السبت، 26 يوليو 2008

الشريعة والحياة - التعليم والتنمية



أشكر من أرسل لي رابط هذه الحلقة من برنامج "الشريعة والحياة" التي دارت حول التعليم والتنمية وكان الضيف هو الدكتور سعيد حارب حفظه الله وقد تحدث الدكتور عن نقاط كثيرة لكن أركز على نقطتين منها.

الأولى هي أن التعليم يجب ألا يكون حشواُ للمعلومات بل تعليم مهارات التعلم، كيف أتعلم بنفسي؟ كيف أحلل المواضيع والقضايا وأستخرج النتائج؟ كيف أستنتج المعلومات من الأرقام؟ هذا ما يجب أن يكون عليه التعليم.

من المؤسف حقاً أن يقضي الطالب 12 عاماً في التعليم ثم يخرج بدون أي فائدة حقيقية، كيف يمكن أن نقول عن أي تعليم أنه متطور وحديث بينما الطالب لا يعرف مهارات القراءة والكتابة والاستماع والتحدث، كيف يمكن أن نشيد بالتعليم بينما الطالب لا يمكنه أن يكون رأياً في أي قضية ولا يمكنه مناقشة أي شيء.

لا مشكلة في كون الطالب لا يعرف هذه المعلومة أو تلك، لكنها مصيبة كبيرة أن يبقى المرء معتمداً على الآخرين في التعليم بينما هو لا يمكنه أن يطور نفسه، بهذه العقلية المتحجرة سيخرج إلى الحياة شخص متحجر لا يتقدم إلى الأمام بأي شكل، مجرد موظف آخر، حامل شهادة لا أكثر.

النقطة الثانية هي السيطرة الحكومية أو غيرها على التعليم، من المفترض أن يكون التعليم مستقل عن كل شيء حتى الحكومة، أنا أؤيد هذا بشدة، من المفترض أن يكون هناك مشاركة مجتمعية لتقرير وجهة التعليم، لا يعقل أن يترك التعليم لبضعة من الخبراء الأجانب أو غير الأجانب بينما يطلب من الآباء إرسال أبنائهم إلى المدرسة بدون أي مشاركة في اتخاذ القرارات ولا حتى القدرة على تحديد ما سيتلقاه أبنائهم.

لذلك دعوت من قبل وأكرر الدعوة إلى تحويل التعليم المنزلي إلى تعليم رسمي معترف به، لا أقصد "طلبة المنازل" الذين يأخذون كتبهم من المدرسة ويدرسون في منازلهم ويمتحنون آخر العام في المدارس، إنما تعليم منزلي مستقل تماماً عن مناهج الوزارة وتوجهاتها، تعليم تقدمه الأسرة لأبناءها حول كل شيء ترى الأسرة أنه ضروري للأبناء.

بالطبع يتكرر الاحتجاج بأن مثل هذا التعليم غير فعال لكذا وكذا من الأسباب، وهذا صحيح وغير صحيح! هناك أمثلة كثيرة تقول أن هذا التعليم فعال أكثر من التعليم الرسمي، وهناك أمثلة لفشل هذا النوع من التعليم، القضية ليست هل هو تعليم فعال أم غير فعال، بل القضية هي في أسباب نجاح بعض التجارب وأسباب فشل التجارب الأخرى، لماذا نجحت هذه ولماذا فشلت هذه؟ وماذا يمكننا أن نتعلم من النجاخ والفشل؟

ثم هناك نقطة ثانية، أظن أن الطالب يمكنه أن يمر في مراحل التعليم ويخرج بأقل قدر ممكن من الضرر، كيف يفعل ذلك؟ بأن يقرر هو أن يتعلم بنفسه وينظر للتعليم على أنه شيء ممتع والمدرسة مجرد مرحلة عابرة للحصول على شهادة ... ربما تحتاج هذه النقطة إلى شرح أكبر.

5 تعليقات:

غير معرف يقول...

الأستاذ سردال ..
السلام عليكم ..

