لا مفر ولا مهرب من الواقع، فبعد رمضان خال من التسوق - وهذه معجزة - وبعد يومين من العيد خاليين من أي شيء جاء اليوم الثالث والذي أعرف جيداً أنه سيكون يوماً للتسوق، سأسمع أهلي يخبرونني أنهم يريدون الذهاب إلى "المارينا" وقد سمعت وأنا أريد الذهاب إلى هناك لشراء شيء واحد فقط: كوب! للأسف كوب الشاي القديم تحطم في حادث مأساوي فأجبرت على استخدام أكواب هزيلة صغيرة لا تحترم طقوس شرب الشاي لدي وأهمها هو استخدام كوب كبير محترم.
في المارينا بدأت رحلة البحث عن شنطة نسائية، المحل الأول يبيع شنطاً بأسعار تصل إلى أكثر من 1000 درهم، أهلي لم يبقوا هناك طويلاً، قلت لهم "هذه الموضة، فليس المهم حجم الشنطة أو هل هي عملية أم لا، المهم السعر، كلما ازداد السعر زادت فرصة التباهي بها ولو كنت بحجم فنجان صغير!"
ذهبوا لمحل آخر وجلست أنتظر في الخارج، أنا لا أدخل المحلات النسائية أو شبه النسائية ما دام أن معظم العمال والزبائن هم من النساء، لماذا يحشر بعض الرجال أنفسهم في هذه المحلات؟ هل سيشتري الرجل فستاناً أوشنطة نسائية؟! أم أنه يريد مساحيق للتجميل؟! لا أستغرب إن فعل هذا بعض أشباه الرجال فما أسمعه وأقرأه يجعلني لا أستغرب كثيراً منظر رجل يبحث عن مساحيق للتجميل.
من محل لآخر نبحث عن شنطة وأنا بدأت ألاحظ أشكال الشنط وألوانها وتفاصيلها، من سيشتري شنطة وردية فاقعة اللون؟ أو واحدة تكفي لوضع طفل صغير فيها؟ أكثرها مصنوعة من جلود صناعية وهناك جلود الأفاعي والتماسيح، تباع لدينا بأسعار باهظة والناس يشترون، هل فكر هؤلاء من أين تأتي هذه المنتجات؟
أعلم أن الشنطة الفلانية صممها فلان الفلاني المشهور عالمياً وتصنعها الشركة الفلانية ذات الاسم التجاري الراقي والمشهورة حول العالم، أعلم أن هناك من يعطي الاسم التجاري قيمة كبيرة ويفتخر بأنه يشتري الحذاء أو الشنطة من "ماركة" مشهورة، لكن هذا العبث لا يعني لي شيئاً وأرى أن الأمر سخيف، هل يريد المرء سد فراغ في نفسه بشراء هذه المنتجات؟ هل الهدف هو الشراء نفسه والتفاخر بما اشتريت؟
أفهم أن يشتري الإنسان منتجاً بجودة عالية وسعر مرتفع، الجودة أمرها مختلف لأنها تعني بقاء المنتج مدة طويلة تغني الإنسان عن شراء بدائل وتوفر عليه المال والوقت، لكن شراء حذاء أو شنطة غالية السعر بسبب علامة تجارية ما هو إلا إسراف وسخافة لا أستطيع بلعها.
أعلم أن البعض لن يعجبه هذا الكلام، لكن لنعد إلى سؤالي السابق "من أين أتت هذه المنتجات" وسنجد الإجابة في دول جنوب شرق آسيا، في تايلاند وأندونيسيا وماليزيا والفلبين وغيرها، بعض من أعرفهم ذهبوا إلى تايلاند فوجدوا أحذية "إيطالية" تباع هناك بأقل من ربع أسعارها هنا، وبالمناسبة هي أحذية تايلاندية وليست إيطالية.
