الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

بطاقات تعليمية - 2

لدي ثلاث بطاقات هنا:
تتفاقم مشكلة من يعانون من صعوبة التعلم
عندما ينقلون لصفوف خاصة أسهل، السهولة تعني المزيد من الملل وهذا يعني المزيد من الابتعاد عن التعلم وبالتالي المزيد من الفشل.
حل مشكلة عدم توافق البعض مع نظام التعليم ليس بتحويلهم لصفوف أسهل، هؤلاء لا يملكون مشكلة في عقولهم، هؤلاء ليسوا أقل ذكاء من الآخرين، هم لا يجدون أنفسهم متوافقين مع نظام لا يناسبهم وبالتالي من المفترض أن يوضع لهم نظام آخر يتيح لهم مزيداً من الحرية لكي يجدوا متعة التعلم، هؤلا بحاجة لتحدي أكبر وأصعب من مجرد الجلوس في الفصل.

المشكلة هنا أنني أظن بأن وزارات التعليم ليس لديها استعداد لإنشاء أنظمة تعليم بديلة لمن لا يريد الخوض في التعليم التقليدي، مجرد التفكير في هذا يفتح أبواباً عديدة يفضل البعض أن تبقى مقفلة، فإن صممت نظاماً بديلاً لمن يعاني من صعوبة التعلم فلم لا تصمم مزيداً من أنظمة التعليم التي تتناسب مع احتياجات مختلفة؟ هذا يتعارض مع توجه الوزارة التي أرادت في الماضي أن تلغي نظام التقسيم في المدارس الثانوية - العلمي والأدبي - وتجعلهما نظاماً واحداً يجمع بين الإثنين.
التعليم البنائي
أو الاستنتاجي (Constructivism) يعني التعلم بالتطبيق، الباحث في هذا التعليم Jean Piaget يؤمن بأن التعلم يكون بالاكتشاف وارتكاب الأخطاء والتجارب العملية، التعلم بالاكتشاف لا يمكن أن يكون مخططاً له ومحدداً بأفكار معينة.
هذه نظرية تعليمية يؤيدها البعض ويعارضها آخرون وهناك من يأخذ منها أفكاراً مفيدة، شخصياً أرى أن التعليم يكون بالاكتشاف والتجربة وارتكاب الأخطاء ومؤمن أن التعلم بدون تخطيط يحدث كل يوم عندما يسعى الشخص لتثقيف نفسه لكنني أرى أن شيئاً من التخطيط ضروري لأي نظام تعليمي.

أحد مطوري هذه النظرية هو سايمور بابرت عالم الرياضيات والحاسوب والمهتم بالتعليم، والذي جرب منذ الثمانينات أن يطبق نظرية التعليم هذه في مختبرات للحاسوب حيث كانت الحواسيب تحوي أدوات تسمح للمتعلم باكتشاف الأفكار بنفسه وأن يتعلم بنفسه دون مساعدة من أشخاص آخرين، شاهدت مرة لقاء مع سايمور يتحدث عن طالب لم يكن يحسن القراءة لكنه استطاع تطوير برنامج بنفسه ويستخدم أوامر برمجية لم يشرحها له أحد، سألوه كيف تعلم وهو لا يقرأ قال بأنه قرأ دليل الاستخدام لأنه مضطر لذلك لأنه يستمتع بالبرمجة، بينما كتب المدرسة مملة.

هذه التجارب التي أجراها بابرت ظهرت نتائجها في كتب نشرها وكذلك في مساهمته في لمشروع الحاسوب التعليمي OLPC، الرجل يرى أن التعليم يكون من الطالب نفسه، أعطه أدوات يتعلم من خلالها وسيضطر لتعلم ما يحتاجه لإنجاز مشروع ما، سيتعلم العمليات الحسابية إن اضطر لذلك، سيتعلم الهندسة والجغرافيا وربما التاريخ لأنه يريد وضع كل هذا في مشروع ما.

خلال هذا التعلم يكتشف الطالب أفكاراً أساسية حول أي موضوع، كوجود الكسور في كل مكان أو وجود الأشكال الهندسية حولنا في كل شيء، قد يتعلم شيئاً عن الفيزياء مثل التسارع والطاقة والجهد وغير ذلك، مواضيع يدرسها بعض طلابنا في الثانوية وفي الجامعات، لكن الطالب في المرحلة الابتدائية يمكنه أن يفهم هذه المواضيع إن وفرت له الأدوات المناسبة والبيئة المناسبة للتعلم.
عندما تفقد الأفكار قوتها
تشكل تحدياً للمعلمين لإعادة الحماس والقوة للأفكار.
عندما يصبح التعليم مملاً كيف يمكنك أن تجعل الطالب يتحمس لأي شيء؟ لماذا سيهتم بالحركة والطاقة أو بتاريخ الفراعنة؟ لماذا سيهتم بأي شيء آخر غير تجاوز الامتحانات؟ خذ فكرة أو معلومة حول قانون برلوني، في المدرسة كانت الفيزياء بالنسبة لي مادة مملة وصعبة، لكنني الآن أستمتع بالقراءة عنها ومشاهدة بعض الأفلام المتعلقة بها، خذ على سبيل المثال عرض يقدمه رجل يسمى Julius Sumner Miller حول قانون برلوني: الجزء الأول - الجزء الثاني.

