تصور معي أنك زرت دبي لأول مرة واخترت فندقاً في منطقة ديرة، في صباح أول يوم نزلت من غرفتك وخرجت من الفندق، عند البوابة أخرجت هاتفك النقال ورفعته لمستوى نظرك كأنك تريد التقاط صورة لكنك لا تريد فعل ذلك بل هناك برنامج يعرض بيانات رقمية على صورة المنظر الذي تراه أمامك، البرنامج يخبرك أن هناك عدد من المطاعم ومحطات الحافلات ومحطة مترو قريبة ويخبرك عن الأماكن السياحية، بيانات كثيرة في شاشة واحدة لذلك تطلب منه أن يعرض عليك فقط المطاعم والمقاهي لأنك لم تتناول شيئاً.
هناك مطعمان ومقهى على بعد 500 متر تقريباً يمكنك أن تمشي لتصل إليهما، البرنامج يعرض أسهماً تدلك على الطريق فتسير وفي طريقك ترى بيتاً قديماً فتطلب من البرنامج أن يعرض عليك أي معلومات حول البيت فيخبرك أنه بيت قديم بني قبل أكثر من 100 عام وهو الآن متحف للآثار، عندما تصل إلى المطاعم تطلب من البرنامج أن يعطيك بيانات عنها قبل أن تدخل لأحدها، فيأتيك البرنامج ببيانات من موقع قيم، أحد المطاعم يقدم طعاماً رائعاً كما يقول من جربه لكن أسعاره مرتفعة، المقهى أسعاره مرتفعة ولا يقدم شيئاً مميزاً، المطعم الثاني لا يهتم كثيراً بالنظافة لكنه رخيص وطعامه لذيذ، تختار الثالث لأنك تحب المغامرة!
هذا ليس خيال علمي بل تقنية يستخدمها الناس وبدأت في الانتشار، بعض التفاصيل التي ذكرتها ليست واقعية بعد لكنني متيقن أنها ستصبح واقعاً خلال السنوات القليلة القادمة.
مصطلح Augmented reality ترجم في ويكيبدييا العربية إلى واقع مزيد، وهي ترجمة صحيحة لأن التقنية تضيف إلى الواقع مزيداً من التفاصيل لكن "الواقع المزيد" تبدو لي غير صحيحة لسبب ما ويمكن اختيار مصطلح بديل أفضل وأوضح، الواقع المطور مثلاً أو المحسن أو شيء بهذا المعنى، لكن إلى أن نصل إلى ترجمة أفضل سأستخدم الواقع المطور.
هذه التقنية تعتمد على وجود حاسوب وكاميرا ويمكن إضافة نظام GPS، وهذه المواصفات كما ترون متوفرة في كثير في الهواتف الحديثة، الكاميرا تصور الواقع والحاسوب يعتمد على بيانات مكان المستخدم ويأخذ من الشبكة بيانات رقمية ليضعها على الصورة التي يراها المستخدم، هناك تمازج بين ما هو واقعي وما هو افتراضي، والمستخدم يرى ذلك في الوقت الفعلي أي مباشرة على الهواء، فإذا حرك الكاميرا باتجاه آخر ستتغير البيانات في نفس الوقت، والبيانات غالباً ما تكون ثلاثية الأبعاد، فما هو أقرب له أولوية أكثر مما هو أبعد.
هذه التقنية لها تطبيقات مختلفة، فالجيش الأمريكي يستخدمها في بعض الطائرات وكذلك لبعض الجنود المشاة، يمكن استخدامها للسياحة كما في المثال أعلاه وكذلك كوسيلة للوصول إلى أي مكان فبدلاً من استخدام الخرائط يمكن للجهاز أن يدلك باستخدام صور من الواقع، وبالطبع هناك من يستخدمها للألعاب، تصور معي أنك تلبس نظارة تعرض بيانات رقمية مربوطة بحاسوب وفي يدك لعبة تشبه المسدس لكنها مطلية بالون الأصفر الفاقع والوردي لكي يعرف الناس أنها مجرد لعبة، تختبأ خلف مبنى ما ومن خلال النظرة تعرف أن اللاعب الآخر يختبأ خلف مبنى على بعد 100 متر، يمكنك أن تتخيل كيف يمكن أن تكون هذه اللعبة، من يصيب الآخر أولاً هو الفائز.
