الأحد، 17 يونيو 2012

هكذا نخطط الأحياء

أعني الحارة أو مجموعة من المنازل في مكان واحد، لم لدينا كلمات تتشابه في اللفظ وتختلف في المعاني؟ على أي حال، في الصورة تخطيط للطرق والمنازل مختلف عن ما أعرفه، ففي منطقتنا هنا في أبوظبي المنازل تمتد على شريط واحد مستقيم وأمام كل المنازل شارع وخلفها شارع ولأن بيتنا في طرف أحد هذه الأشرطة فهناك شارع على الجانب الغربي من البيت، والشارع الذي أمامنا يفصلنا عن شريط بيوت آخر وهكذا يتكرر هذا التصميم ليقسم المنازل بالشوارع.

نتيجة لذلك هناك خوف من خروج الأطفال لكي يلعبوا في هذه الشوارع لأن السائقين يسرعون بسياراتهم مع أن إمكانية خروج طفل فجأة أمامهم ليست مستبعدة بل متوقعة وفي أي لحظة، طفل يجري خلف كرة ولا ينتبه للسيارة القادمة.

من ناحية أخرى لا توجد حدائق قريبة، لا توجد أسواق قريبة ولذلك الناس يعتمدون كثيراً على السيارات لفعل كل شيء.

في الصورة تصميم مختلف يهدف إلى تقليل عدد الطرق التي تقطع المنازل، لدينا واحد بجانب منزلنا يستخدمه السائقون لاختصار مسافة طويلة بعض الشيء، هذا يعني أناس يأتون من خارج الحي لاستخدام الشارع وعددهم يزداد كل عام، هدف آخر للتصميم في الصورة هو تقليل عدد المرات التي يحتاجها الماشي لقطع الشارع، توفير طرق مباشرة ومختصرة للوصول لأماكن أخرى مشياً على الأقدام، توفير تقاطع للمشاة مشترك بين الجميع وهذا ترونه في منتصف الصورة في الحديقة الصغيرة، كذلك يهدف إلى تقليل سرعة السيارات بتقصير الشوارع وتقليص مساحة الأسفلت.

لا شك لدي أن مثل هذا التصميم خير من التصميم الحالي لمنطقتنا وهو تصميم يتكرر في مناطق أخرى من أبوظبي وخارج أبوظبي وحتى في مدن أخرى، لا أدري من أين أتت فكرة تقسيم البيوت وتحويل كل بيت لمكان منفصل عن البيوت الأخرى ولا يمكن للمرء إلا أن يستخدم السيارات لكي يذهب للعمل أو التسوق أو حتى يمشي في حديقة، إن أردنا أن نقلص من تأثيرنا على البيئة فلا بد أن ندرك بأن تصميم المدن يجب أن يتغير جذرياً وقد يعني هذا إعادة تصميم الشوارع وإعادة تصميم القوانين.

ملاحظة: كتبت هذا الموضوع من خلال واجهة في فليكر، لا أدري كيف سيظهر في المدونة، مجرد تجربة.

11 تعليقات:

A.K. AlSuwaidi يقول...

ظهرت التدوينة بشكل ممتاز.. أحب خدمة المواقع التي تساعدك في كتابة تدوينة في موقعهم.. جربتها مرة في موقع جودريدز ..

RaNiOuChA يقول...

ذكرتي بجانب صغير مشرق لدينا في الجزائر ، فالأحياء السكنية الآن تبنى كلها بنفس أسلوب الصورة ، و لكن كالعادة تبقى هناك جوانب سيئة ، فهناك مساحات للعب و للحدائق لكن لا تتولى السلطات الإعتناء بها ، بل سكان الحي هم من يفعلون ذلك ، لهذا تجد مناطق خضراء جميلة و أخرى لا تعدو مجرد صحراء قاحلة إلا من سكانها .

عبدالله المهيري يقول...

@A.K. AlSuwaidi: أذكر كيف كانت هذه الخاصية شيئاً عجيباً في بداياتها، لم أجربها إلا نادراً.

