الخميس، 14 مايو 2009

الكتب الإلكترونية قادمة

الأخ شبايك كتب عن مستقبل الكتاب الإلكتروني وتحدث عن جوانب مختلفة للكتب الإلكترونية، هذا موضوع أنثر فيه بعض الأسباب التي تجعلني أشجع الآخرين على اقتناء الكتب الإلكترونية ... وربما أشتري واحداً في المستقبل.

سأبدأ بالكاتب الورقي، أعلم جيداً أن البعض لن يستغني عن الكتاب الورقي وأنا واحد منهم، وأعلم أن البعض لن يقرأ كتباً إلكترونية مهما كانت الأجهزة متقدمة ودقيقة ومريحة وأنا لست من هؤلاء، وأعلم أن الكتاب الورقي سيبقى معنا سنين طويلة وأن الورق له قيمة خاصة. إلى آخر هذا الكلام، أعلم ذلك جيداً، هل أستطيع الآن التركيز على الكتاب الإلكتروني؟

هناك أسباب تجعلني متحمساً لأجهزة الكتب الإلكترونية، فمن ناحية بيئية عدم طباعة كتب يعني توفيراً في الأوراق ويعني هذا عدم قطع الأشجار في الغابات حول العالم، هذا أمر يهمني كثيراً، القارئ الإلكتروني يمكنه تقليل استهلاك الورق بشكل كبير، لا حاجة لطباعة المقالات والرسائل والأبحاث وغيرها، لا حاجة لطباعة الكتب المدرسية والجامعية، يمكن توفير أطنان من الورق والحبر وساعات من الطاقة المستهلكة في الطباعة ونقل الكتب والأواق.

لكن أليست الكتب الإلكترونية مصنوعة من البلاستيك والإلكترونيات؟ ألا نستبدل نوعاً من التلويث بنوع آخر؟ نعم نحن نفعل ذلك، قارئ واحد قد يحوي آلاف الكتب ويوفر آلاف الأوراق، أجد أن الفائدة منه أكبر بكثير من الاستمرار في الأساليب التقليدية لطباعة الكتب وتوزيعها، هناك توفير للطاقة والتكاليف ومن عدة نواحي.

من جانب آخر ليس كل شيء يستحق أن يطبع على ورق، أنا لا أحب القراءة من الشاشة، أجد ذلك متعباً وقد اضطررت إلى طباعة بعض المقالات لكي أقرأها بعيداً عن الحاسوب، القارئ الإلكتروني سيوفر بديلاً لطباعة المقالات هنا، وتصور معي أن المؤسسات حول العالم ستوفر آلاف الأوراق باستخدام هذه الأجهزة، فبدلاً من أن يطبع السكرتير ورقة لينظر فيها المدير ويقترح تعديلات فيطبعها مرة أخرى، يمكنه أن يريه على الجهاز الوثيقة ويعدلها في نفس الوقت إلى أن يصل إلى النتيجة المطلوبة.

طلبة المدارس والجامعات يمكنهم حمل كل الكتب وكل شيء متعلق بالدراسة في جهاز صغير لا يزيد وزنه عن 300 جرام، سيختفي عذر "نسيت الكتاب" ولن نثقل ظهور الطلاب بكتب ورقية ثقيلة وسنوفر تكاليف مختلفة تتعلق بالطباعة والتوزيع، لا بل سنتمكن من تحديث الكتب وتغييرها بشكل أسرع لأنها غير مرتبطة بمواعيد للطباعة.

في السفر سيتمكن الناس من حمل مئات الكتب بدلاً من حمل كتابين أو ثلاثة، بعض الناس ممن يكثرون السفر يشترون الكتب في المطارات ويقرأونها في المطارات والطيارات وعندما ينتهون منها يبيعونها لمكتبات الكتب المستعملة في بعض المطارات أو حتى يتركونها في مكان ما لأي شخص، هذا أمر مسلي لمن يحب الكتب الورقية لكنه ليس كذلك لكثير من الناس، شخصياً أريد عند السفر أن تكون مكتبتي معي ... هذا إن سافرت!

مع كل ما قلته، علينا أن نتذكر أن مع كل تقنية جديدة هناك مجموعة من المشاكل الجديدة، فمثلاً تقنية حماية الحقوق الرقمية DRM والتي تهدف لحماية الكتب من النسخ لكنها في نفس الوقت تجعل البعض يتراجع عن شراء الكتب الإلكترونية لأنها تمنع المستخدمين من ممارسة بعض حقوقهم أو تعطي للشركات حقوقاً أكبر بكثير مما تستحق، تصور مثلاً أن إغلاق شركة ما قد يتسبب في ضياع مئات الكتب التي اشتريتها وليس هناك وسيلة لاسترجاعها! حدث هذا مع بعض خدمات الموسيقى والفيديو فما الذي يمنع تكرار حدوثه مع الكتب؟

أجد إيجابيات كثيرة لهذه الأجهزة، والأخ شبايك تحدت عن جهاز أمازون كندل، لكن هناك عدة أجهزة من عدة شركات أخرى، شخصياً أنتظر الإعلان عن txtr أو الجيل الجديد من Cybook، هذه الأجهزة ليست فقط لقراءة الكتب بل لمتابعة المواقع أيضاً، أي وسيلة أخرى للابتعاد عن الحاسوب.

