بدأ العمل في منزلنا لصيانة بعض الغرف وطلائها، وفوق هذا لدي ما يشغلني خارج المنزل ولم يعد لدي مساحة لأي شيء آخر أو على الأقل لم يعد لدي وقت للتفكير في مواضيع أكتبها أو حتى إكمال المسودات التي بدأتها منذ أسابيع، بدأ الشعور القديم يزورني مرة أخرى، أعني به توقف سيل الأفكار وعدم الرغبة في كتابة شيء وقد اعتدت على هذا الأمر فلم أعد أعبأ به كثيراً كما كنت أفعل في الماضي، علاجه بسيط وهو الابتعاد عن الحاسوب وتغيير الروتين اليومي وانتظار الأفكار حتى تأتي وستأتي حتماً في الوقت غير المناسب عندما لا يكون لدي قلم لأدون الفكرة.
قبل أسابيع كتبت موضوعاً ولم أنشره ثم حذفته وكان عنوانه "ثقافة تشجيع الغباء" وقد قلت فيه أن هناك ظواهر في مجتمعاتنا تشجع على الغباء، منها التركيز على ثقافة الغناء والتمثيل ومسابقات الغناء وكل ما يدور حول ذلك من مجلات وبرامج في الفضائيات، ظاهرة أخرى هي الاستهزاء بالقراءة والثقافة ويحدث هذا بين الأصدقاء ولعل بعضكم واجه مثل هذا الاستهزاء، يسخرون منك لأنك تقرأ ويسخرون مما تقرأ ويعتبرونه كلاماً فارغاً وتضييعاً للوقت بينما هم يقتلون أوقاتهم في لعب الورق أو التسكع.
ظاهرة أخرى هي الانشغال بالمعيشة، كثير من الناس مشغولون بحياتهم اليومية التي لا تخلو من كد وتعب للحصول على رزق ثم راحة قصيرة في المنزل استعداداً ليوم آخر من الكد والتعب، هذه الظاهرة في حد ذاتها ليست مشكلة فالسعي لطلب الرزق ضرورة، لكن لدي شعور خفي بأن الدنيا تتآمر علينا بإشغالنا بأعمال ليست مهمة فعلاً ويمكن تجاوزها أو التخلص منها، تتراكم هذه الأعمال حتى ينسى المرء منا أن ينجز ما هو مهم وغير عاجل كقراءة كتاب أو الجلوس مع الأسرة أو زيارة صديق أو حتى الذهاب في نزهة قصيرة، نؤجل هذه الأشياء وغيرها من أجل ما هو عاجل وقد لا يكون مهماً.
بصراحة طلاء كثير من الغرف والممرات في منزلنا ليس مهماً، لم أفكر بهذا الشكل عند شراء علب الطلاء لكنني الآن أراجع الأمر فأجد أن غرفتان فقط هما بحاجة لصيانة وطلاء أما بقية الغرف يمكن إبقائها كما هي، صحيح أن الألوان الجديدة ستغير المنظر وتجعل الغرفة أجمل لكن هذا الشعور لن يدوم، سيصبح الطلاء الجديد قديماً بعد أسابيع.
قبل طلاء الغرفة لا بد من تحريك الأثاث لمنتصف الغرفة وإخراج بعضه ثم تنظيف الأثاث والأرض من الغبار المتراكم، أثناء هذا العمل الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعر بالهدوء هو امساك المكنسة وتنظيف الأرض بها، لا أدري لماذا أجد كنس الأرض عملاً ممتعاً، فوق ذلك أجده وسيلة لإسكات عقلي الذي لا يمكنه التوقف عن التفكير في كل شيء لا أريد التفكير فيه، عندما أمسك المكنسة كل شيء يتوقف وأركز فقط على الأرض الوسخة وتحريك الأوساخ من مكان لآخر.
أثناء التنظيف وتحريك الأثاث يتكرر سؤال "لماذا نحتفظ بكل هذه الأشياء؟" لماذا نثقل أنفسنا بمتاع الدنيا ونحن راحلون عنها في يوم ما؟ أجد أشياء لم يستخدمها أحد منذ سنوات وربما نسوها، بدأت أتخذ خطوات جريئة بعض الشيء بالتخلص من الأشياء دون إخبار الآخرين عن ذلك ونادراً ما يسألون عن هذه الأشياء، حتى الآن لم يسألني سوى أخي عن مكتبة تخلصت منها وأخذها شخص يحتاجها، فوق المكتبة هناك مكتبات أخرى وخزائن وطاولات وسرير وغير ذلك، هناك كتب ومجلات وألعاب أطفال وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تجدها في كل منزل، لماذا نحتفظ بهذه الأشياء عندما تبقى بلا استخدام لسنوات؟ تخلصوا منها والأفضل ألا تشتروها من البداية.