وكما هو الحال مع كثير من التقنيات، الإعلانات في المستقبل قد تحوي بيانات رقمية لمن يستخدم هذه التقنية، فبدلاً من مشاهدة إعلان مطبوع على جدار ما يمكنك أن ترى مقطع فيديو مباشرة بمجرد رفعك للكاميرا وتصوير الإعلان، لكن هذا ليس سيئاً، تخيل فقط ما يمكنك أن تضعه في أي مكان، مربع صغير بمقياس 5 سنتم يصوره الشخص بهاتفه فيرى مثلاً مقالاً سياسياً أو اجتماعياً أو دليلاً للمنطقة.
كل ما قلته أعلاه لا فائدة منه إن لم تجرب التقنية بنفسك أو على الأقل تراها لتعرف كيف تعمل، إن كنت تملك آي فون أو أي هاتف يعمل بنظام أندرويد فهناك عدة برامج يمكنك تجربتها، منها:
إن لم تكن تملك أحد هذه الهواتف فلا مشكلة، أنت بحاجة لبرنامج في حاسوبك وكاميرا ويب رخيصة لكي تجرب هذه التقنية، في الحقيقة أجد تطبيقات الحاسوب أكثر متعة لأن هناك إمكانيات لم تستغل بعد، تصور مثلاً ألعاباً ثلاثية الأبعاد تلعبها فوق طاولة حاسوبك وكل ما تحتاجه هو رسم مربع لا يزيد حجمه عن بطاقة صغيرة، الباقي يتولاه الحاسوب:
هناك مطعمان ومقهى على بعد 500 متر تقريباً يمكنك أن تمشي لتصل إليهما، البرنامج يعرض أسهماً تدلك على الطريق فتسير وفي طريقك ترى بيتاً قديماً فتطلب من البرنامج أن يعرض عليك أي معلومات حول البيت فيخبرك أنه بيت قديم بني قبل أكثر من 100 عام وهو الآن متحف للآثار، عندما تصل إلى المطاعم تطلب من البرنامج أن يعطيك بيانات عنها قبل أن تدخل لأحدها، فيأتيك البرنامج ببيانات من موقع قيم، أحد المطاعم يقدم طعاماً رائعاً كما يقول من جربه لكن أسعاره مرتفعة، المقهى أسعاره مرتفعة ولا يقدم شيئاً مميزاً، المطعم الثاني لا يهتم كثيراً بالنظافة لكنه رخيص وطعامه لذيذ، تختار الثالث لأنك تحب المغامرة!
هذا ليس خيال علمي بل تقنية يستخدمها الناس وبدأت في الانتشار، بعض التفاصيل التي ذكرتها ليست واقعية بعد لكنني متيقن أنها ستصبح واقعاً خلال السنوات القليلة القادمة.
مصطلح Augmented reality ترجم في ويكيبدييا العربية إلى واقع مزيد، وهي ترجمة صحيحة لأن التقنية تضيف إلى الواقع مزيداً من التفاصيل لكن "الواقع المزيد" تبدو لي غير صحيحة لسبب ما ويمكن اختيار مصطلح بديل أفضل وأوضح، الواقع المطور مثلاً أو المحسن أو شيء بهذا المعنى، لكن إلى أن نصل إلى ترجمة أفضل سأستخدم الواقع المطور.
