الجمعة، 26 أغسطس 2016

كلنا نريد سرقة انتباهك

سألت في تويتر هذا السؤال وشارك ٩٢ شخصاً في الاستبيان الصغير:

ثلث المشاركين بإمكانهم التوقف عن متابعة ٦٠٪ من محتويات الويب أو أكثر وهذه نسبة كبيرة من المحتويات، لو قلنا أن شخصاً يقضي يومياً ساعتين في الشبكة لقراءة ومشاهدة محتوياتها فهذا يعني أنه سيقطع ساعة وبضع دقائق، بمعنى أنه سيوفر ساعة لشيء آخر أكثر أهمية وأكثر فائدة.

لكن نعلم جيداً أن كثيراً من الناس - وأنا منهم - يقضون أكثر من ساعتين في الشبكة وفي الهواتف، ولعلي لا أبالغ إن قلت أن البعض يعيش في هذه الأجهزة الذكية والحواسيب طوال اليوم، ولو أن أحد هؤلاء قطع ٥٠٪ من هذا الوقت فهذا يعني أنه سيوفر نصف يوم لأي شيء آخر وهذا كثير.

سبق أن تحدثت عن ظاهرة فومو وهي اختصار جملة إنجليزية تعني الخوف من تفويت شيء، البعض - ومرة أخرى أنا منهم - لا يريد تفويت مشاهدة أو قراءة شيء أو متابعة قناة في يوتيوب أو في سنابشات، كأن هذه الوسائل الإعلامية ضرورة حتمية للحياة ولا يمكن العيش بدونها، لكننا كبشر ندمن على السهل واليسير على عقولنا وأجسامنا، وإلا لرأيت معظم الناس ينفقون أوقاتهم على التعلم وعلى ما هو صعب ولرأيت أكثر الناس يهتمون بصحتهم حقاً بدلاً من التفكير والتخطيط والقراءة عن الصحة والرياضة.

وسائل الإعلام بما فيها شبكة الويب والهواتف الذكية بتطبيقاتها تحوي ما لا ينتهي من المحتويات، وسائل الإعلام هدفها أن تأخذ انتباهك قبل ان يأخذه غيرهم، انتباهك عملة مهمة لهم لأنها تعني التأثير عليك أو كسب الأرباح منك أو كلاهما، عليك أن تدرك بأن كل شيء يكتب أو يعرض بما في ذلك ما أكتبه أنا وغيري؛ كل هذا ينشر بهدف أن يأخذ شيئاً من انتباهك، بمقالي هذا أود أن أشد انتباهك إلى أفكار قد توافقني أو لا توافقني عليها، مدونتي ليست تجارية ولا أربح منها لذلك هدفي منها هو التأثير عليك بأفكاري.

من ناحية أخرى كثير من المواقع والتطبيقات هدفها تجاري وفكري وربما سياسي، ولست أقول أن وجود مثل هذه الأهداف هو مشكلة في حد ذاتها، بل أشير إلى حقيقة وجودها، هل هي إيجابية أم سلبية؟ هذا أمر تقرره أنت، فقط أدرك بأن كل وسيلة إعلامية تريد انتباهك، فهل ستعطيهم شيئاً منه؟ وكم من الوقت ستفعل ذلك؟ وإلى متى؟

جرب أن تسأل هذا السؤال كلما مررت على مادة جديدة في أي وسيلة إعلامية: هل سأفقد شيئاً إن لم أستهلك هذه المادة؟ في الغالب الجواب سيكون لا، جرب ذلك على ما اعتدت متابعته أو قرائته أو مشاهدته، بل إن وصلت لهذه النقطة، اسأل هذا السؤال حول هذه المدونة، هل تقدم مدونتي لك فائدة؟ هل بإمكانك التوقف عن متابعتها دون أن تخسر شيئاً؟ إن كان الجواب نعم فلم تبقى هنا؟ أنفق وقتك في شيء آخر أكثر فائدة!

2 تعليقات:

أسامة يقول...

بالنسبة لي فأكثر شيء يستهلك وقتي هو تطبيق الواتس أب و من ثم الانستاقرام، و غيرها من التطبيقات التي بها خاصية التحاور المباشر... علي أن أتعلم كيف أدير وقتي وأن أقلل من الوقت المخصص للمحادثات الجانية لأنها بالفعل تستنزف كثيرا من وقتي وذلك على حساب نشاطات أخرى مفيدة أكثر مثل القراءة التي أنا مقصر فيها كثيرا والتصوير و أيضا نشاط التدوين والذي عردت إليه مجددا..

Css_Abdou يقول...

مدونتك تقدم لي الفائدة الكبيرة و متعة كذلك. كلما عدت للويب ابحث عن الجديد فيها. اشعر بالمجهود الكبير لانشاد محتواها

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.