إضافة لأعمال المنزل انشغلت في الأسابيع الماضية ولا زلت بمعاملات الخدم، وجهة نظري حول الخدم لم ولن تتغير، نحن لسنا بحاجة لهم وأرى أنهم تعقيد إضافي لحياتنا وهم بالتأكيد تعقيد إضافي لحياتي فلست مسؤولاً عن إحضارهم لمنزلنا لكنني أتورط في إنهاء معاملاتهم كل عام، لا يمكنني أن أرفض إنهاء هذه المعاملات لأنهم سيقعون في ورطة إن لم أفعل ذلك ولا أظن أن هناك شخص آخر لديه اهتمام كافي للمبادرة بتولي إنجاز معاملاتهم.
كم أكره هذه المعاملات خصوصاً التي تتعلق بإدارة الجنسية والإقامة، حتى اليوم أنا لا أفهم متطلبات هذه المعاملات وكلما سألت شخصاً ما أجابني بشيء مختلف، أحضر هذه الورقة، لسنا بحاجة لهذه الأوراق، أطلب توقيع الضابط، عفواً يجب أن تحضر صورة ملكية سيارة على الأقل، وهكذا تختلف الطلبات وعلي أن أذهب وأعود ثم أذهب وأعود ثم أصب بعض غضبي على لوحة المفاتيح ثم أذهب وأعود، وعندما يشيب الغراب أنهي المعاملة وأنا أعاهد نفسي أن هذه هي آخر مرة أفعل ذلك لأكرر نفس المعاملة بعد فترة.
هذا الانشغال أبعدني عن القراءة والكتابة ولم تعد لدي طاقة لفعل أي شيء آخر، لكنها بإذن الله فترة مؤقتة وتنتهي.
سأنقطع عن الشبكة كلياً لفترة، 3 أسابيع على الأقل وشهران على الأكثر.
قبل أسابيع كتبت موضوعاً ولم أنشره ثم حذفته وكان عنوانه "ثقافة تشجيع الغباء" وقد قلت فيه أن هناك ظواهر في مجتمعاتنا تشجع على الغباء، منها التركيز على ثقافة الغناء والتمثيل ومسابقات الغناء وكل ما يدور حول ذلك من مجلات وبرامج في الفضائيات، ظاهرة أخرى هي الاستهزاء بالقراءة والثقافة ويحدث هذا بين الأصدقاء ولعل بعضكم واجه مثل هذا الاستهزاء، يسخرون منك لأنك تقرأ ويسخرون مما تقرأ ويعتبرونه كلاماً فارغاً وتضييعاً للوقت بينما هم يقتلون أوقاتهم في لعب الورق أو التسكع.
ظاهرة أخرى هي الانشغال بالمعيشة، كثير من الناس مشغولون بحياتهم اليومية التي لا تخلو من كد وتعب للحصول على رزق ثم راحة قصيرة في المنزل استعداداً ليوم آخر من الكد والتعب، هذه الظاهرة في حد ذاتها ليست مشكلة فالسعي لطلب الرزق ضرورة، لكن لدي شعور خفي بأن الدنيا تتآمر علينا بإشغالنا بأعمال ليست مهمة فعلاً ويمكن تجاوزها أو التخلص منها، تتراكم هذه الأعمال حتى ينسى المرء منا أن ينجز ما هو مهم وغير عاجل كقراءة كتاب أو الجلوس مع الأسرة أو زيارة صديق أو حتى الذهاب في نزهة قصيرة، نؤجل هذه الأشياء وغيرها من أجل ما هو عاجل وقد لا يكون مهماً.
بصراحة طلاء كثير من الغرف والممرات في منزلنا ليس مهماً، لم أفكر بهذا الشكل عند شراء علب الطلاء لكنني الآن أراجع الأمر فأجد أن غرفتان فقط هما بحاجة لصيانة وطلاء أما بقية الغرف يمكن إبقائها كما هي، صحيح أن الألوان الجديدة ستغير المنظر وتجعل الغرفة أجمل لكن هذا الشعور لن يدوم، سيصبح الطلاء الجديد قديماً بعد أسابيع.
قبل طلاء الغرفة لا بد من تحريك الأثاث لمنتصف الغرفة وإخراج بعضه ثم تنظيف الأثاث والأرض من الغبار المتراكم، أثناء هذا العمل الشيء الوحيد الذي يجعلني أشعر بالهدوء هو امساك المكنسة وتنظيف الأرض بها، لا أدري لماذا أجد كنس الأرض عملاً ممتعاً، فوق ذلك أجده وسيلة لإسكات عقلي الذي لا يمكنه التوقف عن التفكير في كل شيء لا أريد التفكير فيه، عندما أمسك المكنسة كل شيء يتوقف وأركز فقط على الأرض الوسخة وتحريك الأوساخ من مكان لآخر.