هذه التقنية تعتمد على وجود حاسوب وكاميرا ويمكن إضافة نظام GPS، وهذه المواصفات كما ترون متوفرة في كثير في الهواتف الحديثة، الكاميرا تصور الواقع والحاسوب يعتمد على بيانات مكان المستخدم ويأخذ من الشبكة بيانات رقمية ليضعها على الصورة التي يراها المستخدم، هناك تمازج بين ما هو واقعي وما هو افتراضي، والمستخدم يرى ذلك في الوقت الفعلي أي مباشرة على الهواء، فإذا حرك الكاميرا باتجاه آخر ستتغير البيانات في نفس الوقت، والبيانات غالباً ما تكون ثلاثية الأبعاد، فما هو أقرب له أولوية أكثر مما هو أبعد.
هذه التقنية لها تطبيقات مختلفة، فالجيش الأمريكي يستخدمها في بعض الطائرات وكذلك لبعض الجنود المشاة، يمكن استخدامها للسياحة كما في المثال أعلاه وكذلك كوسيلة للوصول إلى أي مكان فبدلاً من استخدام الخرائط يمكن للجهاز أن يدلك باستخدام صور من الواقع، وبالطبع هناك من يستخدمها للألعاب، تصور معي أنك تلبس نظارة تعرض بيانات رقمية مربوطة بحاسوب وفي يدك لعبة تشبه المسدس لكنها مطلية بالون الأصفر الفاقع والوردي لكي يعرف الناس أنها مجرد لعبة، تختبأ خلف مبنى ما ومن خلال النظرة تعرف أن اللاعب الآخر يختبأ خلف مبنى على بعد 100 متر، يمكنك أن تتخيل كيف يمكن أن تكون هذه اللعبة، من يصيب الآخر أولاً هو الفائز.
وكما هو الحال مع كثير من التقنيات، الإعلانات في المستقبل قد تحوي بيانات رقمية لمن يستخدم هذه التقنية، فبدلاً من مشاهدة إعلان مطبوع على جدار ما يمكنك أن ترى مقطع فيديو مباشرة بمجرد رفعك للكاميرا وتصوير الإعلان، لكن هذا ليس سيئاً، تخيل فقط ما يمكنك أن تضعه في أي مكان، مربع صغير بمقياس 5 سنتم يصوره الشخص بهاتفه فيرى مثلاً مقالاً سياسياً أو اجتماعياً أو دليلاً للمنطقة.
كل ما قلته أعلاه لا فائدة منه إن لم تجرب التقنية بنفسك أو على الأقل تراها لتعرف كيف تعمل، إن كنت تملك آي فون أو أي هاتف يعمل بنظام أندرويد فهناك عدة برامج يمكنك تجربتها، منها:
- Layar، لنظام أندرويد.
- Wikitude، أيضاً لأندرويد وآي فون.
- فيديو: Acrossair، خريطة مترو الأنفاق في لندن.
- فيديو: Near you، ماذا يمكنك أن تفعل في المدينة؟
إن لم تكن تملك أحد هذه الهواتف فلا مشكلة، أنت بحاجة لبرنامج في حاسوبك وكاميرا ويب رخيصة لكي تجرب هذه التقنية، في الحقيقة أجد تطبيقات الحاسوب أكثر متعة لأن هناك إمكانيات لم تستغل بعد، تصور مثلاً ألعاباً ثلاثية الأبعاد تلعبها فوق طاولة حاسوبك وكل ما تحتاجه هو رسم مربع لا يزيد حجمه عن بطاقة صغيرة، الباقي يتولاه الحاسوب:
- لعبة Eye of Judgement، تعتمد على سوني بلايستيشن 3.
- ويكي خاص لهذه التقنية، ستجد فيه ما يكفي من الروابط.
- لعبة لهواتف نوكيا
- Boffswana، في هذا الموقع مثال لما يمكن فعله بتقنية فلاش ومتصفح وكاميرا ويب.
6 تعليقات:
تقنية مذهلة بالفعل، وهي تنفع من يرتادوا المطاعم ومحلات بيع الملابس وغيرها.
