في معظم المواضيع التي أكتبها عن التعليم أجد رداً يطالب بذكر الإيجابيات لكي أكون متوازناً في طرحي وحقيقة لا أجد ذكر الإيجابيات ضرورياً وليس هدفي أن أكون متوازناً في طرحي لكي أرضي تصور البعض عن ما يعنيه التوازن بل هدفي أن أجعل البعض يفكر، هذا أهم شيء لدي، فكر بالأمر وسأكون سعيداً بذلك حتى لو لم تتفق معي، ما لا أقبله منك ألا تفكر وأن تقبل الأشياء كما هي دون تمحيص، وإن كنت تراني غير متوازن في طرحي فيمكنك أن تطرح ما تراه متوازناً في مدونتك وأخبرني لكي أضع لك رابطاً.
نقطة ثانية هي الحلول، يطالبني البعض بالحلول كأن مشكلة التعليم لا ينقصها سوى حلول يطرحها شخص مثلي ولا أدري هل من يطالبني يعلم - أو لا يعلم - أن الحلول طرحت وتطرح كل عام بأشكال مختلفة وفي كل أنحاء العالم، موضوع التعليم هذا لا يتعلق بنا نحن فقط بل كل دولة في العالم يدور فيها نقاش عن التعليم لأننا نمر بمرحلة تغيير جذرية والتعليم لم يعد يواكب هذا التغيير وبالتال يحتاج لتغيير جذري هو بدوره، نحن اليوم نعلم الطلاب لمستقبل لا يمكن توقعه، لأعمال لا نعرفها وما يسميه البعض تخطيط استراتيجي هو في الحقيقة تخمين استراتيجي، نحن بحاجة لنظام تعليم يعد الطالب لغد مجهول وغير متوقع.
الحلول كثيرة، يمكنني جمع 100 رابط لمواقع ووثائق ومقاطع فيديو وكلها ستذكر الحلول وكل هذا لا يكفي، أنا وأنت وفلان من الناس نقرأ هذه الحلول ونشاهدها ونفهمها ... ثم ماذا؟ هل ستوقع قرار تغيير التعليم؟ هل ستخاطب وزارة التعليم؟ أم هل لديك استعداد لأن تبدأ حركة اجتماعية سياسية تجمع فيها الناس على كلمة واحدة لتغيير التعليم؟ أنا جاد في طرح السؤال الأخير لأن التعليم موضوع سياسي بالدرجة الأولى وتغييره نحو أي اتجاه متعلق بوجود إرادة سياسية - أو حكومية إن شئت - وبدون هذه الإرادة لن يتغير شيء، لا أعني بذلك أن إيجاد هذه الإرادة مستحيل لكنه صعب وهو لا يختلف كثيراً عن السباحة إلى أعلى الشلال.
هل فعلاً تريد مني الحلول؟ هذا الموضوع كتبته وأعدت كتاباته مرات وفي كل مرة لا أجد أنني أقدم أي فائدة وحتى الآن لم أقدم فائدة، ببساطة لا أجد فائدة في طرح الحلول، لا أظن أحداً يجهل أهمية الاهتمام بالمعلمين ورفع مكانتهم ومهاراتهم ومساعدتهم بكل شيء يحتاجونه، هذا لوحده حل يكفي لعلاج كثير من مشاكل التعليم لدينا، اهتموا بالمعلمين قبل المباني وقبل الوسائل وقبل التقنيات، المعلم أهم من الوزير، المعلم أهم من المدير، المعلم إن كان متميزاً حقاً يمكنه أن يعطي الفوائد للطلاب حتى لو كان النظام التعليمي سيئاً، شخصياً لا أجد فضلاً للمدارس أو الكتب بل للمعلمين.
في كثير من أخبار التعليم في صحفنا أجد اهتماماً بذكر "أحدث الوسائل والتقنيات" ولا أجد في مقابلها أي اهتمام بموضوع المعلمين، بدلاً من صرف الملايين على المباني والوسائل والتقنيات لتصرف على المعلمين، بدلاً من صرف الأموال على خبراء ومدراء اجانب لتصرف على معلمين من أرض الوطن، لا يمكن لتعليمنا أن يقوم أو يتطور إلا على أيدي أبناء الوطن.
هل ما زلت تبحث عن حلول هنا؟ ابحث عنها في مكان آخر فهي كثيرة، كنت أنوي كتابة سلسلة عن حلول مختلفة لكن وجدت الأمر سخيفاً، لو أنني أكتب عن موضوع شخصي لذكرت الحلول والوسائل ولاستفاد الناس منها مباشرة، أما موضوع التعليم فهو أكبر من أن يعالجه شخص مثلي بمقالة صغيرة مثل هذه.
