السبت، 4 ديسمبر 2010

هذه ليست وطنية

قبل الحديث عن الموضوع الرئيسي أود الحديث عن موقعي الشخصي سردال، من المفترض أن أفتتحه في الغد لكن هذا لن يحدث، من الصعب السعي نحو الجودة وإنجاز العمل بسرعة في نفس الوقت خصوصاً أنني مشغول بكتابات مختلفة غير الموقع، ثم هناك البحث والكتابة، أنا لا أكتب مقالات مدونات بل مقالات تحوي مراجع لمن يريد التأكد من أي معلومة وهذا يعني أن أتأكد من كل شيء أكتبه وهذا يتطلب وقتاً طويلاً حقيقة، وحتى الآن لم أصمم الموقع أنا فقط أكتب لذلك لا شيء جاهز حتى الآن، أعتذر.




2 ديسمبر هو اليوم الوطني لدولة الإمارات، ومؤخراً أصبح اليوم الذي أتمنى أن يأتي ويذهب بسرعة لأن ما يحدث فيه لا يعجبني، إزعاج مستمر طول الليل حتى الفجر وقد يمتد لليوم التالي، وفي تفاصيل هذا الإزعاج ما يجعل العقلاء ينفرون من ما يسميه البعض احتفالاً وهو لا يزيد عن كونه فوضى وفرصة لممارسة الجنون أمام الجميع، ثم ما قصة الإصرار على الاحتفال في الليل فقط؟ ألا تخرج شياطينهم إلا في الليل؟

لم أكن أنوي كتابة هذا الموضوع وقد قررت ذلك قبل أسابيع لكن في يوم 2 ديسمبر الماضي أخبرني أخي أنه كان مع زوجه وابنته في السيارة وجاء مجموعة من "المفاليع" - أي الهبل المجانين - يلبسون أقنعة من فيلم معروف ليفتحوا أبواب السيارة ويرشوا شيئاً من علب مضغوطة تبين لي أنه صابون للاحتفالات، ابنة أخي أصابها الرعب.

هذا ليس احتفالاً ولا فعل يدل على حب الوطن وأجزم بأن هؤلاء لا يحتفلون بالوطن بل وجدوا فرصة للفوضى واستغلوها جيداً، سيارات لا تتوقف عن إصدار الإزعاج بأبواقها وإطاراتها والعادم، مجانين يضعون علم الإمارات فوق السيارة ثم يركبون السيارة ويدوسون العلم بأقدامهم ويرقصون فوقه، بنات ضمن الشباب ولا داعي لذكر التفاصيل فقد سمعتم وبعضكم رأى.

ما الذي حدث لنا؟ لم يكن يوم الاتحاد في الماضي بهذا الشكل ولا أعني الماضي البعيد بل قبل سنوات قليلة فقط، أذكر الألعاب النارية وهذه أحب رؤيتها، أذكر الشيخ زايد رحمه الله وهو يجلس في منصة الاحتفالات ليرى مسيرات مركبات الجيش وأفراده ثم الشرطة والطلاب وحتى الإبل وغير ذلك ولم يكن عرضاً عسكرياً فقط، أذكر تنظيم احتفالات في أماكن محددة يحضرها الجمهور، أذكر تنظيم مسابقات، أذكر الصحف والتلفاز وهي تبث برامج مختلفة عن ماضي الدولة وكانت القنوات كلها تبث برنامجاً موحداً يجمع بينها.

لم تظهر هذه المسيرات التخريبية إلا مؤخراً وأكاد أجزم أنها لم تبدأ إلا بعد كأس الخليج 18 الذي فاز به منتخب الإمارات وكانت ليلة مجنونة.

أنا مع القائلين بمنع هذه المسيرات في المستقبل، التحذير والتنبيه والمخالفات وغير ذلك لم يجدي بل البعض يفخر بأنه دفع غرامة بآلاف الدراهم "فداء للوطن" أي فخر في تضييع آلاف الدراهم؟ وعلى ماذا؟ قلت وقال غيري وسنردد الأمر كل عام: أن تلتزم بالقانون والأدب وتحمل المهملات إلى سلة المهملات خير من كل الشعارات والاحتفالات.

في صباح اليوم رأيت الكارثة، الشارع بالقرب من منزلنا أصبح مزبلة وبالطبع سينظفها الهنود، أظن أن العقوبة الجيدة لمثل هؤلاء أن نجعلهم ينظفون مخلفاتهم في صباح اليوم التالي لعل أحدهم يشعر قليلاً بالحياء من فعله.

