السبت، 11 أكتوبر 2008

طيور الإزعاج!

غرفتي تطل على البوابة الأمامية للمنزل والتي بدورها لا تبعد عن الشارع إلا بمتر ونصف، هذا الشارع مع أنه شارع فرعي إلا أن هناك بعض المجانين الذين يسيرون فيه بسرعة كبيرة يظنون أنفسهم في سباق للفورميلا 1 أو لعلهم يظنون أن سرعتهم ستوفر عليهم بعض أجزاء من الثانية.

قبل أيام رأيت ابنت أخي ترمي كرة في الشارع وتركض خلفها ثم تكرر ذلك مرات كثيرة، حذرتها من قبل وحذرناها هي وأختها من فعل ذلك، وللأسف أخوهم الصغير يقلدهم بدون وعي، أخرجت رأسي من نافذة الغرفة وناديتها وطلبت منها أن تدخل المنزل.

خرجت من غرفتي وأنا أغلي من الغضب، لا ... الأمر ليس بسيطاً، لا أريدهم أن يظنوا بأن اللعب في الشارع شيء بسيط وآمن لأنني موقن بأن هناك فرصة كبيرة لوجود أحد هؤلاء المجانين الذين يظنون أنهم يملكون الشارع ولن ينتبهوا لوجود طفل إلا متأخراً جداً.

أخذتها في غرفة أخي وكلمتها بهدوء ووضحت لها أنني جاد جداً ولن أسمح لها بأن تكرر الخطأ وإلا أخبرت أباها وهو بدوره قد يستخدم العصا أو العقال، ولم أكتفي بذلك فلا بد من حرمانها من شيء ما، وقد وجدت أنها تحب متابعة قناة تسمى "طيور الجنة" وهي كما يبدو لي قناة مصممة لإزعاج الكبار!

قلت لها بأنها محرومة من مشاهدة طيور الجنة وأن عليها أن تبتعد عن غرفة المعيشة الرئيسية حيث التلفاز الوحيد الذي يعرض هذه القناة، وبالفعل التزمت يومين ثم بدأت بالتهاون فنبهتها لكنها أعادت نفس الأمر مرة أخرى فقررت حذف القناة.

لم أفعل ذلك مباشرة، إلا أنني اضطررت لأن أطلب من أختي أن تحذفها اليوم بعدما وجدتهم يشاهدونها وبصوت عالي ... هناك أغنية تقول :الفواكه حلوة كتير ... موز وتفاح وبطيخ ... أو شيء من هذا القبيل!

أبي منزعج وأنا منزعج، ابحث عن جهاز التحكم لكي أختار أي قناة أخرى ... أي قناة ستكون أكثر هدوء من هذه الذي تعرض أناشيد للأطفال، يبدو أنني وصلت لمرحلة الشيخوخة سريعاً، اليوم كنت في محل للتسجيلات الإسلامية ومررت على كل شيء إلا قسم الأناشيد، جاء البائع ليخبرني عن الجديد فقلت له: لا أريد شراء الأناشيد فهي الآن مزعجة كالأغاني ولا أجد فرقاً كبيراً بينهما إلا في الكلمات.

إذا أردت سماع الأناشيد فلدي عناوين من الماضي، أناشيد بدون مؤثرات ولا أي شيء آخر، فقط كلمات جميلة حول مواضيع خطيرة جداً مثل الجهاد! ذروة سنام الإسلام الذي يحاول بعض المسلمين التبرأ منه أو يقولون بأن الجهاد هو فقط دفاع عن النفس ... لا، الجهاد لم يكن فقط دفاعاً عن النفس بل وسيلة لنشر كلمة الحق وإلا ما الذي أخرج العرب من جزيرتهم ليصلوا إلى حدود فرنسا والصين؟

على أي حال، سأذهب الآن للتأكد من حذف قناة طيور الإزعاج!

11 تعليقات:

غير معرف يقول...

أفزعني العنوان!
اعتقدت أنك لا تحب الطيور، و تتهمها بإزعاجك :(
قناة طيور الجنة هاته لم أسمع بها من قبل،
بالمناسبةن يوجد نوع من الطيور اسمه "طيور الجنة" :)، عائلة الParadisaea.

غير معرف يقول...

اختي عمرها سنة ونص تقريبا

وتموت في هاذي القناة :)

غير معرف يقول...

( حرام عليك يا عبد الله ..بتحرّم على الصغار متابعة شي يحبونه .. :D ... )

تخيل احدهم يحرمك من الدخول للانترنت ..اعتقد انه قرار كافي للقيام بثورة وقلب نظام الظلم ..

بالنسبة لي أن يتفرجوا على قناة طيور الجنة افضل من العبث بالحاكوم ( Remote Control) والتجول بين القنوات ومشاهدة ما لايحمد عقباه ..

