الجمعة، 27 يوليو 2012

قائمة "سا"

حذفت أكثر من 50 مقطع فيديو كنت أريد مشاهدتها، حذفت روابط مواقع كثيرة كنت أريد قراءة مقالاتها، أخرجت من مكتبتي أكثر من 20 كتاباً لأتخلص منها وهذا كان صعباً حقاً لأنني أملك عذراً لكل كتاب اشتريته، بعضها اشتريته قبل ما يزيد عن 8 أعوام ولم أقرأه فمتى سأقرأه؟ أعطيه لشخص آخر يستفيد منه بدلاً من وقوفه في مكتبة لدي يجمع الغبار ولا أمسك به إلا لأنظفه بين حين وآخر، حذفت مجموعة من المواضيع التي كنت أنوي كتابتها وبعضها لم يكن يحوي إلا العنوان فقط.

مع أنني أحاول تبسيط حياتي بقدر الإمكان إلا أنني أجمع التعقيد ومحاولة فعل ما لا يمكن فعله بدعوى أنني سأشاهده لاحقاً، سأقرأه لاحقاً، سأكتبه لاحقاً لكن في الحقيقة الأيام تمضي وتصبح شهوراً وربما سنوات دون أن أفعل شيئاً من قائمة "سا" التي تكبر كل يوم، وفي نفس الوقت تعلمت أن أفضل طريقة لإلغاء التعقيد وجمع ما لا يفيد هو أن تفعل الآن ما يجب عليك فعله أو تقرر متى ستفعله، إن ضاق الوقت عليك ولم تستطع إنجاز كل ما ترغب فيه - وسيحدث هذا مرات عدة - عليك أن تقرر ما إذا كانت الأعمال غير المنجزة ضرورية فعلاً أم يمكنك التخلص منها لأن المزيد منها سيأتي في المستقبل وستبدأ في جمع كومة أخرى من أفعال قائمة "سا".

التخلص من الأشياء صعب، سوء كانت روابط مقالات أو كتباً أو أثاثاً أو ملابس أو غير ذلك سيكون من الصعب التخلص منها لأننا نعطيها قيمة أكبر مما تستحق وقد نرتبط ببعضها، هذا ما يجعل البعض يجمعون الأشياء في الحاسوب أو خارج عالم الحاسوب الرقمي ويزداد ثقل الأشياء الرقمية وغير الرقمية عليهم حتى لو لم يدركوا هذا الثقل.

في عالم المعلومات الحديث علينا أن ندرك بأن ما هو متوفر في هذا العالم أكبر بكثير من قدرة البشر على استهلاكه فماذا عن فرد واحد؟ عليك أن تركز، عليك أن تحذف وتتخلص من الأشياء التي لا تفيدك أو لا تجعلك سعيداً، عليك أن تحذف غير المهم وغير الضروري لتركز على ما هو مهم وضروري وعليك أن تفعل ذلك دائماً وإلا ستتراكم الأشياء مرة أخرى.

قائمة "سا" أصبحت أخف وزناً لدي، علي التخلص من أشياء أخرى لأتخلص من القائمة كلياً.

10 تعليقات:

Ibrahim alhwemal يقول...

أشكرك على المقال

فعلا لدي الكثير من المواقع التي اريد ان اتصفحها وكذلك بعض المقالات التي مر عليها شهور

لذلك من الافضل التخلص منها

بنسبة للكتب للقد أتخذت قرار بشأنها وهو أنني لا أشتري أي كتاب الا بعد الإنتهاء من الكتاب الذي قبله وبفضل هذه الطريقة وجدت نفسي مستمر في القراءه ولا يوجد على طاوتي الا كتاب واحد وعند الانهاء منه أقوم بإهداءه أو وضعه في مكان عام مثل غرف الانتظار في المستشفيات أو الحلاقين وغيرها

عبدالله المهيري يقول...

@Ibrahim alhwemal: ما تفعله بخصوص الكتب هو ما أريد فعله وهذا غير ممكن حالياً في وجود عشرات الكتب لدي، لذلك تخلصت مما أنا متأكد أنني لن أقرأه وسأسعى للتخلص من بقية الكتب بقرائتها ثم إهدائها لمن يريدها، جمع الأشياء على أمل إنجازها لاحقاً يزيد التعقيد، شيء أعرفه جيداً لكنني أقع فيه باستمرار.

Nadhem Al Dhafari يقول...