إختيار جيد بالتحدث عن هذا الموضوع وحقيقة لي آرائي وتجاربي الخاصة حول التعليم بشكل عام خصوصاً في مجتمعنا ..
ورغبة في عدم إطالة الرد سأوردها على شكل نقاط :

- بداية لست بخبير في مجال التعليم أو التربية وإنما أعيد وأقول أنها مجرد تجارب وآراء لي بصفتي مررت بهذه المرحلة التعليمية والتي تمتد في مجتمعنا 12 عاماً كما ذكرت ..
- طوال 12 عاماً وخصوصاً في الست سنوات الأخيرة تكدس على الطلاب مواد تعليمية أقل ما أستطيع قوله أنها عبارة عن حشو للمعلومات على الغالب ليس لها فائدة عملية في الحياة اليومية وللأسف كل المطلوب في هذه السنوات الأخيرة هي أن ( تحفظ ) و ( تعرف ) تلك المعلومات لتجيب عليها في الإمتحان لتحصل على الشهادة التعليمية !! .. في الوقت الذي يجب أن لا يكون التعليم مجرد وسيلة بل يكون هدف تسعى له ويحبب للطالب بطرق عصرية لا عصبية ..
- لا أنكر أن هناك من العلوم والمعلومات التي كان ومازال لها الأثر في حياتنا اليومية مثل : تعليمات الشريعة الأساسية / القراءة / الكتابة / الحساب / وبعض المعلومات العلمية العامة .. ولكن ما أعتقده أنه فقط يجب أن تعطى للطالب الأساسيات التي يستفيد منها في حياته اليومية ويترك التشعب في حالة الرغبة بالتخصص لاحقاً ..
- التخصص عندنا غالباً يبدأ بعد هذه ال 12 عاماً .. مع أنه برأيي أن يبدأ بعد الست سنوات الدراسية الأساسية الأولى .. يبدأ الطالب بالتخصص ويتلقى معلومات عامة تتشعب سنة بعد سنة في المجال العلمي للتخصص الذي طلبه ..
- قد يعارض البعض بأن الطالب لن يستطيع إختيار مجال التخصص العلمي الذي سيسير به في حياته بعد أول ست سنوات .. فأقول أن الزمن تغير الآن وقد زادت القنوات المعرفية .. والطالب اليوم ليس كالطالب قديماً .. فلن تعجب أن ترى طفل لايتعدى العاشرة قد يعلم كيفية إستخدام الإنترنت والقنوات المعرفية المختلفة أفضل من والده الذي كان لايفقه بعمره غير المدرسة والبيت .. وإن لم توجه له التعليم المطلوب في هذه الفترة سيلجاً لوسائل أخرى تشغله عن المدرسة ..
- كانت ومازالت العائلات تطرح السؤال المعروف لأطفالها : ماذا تريد أن تصبح حينما تكبر ؟ فيجيب مثلاً : طياراً أو طبيباً أو لاعب كرة .. وللأسف نجد أن هذا الطفل يصبح في نهاية الأمر سباكاً أو حارساً شخصياً .. وليست هذه شماتة بهذا النوع من الأعمال لكن فقط توضيحاً للإختلاف الكلي الذي طرأ لذلك الطفل الحالم .. وكل ذلك لأنه للأسف كل ما نفعله هو أن نرسل أطفالنا للمدارس ونترك جانب البناء المستقبلي لجهات قد لاتقوم بذلك بالشكل المطلوب .. بدون أن نحاول أن نبني مستقبل أطفالنا بناءاً على أحلامهم ورغباتهم منذ الصغر .. حيث للأسف أيضاً غالب مايحصل هو الإعتراض على رغبات الطفل وإقناعهم أن المستقبل فقط يكون عن طريق المدرسة ..
- نمط التعليم في الأيام التي كنت أدرس فيها قد يكون مختلفاً عن الحالي ولكن يمكن حصره عبر : ( تعليم عن طريق مدارسة حكومية ) أو ( تعليم عن طريق مدارس خاصة ) .. التعليم في المدارس الحكومية كان أيضاً صنفين .. فقد كنت تجد مدارس حكومية تشتهر بذكاء ونجوب طلابها .. ومدارس أخرى تشتهر بفساد طلابها .. مع أنه المفترض برأيي أن تكون المدارس متساوية .. وبالنسبة للتعليم عن طريق المدارس الخاصة .. فغالباً كان ( وربما مازال ) عبارة عن : إدفع تنجح .. فبنقودك تعيش حياتك هنا .. ولاعجب أن تجد بعض الوظائف يلتحق بها أشخاص يحملون شهادات تعليمية معينة في الوقت الذي قد لايحملون الخبرة الكافية في مجال العمل .. بينما قد يكون هناك أحياناً أشخاص لديهم الخبرة الجيدة ولكن لايحملون شهادات تعليمية وللأسف لن يجدوا تلك الوظائف ..
- أعترف أنه ربما تطور النظام التعليمي في مجتمعنا في السنوات الأخيرة .. وأعترف أنه ليس لدي إضطلاع كامل على المستجدات .. لكن برأيي أنه لو يسمح بفتح مجالات تطويرية لنظام التعليم تشمل تغيير الوقت أو نوعية التعليم .. فقد يمكن البت بتجارب تعليمية جديدة تشمل مثلاً أن يكون التعليم ذاتياً ومن خلال التجربة والممارسة والتعلم من الخطأ بتوجيه من المختصين أو غيرها من الطرق التعليمية .. وقد كنت قد مررت سابقاً بموقع غير عربي يتحدث عن مثل هذه الطرق لكن لايحضرني الآن ..