عموماً .. ربي ما يحرمك من مشاكسة الاطفال :d ...

عبدالله المهيري يقول...

مدونة محمد: لو تذكرت مواضيع سابقة في مدونتي السابقة ستجدني أتحدث عن الطيور بإعجاب، بعضها يكون بشارة الشتاء وموسم المطر.

HDNA: اين أخي لم يكمل عاماً حتى الآن، يضعونه أمام التلفاز وهذه القناة فيهدأ، عندما تتوقف الأناشيد وتأتي الإعلانات يبدأ في البكاء!

هيثم المهدي: هم لا يشاهدون قنوات الكبار، والحرمان أسلوب تربوي، لا أريد أن استخدم الضرب أو الصراخ أو أي شكل من العقاب البدني أو الإهانات،

kawthar Mohammed يقول...

ممم .. أرجو أن يأتي العقاب بنتائجه :) ..الأطفال لا يدركو في هذا العمر أننا نخاف عليهم ..الله يحفظهم من كل سوء.. أيضاً لا ننسى أن عندهم طاقة يريدون أن يخرجوها..وطيور الجنة أهون بكثيييييير من القنوات التي تعرض مواد غربية تغسل مخ الطفل

غير معرف يقول...

ههههههه
استاذ عبد الله, اتابعك باستمرار و تثير اعجابي بعض من مفرداتك الرائعة و المضحكة في نفس الوقت, و احدها "طيور الازعاج"

فعلا هي ازعاج, لكن ارى ان عقابك في محله, و آمل ان تكون ابنة اختك قد فهمت الدرس جيدا.. :)

Sameh.De يقول...

نفس النمط الذي اعاني منه في المنزل فعشق إخوتي للقناة كبير, أحب الهدوئ.. لكن عندما أجهّز الهيدفون ومشغل الـ MP3 فلن تعرفني :)
أحب الهدوئ وأريده لغيري, اذا أردت أن أستمع لشيء ماألتزم بسماعات الأذن وأكتفي بالإزعاج لوحدي.

بالنسبة للمقطع الآخر من كلامك,
نعم صحيح قد تجد من القديم ماهو جيد وبرغم ان العمل الفني مستواه بسيط إلا أن كلماته كانت تخز في الآذان. الوضع الحالي وإن انتقل كما تقول للإزعاج, لكن لازال البعض منها يضيف للكلمة معنى ورؤى بقالب جديد, عندما استصعب على زماننا فهم الخبر المنشود.

عبدالله المهيري يقول...

الحياة فتاة: لا يشاهدون التلفاز بشكل عشوائي فهم لا يهتمون بقنوات الكبار أما قنوات الأطفال فأخي يراقبها ليحدد ما يناسبهم.

Frozen Tears: سيكبر الأطفال وسنذكرهم بما كانوا يفعلون، وسيلة احراج عجيبة، وسنجعل العقوبة عقوبتين ... واحدة مؤجلة :-)

عبدالله المهيري يقول...

sameh.de: أتمنى لو أن الناس يكتفون بالإزعاج لأنفسهم عبر السماعات، ستكون هذه معجزة وشيئاً يستحق أن نكتب حوله القصائد، أما الأناشيد، أدرك أن في الجديد شيء جيد، لكنني لم أعد قادراً على شراء أي شيء والاستماع له كما كنت أفعل في الماضي، قليلة هي الأناشيد الجديدة التي تنتج بدون إزعاج.

غير معرف يقول...

أؤيدك حول قناة الإزعاج هذه التي يطلق عليها البعض زورا وبهتانا (إسلامية)..
ففيها سيتعلم أطفالنا (الرقص الإسلامي) و(الموسيقى الإسلامية) و(التمثيل الإسلامي) وربما لا حقا (الديسكو الإسلامي)!


وكما قال صلى الله عليه وسلم: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ..))
السلسلة الصحيحة (91)

والله المستعان.

أحمد عربي يقول...

لا اعرف وجدت التدوينة وذكرتنى بسؤال كبير وقصير
كيف سأربى اولادى (ان شاء الله بعد الزوراج :D )
مثلا اذا حدث ورايته يخطاعدة مرات ماذا افعل ؟
اذا وجدته لايريد مثلا الصلاه ماذا افعل ؟
اذا وجدته يكره المدرسه - ابوه ايضا كذلك :D - ؟
هل مثلا اذا كنت افعل انا شئ خاطئ مثل الغضب ورايته يغضب مثلا على شخص , ماذا افعل ؟
اذا اذا اذا اذا ..........
هل لديك حل ؟
شئ اخر اذا كنت تتكلم عن ازعاج قنوات الاطفال فأرجوك حاول ان تقوم بزياره الى بيتى فى مصر او الى اى بيت مصرى , سوف تتعلم المعنى الحقيقى لهذة الكلمة :D