البعض يقارن هذه الأجهزة بالحواسيب المحمولة أو اللوحية ويجد أن أسعارها مرتفعة ولا تفعل الكثير، دعني أسألك: هل تستطيع أن تقرأ من حاسوبك النقال تحت أشعة الشمس؟ هل دقة شاشة الحاسوب النقال مثل دقة الحبر الإلكتروني؟ نعم هذه أجهزة متخصصة في وظيفة واحدة، بعضها رخيص وبعضها غال السعر، لكن مقارنتها بالحواسيب النقالة لا يختلف كثيراً عن مقارنة سيارة دفع رباعي بسيارة سباق، سيارة السباق مصممة لشيء واحد فقط، أن تكون سريعة وثابتة وقادرة على تحقيق النصر، ليست عملية ولا مريحة ولا تحوي أي خصائص لكن سعرها أغلى بكثير من سيارة الدفع الرباعي المريحة ذات الخصائص الكثيرة.

مقارنة غير عادلة.

10 تعليقات:

محمد الحاتمي يقول...

نعم المستقبل هو للكتب الإلكترونية ، و الإحصائيات تؤكد هذا إلا أن للكتب الورقية مكانتها الخاصة .
أعتقد كما بأن للكتب الإبكترونية إيجابيات كيرة ، و مشكل البلاستيك الذي يصنع الكتاب منه هو مشكل يسير ، وهناك مشكل آخر يتحجج به البعض وهو استهلاك الطاقة و هذا يمكن تجاوزه بجعل تلك الأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية و تخزن جزءا منها لاستخدامها ليلا .

غير معرف يقول...

ممتاز ..

كذلك .. ليست تكلفة الورق و النقل و الشحن و التخزين فقط .. بل مكسب كل الوسطاء بينك و بين دار الطباعة و دار النشر و المؤلف ..

تخيل إذا كان هناك Platform متطور للكتب الإلكترونية .. بإمكان المؤلف تحديث الطبعة الأولى إلى الطبعة الثانية بضغطة زر من عنده تتحدث فيها الطبعة الأولى التي اشتريتها أنت تلقائيّاً و تزول منها الأخطاء القديمة مثلاً !

المشكلة .. لا يوجد Platform قياسي معتمد للكتب الإلكترونية لحد الآن .. هناك ألف Format متنافسة كلها غير معتمدة قياسيّاً و كلها لها نواقصها الكبيرة .. و الـPDF ما زال خام و يحتاج إلى مئات التعديلات عليه ليصبح أساساً للكتب الإكترونية الذكية .. أو أن يتم التطوير من الجهة الأخرى .. من جهة الـBook Reader فقط .. و يتم إعتماد أي فورمة قياسية مثل الـPDF تكون مجرد الأساس و كل الباقي من المزايا يكون من جهة الـSoftware Reader ..

أسامة الغامدي يقول...

نعم , الكتب الإلكترونية تسعى الآن لإثبات وجودها وهي البديل للكتب الورقيّة في المستقبل القريب ...

إذا ما كان هنالك تطوير في هذا المجال خصوصا في الأجهزة المستخدمة للكتب الإلكترونية أو البرامج , بحث تكون مثل الكتب ولا تؤثر على العين ! ! !:)

شكرا لك على المقالة أخي عبدالله

عزام يقول...

الوقت القادم كل شيء سيتحول إلى الكتروني أو إلى "إنترنتي" إن صح التعبير ، بصراحة هي إيجابية وسلبية في آن واحد ، لكن من وجهة نظري التحول إلى الأشياء والأجهزة الرقمية إيجابي أكثر من أنه سلبي .. أبرز إيجابياتها توفير الوقت وتوفير الجهد ، وهذان بحد ذاتهما ما نبحث عنه في حياتنا العملية :) ..


الكتب الالكترونية ، حلمي أنني أمتلك واحد ، لكن حلمي الأكبر أن أمتلك الجرأة لاستخدامه علنًا في الأماكن العامة من جامعة وأسواق وغيرها من الأماكن التي ما إن تخرج جوالك إلا وأعين الناس تنظر بشكل غريب :P !!
لكن في وقت امتلاك الجهاز سأفكر في حل لذلك ..

شكرا عبدالله : )

سعد الحوشان يقول...

