الاثنين، 8 أكتوبر 2012

رجاء حار: مزيد من طرق المشاة!

Chongqing Square: Fused Grid
مصدر الصورة: UrbanGrammer


إضغط على الصورة أعلاه لتراها بحجم كبير، الصورة تعرض شارعاً للمشاة كان قبل ذلك شارعاً للسيارات، أود تكرار الجملة مرة أخرى فاقرأها ببطء: شارع .. للمشاة .. كان .. قبل .. ذلك .. شارعاً .. للسيارات.

أذكر مرة أنني قرأت خبراً في جريدة الاتحاد قبل سنوات عدة يقول بأن بلدية أبوظبي ستفعل أموراً عدة لتحسين مستوى المعيشة في أبوظبي ومن بين هذه الأمور نقطتان لا زلت أتذكرهما جيداً، الأولى هدم أسوار الحدائق لكي تكون مفتوحة للجميع وبالتالي لا حاجة لدخولها من البوابة الرئيسية ودفع مبلغ مقابل ذلك، والثانية هي تحويل بعض الشوارع إلى طرق للمشاة، كم كنت سعيداً بهذا الخبر في ذلك الوقت، اليوم أبوظبي لا زالت كما هي، مصممة للسيارات، الحدائق لا زالت تحتفظ بأسوارها، وطرق المشاة لا زالت حبراً على ورق ... غالباً ورق أعيد أستخدامه لأغراض أخرى.

شوارع وساحات المشاة تعني للمشاة راحة للعقل والنفس والجسم، لا حاجة للخوف من السيارات، وإن كانت الساحة أو الطريق نظيفاً ويحوي ما يكفي من الأشجار وأماكن الجلوس سيكون مكاناً مناسباً لراحة الناس واجتماعهم وللتسوق أيضاً وفي هذا فائدة للمتاجر والمطاعم والمحلات،وهذه فائدة للناس من ناحية التفاعل الاجتماعي والراحة النفسية حيث يمكن للمرء أن يستريح في مثل هذه الأماكن وأن يمارس المشي والرياضة ويلتقي بالأصدقاء ويتسوق ويأكل ويمارس أنشطة يومية مختلفة.

في مدن السيارات يحتاج المرء إلى أن يذهب إلى أقرب مكان من المحل ويوقف سيارته ليذهب إلى المحل ويعود وقد يكرر ذلك لمحلات متفرقة في المدينة، ولعله يحتاج أن يذهب لمركز تجاري الذي يوفر ساحة للجلوس وممارسة أنشطة مختلفة لكن المركز التجاري مكان خاص مملوك لشركة ما في حين أن الساحة العامة هي ملكية عامة للناس ويمكن لكثيرين أن يعيشوا حولها ويعملوا فيها، تصور فقط فكرة أن تذهب للعمل ماشياً، تبدو فكرة رائعة لمن يحتاج أن يسير بسيارته كل يوم نصف ساعة أو أكثر كل صباح لكي يصل إلى العمل.

تصور فقط: لا خوف على السيارة أو على نفسك من الحوادث، لا حاجة للبحث عن موقف، لا استهلاك للوقود إلا الإفطار الذي أكلته صباحاً، ستحرك قدميك أكثر وهذا صحي لك وفي مصلحتك، الحركة والرياضة تعنيان مزيداً من الحيوية والنشاط والتفاؤل وهذا إيجابي وفي مصلحتك أيضاً، لن تخرج من العمل لتركب سيارة أصبحت كالفرن، ولن تضطر لدفع درهم لشركة مواقف - هذه أكبر إيجابية في رأيي - ولن تدفع أي مخالفة للمواقف، نعم قد يكون الجو رطباً وحاراً وستتعرق، لكنك في صحة أفضل وتوفر وقتك ومالك ويمكنك الاستحمام على أي حال، دعونا لا نجعل الجو عذراً لأن هناك شعوباً حول العالم لديها جو حار أيضاً وهذا لم يمنعهم من إنشاء طرق وساحات عامة للمشاة.

نقطة أخرى، يمكن للأطفال اللعب في طرق وساحات المشاة دون أي خوف من السيارات، ألا يكفي هذا كسبب يدفع لإنشاء هذه الطرق والساحات؟ عندما تخطط الجهات المسؤولة خرائط المدن عليهم أن يتذكروا أن الخرائط لا يعيش فيها أحد، في الخريطة الأماكن مجرد خطوط وأشكال يمكن قطعها بالمسطرة لكن تأثير هذه المسطرة على الناس لا يمكن إنكاره، مزيد من الإنسانية في مدننا، هذا كل ما أتمناه.

4 تعليقات:

Youssef يقول...

على الأقل يتم توفير أرصفة واسعة (يمينا وشمالا وفي المنتصف) وأشجار على جانبي الطريق، ومقاعد للجلوس والراحة..
جربت هذا وكان شيئا رائعا!

Toxic يقول...

الفكرة جميلة و حبذا لو تطبق في بعض المدن العربية
و لكن اختلف معك في مسالة الجو حيث الحرارة و الرطوبة،تخيل ان يقابلك الموظف صباحا برائحة كريهة و ملابسه ملطخة بالعرق. لا اريد مقابلته و ساقدم شكوى ضده.
هذه الفكرة تحتاج الى اعادة تخطيط المدن و بناء مدن بخرائط جديدة و ليست الخرائط التقليدية و هذا هو المطلوب

عبدالله المهيري يقول...

@يوسف محمود: يفترض أن تكون هناك أرصفة واسعة للطرق، للأسف ما يحدث في بلدان عديدة أن الرصيف هو أول ضحية عند إجراء إصلاحات للطريق وهو آخر ما يهتمون به عند إنجاز الشارع، وهو كذلك ضحية توسعة الشارع.

@Toxic: هذا ما أردده في المواضيع التي كتبتها عن تخطيط المدن، يفترض أن تصمم المدن للناس لا السيارات، بمعنى أن يحتاج المرء لمسافة قصيرة نسبياً لكي يصل إلى عمله ماشياً ولا أعني السير 10 كيلو في الجو الحار، ثم الجو حار نصف العام والنصف الآخر الجو رائع وخسارة أن يضيع ونحن نجلس في السيارات.

Thabet يقول...

اعجبنتني الجملة الختامية.. "مزيد من الإنسانية في مدننا".

صدقت

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.