلفة، ترتيبها مثلاً بالرسام أو زمنياً أو حسب الدول، ويمكن ربط حاسوب ماكنتوش بتلفاز لعرض الأعمال الفنية بالألوان لأن شاشة ماكنتوش لا تعرض سوى الأبيض والأسود في ذلك الوقت.
هذا كل شيء حول هايبركارد في هذه الحلقة، أتمنى أنها وضحت جزء مما يجعلني أهتم بهذا البرنامج.
5 تعليقات:
شكراً يا عم عبدالله .. هايبر كارد ملهم جداً رغم أنه قديم جداً بمقاييس اليوم .. هل وجدت أي منتج جديد بنفس الطريقة يحاول إعادة الحياة للفكرة ذاتها ؟ .. أتمنى ذلك !
@بندر: هناك منتجات تحاكيه وحديثة لكنها لا تملك نفس تأثير هايبركارد، تصور لو أن هايبركارد طور بتقنيات اليوم وطرحته أبل مجاناً مع كل آيباد، هذا سيكون له أثر.
إن أردت تجربة مثيل له فجرب HyperStudio
http://www.mackiev.com/hyperstudio/index.html
فعلا تقنية اكثر من رائعة و اشارتك مهمة لو يتم طرحه مع الايباد سيكون تأثيره عظيم جدا
لكن سؤال الا تلاحظ ان الباور بوينت الان يستطيع ان يقوم بوظيفة الهايبر كارد الى حد ما ؟
@وسام السراج: هايبركارد هو لغة برمجة وقاعدة بيانات في نفس الوقت، بعض وظائف هايبركارد يمكن لباوربوينت توفيرها، لكنه لن يغني عن شيء مماثل لهايبركارد الذي هو في الأساس بيئة برمجة، بينما باور بوينت برنامج عرض شرائح مع إمكانية برمجته وهو أمر لا يفعله أكثر المستخدمين.
يمكنك أن تجد شيئاً مقارباً علي الرابط:
http://www.runrev.com/products/Overview/
رغم أنه يميل أكثر ناحية البرمجة الاحترافية في رأيي.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.