بمجرد وضع عبارة "صنع في إيطاليا" ووضع علامة تجارية مشهورة يقفز سعر الحذاء إلى أكثر من 100% والمنتج هو هو لم يتغير، الشخص الذي يدفع السعر الغالي لهذا الحذاء يشتري فقط الاسم، فكرة خيالية تجعله يظن أنه يشتري شيئاّ بقيمة عالية، من ناحية أخرى شركة ملابس عربية لم تستطع بيع منتجاتها في أسواقنا حتى وضعت عبارة صنع في أمريكا، بينما زبائنها في أمريكا يقبلون عليها لأنهم يجدون عبارة صنع في دبي!
الحمدلله أن رحلة البحث عن شنطة لم تأخذ وقتاً طويلاً ولم تكن الشنطة غالية، ذهبنا لمحل آخر ثم إلى كارفور في تسوق سريع لكن الوقوف أمام المحاسب أخذ وقتاً أطول من اللازم، في هذا الوقت بدأت أشعر بالتضايق من الوقوف والانتظار، ومن النساء اللواتي يزاحمن الرجال بلا خجل، ومن ملابس تكشف ولا تستر، ومن الزحام.
ركبت السيارة وأنا أتمنى أنني لن أعود لهذا المكان أبداً، لكن هيهات، في الأسابيع القادمة سأضطر للذهاب هناك مرة أخرى، مذياع السيارة ثبت على إذاعة القرآن الكريم من أبوظبي، أسمع دعاء يستعيذ فيه الداعي من شر أشياء كثيرة، فقلت بصوت عالي: وأعوذ بالله من شر السوق!
الخميس، 2 أكتوبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
15 تعليقات:
السلام عليكم اخي الكريم ,,
لا تستغرب من دخول الرجال الى محال النساء ,,
فقد كنت في محل لبيع مساحيق التجميل فجأه دخل شاب خليجي يطلب من البائعه كريم اساس!!!!بنوعوماركه معينه حتى انني لا اعرف نوعه ويقول لها شو اللي يناسب بشرته !
لم اتمالك نفسي من الضحك المكتوم مع أن الموقف يحتاج الى بكاء وبكاء شديد
تحيتي لك ولكتاباتك فقد استفدت من بعض المواقع التي تضعها في المدونه
ويزاك الله خير
السلام عليكم
عيدكم مبارك
التسوق في محلاتنا اليوم - خصوصا رفقة النساء- قطعة من نار، مجلبة لتعب النفوس و الرُّكَب و الأقدام!!! ناهيك عما يصاحب ذلك من المعاصي و الآثام!!!
- قال الرسول : "من دخل السوق فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة " وفي رواية: " وبنى له بيتا في الجنة " (رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عمر).
و من أدعية السوق كذلك:"بسم الله، اللهم إني أسألك خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب بها يميناً فاجرةً، أو صفقة خاسرة".
استاذ عبدالله انت لاتعرف نفسية النساء الشرائية .. فالشراء له طقوس :)
بالنسبة للصناعه العربيه وماتعانيه من ركود السبب بذلك نحن العرب .. حيث اننا لا نتقن عملنا فداخل اعتقادنا ان اى شىء عربى لن يكون متقن .. فهذا ما جنينناه على انفسنا .. رغم ان هناك شركات عربيه قمة بالاداء لكن السمعه السيئة تعم والحسنة تخص للاسف ..
بالنسبة لادمان الشاى .. جيد انى وجدت اناس مثلى .. حتى لا يعتقد والدى ان ابنته هى الوحيدة المدمنة عالشاى باكواب كبيرة (مج ) ومرات كتيرة باليوم ..
والله يعينك عالتسوق فلاشى اكره عندى اسوا من اللف بالسوق ..
النقطة الباردة: ما الذي يفعله هذا الأساس؟ نعم هو أمر يدعو للبكاء أكثر من الضحك، أشكرك على الكلمات الطيبة.
مرثد: بارك الله فيك على تذكيرنا بدعاء دخول السوق، أما التسوق مع الأهل فأنا في الحقيقة لا أشتكي من ذلك، لأننا نتفق قبل أن نذهب على أين سنذهب وكم سنقضي هناك، الأمر ليس عشوائي فهم لا يحبون تضييع أوقاتهم ونعود غالباً في الوقت المحدد أو قبله.
