الخميس، 20 أغسطس 2009

الدائرة المستحيلة

  • بدأ من هذا الموضوع سأكتب ما أريده على شكل نقاط سريعة، قد تكون حول موضوع واحد أو مواضيع مختلفة، تجربة مؤقتة إلى حين.
  • الدائرة المستحيلة هي التالي: شاب متخرج حديثاً في تخصص مطلوب وليس لديه خبرة، كل الوظائف المتوفرة تحتاج لخبرة، يبحث الشاب عن عمل في مجال آخر ليحصل على الخبرة لأن الخبرة ما هي إلا ورقة تقول أنه كان يعمل في وظيفة ما سنتين أو أكثر.
  • بعد الحصول على الخبرة أو عدم الحصول عليها يأتي عائق آخر، التعليم، شهادة قيادة الحاسوب - أسخف شهادة في العالم - ودورات إدارية وتطويرية وتسويقية وكل شيء لا علاقة له بعمل الشاب ولا يحتاجه المرء لإنجاز عمله، عليه أن يحصل على شهادات.
  • يقضي الشاب أشهراً في الدورات ويحصل على شهادات لماعة، لكن هناك عائق آخر "نريد شهادة ثانوية" أو "ما عندنا شواغر" أو "حط أوراقك ونحن بنتصل بك" التي يمكن ترجمتها "ضع أوراقك وسنتصل بك عندما يشيب الغراب"
  • بعد ذلك، يتقدم الشاب المثابر لمؤسسات أخرى مثل الشرطة والجيش فأي وظيفة الآن سيقبلها، يتقدم لوظائف في القطاع الخاص حتى لا يتهمه أحد بالكسل.
  • العروض من القطاع الخاص لا يمكن قبولها، راتب 2000 درهم في الشهر وساعات عمل طويلة كل يوم، مع ذلك قد يقبل الشاب بأي فرصة لأنه بحاجة للعمل، بحاجة لأن يشعر بأنه إنسان ينتمي لمجتمع وهو يفضل العمل الشاق على البقاء في زاوية البطالة.
  • يشارك بطلنا في مؤسسات مثل تنمية وتوطين ويتلقى منهم مكالمات بين حين وآخر، لكنها مكالمات تسأله إن حصل على وظيفة وتقترح عليه أن يأخذ هذه الدورة أو تلك أو تستأذنه في أن ترسل أوراقه لفرصة وظيفية أخرى.
  • بعض المؤسسات تتصل بالبطل الصامت لتطلب منه أوراقه وسيرته الذاتية فيفعل ذلك لكن لا يحدث أي شيء بعد هذا الحدث التاريخي.
  • هناك اقتراحات بأن يسافر للدراسة في الجامعة الفلانية، شابنا وصل إلى سن قريب من الثلاثين، يريد الزواج ليساهم في حل التركيبة السكانية ويثبت وطنيته بإنتاج "درزن" من الأطفال لكن هذا الحلم يصعب تحقيقه فهناك سيارة وبيت وتكاليف زواج وبعد ذلك تكاليف الأبناء وما يملكه قليل فهل يدخل في دوامة الديون؟ وإلى متى سيبقى في مرحلة الدراسة؟
  • بطلنا الصامت حقاً يدخل لأحد المنتديات فيقرأ موضوعاً من أحد المواطنين الذي يقول "هؤلاء العاطلين عن العمل ما هم إلا كسالى ويريدون أن تأتيهم الوظائف على طبق من ذهب، دلع في دلع، كل شيء متوفر والحمدلله وإن كان هناك أي تقصير فهو من هؤلاء العاطلين، كسلهم ودلعهم وتعاليهم هو سبب بطالتهم"
  • .... أطلب منك دقيقة صمت احتراماً لبطلنا الصامت.

12 تعليقات:

عصام حمود يقول...

ياه..
ما كل هذا الشجون الذي أثرته فينا يا عبد الله.
قربت أبكي من هذا الموضوع.
الواحد كان ناسي ومتغاضي عن كل هذه الأمور.. وكاتم في قلبه ويقول "لا بأس".
على كل.. أكثر ما يغيضني هو "سنوات الخبرة" التي يطلبونها.. عجيبة؟!!!.

د. المطالع بن الكتاب يقول...

مم الخجل يا عبد الله؟

اعلنها صريحة وبوضوح

لست مذنبا بل الضحية

فلماذا لا تبدا بحملة على المدونة لاثارة المشكلة التي تخص عشرات ملايين الشباب العرب؟

Unknown يقول...

رااائع يا عبد الله .. اتمنى تكون جميبع تدويناتك على شكل نقاط .. شكرا

غير معرف يقول...

نهاية سعيدة:
* بعد مشقة وجد بطلنا واسطة مكنته من أن يحصل على وظيفة جيدة براتب محترم.