ما البديل؟ قد يسأل شخص ما، كيف نحتفل باليوم الوطني؟ هناك أفكار كثيرة وهذا بعضها:
  • أعيدوا الميسرة الاحتفالية.
  • تخصيص أماكن محددة للاحتفال والتنبيه والتحذير من أن الطريق العام ليس مكاناً للاحتفال.
  • منع المحلات من بيع أي منتجات قد تؤدي لنشر المهملات.
  • فتح باب التطوع لإنجاز مشروع صغير خلال الإجازة، زراعة أرض ما، تنظيف منطقة ما وغير ذلك من الأفكار، خدمة الوطن في يوم الاتحاد أراها خير من كل الاحتفالات.
  • تنظيم المسابقات التراثية التي كان ينظمها نادي تراث الإمارات في الماضي.
  • تنظيم سباقات بحرية تراثية وكذلك سباقات الإبل والخيل.
  • معارض، محاضرات وأي نشاط ثقافي حول تاريخ الدولة.
لا شك لدي أن لديكم المزيد من الأفكار، لن نعجز عن الاحتفال بطرق مختلفة مفيدة ومسلية ولا يوجد شيء يجبرنا على قبول ما رأيناه من جنون على أنه الأسلوب الوحيد للاحتفال، هذا ليس احتفالاً بل فوضى.

    9 تعليقات:

    يوسف شاهين يقول...

    بارك الله فيك
    مقال رائع
    وافكار رائعة

    غير معرف يقول...

    في الرياض أي مسيرة في اليوم الوطني حتى لو كانت مكونة من 3 سيارات فإن المرور يوقفها واحتمال كبير أن يسجن صاحب السيارة إلى صباح اليوم التالي :) , والمرور يمنع تعليق أي أعلام على سطح السيارة أو على الزجاج الخلفي , وطبعا رفع صوت الموسيقى في السيارة من المستحيلات مع وجود اخواننا حراس الفضيلة , ومنذ منتصف الثمانينات تم الغاء اجازة اليوم الوطني وكان طوال سنين يوما عاديا يمر دون أن يشعر به أحد حتى عادت الاجازة في عام 2007 على ما أعتقد

    بصراحة أنا مع كل هذه الأنظمة , لاأدري أي متعة يجدها هؤلاء المترفين الفارغين في قيادة السيارة وازعاج الناس بالاغاني والتسكع في المولات
    البشر يموتون جوعا في شرق الأرض وغربها وهؤلاء يعيشون كالبهائم بلاهدف ولا معنى للحياة

    لأول مرة أجد شخصا غير سعوديا يتجنب كلمة العيد الوطني :)

    عابرة سبيل يقول...

    لا فض فوك ،،
    أنا معك ،، وقد وجدني من حولي أحب الكآبة ،،
    لأنني أرفض الاحتفال بـ اليوم الوطني ،،
    والسبب هو ما ذكرته أنت فـ مقالتك ،،
    وقد منعت الشرطة المسيرات فـ الشارقة وحسب ما وصل إلينا بسبب حادث وقع أثناء المسيرة ،،
    الكل كان حاقدا على المنع ،،
    ولم يفكر أحدا بـ الحادث ..؟؟
    حتى أن أحدهم قال ( لا شأن لنا .. نريد أن نحتفل فقط )
    سبحان الله ..
    الاحتفال يا شباب ليس بـ تبرج البنات الموطنات و المقيمات ،،
    رأيت صوراً كرهتها كثيراً ،، مجموعة من البنات يركبن سيارة مفتوحة ويلبسن الحلي والاكسسوارات بلون العلم الإماراتي ،، كما يرتدين القبعات والوشاحات الوطنية وبيدهن السيجارة يدخن وهن ذاهبات لـ المشاركة فـ المسيرة ..!!!
    لا تهمني الجنسية ،، لكن ما ساءني ارتداؤهن ألوان العلم و رغبتهن المشاركة وهن فـ هذا المنظر ..؟!
    الاحتفال لا يأتي بـ صراخ الفتيات وتلوين وجوههن وخلع حيائهن بـ اسم اليوم الوطني ،،
    أتمنى فعلا لو يمنع هذا الاحتفال ..

    شكرا لك

    غير معرف يقول...

    أعجبني هذا الإقتراح
    فتح باب التطوع لإنجاز مشروع صغير خلال الإجازة، زراعة أرض ما، تنظيف منطقة ما وغير ذلك من الأفكار، خدمة الوطن في يوم الاتحاد أراها خير من كل الاحتفالات.

    كلام رائع أتمنى أن يطبق في كافة دول الخليج والعالم العربي لا أعرف لماذا يكون الإحتفال باليوم الوكني بهذه الطريقة
    سؤال: هؤلاء الأشخاص هل يفرحون بالعيدين (الفطر والأضحى ) بقدر مايفرحون باليوم الوطني لبلادهم؟؟
    ومالذي يعنيه لهم العيدين واليوم الوطني أم أن أهم شيء هو الإحتفال لمجرد الإحتفال فقط؟؟

    غير معرف يقول...