نقطة ثانية هي الحلول، يطالبني البعض بالحلول كأن مشكلة التعليم لا ينقصها سوى حلول يطرحها شخص مثلي ولا أدري هل من يطالبني يعلم - أو لا يعلم - أن الحلول طرحت وتطرح كل عام بأشكال مختلفة وفي كل أنحاء العالم، موضوع التعليم هذا لا يتعلق بنا نحن فقط بل كل دولة في العالم يدور فيها نقاش عن التعليم لأننا نمر بمرحلة تغيير جذرية والتعليم لم يعد يواكب هذا التغيير وبالتال يحتاج لتغيير جذري هو بدوره، نحن اليوم نعلم الطلاب لمستقبل لا يمكن توقعه، لأعمال لا نعرفها وما يسميه البعض تخطيط استراتيجي هو في الحقيقة تخمين استراتيجي، نحن بحاجة لنظام تعليم يعد الطالب لغد مجهول وغير متوقع.
الحلول كثيرة، يمكنني جمع 100 رابط لمواقع ووثائق ومقاطع فيديو وكلها ستذكر الحلول وكل هذا لا يكفي، أنا وأنت وفلان من الناس نقرأ هذه الحلول ونشاهدها ونفهمها ... ثم ماذا؟ هل ستوقع قرار تغيير التعليم؟ هل ستخاطب وزارة التعليم؟ أم هل لديك استعداد لأن تبدأ حركة اجتماعية سياسية تجمع فيها الناس على كلمة واحدة لتغيير التعليم؟ أنا جاد في طرح السؤال الأخير لأن التعليم موضوع سياسي بالدرجة الأولى وتغييره نحو أي اتجاه متعلق بوجود إرادة سياسية - أو حكومية إن شئت - وبدون هذه الإرادة لن يتغير شيء، لا أعني بذلك أن إيجاد هذه الإرادة مستحيل لكنه صعب وهو لا يختلف كثيراً عن السباحة إلى أعلى الشلال.
هل فعلاً تريد مني الحلول؟ هذا الموضوع كتبته وأعدت كتاباته مرات وفي كل مرة لا أجد أنني أقدم أي فائدة وحتى الآن لم أقدم فائدة، ببساطة لا أجد فائدة في طرح الحلول، لا أظن أحداً يجهل أهمية الاهتمام بالمعلمين ورفع مكانتهم ومهاراتهم ومساعدتهم بكل شيء يحتاجونه، هذا لوحده حل يكفي لعلاج كثير من مشاكل التعليم لدينا، اهتموا بالمعلمين قبل المباني وقبل الوسائل وقبل التقنيات، المعلم أهم من الوزير، المعلم أهم من المدير، المعلم إن كان متميزاً حقاً يمكنه أن يعطي الفوائد للطلاب حتى لو كان النظام التعليمي سيئاً، شخصياً لا أجد فضلاً للمدارس أو الكتب بل للمعلمين.
في كثير من أخبار التعليم في صحفنا أجد اهتماماً بذكر "أحدث الوسائل والتقنيات" ولا أجد في مقابلها أي اهتمام بموضوع المعلمين، بدلاً من صرف الملايين على المباني والوسائل والتقنيات لتصرف على المعلمين، بدلاً من صرف الأموال على خبراء ومدراء اجانب لتصرف على معلمين من أرض الوطن، لا يمكن لتعليمنا أن يقوم أو يتطور إلا على أيدي أبناء الوطن.
هل ما زلت تبحث عن حلول هنا؟ ابحث عنها في مكان آخر فهي كثيرة، كنت أنوي كتابة سلسلة عن حلول مختلفة لكن وجدت الأمر سخيفاً، لو أنني أكتب عن موضوع شخصي لذكرت الحلول والوسائل ولاستفاد الناس منها مباشرة، أما موضوع التعليم فهو أكبر من أن يعالجه شخص مثلي بمقالة صغيرة مثل هذه.
14 تعليقات:
أما موضوع التعليم فهو أكبر من أن يعالجه شخص مثلي بمقالة صغيرة مثل هذه.جدا صحيح
أوافقك الرأي تماماً، ليس هناك عصا سحرية لتحول الكلام والأفكار التي يطرحها كل كاتب إلى واقع ملموس ، الكتابة والتدوين هدفه تنوير الفكر وتوسيع أفاقه وحثه لإيجاد الحل، العقول المتحجرة ليست معنية بهذا الكلام، ما يهم هو عقول الشباب المتفتحة التي لا يوجد ما يحجبها عن رؤية الحقيقة. هذه الفئة إن اقنعت بالفكرة وآمنت بها فعندها من الممكن أن ترى النور وتظهر على أرض الواقع.
