السبت، 22 سبتمبر 2012

قبل تويتر كان هناك التدوين بالهاتف

التدوين كان بداية لكثير من الأفكار التي تحولت الآن للخدمات التي نعرفها اليوم، قبل تويتر وفايسبوك كان هناك من يمارس التدوين المصغر (Microblogging) والمشاركة بالصور التي التقطت بالهاتف وكتابة مواضيع قصيرة وربما نشر مقطع فيديو أو صوتي وفي أحيان نشر خبر أو تغطية حدث، أذكر فترة كان الناس يكتبون دروساً حول كيفية إعداد الهواتف النقالة لكي تنشر مباشرة على الشبكة أو تنشر من خلال إرسال المحتويات إلى البريد، كان يسمى التدوين بالهاتف النقال أو بالإنجليزية Moblogging والمدونة التي تنشر المحتويات من الهاتف تسمى Moblog.

بالأمس تذكرت هذا النوع من التدوين وتذكرت بعض المدونات القديمة التي كانت تجمع بين التدوين التقليدي والتدوين بالهاتف فتجد مثلاً أن تصميم المدونة مقسم إلى  عمودين، واحد عريض يحوي المواضيع الرئيسية التي كتبت غالباً من خلال حاسوب وفي العمود الثاني الرفيع الذي قد لا يزيد عرضه عن 300 بكسل هناك محتويات مبعثرة وعشوائية، جمل قصيرة وروابط وربما صور ضبابية التقطت بهاتف نقال، كان هذا أحدث ما تقدمه التقنية في ذلك الوقت، الآن أصبح هذا جزء من التاريخ، لم يعد أحد يتحدث عن التدوين بالهاتف لأنهم يمارسونه عملياً وقد انتقل التدوين إلى تويتر وفايسبوك وتمبلر.

كان هناك أيضاً تدوين مصغر وإن لم يكن بالضرورة ينجز من خلال الهاتف، بعض المدونين يجدون مشكلة في الخلط بين المقالات والمحتويات الصغيرة فيفصلون بينهما ليضعوا المحتويات الصغيرة في عمود منفصل، لذلك كان هذا التدوين يسمى أحياناً Sideblog أو Linklog، وأذكر مقالات حول إعداد وورد بريس وبرامج أخرى لتطبيق هذه الفكرة، هذا تدوين مصغير قبل تويتر وفايسبوك.

أذكر في هذه الفترة نقاشاً ساخناً - أحياناً - حول التدوين والصحافة وهل المدون صحفي أم لا وهل يمكن للمدون أن يلغي دور الصحافة أم لا وهل يحق للمدون أن يحضى بالحماية أم لا، بل أذكر نقاشاً من طرف واحد طرحه بعض الكتاب والصحفيين حول التدوين، بعضهم سأل "من أعطاهم الحق بالكتابة؟" ويقصدون بالسؤال المدونين، كان هؤلاء الصحفيين يفكرون بالأسلوب التقليدي، الكتابة والنشر تحتاج لإذن مسبق من رئيس تحرير والآن هناك شباب لم يتجاوزوا العشرين من العمر ويكتبون وينشرون دون أن يحرر مقالاتهم أي شخص، كيف يجرأون؟

هل تتصور ذلك؟ أذكر نقداً عنيفاً للتدوين والمدونين وبأنهم مجرد "عيال" لا يفهمون أو يفقهون فنون الكتابة، أذكر من كان يريد فرض وصايته على المدونين بأن يجعل النشر يحتاج لموافقة مسبقة بل هناك من اقترح أن يسجل المدونون أنفسهم في وزارة الإعلام، أذكر من كان يستنكر كيف يكتب المدونون وهم لم يحيطوا علماً بفنون اللغة وآدابها ويتعلموا على أيدي الكتاب والمؤلفين.

بدايات التدوين كانت فترة ممتعة حقاً، الآن كل هذا وغيره لم يعد يتحدث عنه الناس، ببساطة الناس ينشرون المحتويات دون حاجة للتفكير بما يسمى التدوين بالهاتف أو بإعداد الهاتف، أصبح كل شيء سهل وتوقف البعض عن محاولة ممارسة الوصاية على المدونين بعد أن أدرك أن العالم الرقمي يعمل بشكل مختلف.

للمزيد حول الموضوع، هذه صفحة تؤرخ بشكل جيد لموضوع التدوين بالهاتف.

2 تعليقات:

Sameh.De يقول...

ذكرتني بمقالة قديمة كتبتها حول الموضوع.. لم ابحث او بالاصح لم ادري بشهرتها ووجود مصطلح رسمي لها, كانت مجرد ميزة موجودة على هاتفي القديم وفرت تلك الخدمة بشكل سلسل ورائع, كتبت عنها وعن التجربة.

http://sameh-live.blogspot.in/2008/10/k810i-blogrss.html


عرّفتنا أكثر بالذي مضى, شكرا اخي عبدالله :)

عبدالله المهيري يقول...

@Sameh.De: حياك الله أخي سالم :-)

هاتف سوني أريكسون 810 كان ممتازاً فعلاً وجميل أنهم أضافوا خاصية التدوين من خلال الهاتف، تصور لو ظهر شيء مثل هذا في عام 2003، كثير من الناس كانوا يريدون التدوين بالهاتف ولم يكن ذلك سهلاً من خلال الهواتف في ذلك الوقت.

بالمناسبة، هناك خدمات تدوين متخصصة فقط في التدوين بالهاتف، ابحث عنها وستجد الكثير :-)

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.