الجمعة، 25 ديسمبر 2015

الأيام الأولى للآيفون

في مقهى

منذ إعلان آيفون الأول في ٢٠٠٧ وأنا أنتظر اليوم الذي سأشتري فيه هاتفاً ذكياً، "أنتظر" ليست الكلمة الدقيقة هنا لأن ما كنت أفعله هو التأجيل وعدم الاكتراث، لدي هاتف بسيط يخدمني فلم أنتقل لشيء آخر؟ وقد اشتكيت كثيراً من الهواتف الذكية أو بالتحديد من عادات الناس عند استخدامها، والآن أنضم إلى هذا النادي متأخراً كعادتي، فكيف كانت تجربتي معه في الأيام الأولى؟

هاتفي هو آيفون ٦ أس بلس، أي الأخ الأكبر، شاشة أكبر وبطارية أكبر وكاميرا أفضل بقليل من كاميرة الأخ الأصغر، الكاميرا هي السبب الأساسي لشراء الهاتف الذكي، لأنني أحب التصوير لكن لم أعد أحمل معي كاميرا طوال الوقت وتوقفت لأشهر عن ممارسة التصوير.

في البداية الهاتف أخذ مني وقتاً طويلاً لإعداده وهذا أمر طبيعي، هاتفي السابق غير الذكي بسيط وإعداده لا يأخذ سوى دقيقتين على الأكثر، الهاتف الذكي يأتي مع تعقيدات أكثر مقابل تقديم خصائص أكثر، أول ما فعلته هو إلغاء اتصال معظم التطبيقات بالإنترنت من خلال شبكة الهاتف، لأنني لا أريد تحمل تكلفة كبيرة لمجرد أن هذه التطبيقات ترسل وتستقبل البيانات كما تشاء، ثم ألغيت أي تنبيهات تصلني من هذه التطبيقات.

التنبيهات مشكلة في الهواتف خصوصاً مع وجود تطبيقات كثيرة، كل تطبيق برمج على أساس أنه سيكون الوحيد في هاتفك، يطلب انتباهك ويخبرك بكل صغيرة وكبيرة، فلان علق على صورتك، فلان أضاف مقطع الفيديو إلى مفضلته، فلان راسلك، فلان رد على تغريدتك، فلان أضاف صورة جديدة لحسابه .. إلخ، وحتى لو ألغيت هذه التنبيهات؛ بعض التطبيقات تذكرك بل وتطلب منك أن تفعيل التنبيهات.

إلغاء التنبيهات يعني أنني من أختار الانتباه للهاتف بدلاً من أن يحدد الهاتف ذلك بنفسه، ليس من حق الهاتف أن يقاطعني بأي شيء سوى المكالمات، ما عدى ذلك فمن حقي كمستخدم ألا أجد أي إزعاج من أي تطبيق، وقد فعلت ذلك، الآن من ناحية التنبيهات هاتفي الذكي لا يختلف عن الهاتف غير الذكي، كلاهما ينبهاني للمكالمات والرسائل ولا شيء غير ذلك.

استخدامي للهاتف أكثره كان التقاط للصور، لم يكن هناك شيء مختلف في الهاتف عن الكاميرات، صحيح شاشة أكبر وإمكانية رفع الصور مباشرة متوفرة في الهاتف، لكن هذا لم يغير شيئاً بالنسبة لي، كنت ألتقط الصور دون إرسالها، لكن جربت مرتان إرسال الصور مباشرة من الهاتف إلى خدمتي إنستغرام وفليكر، ووجدت أن عملية الكتابة بعد التصوير تأخذ وقتاً طويلاً، وقد كانت المرة الأولى في غرفتي فلم تكن هناك أي مشكلة، لكن التجربة الثانية كانت مختلفة.

كنت في مقهى مع أخي وقررت فعل ما أنتقده، التقط صورة لكوب قهوة وبدأت أكتب البيانات لكي أرسل الصورة إلى فليكر، لكن لم أستطع فعل ذلك، اكتفيت بالعنوان فقط "في مقهى" وأرسلتها مباشرة، عندما كنت أحاول الكتابة في الهاتف كنت على وعي تام بما حولي، أنا أتجاهل كل من حولي لأجل متعة شخصية، ولو فكرت في الأمر لوجدت أن المشاركة الفورية ليست ضرورية حقاً، يمكن للصور أن تنتظر حتى تصل إلى المنزل ثم ترفعها دفعة واحدة.

ثم هناك البطارية، من تجربتي البطارية عاشت دون إعادة شحن منذ يوم الأحد وحتى اليوم، والآن أعدت شحنها مرة أخرى، هذه خمسة أيام دون إعادة شحن، هذا أفضل مما توقعته، لو كان علي شحن الهاتف يومياً ستكون هذه مشكلة حقاً لأنني لا أريد أن أقضي كثيراً من الوقت للعناية بالهاتف.

