الأحد، 11 يناير 2015

شيغيرو بان: معماري الكوارث

في نهاية عام ٢٠٠٤ ضرب زلزال منطقة بحرية على غرب ساحل سومطرة، وكان من القوة أن أثر على ١٤ دولة وقتل ما يقرب من ٢٣٠ ألف شخص، كثير من هؤلاء كانوا يعيشون في مناطق ساحلية ضربتها أمواج تسونامي التي وصلت إلى ساحل شرق إفريقيا.

بدأت جهود الإغاثة على اختلاف أشكالها ومن بين هذه الجهود إعادة بناء قرية ساحلية في سريلانكا، مؤسسة ما طلبت من معماري ياباني أن يصمم بيتاً يستخدم المواد المحلية ويمكن استخدام التصميم لبناء ١٠٠ وحدة سكنية مماثلة، شيغيرو بان قال بأنه لأول مرة يعمل لمجتمع مسلم، لذلك سافر إلى تلك المنطقة ولم يكن ينوي أن ينجز المشروع بسرعة ويسافر بل كان حريصاً أن يعامل هذا المشروع معاملته لأي مشروع آخر ربحي كبناء متحف أو منزل لشخص غني، لذلك استمع للناس هناك ليعرف حاجاتهم وعلى أساسها صمم بناء من طابق واحد يستخدم الأرض كمادة أساسية للبناء والسقف مكون من أخشاب محلية ومن شجرة جوز الهند، وصمم كذلك أثاثاً من شجرة المطاط المتوفرة في بيئة سريلانكا، وأنجز المشروع في ٢٠٠٧.

لم يكن هذا أول مشروع خيري يشارك فيه شيغيرو فقد شارك في مشاريع كثيرة قبل وبعد القرية السريلانكية:
  • بناء كاتدرائية في نيوزيلاند بعد زلزال ٢٠١١، الكتدرائية مبنية بأعمدة مصنوعة من الورق المقوى!
  • تصميم منازل مؤقتة بطوابق متعددة لضحايا زلزال اليابان، المنازل تستخدم حاويات الشحن التي تستخدم في السفن ويمكن تحويلها لمنازل دائمة.
  • بناء كاتدرائية في اليابان من الورق المقوى أيضاً في ١٩٩٥، وبعد عشر سنوات نقلت هذه الكتدرائية إلى تايوان! أمر عجيب حقاً ان تستطيع تفكيك مبنى وتعيد تركيبه في منطقة أخرى.
  • بناء مدارس بعد زلزال ضرب الصين في ٢٠٠٨، ومرة أخرى: من الورق المقوى.
هذه بعض الأمثلة لمشاريع شغيرو بان في مناطق الكوارث، هو يرى أن فن العمارة له اتجاهان، أحدهما هو بناء المباني الكبيرة والفخمة للحكومات والمؤسسات والأغنياء، والثاني هو العمارة للفقراء ولمناطق الكوارث، وهو متفائل بازدياد أعداد طلاب الكليات المهتمين بالنوع الثاني من العمارة.

لديه اهتمام منذ منتصف الثمانينات بالورق واستخدامه للبناء وطور أسلوباً للاستفادة من الورق المقوى لإنشاء مباني مؤقتة يمكنها أن تستمر بالعمل لعقود، كونها من الورق لا يعني أنها ستنهار من أول قطرة مطر، فهي مصنعة لكي تتحمل المطر والرطوبة وفوق ذلك السقف عادة يصمم لكي يبعد المطر عن أعمدة الورق، ويمكن تصميم أعمدة الورق لكي تكون مقاومة للحريق.

فكرة شيغيرو بان هنا أنه يريد استخدام أبسط الوسائل وأسرعها لإنشاء مبان يحتاجها الناس وفي نفس الوقت تكون هذه الوسائل صديقة للبيئة ويمكن إعادة استخدامها وهذا ما أثبته مشروع كاتدرائية يابانية نقلت وأعيد استخدامها في تايوان، والورق المقوى يمكن إعادة تصنيعه وإن رمي في أي مكان فهو قابل للتحلل.

كلمة لشيغيرو بان مترجمة إلى العربية:


0 تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.