أما من ينتظر التغيير من فوق فليعلم أنه سينتظر كثيراً!
جميل ان نجد من يفتح عقول الناس للتفكير، لفتح ملفات اغلقتها العقول بحكم الواقع والمصير الذي لا مفر منه، والشهادة التي لابد منها،
التعليم فعلاً هو النواة لكل شيء، لا قيمة لأي شيء بدون وجود جيل متعلم قوي قادر للتعامل بشكل صحيح مع ما لديه وما يطرأ من متغيرات الحياة .. هذه قناعة يجب على البيوت اولاً الايمان فيها وغرسها (ولكتاباتك هذه دور قوي في هذا) ومن ثم على المسؤولين جعلها أولوية قبل كل شيء ! العلم والتعليم .. وليس المدارس واسلوب التعليم ..! التغيير لدينا ولله الحمد بيد اناس مخلصين نؤمن تماماً انهم يتفانون في ايجاد الأفضل لهذا البلد،، ويبقى التحدي أن تتضافر الجهود وتصل الرسائل لهؤلاء المخلصين ..
اعتقد أن كتاباتك حول التعليم تغطى بتدويناتك الأخرى، ولا تصل للشريحة التي تعمل حالياً في وضع استراتيجية لتعليم لا هوية ولا قيمة له !!اتمنى اخي الكريم ان لا تستهين بقدرتك وقدرة الفرد والافكار البسيطة على التغيير،، نعم لا تملك عصا سحرية، لن يتحول الواقع فوراً، لكن تستطيع أن تجعل البعض يفكر على الاقل باحتمالية سيره في الاتجاه المعاكس للطريق الصحيح،،، تستطيع أن تكون بيوتاً حريصة على تعليم أبناءها، ومهتمة به .. يحزن القلب عندما يشاع أن تعليم ابناءنا بإشراف توني وجورج،، يشرفون على مدارسنا وهم من يؤسس جيلنا القادم وتعليمه !
بوركت، واسأل الله ان يزيدك من فضله، يجعل في كتاباتك الخير والتغيير الى الافضل في كل المجالات..
أخي الفاضل
- رؤيتك لسلبية بعينها لا يعني بحال من الأحوال أن الحل لديك.
- ولكونك لا تملك حلا فهذا لا يعني بالضرورة وجوب سكوتك.
- وعدم اكتراثك للإيجابيات لا يعيبك ما دامت السلبيات هي الغالبة.
انظروا للنتاج التعليمي منذ مدة طويلة وأخبرنا هل نستطيع أن نصنع شيئا؟
هل استطعنا أن ننتج انتاجا زراعيا مميزا بدون دخول الاجنبي عنصرا رئيسيا؟
الزراعة والصناعة لا زلنا متخلفين فيها.
يجب أن تعلم أن الناس فئات
- فئة فاشلة ترفض نقدك لها.
- فئة ساكتة وتعلم أن سكوتها مرفوض وأن نقد غيرها للفشل يعتبر منقصة فيكون ردها ان تضع أمامك العراقيل.
- فئة ساكتة ولكنها تشجعك من بعيد.
- فئة ممن هم أمثالك ممن لا يستقصد النقد لكنه يرى السلبيات ومن حبه لبلده يحرص على الحديث حولها.
فاختر لنفسك أين تكون.
السلام عليكم ،،
لماذا يا عبدالله اراك في كثير من مقالاتك ومواضيعك متشائما ومنتقدا للكثير من الأمور في الحياة ؟؟
الكثير من طرحك في مدونتك تكاد تكون جُلها عن النظره السوداويه وانتقاد وبقسوه حقيقة ،، للمجتمع وكل شئ يحتويه حتى ظننت انك تعيش في مدينه غير ابوظبي !
انا شخصيا متابعك من فتره طويله جدا ولكن في الفتره الأخيره وجدتك تنتقد وبكثره ولا يُعجبك حقيقة شئ لا اعلم ماهو السبب في ذلك ؟؟
نعم التعليم يعاني من مشاكل ،، اتعلم لماذا لا يريدون الحل ؟؟ لأنهم ببساطه لا يريد الوزير او المسئول في الوزاره ان يعمل ويبذل جهد في التطوير والعمل .
مادام العمل مٌستمر والامور تمام خلاص ليه " محاولة " التغيير او التفكير في التطوير وبذل الجهد والتعب والعرق .. الدنيا ماشيه ..لذلك لن يتطور مادام الأمر كذلك .