غير معرف يقول...

كأنك تصف حالى .. إهىء إهىء إهىء

غير معرف يقول...

لماذا "وظيفة"؟!
لم لا يبدأ تجارة.. يستغل مهارة.. ينتج فكرا..
يبيع فاكهة.. يرسم لوحة.. يبدع شعرا..
يؤجر مساحة.. يجوّد خطا.. يلقي درسا..
يضارب سهما.. ينافس رياضة.. يؤلف كتبا..
يدل عقارا.. يصون جهازا.. يُجري بحثا..

أو... فليكن بطلا صامتا.

عبدالله المهيري يقول...

@عصام حمود: هذه شجون شباب العرب في كل بلادنا، ما يحتاجونه هو العمل ليس لأجل المال لكن لأنهم يريدون مكانهم في المجتمع، ما يقدمه المجتمع لهم هو كثير من الفرص الخيالية كمسابقات الغناء وفرص الربح ومن ناحية أخرى ليس هناك كثير من فرص العمل سواء في وظيفة أو في عمل تطوعي، ما الذي سيفعله الإنسان بوقته؟ إما في خير أو شر أو ربما ليس في أحدهما بل في تدمير ذاتي.

@فوضى عارمة: لا أحب أن ألقي اللوم على الآخرين عندما يتعلق الأمر بي شخصياً، وهذا الموضوع ليس متعلقاً بي بل بالآخرين، هناك خبر في صحفنا يقول 21 ألف عاطل عن العمل بين المواطنين في الإمارات ونحن نستورد ملايين العمالة الوافدة، لا يعقل هذا ولا يمكن قبوله.

@000: أتذكر أنك طلبت أن أكتب هذا الأسلوب، وهذه الاستجابة، لكن مؤقتاً لأنني لا أستطيع الاستمرار بهذا الأسلوب للأبد :-)

@غير معرف1: هذه النهاية يجدها البعض ولا يقبلها البعض فيبقون في دائرة المستحيل.

@غير معرف2: أعانك الله وجميع من يمر بهذه الدائرة.

@غير معرف3: من السهل أن تقول ما قلت، أخبرني، كيف سيفكر الشاب في ما تقول عندما يكون كل ما يحيط به يقول له "وظيفة" ثم من أين يبدأ من يملك صفراً؟ هناك أشياء كثيرة يمكن للإنسان فعلها لكن الأمر ليس سهلاً في بلادنا، القوانين والظروف ليست مهيئة لمن يريد أن يحلق منفرداً ويبدع لأن التوجه العام هو أن يكون الإنسان جزء من قطيع، ومن يخرج عن القطيع يعاقب - بقصد أو بدونه - بأن توضع أمامه العراقيل تلو العراقيل في مجتمع لا يقدر حقاً من يحلق منفرداً.

Osan Boairan يقول...

عبد الله اولا اشكرك على قالب مدونتك
ثانيا: وحعتني جدا بأسلوبك الرائع

عطاالله يقول...

يبدو أن الأمر يحتاج الى ما هو أكثر من دقيقة .... إنهم يلعبون في حياة أناس لا حصر لهم
سلامي لك

Souhail Omar يقول...

تحياتي ليك على الاسلوب الراقي و الجميل في طرح المشاكل
و معك كل الحق،،

لن تصدق اذا قلت لك انني الان اقرأ احدى المجلات و امامي مقال عنوانه: 10000 وظيفة شاغرة في الامارات !

احييك على هذا الموضوع و تقبل مروري على مدونتك،
و رمضانك كريم اخي عبد الله.

العربي

حمود الباهلي يقول...

لدينا في السعودية نفس المشكلة . .


و السبب يعود إلى سوء التخطيط و إيثار الراحة . .

كتب غازي القصيبي في كتابه "حياة في الإدارة " في منتصف السبيعنيات الميلادية . . كثر الإلتحاق بالجامعات . . و كان غازي يعارض ذلك . . بسبب أنه سيكون لدينا بعد عشرين سنة . . جيوش من العاطلين الجامعيين . . فيما سنكون بحاجة إلى فنييين لا نجدهم

لو عمل القائون بالأمر بنصيحة غازي . . لما حدث ما نراه الآن . .

غير معرف يقول...

كلماتك في الصميم ...
المسألة تأخذ منحنى آخر عند الشابات كذلك الباحثات عن عمل ، مع أن الفتيات أكثر اهتماما بالدراسة والتطوير ، إلا أن معيار التوظيف صار يعتمد على أشياء شكلية فقظ ! ليس تعميما ولكنه الأغلب ..
وقد يقول أحدهم أن الشاب بحاجة للعمل أكثر من الفتاة ، ولكن في مجتمعنا بات عمل الفتاة أمرا لا مناص منه ..
فمتى يسند الأمر إلى أهله ؟؟
الله المستعان