تصور معي هذه الأعمال اليومية كصناديق تأخذ حيزاً من المخزن، لم يعد هناك فراغ كبير لممارسة أعمالك الأخرى الأكثر أهمية، لعلك تظن أن عدم متابعة الأخبار يومياً سيهوي بك في وادي الجهل، وعدم متابعة آخر مستجدات المواقع سيجعلك متخلفاً تعيش في القرون الوسطى، ومع هذا تشتكي من ضيق الوقت.
للأسف مخزنك اليومي لا يمكنه أن يكبر، لا يمكنك أبداً أن تضيف دقيقة إضافية ليومك، إذا أردت المزيد من الوقت فعليك إخراج بعض الصناديق، وهذا ما فعلته شخصياً.
منذ أشهر وأنا أردد فكرة في رأسي "لست بحاجة لمتابعة الجديد كل يوم" ومع هذا لم أتجرأ على اتخاذ خطوات لتقليل الوقت الذي أقضيه أمام الحاسوب، في الماضي تخلصت من التلفاز ولم أعد اليوم أطيقه، لكنني استبدلته بالحاسوب وهذا أمر طيب من ناحية وسيئ من ناحية أخرى، الحاسوب لم يعد بالنسبة لي أداة إنجاز للعمل بل طريقة للحياة، بدون الحاسوب سيصبح لدي فراغ هائل في مخزني اليومي.
سبق أن كتبت أنني أنوي تقليل عدد المواقع التي أتابعها من خلال قارئ RSS، وقد حددت الرقم "70" كهدف للمرحلة القادمة، لكنني ذهبت إلى أبعد من ذلك، واتخذت عدة خطوات:
- بعض المواقع توفر نشرة بريدية أسبوعية أو يومية تحوي ملخصاً لأهم المواضيع، اشتركت في النشرة وألغيت متابعتها من خلال RSS.
- توقفت عن متابعة موقع Engadget.com بعد أن كنت أتابعه منذ بدايته في عام 2004، هذا الموقع لوحده ينشر عشرات المواضيع يومياً.
- حذفت بعض المواقع التي لا أحتاج لمتابعتها.
- حفظت عناوين مواقع أخرى في خدمة Del.icio.us، يمكنني زيارتها بين حين وآخر ولا حاجة لمتابعتها يومياً.
- معظم المواقع التي اتابعها من خلال Google Reader هي مواقع لا تنشر الجديد إلا مرة أو مرتين كل أسبوع أو حتى كل شهر، هذه نقلتها لخدمة جديدة تسمى Rososo أبسط من خدمة غوغل.
- نعم! لم أعد أستخدم Google Reader بعد سنتين أو أكثر من إدمانه.
الخدمة لا تعرض لك قائمة بآخر المواضيع، وليس هناك تصنيفات ومجلدات ولا يمكنك حفظ أي موضوع أو إرساله بالبريد لأي شخص، الخدمة توفر لك خاصية واحدة وهي معرفة ما إذا كانت المواقع التي تتابعها قد نشرت الجديد أم لا، فإن نشر أي موقع محتويات جديدة سيظهر اسمه في أعلى القائمة، إضغط على الاسم لزيارته وسيختفي الاسم في قائمة سفلية للمواقع التي زرتها ولم تنشر محتويات جديدة منذ ذلك الوقت.
في الماضي كنت أدعو لاستخدام تقنية RSS وكتبت بعض الدروس حولها وشجعت البعض على كتابة دروس اخرى، لكنني الآن أفهم لماذا لا يرى البعض حاجة لاستخدام التقنية، وأفهم عدم رغبة البعض في تضييع المزيد من الوقت في تعلم شيء جديد، ليس كل جديد مفيد، والتقنيات التي تعدنا بتوفير الوقت تجعلنا نستهلك أكثر، أصبح متابعة الجديد مخدراً للعقل لا يمكننا التوقف عن إدمانه.
سهولة التعامل مع RSS وما شابهها من تقنيات هي ميزتها، فبدلاً من زيارة 100 موقع يمكن لهذه المواقع أن تأتيك، المشكلة تبدأ عندما يكتب بعض هذه المواقع عدة مواضيع كل يوم فتشعر أن عليك قراءة مئات المواضيع والمقالات ومشاهدة عشرات الصور وأفلام الفيديو، ولعلك تضيف مواقع أخرى لقارئ RSS لديك فإضافتها لا تتطلب أكثر من نقرة زر لكنها بعد ذلك تصبح ثقباً أسود لوقتك.
هذه دعوة للبعض للتخلي عن عادة ملاحقة الجديد، اسأل نفسك: هل أنا بحاجة لمعرفة ذلك؟ لو لم أعرف هذا الموضوع أو هذا الخبر ما الذي سيحدث؟ هذا السؤال بالذات جعلني أعيد التفكير في بعض المواقع، هل من الضروري أن أتابع موقع Engadget لمعرفة آخر المنتجات الإلكترونية؟ لا، أنا لا أستفيد شيئاً من ذلك، استهلاك الأجهزة الإلكترونية ليست هواية لدي، ولست مالك مؤسسة تصنع شيئاً من هذه المنتجات وتوقفي عن متابعته لن يعني أبداً أنني سأعود إلى عصر ما قبل النفط!