اتمنى ان ترى الدنيا بعين الرضا وان تنتقد احيانا.
تعجبني كثيرا طروحاتك وآراؤك، نفس الأمر أعاني منه لكن كما قلت: "جئ بأوفى وقل ذا أكمل" بل زدت أكثر من ذلك وقلت منتقديك سأضع لك رابطا هنا، جميلة سعة الصدر.
أحييك أستاذ عبد الله.
احب اعلق على كلام الاخ فهد
ما علاقة رؤية الدنيا بعين الرضا بالتشاؤم؟
قد لا أكون راضيا عن ما يقع حولي لكن هذا لا يعني اني متشاؤم
قد اكون راضيا عن ما يقع حولي لكن هذا لا يعني بأن تفاؤلي حقيقي
ما المقصود بكلمة انظر للدنيا بعين الرضا؟
@هشام: شكراً.
@ماجد: أشكرك، هذا بالفعل ما أؤمن به، أحد أهداف التدوين يمكن أن يكون التنوير ويعتمد الأمر على صاحب المدونة، وهناك العديد من المدونات العربية التي تسير في هذا الطريق.
@أحمد السري: هناك مدراء أجانب يتخذون القرارات التعليمية، مجلس أبوظبي للتعليم فيه مديرة لا أذكر اسمها الآن وقد صرحت لصحيفة الإمارات اليوم في ما يتعلق بخطط المجلس، هناك معلمون أجانب وقد كان أخي قبل سنوات يتعلم على يد مجموعة منهم وهم الآن أكثر من السابق، من وظف هؤلاء المدراء والمعلمين؟ أناس من بلادنا للأسف، النية قد تكون سليمة ومخلصة لكن الوسيلة ليست كذلك والنية لوحدها لا تكفي.
حديثي في مدونتي ليس موجه لمن يضع الاستراتيجيات والخطط فهؤلاء لا يقرأون ما يكتب في الشبكة وصحفنا لا تنتقد كما يجب أن تفعل وبالتالي هناك انقطاع في التواصل بيننا وبين المخططين وأصحاب القرار، والوصول لأصحاب القرار مباشرة جربته مرات ولم أفلح، لذلك حديثي في معظم مدونتي موجه للأفراد لحثهم على التفكير بالأمر والتغيير سيأتي في المستقبل عندما تتغير قناعات الأفراد.
شكراً على الكلمات الطيبة.
@غير معرف: أعلم أخي الكريم، هذا الموضوع موجه لمن يطالبني بحل لأنني أريد أن أشرح لهم أن المطالبة بحل لمشكلة بهذا الحجم من مدون أمر غير مفيد وسأستمر بالكتابة عن التعليم لأن هدفي هو حث الناس على التفكير لا إيجاد حل فوري.
@فهد: الأمور ليست "تمام" بأي شكل ولست ممن يرضى بما يجده على أمر الواقع، أريد لبلادي وللمسلمين وللعرب أن يكونوا الأفضل في كل شيء، هذا طموحي ومن الطبيعي أن أنتقد لأنني أجد الأمور لا تسر.
@جابر: بارك الله فيك.
@غير معرف: شكراً لك، كلامك صحيح.
و حتى إن كتبت كل تلك الحلول .. أو كتبها مدون أخر .. فهل ستأخذ بعين الإعتبار ..؟؟ أظن أننا نعلم ما هي الحلول .. المشكلة في التطبيق ..
مقالة واقيعة جدا .. شكرا لك
شكراً لك شجعتني على كتابة هذه المقالة التي أردت كتابتها منذ وقت طويل:
http://goo.gl/fb/33tgq
هل توافقني ان مايطلق عليه البعض صفة التشاؤم يكون موغلا في الصدق. تفاصيلا ومواقف
لم اجدك سوي انعكاس الواقع والمرايا لا تكذب فطوبي لنا بك
سلمت يمناك و اثابك الله على ماتكتب
جزاكم الله خيرا أخى عبدالله
لقد ذكرتنى بموقف مر بى من سنوات حين اتصلت بى موظفة من لجنة استطلاع آراء تتبع مجلس الوزراء ،وتسألنى _كطالب ثانوى_ ما رأيك فى مشكلة التعليم وكيفية حلها والدروس الخصوصية.
فهل أنا .. الطالب صاحب السادسة عشر عاما حينها من سيقدم الحلول الفذة !!!!!
لقد أفحمتهم ولله الحمد
العجيب فى الأمر أنها سألتنى فى مجالات عدة منها الإسكان وتحديد النسل :)
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.