بسمة أمل: لم أفكر بنقطة اتقان العمل هذه، معك حق فعلاً، هذا أحد أسباب عدم ثقتنا بالمنتجات العربية، أما التسوق فهو قطعة من العذاب غالباً، لكنني في بعض الأحيان أستمتع به ويحدث هذا عندما أذهب في الصباح الباكر في يوم ليس بإجازة لشراء كتب، لا زحام من أي شكل ولا مناظر متعبة.
صدقت أخي, أنا ذهبت بالأمس إلى مركز تجاري و في دبي!!!
ترى الناس و تقول في نفسك, ألم ينتهي شهر الفضائل و المكارم قبل يومين, فلماذا كل هذا التبرج و السفور و أسنام البخت؟؟!!
في النهاية علمت أن الخطأ الرئيسي علي, لأنه (اش وداني لهناك أصلا).
أعوذ بالله من شر السوق.
غربة مشاعر:
أخبرنا نبينا صلى اله عليه وسلم أنها شر الأماكن وأبغضها... وعن نفسي أكره السوق ولو يحصل لي تجي البضاعة للبيت والله ما أدخل السوق.
خخخخ أنا الحين عرفت لي أخوي ما يحب يروح معانا..
بالنسبة للماركة أنا متفقة معك مئة مئة ..والحمدالله أن مزاجي ليس في الحقائب والأحذية ..مزاجي في مستحضرات العناية بالبشرة :)..وفي الغالب حظي سيء في الأحذية أعزكم الله ..كل عام وأنتم بخير
مرحبا عبدالله أعتقد وأنا اخوك أنك بالغت كثير
هناك فرق بين الصناعات بسبب الخام وأصل الصنعه
فمثلا هناك جلود حقيقة وجلود صناعية !
أذكر احد الأصدقاء كان لما يجلس يحب يفضي جيوبه وكان يخجل من ان يخرج الدخان من جيبه فطلب مني مساعدته في البحث عن تلبيسه لبكت الدخان وبالفعل بدأت رحلة البحث مرة في احد الاسواق فكان هناك تلبيسات صغيرة يصل سعرها الى 120 ريال وهناك ما يصل سعرها الى 20 ريال واقل
المهم اشترى تلبيسة جلد ب 20 ريال خلال ايام معدودة تغير اللون تماما الطبقة الخارجية تقشرت
فراح مرة أخرى واشترى نوع ثاني ولكن نفس السعر وحدث نفس الشي واشترا ثالث بنفس السعر تقريبا ولكن مصنع مختلف فتمزق بالخطأ!!!
في النهاية وجدت له موقع متخص ببيع حافظات الجلود بأسعار تقريبا مرتفعة بعض الشئ والان الرجل له 3 سنوات يستخدم نفس الحافظة الجلدية التي تخفي معالم بكت الدخان !!! :)
بعدها بفترة وجدت الأخ يملك حافظة للايبود وحافظة جلدية للجوال واشترى هدية لوالدته حقيبة جلديه صغيرة من نفس الشركة !!
هناك فرق ياعبدالله :)
"الرخيص مخيس" ليس بنسبة 100% ولكن على الأقل 70%
خالد الجابري: في دبي لن يختلف الأمر في رمضان أو بعده، شخصياً لا أذهب هناك إلا مضطراً ويحدث هذا نادراً كل عام.
غير معرف: ستكون هناك مواقع تفعل ذلك، لا شك لدي أننا سنصل إلى مرحلة التسوق على الشبكة لمعظم أو كل احتياجاتنا، لن نحتاج للذهاب إلى السوق.
الحياة فتاة: شخصياً يسعدني أن أقوم على خدمة أهلي، ما يضايقني هو ما أراه أثناء التسوق وهو ما أظن أنه يضايق كثيراً من الناس.
مدون: لاحظ أنني قلت بأنني أفهم أن يدفع المرء مقابل منتجات ذات جودة عالية، الجودة أمرها مختلف لأنها تساعد المرء على عدم الاسراف وتوفر عليه المال والوقت، أنا أنتقد من يشتري منتجات غالية لمجرد أنها تحمل اسماً تجارياً معروفاً بغض النظر عن الجودة.
