كلما انتهيت من قراءة كتاب بدأت في تصفح مجموعة من الكتب لأذكر نفسي بسبب شراء كل كتاب، أحياناً أجد أنني غير مهتم بأحد الكتب ولا أذكر سبب شراءه وغالباً ما أجد نفسي متحمساً لقراءة كتب عديدة فأحتار بأيها أبدأ.
أخذت كتاباً عربياً وبدأت في تصفحه، الكتاب يتحدث عن جغرافيا الأماكن المقدسة وبالتحديد عن القدس، بعد بضع صفحات وجدت ورقة داخل الكتاب، فاتورة من معرض أبوظبي للكتاب بتاريخ 4 أبريل 2001، حاولت جمع فتات الذكريات لكن لم أجد الكثير.
كان المعرض يقام في المجمع الثقافي، أي في منتصف أبوظبي تقريباً أو على الأقل قريباً من مناطق سكنية كثيرة، وكان يفتح أبوابه 12 يوماً أو أسبوعين تقريباً وفي كل يوم من أيامه هناك أنشطة أخرى مرافقة، محاضرات وحفلات توقيع كتب ومعارض وأنشطة أخرى، أتذكر أنني كنت أذهب إليه كل يوم تقريباً حتى حفظته، وفي بعض الأيام أذهب له مرتين، في هذا العام اشتريت كتباً كثيرة وأتذكر جيداً أنني اشتريت معظم مؤلفات الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
قارنوا هذا بمعرض الكتاب الجديد، ينظم في أرض المعارض، مساحة أكبر كما يقول البعض لكنه بعيد عن المناطق السكنية، 5 أيام فقط والأنشطة المرافقة أقل بكثير، لم يكن لدي حماس كافي لزيارته ولعلها المرة الأولى التي لا أزور فيها معرض الكتاب منذ سنوات.
أقرأ في الصحيفة إشادة بالمعرض من شخصيات مختلفة، يقولون أنه أكثر تنوعاً وأكثر ثراء، يقولون أنه منظم أكثر، وكما أتوقع فلم أجد رأياً مخالفاً وبالتأكيد هناك من يرى أن المعرض الحالي بارد بلا روح وأيامه قليلة أكثر من اللازم وبعيد.
أفضل المعرض السابق على الحالي وأتمنى أن يعود لما كان عليه في المجمع الثقافي، بالتأكيد هناك مميزات لهذا المعرض الحالي وإن كنت شخصياً لا أستطيع ذكر شيء منها، لكنني متأكد أن إيجابيات هذا المعرض يمكن دمجها بإيجابيات معرض السابق في المجمع الثقافي ليكون لدينا شيء يجمع بين القديم والجديد ... لكن أرى أن هذا لن يحدث ما دام أن صناعة المعارض تريد أن تضيف شيئاً من "البرستيج" لمعرض الكتاب، وهذا يعني أن تؤجر المساحات بسعر يزيد عن 200 دولار للقدم المربع ... كما أخبرني أحد العارضين.
نعم ذهبت لمعرض الكتاب قبل افتتاحه بيوم ولم أدخل إلى هناك، التقيت بالرجل الذي أعطيته صندوقاً ثقيلاً يحوي أكثر من 50 نسخة من كتاب ثقيل، سألته: ألا تستطيع أن تأتي بعربة نقل؟ الصندوق ثقيل فعلاً، فرد وهو يهز رأسه بأن إدارة المعرض منعت استخدام عربات النقل! ولا أجد تفسيراً لذلك إلا رغبة من إدارة المعرض بعدم تشويه المنظر الأنيق للرخام والجدران اللاماعة وليذهب ظهر الناشر إلى الجحيم ... أو المستشفى ... لا فرق بينهما في الحقيقة!
كما أتذكر كان المعرض السابق يقدم مساحات العرض مجاناً للناشرين وفوق ذلك يقدم لهم إقامة وتذاكر سفر ومخزناً للكتب، الآن على الناشر أن يدفع الكثير ليحصل على مساحة في المعرض ... كما ترون تحول الأمر إلى "بزنس" والبعض لا شك لدي يرى أن هذا أمر إيجابي.
أعود للفاتورة، مكتوب في أعلاها "السيد/ نقداً" وهذه أضحكتني، كأنني مجموعة أموال تمشي على الأرض! هناك جدول بالكتب التي اشتريتها وهي:
العربية القديمة ولهجاتها - لم أقرأه بعد!
منطقة الخليج العربي
قبعات التفكير الست
الطريق إلى القدس - لم أقرأه.
إجمالي المبلغ 59 درهماً والناشر هو المجمع الثقافي، أتذكر جناح المجمع الذي كان يحوي كثيراً من الكتب التي أرغب في شراءها، لكنني وصلت إلى هناك ويداي مثقلتان بأكياس كثيرة، ألقيت نظرة سريعة وأخذت الكتب الأربعة، سأعود في اليوم التالي لشراء المزيد ولأنهي ما تبقى لدي من مال.
حبي للكتب وقراءتها لم يتغير بل يزداد مع الأيام، لماذا لا أجد نفس الحماس للمعرض الجديد؟
السبت، 4 أبريل 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
5 تعليقات:
عندما تتحول هكذا مناسبات إلى بزنس فالأمر يتحول إلى مشكلة ، فلا يعود أحد يتعامل مع المعرض على أنه مناسبة ثقافية ، بل يتعاملون معه على أنه مناسبة "بزنس" تأتي لمرة في العمر .. أقصد في السنة ، وبذلك يحاول ما أمكن أن يحقق أعلى ربح ممكن ولو على حساب تشويه الفكرة .
دمت أخي عبد الله لنا قارئا نهما ومدونا لا يقل نهما .
للأسف عزيزي عبدالله فالمسألة تحولت إلى مال كما قال الأخ محمد
معرض الرياض كذلك, فبينما كنت ازوره لعدة أيام فهذا العام والذي اصبح المعرض كبيرًا جدًا وجميلاً وعدد الدور أكثر لم أذهب سوى مرتين (المرة الثانية بإلحاح من صديقي :( )
الثقافة ونشر الكتب من الأمور التي يجب على الدولة وعلى الحكومة التدخل فيها حتى لا تصبح مثل سوق السمك، الثقافة ونشرها يجب أن تكون في سهولة الحصول على الماء والهواء... ورغم أني لا أرى عيبا في ربح المال من أي نشاط - طالما قدمت خدمة ممتازة في المقابل، لكني في جانب الثقافة أرى التدخل الحكومي واجبا، لا لشيء سوى لأن احتمالات تطور الأمور التجارية في الاتجاه السلبي عالية جدا، وهذا هو ما حدث بكل أسف ... أحيانا أشعر بأن الهدف الأول من فعاليات كثيرة (في كل بلاد العالم) هو استخلاص النقود من كل كائن حي بأي صورة وتحت أي مسمى...
الحماس موجود لسبب واحد في رأيي:
الحصول على الكتب التي لا نجدها في بلدنا!
لا توجد أسباب أخرى! ولذلك فإن زيارة واحدة كافية للغاية!
المعارض القديمة التي تحدثت عنها وأقصد هنا "الفعاليات الثقافية" تشجعك على القدوم كل يوم، تجعل أيام المعرض أياماً لا تنسى.
معرض الكتاب - كما أراه - يزداد سوءا كل عام للأسف .
لكن بالنسبة للموقع فهو فأنا أراه جيد .
بالنسبة لسكان مدينة بني ياس وخليفة ومحمد بن زايد وغيرها من المناطق .
يعني هو أتى وسطا بين مركز العاصمة والمناطق السكنية المختلفة .
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.