لدي الكثير لأتحدث عنه لكن لا أحب أن أطيل زيادة عن هذا حالياً ..
ولا أود أن أكون متشائماً ..
لكن بالفعل برأيي أنه يجب أن يعاد النظر في كثير من الأمور التي تتعلق بالتعليم في مجتمعنا ..
ودخول الإنترنت وزيادة الوعي الحاسوبي عند الناس يستلزم البت في التفكير بنقلات نوعية في التعليم ..

آراء شخصية أولاً وآخراً ..
شكراً ..

رضا بنجر
------

ملاحظة : أرسلت لك رسالة على بريدك الإلكتروني أستاذ سردال .. لا أعلم هل وصلتك أم لا ؟ :)

KASER يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

المشكلة عندنا مشكلة عقلية
فعقلية الأساتذة وغيرهم بقطاع التعليم
هي عقلية أيام الستينات أو الثمانينات
صحيح أنا من يوريا وبالطبع يختلف الوضع التعليمي ......
لكن سياسة حشو المعلومات هي نفسها بكل الدول العربية ....
لا مانع إن تعلم الطالب هذه المعلومات
ولكن المشكلة عندما يحفظ الطالب المعلومات ولا يفهم ما هي .......
فمثلا عندما يدرسونا يقولون :-
( تتكون الأعضاء من خلايا والخلايا من السليزيوم وكذا وكذا .. )
يقول الطالب بعقله أي أعضاء هل يقصدون أعضاء شلتنا مثلا أو أعضاء المنتدى .
وأي خلايا هل هي الخلايا الإرهابية التي رأيناها بالتلفاز ؟؟؟
وأي سليزيوم هل يقصدون الفيس البووك التي تتكلم عنه أختي أو اليوتيوب الذي يتكلم عنه أخي ...

وبرأي إذا لم يفهم الطالب المعلومات التي يدرسها فلن يحفظها أو يستفيد منها
.....

وشكرا للأستاذ سردال و للأخ رضا بنجر

عبدالله المهيري يقول...

رضا بنجر: تلقيت رسالتك، أمهلني بعض الوقت فالرسائل لدي دائماً تتأخر.

التخصص المبكر فكرة تطبق في ألمانيا كما أعرف، فهناك يوجه معظم الطلاب لتخصصات الهندسة على اختلاف أنواعها بينما العلوم الإنسانية تحضى بنسبة 20% من الطلاب، لا أتذكر أين قرأت هذا لكن هذا ما أتذكره، بالتأكيد يمكننا توجيه الطالب منذ وقت مبكر، يحدث هذا في العالم في أماكن مختلفة ونستطيع تطبيقه لدينا.

التطور في التعليم مؤخراً ليس بالقدر الذي نتمناه، ربما وسائل أفضل ومعلمون أفضل لكن لا زالت الفلسفة هي هي لم تتغير.

الرائد باسل: مشكلة العقلية التي تتحدث عنها تتكرر على مستويات اعلى، الحكومة، الوزير، الوزارة، وهذه مصيبة لأنهم يجربون نفس الطرق ونفس الأفكار وينتظرون نتائج مختلفة وهذا لن يحدث.

غير معرف يقول...

هل فقد التعليم هيبته
د. عبدالعزيز العمر
http://www.al-jazirah.com/93326/ar2d.htm

غير معرف يقول...

عودة مجدداً .. ومعذرة إن كان هذا كنوع من الإزعاج SPAM .. لكن حقيقة الموضوع لامس وجداني مثل ما يقولون :) ..

وحقيقة شدني خبر قرأته بجريدة الوطن اليوم :
تسرب 65 % من طلاب كليات التقنية ونصف خريجيها عاطلون
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2859&id=64059&groupID=0

جعلني أتسائل :
- لو كانت طريقة التعليم محببة للطالب وبأسلوب بعيد عن الطرق القديمة فهل ستتسرب هذه النسبة 65% ؟
- هل لو كانت للشهادة المقدمة ( قيمة علمية ) حيث تقبلها الشركات والمؤسسات والدوائر الرسمية فهل فعلاً يكون نصف الخريجين عاطلون ؟

أتمنى إن شاءالله أن يأتي اليوم الذي تكون فيه بلداننا للناس من مختلف العالم وجهة تعليمية علمية شاملة وخصوصاً العلوم التقنية وليس فقط في مجال علوم الشريعة ..