هذا كل شيء الآن، لاحقاً سأبدأ بتثبيت بعض التطبيقات واستخدامها.

5 تعليقات:

zikoniss يقول...

أنا شخصياً أرفض شراء هاتف ذكي لسبب مادي وخصوصاً لأنني سوف أدمن عليه (يكفي إدمان النت) وسيؤثر هذا بشكل سلبي على المطالعة والدراسة وحياتي بشكل عام...

أنا في الواقع شخصية تكره الهاتف، أنسى هاتفي باستمرار وفي غالب الأحيان أتركه في وضع صامت .. ربما سبب كرهي للهاتف هو تلعثمي المستمر !

اشتقت لمدونتك، وسعدت بالدخول إليها بعد غيابي لشهور... لدي ذكريات جميلة معها.
عموما، مبروك الهاتف وأتمنى أن تستفيد منه أكثر مما يضرك.

موفق

محمد فخور يقول...

مبروك الهاتف أستاذ عبد الله

بصراحة، حتى الساعة لا أجد للهاتف الذكي أي مكان في حياتي،

في إحدى المرات، اطلعت على هاتف ذكي لأحد أصدقائي واستفسرته عن هذا الكم الهائل من التطبيقات الموجودة فيه (تقريبا 150 تطبيقا)، فأخبرني أنه لا يمكن أن يستغني عنها أبدا فهي تيسر عليه القيام بمجموعة من المهام. حينها بدأنا سويا بالتثبت من زعمه هذا، فأقر لي بعد أن تخلص من نصف تطبيقاته تقريبا أنه لا يستعمل هذه التطبيقات إلا لماما.
لو اقتنيت هاتفا ذكيا فربما لن تتعدى تطبيقاته العشرة، وهو الأمر الذي يوفره لي هاتفي "الغبي" الآن

إشارة 1: هاتفي ليس غبيا بدرجة مطلقة، هاتفي يتوفر على قارئ MP3 مملوء بمحاضرات متعددة، هاتفي هو الذكي.

إشارة 2: أطلت الغيبة عنا يا عبد الله، نشتاق لك كثيرا، أرجو أن تتحفنا بكتاباتك المتميزة ( أكثر من شهر عن آخر تدوينة لك هنا :D )

غير معرف يقول...

أعجبتني فكرة إلغاء التنبيهات، أريد أن أنتبه له وليس أن ينبهني فعلاً، الأمر الآخر كيف تمكنت من جعل الهاتف يصمت خمسة أيام؟ أخبرنا عن طريقة استخدامك هل هو في جيبك طوال الوقت مثلا؟ الحقيقة أنني أحتاج لشحنه يومياً!

شكراً لتدوين تجربتك

عبدالله المهيري يقول...

@zikoniss: أنا كذلك أكره الهاتف، لكن مسؤوليات الحياة تفرضه علي، يمكنني أن أتوقف كلياً عن استخدامه وقد فعلتها مرة، لكن هذه أنانية لا يمكن قبولها لأن هناك أناس يعتمدون علي ويحتاجون التواصل معي، لذلك من الضروري تحديد كيفية استخدامه لنحول الهاتف إلى أداة تخدمنا وتفيدنا بدلاً من أن يكون جهازاً مزعجاً.

@محمد فخور: تطبيقات الهاتف الأساسية المتوفرة فيه تكفي لأكثر الناس، ١٥٠ تطبيق رقم كبير جداً، يذكرني بدراسة تقول أن معظم الناس لا يستخدمون معظم التطبيقات في هواتفهم وأغلبهم يكتفي بالقليل منها.

@علي: استخدامي له قليل، لأنني أجلس في المنزل فحاسوبي المكتبي هو الأساس، هاتفي أستخدمه فقط عند الخروج من المنزل ولا أفعل ذلك كثيراً، لذلك من الطبيعي أن يبقى الهاتف لأيام دون شحن.

مدوّنتي يقول...

الهاتف الذكي مثله مثل أي جهاز عصري في حياة الإنسان، يمكن أن تستثمره بشكل سلبي أو إيجابي.. خذ مثالا على ذلك: التلفاز، حيث يمكن أن تكون مروحة مشاهداتك عليه البرامج المفيدة والهادفة، ويمكن أن يكون العكس..
نعم.. أوافقك جداً في مسألة أن لا يتحكم بك هاتفك الذكي.. ولذلك قمت بإلغاء جميع الإشعارات، وخصوصاً إشعارات الأخبار السياسية والحوادث الأمنية..
يظهر أننا بتنا بحاجة إلى البرامج الاجتماعية والمقالات التي تقدم النصائح في مجال استعمال الهواتف الذكية..
مبروك دخولك إلى عالم الأيفون.. لأنني شخصيا أفضله على نظام الاندرويد..
وسعدت لرجوعك لعالم التدوين هنا مجدداً..
تحياتي صديقنا العزيز..

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.