هذا خيار صحي |
عندما كنت أقرأ عن تنظيم الوقت كانت هناك نصيحة تكرر في الكتب والمقالات، هو أن تعتاد على أن تقول "لا" للآخرين عندما يطلبون منك فعل شيء أو المشاركة في فكرة أو مشروع، تقول لا لأي شيء لا يخدمك ولا يقدم فائدة لك أو أي شيء سيضيع وقتك، وهي نصيحة جيدة أو سيئة بحسب فهمك لها، عدم تضييع وقتك في فعل ما لا يفيدك هو أمر ضروري، لكن عليك ألا تبالغ لتصل إلى درجة تصبح فيها أنانياً تماماً.
الآن أرى أن كلمة "لا" يجب أن تقولها لنفسك أكثر من أن تقولها للآخرين، لا للخيارات السيئة، وفي بعض الأحيان لا لكل الخيارات، تذكر أنه عندما تعرض عليك خيارات فهناك دائماً خيار ألا تختار أي شيء، ويبدو أنني كررت كلمة خيار كثيراً في هذه الفقرة!
إليك مثال لأوضح ما أعنيه بكلامي أعلاه، أنت في شبكة ما مثل تويتر أو سناب شات ترى العشرات من الصور ومقاطع الفيديو والروابط، لا شيء يجبرك على أن ترى وتسمع وتقرأ كل شيء، وقتك أثمن من أن تتابع كل جديد خصوصاً أن الجديد هو سيل لا نهائي ولا يتوقف، وهو "سيل"؛ أي كم كبير من المحتويات التي يستحيل أن تبلعها كلها وإن حاولت فلن يتبقى في عقلك مساحة للمفيد والمهم والضروري، بدلاً من محاولتك أن تكون سداً يمنع هذا السيل من المرور دون أن ترى كل شيء، يفترض أن تكون كالواقف طرف النهر، تأخذ منه ما تحتاج وتدع الباقي يمضي دون أن تشعر بأي خسارة، صدقني ... لم يفتك شيء.
أن تقول لا هو ممارسة لحذف غير الضروري من حياتك لتكون مساحة لما هو ضروري، أقول هذا الكلام وأنا المجرم الذي يمارس عكس ما يدعوا له، أعلم جيداً انني أناقض نفسي بالحديث عن هذا الموضوع، تركت الشبكة تبتلعني، مئات الروابط التي أحفظها، عشرات مقاطع الفيديو التي سأشاهدها، وليست هذه المرة الأولى فقد كتبت عن هذا الموضوع كثيراً لكن يبدو أنني لا أتعلم الدرس، يبدو أنني أنسى الدرس وأعود لعادتي القديمة.
أن تقول لا هو أن تمارس الاختيار الصحي، بدلاً من الطعام الثقيل غير الصحي تختار ما هو صحي وتستمتع بأكله، بدلاً من الجلوس طوال اليوم تقف لتمشي وتمارس الرياضة، بدلاً من شراء الحلويات تشتري الفاكهة وتستمتع بها دون شعور بالذنب، عندما تختار مسبقاً الخيار الصحيح فلن تحتاج بعد ذلك لتصحيح أي خطأ، فكر بالأمر، عندما تصل لمرحلة تريد فيها أن تخفض وزنك وتمارس الرياضة وتغير من نوعية طعامك فهذا كله نتيجة خيارات غير صحيحة في الماضي، والآن أن تريد تصحيح هذه الأخطاء بأن تختار ما هو صحيح.
لا جديد في كل ما قلته أعلاه، الجديد اليوم هو إدراكي كم أحتاج لأن أقول لا أكثر مما سبق، في الماضي كنت أظن أنني أبسط وقد فعلت ذلك حقاً لكن هذا ليس كافياً، ما زلت أختار الخيار الخطأ في أمور كثيرة، في الجانب الصحي وفي الشبكة، ما زلت أجد نفسي أضيع الوقت في قراءة ما لا يفيد أو مشاهدة مقاطع فيديو كثيرة.
أتمنى فقط ألا يمضي عام آخر وأعود لكتابة موضوع مماثل ... خذها مني، السعيد من اتعض بغيره.
2 تعليقات:
ذكرتني بفيلم YES MAN
على الانسان ان يختار و ينقي
أعتقد أن هذا ما يجب قوله لبدء طريق جديد
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.