اضحكتني وابكيتني .. هذا هو حالنا مع السوق وصدقني اذهب الى ملابس الكارفور سترى ملابس تجاوزت ال 200 .. ازيد عالسعر 200 واشتري ماركه افضل
وانا ايضا ثالث ايام العيد ذهبت للمارينا الذي ازدحم بالشباب والفتيات بعباءات العيد .. عموما اختصارا لما ذكرت
حذاء من ماركه معروفه يفوق سعرها ال 500 وجدتها في مصر بالسوق الشعبي وقد لايتعدى سعرها ال 50 درهم .. بنفس الخامة ونفس الشكل ولكن الاختلاف بوجود ورقة الماركة
نحن نشتري ماركة ونشتري اسم مصمم مشهور ولا اشوف حد يتكلم عن الجوده لان ملابس ابو 20 درهم تنغسل وتنلبس ويتوارثونها .. وملابس الماركات مهترئه مجرد الدعس عليها تنقطه بجانب صعوبة تخييطها مره أخرى
ومع هذا سأشتري مايعجبني دون النظر للخامه او السعر .. اما اذا انتقلت للحديث عن العباءات سأشعر بغصة ثم ابكي
و أنا أدعةو معك.. أعوذ بالله من شر السوق.. و المولات!
تعجبني مواضيعك الشخصية..مشوقة و فيها سلاسة عجيبة تشد القارئ حتى النهاية :)
يالنسبة للذهاب للسوق مع العائلة ، لقد أعلنت استسلامي منذ شهور ، لم أذهب معهم منذ فترة و تركت هذا الأمر لأبي تصور ان تنتظر في محل الأحذية ساعتين ( هذا إن لم يكونا محلين و ليس واحد فقط ! )
بالنسبة للمنتجات العربية فهي تمتلك الجودة،
لكن يصعب تسويقها في الدول العربية ، بينما تنافس المنتجات الأوروبية
و الكثير من الناس اندهشوا عندما وجدوا ملابس تباع هناك كتب عليها صنع في سلطنة عمان !
و لا تنسوا المشغولات اليدوية حيث لا يشتيريها الناس هنا لكن عندما تصدر إلى الغرب تباع بأغلى الأثمان !
مفنوده: عملية التسوق لدى كثير من الناس هي عملية عاطفية أكثر من أن تكون عقلانية، هذا ما يقولونه في دراسات حول التسوق، البعض يفرغ شحنات من الغضب والاكتئاب بمجرد المشي في الأسواق، العاطفة جزء لا يمكن التخلص منه في عملية اتخاذ قرار الشراء، المشكلة أن تطغى على المرء وتقوده للتبذير.
أسامة: بارك الله فيك، بدأت أعود لما كنت عليه في الماضي - أيام سوالف - من محاولة ملاحظة كل شيء حولي عند التسوق أو فعل أي شيء خارج المنزل لعلي أصيد فكرة موضوع.
القاسمي: شخصياً لا أشتكي من التسوق مع الأهل، وأعانك الله، أما المنتجات العربية، فهناك ما هو عالي الجودة بالتأكيد، علينا أن نبحث عنه وعلى مصنعيه أن يسوقوه، أريد أن أشتري المنتج وهو يقول "صنع في الإمارات" أو في مصر أو أي دولة عربية.
هل كلمة شنطة عربية الأصل ؟
سمعت أنها كلمة دخيلة على العربية، وتعني حقيبة بالتركي !
غير معرف: لا أدري، هناك كلمات كثيرة في العربية أخذت من الفارسية ولغات أخرى، "قسورة" تعني الأسد في لغة أهل الحبشة وهي موجودة في القرآن، "ديوان" كلمة فارسية ومنها أخذت كلمة مدونة، هل هناك كتاب يوضح هذه الكلمات؟ قاموس صغير عن هذه الكلمات سيكون مفيداً وممتعاً.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.