11 تعليقات:
السلام عليكم
أحسنت أخي عبدالله وإن شاء الله أن قرار التخلص من جوجل ريدر قرار موفق, للأسف فإن هذا الموضوع فعلا أصبح كالإدمان حيث لا تستطيع أن تتوقف ولا تستفيد كثيرا, وراقب نفسك بعد مدة فستلاحظ أنك لن تفقد شيئا كفكرة إضافة ياليتك تلقي نظرة على حفار المدونات -بدينا في الإعلانات :) - وتعطيه صندوق من صناديقك حيث أني كانت فكرتي في حفار أن يختار الموقع لك أفضل مواضيع المدونات فيحفظ وقتك وكنت أقارنه بجوجل ريدر فأقول إن جوجل ريدير يضيع الوقت لأنه يعرض لك كل المواضيع غثها بسمينها فالانتقاء يكون على مستوى المدونة أما في حفار المدونات فالانتقاء يكون على مستوى الموضوع نفسه والنتيجة التي يختارها حفار مرضية-بضم الميم- ولكن لحد الآن لم أصل لكيفية الاختيار "الأمثل" للمواضيع الأهم.
أنا لم أستخدم جوجل ريدر لكن بعد أن اطلعت على الموقع الذي وضعته أنت في هذا المقال أصابني ذهول لشدة بساطة وفعالية الموقع في الحقيقة هو قد يكون أسهل موقع تعاملت معه في حياتي خصوصا أنني أركز دائما على تفحص واجهات الاستخدام وأجد في ذلك متعة خيالية وقد سجلت لأجربه.
وبخصوص delicious والمفضلات بشكل عام أجد أنني لا أستخدمها إلا ماندر فحتى الآن لم أستطع أن أهضم فكرة المفضلات لا أدري هل هذه طبيعة فيني أنا تحديدا أم أن الناس كلهم كذلك ولكي أتأكد سأسأل سؤال "متى آخر مرة زرت فيها مفضلتك في delicious؟" حيث إن حالي مع مفضلتي هو فقط أني أضيف فيها ولا أرجع لها إلا ماندر أعتقد أن فكرة المفضلات يجب أن تقوم على البحث داخل المفضلة وليس التصفح لأنها مع مرور الوقت ستكون ضخمة بشكل خرافي ولا بأس أن تكون هناك مفضلة صغيرة لا تتجاوز العشرة مواقع تكون في متناول يدك تزورها يوميا وأبدي إعجابي مجددا بموقع روسوسو.
وفقك الله
كلام منطقي جدا..
ولكن مالذي تدعونا لفعله بدلاً من متابعة الجديد..
بالنسبة لي يستحيل علي ترك Rss لكني لست مضطرا لمتابعة كل مااضيف اليه من مواقع..فقط مااشتهيه ذلك اليوم..
حسناً فعلت.. وهذا هو الطريق لتوفير الوقت..
نا كذلك أقوم حالياً بإنهاء أكبر المسؤوليات لدي.. للتفرغ لأمور أكثر أهمية.. حتى ولو رآها البعض ساذجة.. كـ "تربية قطة"..
سننتظر منك قريباً نتائج هذا القرار وهذه الخطوة.. وما ستفعله في وقت الفراغ الذي سيتكون جرّاء توفير الوقت
وهذا ما أفكر بعمله في القريب العاجل :)
فهناك العديد من المواقع التي سأقوم بحذفها من Google Reader لنفس السبب الذي قمت بذكره
أحمد العريفي: موقع الحفار تغير منذ آخر مرة رأيته ويبدو لي أكثر فاعلية الآن، شخصياً لا أحب استخدام أو زيارة هذا النوع من المواقع، دون، تدوين، تووت وغيرها تجعلني أقضي وقتاً طويلاً في متابعة المدونات العربية لذلك أتجنب زيارتها.
خدمة Rososo بالفعل بسيطة، مطوري الخدمة حذفوا شعار الموقع لأنهم يرون أنه شيء غير مفيد فالشخص يعرف اسم الموقع وليس بحاجة لصورة تأخذ مساحة غير مفيدة، نقطة ثانية أنه يتيح لك تجربة الموقع بدون تسجيل، والتسجيل سريع، بساطة تعجبني وأتمنى رؤية المزيد منها.
أما delicious فقد سبقتني للحديث عنه، الضحية التالية سيكون هذا الموقع! شخصياً أستخدمه كثيراً وأبحث فيه، هو كصندوق كبير ترمي فيه ما تشاء ثم تعود له عند الحاجة، لكن هذا الأسلوب له سلبياته من ناحية تضخم المصادر وانتهاء حياة بعضها.