وقد سمعت بتقنية مشابهة مستقبلية، وهي عبارة عن عوينات/نظارة مزودة بحاسوب صغير، عندما تنظر بها إلى طعام مثلاً ستخبرك بأن هذا الأكل به نسبة كذا من الكوليسترول وبه كذا جرام من الفيتامين، ومثله من البروتين.
التقدم التكنولوجي شيء جميل ورائع، ولكن متابعته تقطع الأنفاس والجيوب معاً.
رائع جدا
ايضا انا سمعت عما قاله الاخ اسامة لكن عن طريق الهاتف الجوال
بالفعل التقنية تجعل الحياة اكثر متعة وسهولة...
وبالمناسبة قبل قليل شاهدت مقطع دعائي لهاتف جوال غير طبيعي :p
يحتوي على كمبيوتر وتستطيع تشغيله كـ (داتاشو) فان كنت في اجتماع تستطيع عرض البريزنتيشن من خلاله لا تحتاج لأي ملحقات سواه
وتستطيع مشاهدةالافلام على الحائط
وتستطيع استعماله : ماكينة حلاقة
وايضا يأتي معه عدة نكهات كالقهوة مثلا فتخرج من الهاتفشيء اشبه بالابرة تضعها في كوب ماء فتسحب كل الماء الى الهاتف وتخلطه بالقهوة وتعيده الى الكوب :p
والكثير الكثير مما يجعلنا يقن اننا مهما حاولنا مجاراة التكنلوجيا ومتابعتها فلن نستطيع التوقف عند حد معين :)
,
شكرا لك على هذه التدوينة الممتعة :)
فيديو لمشروع فى نفس المجال لشخص من MIT
http://www.ted.com/talks/pattie_maes_demos_the_sixth_sense.html
شكراً لك عبد الله على المقال. سبقتني هذه المرة حيث كنت أعمل على مقال موسع قليلاً عن هذا المفهوم سأحرص على نشره قريباً.
أتفق معك بالنسبة لموضوع الترجمة حيث لم تعجبني ترجمة ويكيبيديا واستخدمت شخصياً "الواقع المحسن"
الموضوع مميز جداً في الحقيقة وأعتقد أن مجال التعليم هو من أفضل المجال التي سيستخدم بها. خاصة مع بيئات مجانية تسمح للمطورين صناعة تطبيقاتهم الخاصة مثل FLARToolkit (http://www.mikkoh.com/blog/?p=182)
رائع أن تسخر التقنية لأجل البشرية بهذا الشكل، لكن أخي عبد الله ألا ترى أنها قد تنحو منحا آخر بنا. المبالغة في إدخال التقنية إلى تفاصيل حياتنا قد تحولنا إلى أسرا لها بدلا من تسخيرها لأجلنا.
تحياتي
@أسامة جاب الدين: النظارة هي نفس التقنية والفرق اختلاف الوسيلة، حتى الآن النظارات الرقمية لم تصل إلى حجم مناسب فلا زالت كبيرة.
@روان: البعض يتعامل مع التقنية على أنها كائن حي له هدف وغاية، وأن هذا الكائن لن يتوقف أبداً عن التطوير إلا أن التطوير الجديد لا يعني بالضرورة أنه أفضل من القديم.
@الزناتي: أشكرك.
@محمد صالح كيالي: التعليم والألعاب هما المجالان الذان سيستخدمان هذه التقنية بشكل أكبر في المستقبل، التعليم سيفعل ذلك ببطئ والألعاب ستنمو بسرعة كبيرة، أو هذا ما أتوقعه.
@سعيد الأمين: التقنية لن تتوقف أبداً عن تقديم حلول مختلفة، الطبقة الرقمية ستغزو كل شيء، يبقى عليك أن تختار ما تستخدمه وما تبتعد عنه، هناك نقاشات كثيرة حول هذا الموضوع وتدور منذ عقود.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.