منذ أن شاهدت هذا المقطع وأنا أجد تطبيقات مختلفة لقانون برلوني حولي، القانون ببساطة يقول بأن الضغط ينخفض عندما تزيد السرعة، ماذا يعني ذلك؟ في المقطعين أمثلة كثيرة لهذا القانون، أرجوك شاهدها، خصوصاً عندما يلعب الأستاذ بكرة الطائرة في الجزء الثاني، واسأل نفسك، لماذا يرفرف العلم؟ لماذا عندما أضع ورقة على طاولة وأنفخ الهواء في اتجاهها لا ترتفع إلا قليلاً؟ لماذا تحلق الطائرات؟ كل هذا ستجد إجابته في قانون برلوني، هذا ما فهمته من 15 دقيقة مسلية وما لم أستطع فهمه في سنوات المدرسة.

الربط بالواقع، التسلية، الشغف، هذا ما لا أجده في المدرسة وأجده في الرجل الذي يحب الفيزياء بشغف ويعرف كيف يعلمها للآخرين، أمثلة عملية كثيرة مع شيء من حس فكاهي، هذا ما نحتاجه لنتعلم وهذا ما يمكن أن يعيد للأفكار القوة والحماس.

ملاحظة خارج الموضوع: شاركت في تويتر أخيراً! أعلم أعلم ... قلت أنني لن أفعل ذلك، لكنها تجربة، ثلاث أسابيع على الأقل ثم سأقرر ما إذا كنت أريد الاستمرار في استخدام الخدمة أم لا.

5 تعليقات:

أسامة.. يقول...

تذكرت عندما كنت في الثانوية، سألتُ أستاذ الرياضيات عن تعريف (التكامل) فقال لي أن التكامل هو العملية العكسية للتفاضل، وسألته عن تعريف (التفاضل) فقال أن التفاضل هو العملية العكسية للتكامل، وهو كما ترى أن إجاباته غير شافية، وعرفت تعريف التكامل والتفاضل بعد أن تخرجتُ من الجامعة.

وأنا لدي وجهة نظر في توصيل المادة من قبل المعلم، إذا لم تفهم منه الدرس، فهذا معناه أنه هو نفسه لا يفهمه بالطريقة المُثلى، أو أنه لا يمتلك ملكة إيصال المعلومة بأسلوب مبسط.

الآن أحسّ بأن كل ما درسته في المدرسة والجامعة من قوانين يحتاج إلى إعادة صياغة وفهم من الأول.

غير معرف يقول...

http://al7ayatumadrasati.wordpress.com/
Asalamu alaykum
i am very happy to see someone writing about homeschooling in Arabic, please visit my blog, its about homeschooling my children. I have finished 12 years in schools had very good grades, but i graduated and i can barely read arabic and i hated reading even in English it took many years for me to regain my interest in learning, although i always had very good grades.i taught my self reading Arabic when i started getting interested in religion, now i am teaching myself to write in Arabic through my blog, when we have a need we learn!

rasha يقول...

كعادتك متميز بأفكارك وتدويناتك
ملاحظة صغيرة فقط مبدأ برنولي وليس برلوني
لا أدري لم تذكرت الاسم ولم اتذكر شيئا عن النظرية
درستها في سنتي الجامعية الأولى ربما لأن الاستاذ الذي لم يبذل مجهودا-رغم انه درس في الو.م.أ- كان يملي لنا الدروس في نصف ساعة ويتحجج بأن علم الأحياء لا علاقة له بالفيزياء

أحمد عربي يقول...

للاسف تلك ليست مشكلة مرحلة تعليمية بعينها بل تقريبا النظام التعليمي بأكمله
فمثلا فى المرحلة الجامعية تجد نفس الشئ بنسبة كبيره جدا
وتكون النتيجة ان الطالب غالبا مايخرج لايعي مايدرس إلا من ثابر

عبدالله المهيري يقول...

@أسامة جاب الدين: على المستوى الفردي ينبغي لكل شخص أن يعيد فهم ما تعلمه بين حين وآخر، لأن جديد معرفتنا قد يعيد تشكيل خريطة المعرفة ويوفر مزيداً من الفهم فتصبح الخريطة أكثر وضوحاً.

@غير معرف: مدونتك تستحق أن يعرفها الناس، بالفعل عندما تكون لدينا حاجة سنتعلم، قريباً سأكتب موضوعاً صغيراً عن مدونتك.

@رشا: بالفعل برنولي ولم أصحح الخطأ حتى الآن، أشكرك، سأصحح المقال عندما أبدأ بمراجعة ما كتبته خلال الأشهر القادمة ... قريباً.

@أحمد عربي: بعض الجامعات حالها أفضل بكثير من المدارس، على الأقل الطالب يبحث ويتعلم، وأوافقك على ما ذكرت، كثير من الطلبة لا يتعلمون شيئاً فعلياً إلا بعد الجامعة عندما يبدأون العمل على أرض الواقع.