أجد ذهني ينصرف إلى همي. شراء الناس لهذه الأجهزة هنا سيسهل قراءة النصوص الالكترونية بينهم، أي سيسهل النشر ويدعمه.
قد يبدو الأمر غير مثير للاهتمام بسبب الاعتقاد السائد بأن الناس هنا لا يقرأون، ولكن الوضع في تحسن، كما أن هذه الأجهزة ستكون مشجعة جداً للناس. فطالب مثلاُ يحمل الجهاز لأجل دراسته، لن يضيره أن يحمل عليه كتب أخرى لوقت الفراغ.
لكن هل تدعم اللغة العربية حالياً؟ هل يمكن قراءة النصوص العربية عليها؟ لا أتوقع في الوقت الحالي.

Shoa'a almalki يقول...

الكتب الالكترونية توفر الكثير من الأشياء، الطاقة والجهد والطباعة واشياء أخرى كثيرة..
ولكن قراءتها متعبة.. لا أطيق القراءة على الشاشة لأكثر من ساعتين!!
أتصور لو أن هناك برنامجًا يقرأ الكتب الالكترونية؟
أو يصور الكتاب في بطريقة تجعله أقرب الى العرض المتحرك منه الى الكتاب.. هذا موضوع آخر يحول الكتب الى شيء آخر كتحويل القصة الى مسرحية!
قد يكون أكثر كلفة ولكن بالتأكيد هو أكثر تطورًا فقد يفيد أيضًا في مشكلة من لايحب القراءة، قد يستمتع بمشاهدة فيلم أو مسلسل أو ربما عرض شرائح مصحوب بصوت يحكي الكتاب، أفكار قد تكون غريبة ولكن ربما ناجحة في بعض الأحيان..

عبدالله المهيري يقول...

محمد الحاتمي: الكتب الإلكترونية الجديدة لا تستهلك كثيراً من الطاقة، تقنية الحبر الإلكتروني لا تحتاج أي طاقة لإبقاء الشاشة ثابتة، يمكن مثلاً عرض لوحة تستخدم الحبر الإلكتروني لأشهر طويلة دون أي حاجة لأي مصدر طاقة، ربما بطارية صغيرة عند الحاجة لتغيير محتويات اللوحة.

غير معرف: أوافقك على نقطة المعايير، كما يحدث مع كثير من تقنيات الحاسوب، البداية تكون غالباً بين تقنيات وأنواع من الملفات غير متوافقة ثم يظهر معيار يتفق عليه الجميع.

أسامة الغامدي: هل رأيت الأجهزة الجديدة؟ دقتها تقارب دقة الورق ولذلك هي مريحة عند القراءة.

عزام: إذا كان حمل كتاب أو هاتف أمر غريب فكيف بجهاز مثل هذا؟ الناس سيعتادون في المستقبل أو على الأقل ستتغير نظرتهم قليلاً فلا يتدخلون في شؤون الغير.

سعد الحوشان: جهاز CyBook كما أتذكر يدعم العربية.

شعاع: وأنا لا أطيق القراءة من الشاشة، لكن الكتب الإلكترونية التي أتحدث عنها هي أجهزة تعمل شاشتها بتقنية الحبر الإلكتروني، هذه مختلفة، دقتها تقترب من دقة الورق وهي مريحة للعينين، وجهاز أمازون كندل يحوي خاصية قراءة الكتب.

حسام محمد يقول...

أشكرك جداً ، لدي مقالة قريبة من هذا الموضوع ، تناقش اللغة العربية ومستقبلها في العالم الرقمي .

هذا رابط لملف pdf مأخوذ من جريدة القدس العربي اللندنية.

http://www.alquds.co.uk/archives/2009/03/03-24/qad.pdf

Leopard يقول...

اذا كان مريح للعين و يظهر الالوان اعتقد سيكون افضل من الكتب الورقية
من الممكن ايضا في المستقبل نستطيع تغير الخط و اللون و تظليل النصوص .. كل شي ممكن ..

'' طلبة المدارس والجامعات يمكنهم حمل كل الكتب وكل شيء متعلق بالدراسة في جهاز صغير لا يزيد وزنه عن 300 جرام، سيختفي عذر "نسيت الكتاب" ولن نثقل ظهور الطلاب بكتب ورقية ثقيلة وسنوفر تكاليف مختلفة تتعلق بالطباعة والتوزيع، لا بل سنتمكن من تحديث الكتب وتغييرها بشكل أسرع لأنها غير مرتبطة بمواعيد للطباعة. ''

و يظهر عذر حذفت الكتاب بالخطأ :q او نسيت الجهاز (كل الكتب) O.o

Shoa'a almalki يقول...

عفوًا لم أقرأ التدوينة جيدًا :)
الآن فقط استوعبت انه حضرتك كنت تتكلم عن الكتب الالكترونية..
ولكن لأن الموضوع اللي فهمته كان مهمًا بالنسبة لي، اليوم عند تصفحي لجريدة الغارديان وجدت أن العدد الرقمي للجريدة في صورتها المطبوعة يوفر خاصية قراءة المقالات، أعجبتني كثيرًا هذه الخاصية وتمنيت لو أنني أستطيع زيارة مؤسسة الغارديان، فهي حقيقة تعد مدرسة على رأي دكتورتي :)