عبدالله: ما فعلته شخصياً قد لا يناسب الجميع، هناك أناس بحاجة لمتابعة الجديد لأن هذا عملهم أو هوايتهم، شخصياً أريد وقتاً لأمور أخرى أكثر أهمية مثل القراءة والكتابة وإنجاز بعض الأعمال المهمة.
المبدع العربي: تربية القطط أمر رائع :-)
لدينا في المنزل كتيبة صغيرة من القطط، لا تعيش داخل المنزل بل ضمن السور وهم يعتكفون أمام باب المطبخ الخارجي ويقضون يومهم في النوم والأكل واللعب، نحن نلعب معها أيضاً.
أول ما لاحظته بعد تطبيق هذا الأمر أنني فعلاً لا أدري ما الذي أفعله أمام الحاسوب، لم يعد لدي شيء أفعله هنا فأضطر للابتعاد وأبدأ في قراءة كتاب.
نبيل: بالتوفيق :-)
لعلك تصل يوماً ما إلى التخلي كلياً عن Google Reader.
قبل مدةسمعت حديث لحنان القطان على الرسالة تقول فيه أن هناك نوع من الإدمان يسمى الإدمان المعرفي على النت..
لذا دائماً الواحد يدعي اللهم إني أسألك علماً نافعاً وعملاً متقبلاً..
وسلامات ما تشوف شر
لقد فعلت هذه الخطوة مؤخراً، كذلك أملك من يرسلون إيميلات يومية يصل عددها لعشرة إلى عشرين، فأضطر كل يوم إما لقراءتها أو حذفها أو اتخاذ قرار بشأنها، لاحقاً قررت توجيه الرسائل من هؤلاء تحديداً لصندوق خاص حتى لا تشغلني.
أنا مقبل على سنة مهمة في حياتي وتحتاج تفرغاً وبالتأكيد لست بحاجة لأتعلق بأشياء وهمية لا تهمني.
الحياة فتاة: أظن أن الاسم المناسب سيكون "الإدمان المعلوماتي" لأن المعرفة شيء أكثر عمقاً من المعلومات، الذي يتابع الأخبار ويلاحق المواقع يومياً يأخذ معلومات كثيرة لا تفيده، المعرفة شيء مفيد.
مكتوم: لكل شخص مراحل في حياته ومن الضروري أن يغير بعض ما اعتاد عليه ليتكيف مع كل مرحلة.
الانترنت تتحول مع الاسف مع كثرة الاستخدام وتنوع الخدمات والاستخدام إلى إحد أكثر الوسائل إضاعة للوقت .
ومع عدم القدرة على السيطرة على الذات والمزاج يضطر الانسان إلى سلوك المنع التام فاههي الأيام والشهور تمر دون عمل شيء ذو فائدة تذكر .
خلال فترة قطع الانترنت لمدة شهرين عملت مع الحاسب أعمالا لم أعملها خلال سنة .
الحقيقة الجميلة التي ذكرتها هي أن عدم متابعة الأخبار يومياً لن يهوي بنا في وادي الجهل .
الأمر الآخر أن الكثير من التقنيات والمشاريع والأفكار تبقى طويلاً أو إلى الأبد في المرحلة التي تسبق مرحلة التأثير في حياة الناس .
مثل كل التقنيات الحديثة تقريباً، المبالغة في استخدام الRSS مضرة، لكن هذا لا يعني أن علينا أن نتركه تماماً!
أنا شخصياً أزيل المواقع التي أكتشف أنني لا أستفيد منها وأنها تضيع وقتي كثيراً. وإذا تراكمت علي الأخبار بشكل كبير هناك مواقع معينة أشير لعناوينها الجديدة بالكامل كمقروءة. وأنا أستمر بقراءة Google Reader من جوالي عندما أكون في الخارج (النسخة المخصصة للآيفون أقرأها من جوال HTC Touch Diamond باستخدام متصفح أوبرا الرائع للويندوز موبايل).
قارئ الRSS يوفر وقتي بدل أن يضيعه.
غير معرف: الأمر يعتمد كثيراً على كيفية استخدامنا للتقنيات، نحن من يدمن ونحن من يقرر ما إذا كنا نريد قطع هذا الإدمان، والقطع في بعض الأحيان يكون كما قلت أنت بالمنع التام ... الكي آخر العلاج :-)
Nsider:
هل علينا أن نستخدم أي تقنية ظهرت؟ هل نحن بحاجة لهذه التقنية أو تلك؟ كل إنسان له احتياجات وتختلف ظروفه مع مرور السنين، لذلك عليه أن يعيد التفكير في التقنيات التي يستخدمها بين حين وآخر، نعم كنت أتابع المواقع وأكتب عن RSS لكنها الآن أصبحت عائقاً أمامي وأصبحت مضيعة للوقت، الآن مرت أيام بدون أن أتابع مواقع مختلفة ولا أشعر بالنقص، لدي وقت للقراءة أكثر من قبل، هذه تجربتي، بالتأكيد ليس كل الناس بحاجة لفعل ما فعلته.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.