الخميس، 21 أغسطس 2008

الأفكار تنتقل، الأشياء تسرق

هناك فرق بين الأفكار والأشياء، لو ذهبت إلى دكان وأخذت علبة عصير وهربت دون أن أدفع مقابل العلبة فهذه سرقة، لا جدال على ذلك، الأمر واضح بين هنا، لكن ماذا عن سرقة الأفكار؟ هل الأمر بهذا الوضوح أيضاً؟ أتمنى لو كان كذلك، لكن طبيعة الأفكار تزيد من تعقيد المسئلة، فالفكرة ليست شيء تمسكه أو تلمسه بيدك بل هي شيء موجود في عقول الناس وتنتقل من شخص لآخر بوسائل مختلفة.

عندما أقرأ كتاباً فأنا آخذ كثيراً من أفكار الكاتب، بعد مدة تصبح هذه الأفكار جزء مني وأتحدث عنها دون أن أشير للكاتب، هل هذه سرقة؟ الأفكار يمكنها أن تنتقل من عقل لآخر وتنسخ نفسها آلاف المرات، نعم هي فكرة شخص ما في البداية وما إن يبدأ في الحديث عنها حتى تصبح فكرة الآخرين أيضاً، لأن صاحب الفكرة لا يمكنه أبداً أن يطلب من الناس حذف الفكرة من عقولهم، لا يمكنه أن يفرض عليهم غرامة أو ضريبة لأنهم يحملون فكرته في عقولهم، ولا يمكن أن يطالبهم بعدم تنفيذ فكرته لأن الفكرة مهما كانت ستصبح حقاً عاماً للجميع، ستصبح جزء من وعي الناس.

سرقة الأفكار في بعض الأحيان تكون واضحة، شخص ما يبتكر طريقة جديدة لبيع وتوزيع سلعة ما، الطريقة ناجحة ومربحة ولذلك سيأتي المقلدون من بعده، هذا أمر طبيعي ويحدث دائماً في الأسواق.

6 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
اجل هذا من سمات العلاقت الاجتماعية بين البشر ، و لعل الافكار لي حكرا على الشخص الاول لانها تتطور بانتقالها بين عقول كثيرة
و كما اسلفت لن يستطيع احد احتكارها او المطالبة بحقوق ملكيتها
شكرا

kawthar Mohammed يقول...

اتفق معك ..هناك ما يسمى بالتخاطر ..وقد حدث الأمر معي كتبت مقال وكتبته مدونة أخرى واكتشفنا توارد الأفكار:)
عادي يعني

عبدالله المهيري يقول...

أيمن عبد الحميد: المشكلة هنا أن هناك فريق يريد أن يفرض بالقانون وسيلة لجني المال مقابل استخدام الأفكار، وفريق آخر لا يرى أي حرج في سرقة الأفكار وتقليد المبتكرين والتحول لعالة على من يفكر ويبتكر.

الحياة فتاة: نعم يحدث مثل هذا كثيراً مع الناس، قوانين حماية الملكية الفكرية لا تراعي هذا الأمر، من يأتي أولاً تسجل له الفكرة.

غير معرف يقول...

صحيح كلامك,, و فكرة التخاطر امر ما فكرت فيه صراحة من قبل! حيث اني في حالات اشوف تصاميم تتشابه و تفكيري الاول يدور حول "السرقة"!

غير معرف يقول...

لهذا يجب أن يكون المفكرون أكثر عملية ويدونون أفكارهم في الكتب والكتيبات، أو في أسوأ الأحوال على شبكة الإنترنت.

غير معرف يقول...

هذه المواضيع تعجبني جدا, لأن بها لمسة فلسفية عقلية, فأنا ممن "ينبسطون" على هذه المواضيع.
أكثر من هذه المواضيع وفقك الله لما يحبه و يرضاه.