أثناء التنظيف وتحريك الأثاث يتكرر سؤال "لماذا نحتفظ بكل هذه الأشياء؟" لماذا نثقل أنفسنا بمتاع الدنيا ونحن راحلون عنها في يوم ما؟ أجد أشياء لم يستخدمها أحد منذ سنوات وربما نسوها، بدأت أتخذ خطوات جريئة بعض الشيء بالتخلص من الأشياء دون إخبار الآخرين عن ذلك ونادراً ما يسألون عن هذه الأشياء، حتى الآن لم يسألني سوى أخي عن مكتبة تخلصت منها وأخذها شخص يحتاجها، فوق المكتبة هناك مكتبات أخرى وخزائن وطاولات وسرير وغير ذلك، هناك كتب ومجلات وألعاب أطفال وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تجدها في كل منزل، لماذا نحتفظ بهذه الأشياء عندما تبقى بلا استخدام لسنوات؟ تخلصوا منها والأفضل ألا تشتروها من البداية.
إضافة لأعمال المنزل انشغلت في الأسابيع الماضية ولا زلت بمعاملات الخدم، وجهة نظري حول الخدم لم ولن تتغير، نحن لسنا بحاجة لهم وأرى أنهم تعقيد إضافي لحياتنا وهم بالتأكيد تعقيد إضافي لحياتي فلست مسؤولاً عن إحضارهم لمنزلنا لكنني أتورط في إنهاء معاملاتهم كل عام، لا يمكنني أن أرفض إنهاء هذه المعاملات لأنهم سيقعون في ورطة إن لم أفعل ذلك ولا أظن أن هناك شخص آخر لديه اهتمام كافي للمبادرة بتولي إنجاز معاملاتهم.
كم أكره هذه المعاملات خصوصاً التي تتعلق بإدارة الجنسية والإقامة، حتى اليوم أنا لا أفهم متطلبات هذه المعاملات وكلما سألت شخصاً ما أجابني بشيء مختلف، أحضر هذه الورقة، لسنا بحاجة لهذه الأوراق، أطلب توقيع الضابط، عفواً يجب أن تحضر صورة ملكية سيارة على الأقل، وهكذا تختلف الطلبات وعلي أن أذهب وأعود ثم أذهب وأعود ثم أصب بعض غضبي على لوحة المفاتيح ثم أذهب وأعود، وعندما يشيب الغراب أنهي المعاملة وأنا أعاهد نفسي أن هذه هي آخر مرة أفعل ذلك لأكرر نفس المعاملة بعد فترة.
هذا الانشغال أبعدني عن القراءة والكتابة ولم تعد لدي طاقة لفعل أي شيء آخر، لكنها بإذن الله فترة مؤقتة وتنتهي.
سأنقطع عن الشبكة كلياً لفترة، 3 أسابيع على الأقل وشهران على الأكثر.
7 تعليقات:
معاملات الخدم لدينا في الشارقة أبسط مما هي لديكم..
أعلم ما سأقوم به كلّما هربت خادمة..
أنت تعاني مرة في العام.. لكن تخيل ان تهرب 8 خادمات من منزلكم خلال أقل من سنة..
كم مرة ستدفع؟ وكم مرة ستذهب للجوازات والإقامة من أجل إجراءات كل واحدة من الـ8.. تأشيرتها.. ثم إقامتها.. ثم الطب الوقائي.. ثم تعميم هروبها.. ثم إلغاء إقامتها وتسفيرها..
هناك أيضاً طلب خدم جدد من مكتب الخدم وتعقيداته.. لكن هذا يقوم به أخي
الله المستعان!
السلام عليكم
ربما ما تعيشه يسمى (الفتور) وهو أن تفقد قيمة كل شي حولك ، ولا أعني بهذا شيئا سيئا فنحن كلنا ندور في فلك التكرار شئنا أم أبينا ، النمطية تسربت لحياتنا وأعمالنا وصار الخروج عنها فشلا ، نحن باختصار وبعد كل هذا الضغط الحياتي محتاجون لتجديد ينسينا ما نحن فيه ، تجديد يستجلب إلينا أفكارا جديدة ويهدينا نظرة متفائلة ..
في نظري فكرة الطلاء نوع من التجديد ولعلك لم تحبذ الفكرة ، لكن ما إن تنتهي ستشعر بالفرق ...
والتدوين نوع من كسر الروتين وإنعاش الأفكار ، وربما لأنه صار التزاما فقد تكون مضطرا لتجديده كذلك ..
خذ وقتك وعد إلينا منتعشا
كان الله في عونك.
بالتوفيق ان شاء الله. وفي انتظار عودتك التي اتمنى ان لاتطول.
محمد العتيبي.
لا خيار لنا سوى انتظار مواضيعك المبدعة
نتظر جديديك أخي في الله عبد الله بفارغ الصبر .. وإن شاء الله تزول هذه الغمامة المؤقته .. آمين
اخي عبدالله .. لا اجد شئ يكسر الملل مثل القراة ..
فعلا الحياة مملة خصوصا لمن عرف حقيقتها .. فأصبحت كثير من الامور لا تفرق معه كثيرا.. امثال هؤلا افضل مكان لهم هو الثغور .. :)
مررت بتجربتك مؤخرا
الطلاء :)
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.