لمن تقرع الأجراس

لعلها المرة الأولى التي أتوقف فيها عن قراءة كتاب لا يعجبني، في الماضي كنت أجبر نفسي على قراءة الكتاب من الغلاف إلى الغلاف حتى لو كنت غير راغب في ذلك، هذه الرواية هي أول استثناء وأتمنى أن تبقى الاستثناء الوحيد.

الرواية ألفها الكاتب الأمريكي الشهير همينغواي وهي أول ما قرأت لهذا الكاتب، وهي تتحدث عن الحرب الأهلية الاسبانية التي دارت رحاها بين عامي 1936 و1939م، البلاد انقسمت بعد انقلاب فاشل قاده جزء من الجيش الاسباني، الفريق الأول هم الجمهوريون الذين يساندون الحكومة وهم في الغالب اشتراكيون وشيوعيون ومجموعة من المؤيدين، الفريق الثاني هم الفاشيون والأحزاب اليمينية، دارت حرب بين الفريقين ومارس كل فريق وحشية ضد الآخر راح ضحيتها آلاف من الناس بينهم الأطفال والنساء ورجال لا علاقة لهم بالسياسة والحروب.

الرواية تتحدث عن الحرب وبطلها هو روبرت جوردان الذي يؤيد الجمهورية ويعمل في صفها كخبير في المتفجرات، وأحداث الرواية ليست خيالية تماماً فهمينغواي كان يعمل صحفياً في اسبانيا أثناء الحرب وروايته تصور أحدثاً وقعت رأها أو سمع عنها.

أسلوبه في الكتابة بسيط ومتقشف، لا يستخدم كلمات كبيرة أو معقدة بل يكتفي بأبسط الكلمات لتعبر عن أحداث القصة، مع ذلك استطاع تصوير بشاعة الأحداث بشكل جيد حتى أنني فكرت أكثر من مرة في التوقف عن قراءة الرواية عندما كانت تتحدث عن فرقة للموت كانت تقف على شكل صفين ويمر من حكم عليهم بالإعدام بين الصفين ليتلقوا ضرباً بالعصي والهراوات ثم يلقى بهم من فوق الجبل.

بعض من مر بين الصفين لم يستحقوا الموت لكنهم قتلوا لأنهم فقط لا يؤمنون بمبادئ الشيوعية أو أظهروا تأييدهم للانقلاب، بعض من كان في الصف لم يعجبه هذا القتل غير المبالي فخرج، لكن مجموعة من الذين يحملون الأعلام الحمراء والسوداء لعبت المسكرات بعقولهم وأصبحوا مخلوقات أدنى بكثير من الحيوانات، هؤلاء كانوا يمارسون القتل للمتعة وللفوضى.

قرأت ثلث الرواية ثم لم أستطع إكمالها، هناك مقاطع كثيرة لو حذفت فلن تتأثر القصة، وسير الأحداث بطيئ جداً حتى أنني أشعر بأنني أعيش مع شخصيات القصة كل دقيقة وكل ساعة، قد يكون هذا أمر إيجابياً بالنسبة للبعض، لكنني شخصياً لم أستطع تحمل الأمر.

سؤال خارج الموضوع: هل تعرفون إلى ماذا ترمز الأعلام الحمراء والسوداء؟