    أوافقكـ الرأي أصبح اليوم الوطني هو يوم لتفريغ الشحنات يوم المجانين يوم ماتشوف فيه حد صاحي الكل يبى يرش ويبى يسوي إزعاج هذي مب وطنية وهذا مب احتفال المفروض تكون احتفالاتنا أرقى من هذا الأسلوب .. أليس يوم الوطنية هو يوم زيارة مريض يوم غرس الأشجار يوم تنظيف الشوارع هذه هي الوطنية بنظري !

    عابرة سبيل يقول...

    الاقتراح رائع بـ حق ،، وقد وضعته ضمن مخططي لـ اليوم الوطني القادم بـ إذن الله ،،

    سؤالك أخي غير معرف ،،
    إجابته موجودة ،،
    فـ العيدين تجد أغلب الناس نائمة حتى آخر الوقت ، ومنهم من لا يهتم بـ هذا العيد بتاتاً ،، ونجدهم يقولون أنه يوم كـ سائر الأيام ،، ويكثر التذمر فيه ( لم تعد الدنيا كـ السابق ، والناس اختلفوا ، ووو)
    لكن فـ اليوم الوطني تجد انواع الهبال والجنون ،، والأدهى حين تجد الصراخ فـ وجه الشرطة عند المنع لـ الصراخ وأصوات التنبيه ،،

    محبة الوطن تكمن فـ التسلح بـ العمل ،، وغزو الدول الأخرى بـ البحوث والمشاريع وغيرها ،،
    لا بـ الصراخ وإزعاج الناس ..!!
    محبة الوطن تأتي من إكمال شبابنا لـ تعليمهم وعدم العزوف عن العلم والبحث عن العمل فقط ..
    محبة الوطن فـ السعي لـ تطوير البلد وإزدهاره ،،
    من بعد هذا كله لكم الحق فـ الغناء والصراخ فـ أروقة الأماكن المخصصة لـ ذلك ،، بعيداً عن إزعاج الآخرين ،،
    فـ الوطن الذي تحتفل بـ يومه قد وضع حقوق لـ جميع الناس ،،
    فـ لم أنت وغيرك يهتك هذا الحق بـ الإزعاج ..!!
    وتقوم بـ رمي المخلفات فـ أرض الوطن الذي أنت تحتفل بـ يومه ..!!

    جميل أن نحتفل ونحن نحافظ على نظافة أرضنا واحترام من يعيش عليها :)

    تحياتي

    عبدالله المهيري يقول...

    @يوسف شاهين: شكراً.

    @غير معرف: كما قلت، مترفين وفارغين وبالتالي ما يصدر منهم طبيعي ومتوقع، من المفترض أن نشغلهم بشيء مفيد أو على الأقل نمنعهم من ممارسة الفوضى، الحرية مسؤولية لكن يبدو أنهم يفهمونها على أنها انفلات من المسؤولية.

    @عابرة سبيل: معك في المطالبة بمنع هذا النوع من الفوضى، وأنا سعيد بمنع الشارقة للمسيرات وكذلك قرأت أن رأس الخيمة منعت الاحتفال حداداً، ينبغي أن يصل الأمر لبقية الإمارات ونحول الحدث لشيء إيجابي، شخصياً سأتصل وأراسل بعض الجهات الحكومية لأقترح عليهم لعل وعسى أن يحدث تغيير.

    @غير معرف: يومي العيد لا يحتفل بهما أحد بهذه الطريقة، وما يحدث في اليوم الوطني هو مجرد وجود فرصة لممارسة العبث؟

    @6oood: أتمنى أن تراسل الجهات الحكومية المعنية بالاحتفالات وتنظيمها وتقترح عليهم، إن فعل هذا كل شخص فينا فقد نجد تغييراً في العام المقبل.

    Dr.Smeen يقول...

    للأسف فكثير من الشعب السعودي أصبحوا لايطيقون اليوم الوطني ..!
    وكل ذلك بسبب مايحصل من خروج عن النظام و الفوضى تعم كل ناحية من المدن الرئيسية ..!

    طبعا توّقع أن يقف الطريق تماما وذلك بسبب شباب طائش يستعرض برقصه ..!

    اللهم اهد شباب المسلمين

    حنونة يقول...

    بالفعل

    التدوينه هذه تصف حال مزري ووضع صعب التعايش معه و جلب معنى سلبي ليوم يفترض انه مرتبط بالوطن من مسماه و تاريخه

    وددت لو اطلت في جزئية البديل ومن ثم محاولة الوصول لكيفية تطبيقها

    البدائل ايضا قد يصح عملها في اوقات الاحتفالات الطارئه كالمناسبات الرياضيه فوز ببطوله و خلافه او اي امر اخر يستدعي مسيرات التخريب ( عفوا الاحتفال )

    شكرا عبدالله