و الله يا عبدالله التسويف يقتلنا أحياناً و لا أنكرك أنني لدي قائمة سا تكاد لا تنتهي و لكنني أحاول أن أحقق منها قدر المستطاع :(

خاطري تأتيني العزيمة لألقي بأشياء كثيرة و لكن تعزُّ علي نفسي فأبقيها .. مشكور على هذه التدوينة

عبدالله المهيري يقول...

@Nadhem Al Dhafari: ذكر نفسك أن وقتك لن يتسع لكل شيء وأن عليك الاختيار، لعل هذا يكون مفيداً :-)

غير معرف يقول...

أنا أيضًا أعاني من التسويف والتخفيف في الوقت نفسه، أقوم بتأجيل الكثير من القراءات والكتابات والأعمال، وحتى وقت التفرغ لها أكتشف أن اهتماماتي شابها نوع من التغير أو أن الأعمال المؤجلة لم تعد بتلك الأهمية، مما يضطرني للقيام بعمليات تصفية. الطريف في الأمر أني أجد -في كل مرة أراكم فيها الأعمال- كمية لا بأس بها من المواضيع والكتب المتعلقة بتنظيم الأعمال وإنجازها! 
مؤخرًا اكتشفت حل مناسب لي: أقوم بتصنيف الأعمال وتخصيص وقت محدد بعد حذف الأمور غير المهمة، فمثلًا 
نوع معين من الكتب يُقرأ في أسبوع
أنهي مذاكرة النحو العربي في ثلاثة أيام
أرتب بعض الأمور المتعلقة بالإنجليزية في يومين
أخصص يومين لترتيب تطبيقات الأجهزة 
أخصص يومًا لمراجعة محتويات تطبيقات الكتابة
وفي الوقت نفسه، ألتزم بخطة يومية معينة. 
شكرًا أ.عبدالله، حفزني الموضوع لإتمام بعض المهام والتخلص من بعضها. 

هيفاء

عبدالله المهيري يقول...

@haghaz: فعلاً، الاهتمام يتغير، هذا ما لاحظته كذلك، وأسلوب تخصيص وقت محدد لشيء محدد أجده مفيداً وعملياً، أما بخصوص المواضيع والكتب المتعلقة بتنظيم الأعمال، أظن أن المرء منا عندما يقرأ كفايته منها يفترض به ألا يقرأ المزيد لأن أفكارها تتكرر والمهم هو التنفيذ.

غَسَق يقول...

سبحان الله
كنت قد وضعت مدونتك في مفضلتي وفتحتها سريعًا لأحذفها مع بقية الروابط بعد مرور سريع -أعتذر إن أزعجك ذلك- ولكني سأتراجع

وقد لاحظت وقرأت أيضًأ أن ما تؤجله سينتهي الأمر غالبًا لن تفعله، فقائمة المشاهدة في اليوتيوب في ساعة ضيق أحذف كل مابها، والمفضلة، أطير فرحًأ بالرابط المعطل فقد وفر علي!

والمشكلة أن التقنية الحديثة ساهمت بخلق ذلك وبقوة، آخرها ما وجد في الآيفون من قائمة للقراءة! وأظنها وسيلة لشدنا للجهاز أكثر، على حساب وقتنا

شكر الله لك

عبدالله المهيري يقول...

@غسق: لا بأس، لن يزعجني ذلك :-)

الشبكة مصدر لا نهائي للمحتويات الرقمية ونحن لا زلنا نتعلم كيف نتعامل مع شيء لا حيز له، الكتب الورقية والصحف والمجلات تأخذ مساحة وزيادتها ستضطرنا إلى أن نتعامل معها فوراً، لذلك لا بد من وضع حدود في العالم الرقمي، بدون هذه الحدود لن يتوقف مد المحتويات.

X يقول...

مقال متميز و على الجرح.

تجربتي المتواضعة ، كل شيء أضعه على القائمة لأفعله أو لأحتفظ به لعلي أحتاجه لاحقاً ، ينتهي به المطاف إلى الإهمال ثم التخلص منه بعد مرور وقت طويل. نفسياً لا أستطيع التخلص من بعض الأحمال الا بعد مرور سنة من التفكير بالتخلص منها .

MohamadAbras يقول...

مقالة مميزة ذكرتني بكتاب Focus

على فكرة هل مازلت تريد ترجمته أم هو في قائمة (سا) أم نسيت الفكرة من الأساس

تحياتي

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.