@RaNiOuChA: أجد عدم تدخل الحكومة أمراً إيجابياً لأنه يجمع الناس في الحي الواحد للعمل من أجل هدف مشترك، يفترض بالمجتمعات أن تعمل بهذا الشكل، أن يقرر كل أناس في كل منطقة ماذا سيفعلون بالمرافق العامة وإدارتها، هذا يجعلهم مساهمين في المجتمع بدلاً من كونهم سلبيين ينتظرون كل شيء من الحكومة.

أسامة يقول...

منذ فترة و أنا أود الكتابة عن هذا الموضوع و لكنك سبقتني كالعادة يا عبدالله...
ففعلا نحتاج إلى إعادة تخطيط أحياءنا و فرجانناو الابتعاد عن التخطيط التقليدي الذي عفا عليه الزمن.. أنت تتكلم عن حي البطين الذي يعتبر حي قديم نسبيا مقارتة بالمدن الجديدة خارج الجزيرة كمدينة خليفة أ و ب و محمد بن زايد لكن للأسف التخطيط هو نفسه، مجرد خطوط مستقيمة و أحواض مربعة أو مستطيلة الشكل تقطعها شوارع رئيسية وفرعية وهو أمر مزعج بالفعل كما ذكرت
فهذا التصميم لا براعي ممارسي الرياضة خصوصا رياضة المشي كما أنه يشكل خطرا على الأطفال إذا ما خرجوا خارج نطاق سور المنزل وهو ما يجبرهم علر تحديد نطاق لعبهم داخل فناء الفيلا
لكي يتدارك المسؤولون هذه النقطة كل ما قاموا به هو تلغيم الشارع بالعديد من المطبات،،، و هو ما يمثل أمر مزعج بالنسبة لسائقي السيارات!
أيضا التصاميم الحالية لا تراعي وجود مرافق عامة ضمن الحي تساهم في زيادة أواصر الصداقة والجيرة بين السكان، فلا حدائق و لا ملاعب و لا ساحات عامة ولولا وجود المساجد لما تعرفت على من يشاركونني السكن الحي الذي أسكن فيه!

الصورة التي نشرتها ضمن الموضوع تذكرني مشاهدة المدن والبلدات الأوربية من خلال نافذة الطائرة خلال الاقلاع أو الهبوط، والموجودة منذ عشرات السنين في حين نكتفي بتصميم الأحياء عندنا على شكل لعبة X O!

RaNiOuChA يقول...

بالتأكيد في ذلك شيء من الإيجابية ، و هذا ما يكشف عيوب الناس ، فالبعض يشاركون في تهيئة مناطقهم و آخرون يعتبرون كل ما هو خارج المنزل شيئا لا يعنيهم أبدا . يضحكني جدا حال الحكومة وهي تقوم بالتعديلات الكبيرة أوقات مرور الشخصيات المهمة ، فقط تتبع المناطق التي أصبحت رائعة و سوف تعرف من أين سيمر هذا الشخص ، في إحدى المرات كنت خارج المدينة ، غادرتها صباحا و عدت في الليل ، وجدتها و كأنها مدينة أخرى تماما ، حتى أنهم أحضروا عشبا إصطناعيا . لكن معك حق بالفعل ، من الجيد أن تكون هذه الأمور من مهام المواطنين ، على الأقل كي لا يتجرؤوا على تدميرها كما يفعلون الآن .

عبدالله المهيري يقول...

@أسامة: اكتب، لأنك تعيش خارج أبوظبي والمناطق الجديدة لا تختلف عن داخل أبوظبي، نفس المشاكل تتكرر، ويفترض أن نكرر الكتابة لعل وعسى أن يزداد الوعي بالموضوع، كل ما سافر أحدنا إلى أوروبا وبلدان أخرى وجدنا أفكاراً عديدة تستحق التطبيق ولا شك لدي أن مخططي المدن لدينا يعرفون ما يحدث في بلدان أخرى ومع ذلك لم يغيروا شيئاً.

@RaNiOuChA: تشجيع ثقافة المشاركة في إدارة المرافق العامة والاهتمام بها سيزيد من ارتباط الناس بمناطقهم وبلدانهم وسيزيدهم هذا حرصاً عليها.

محمد الصويغ يقول...

إذا سمحت لنا أجواؤنا وثقافتنا باستخدام الأقدام بدلاً عن دواسة البنزين فهذا التصميم أفضل بلا شك، أم في وضعنا الحالي لايمكن أن يكون هذا تصميماً جيداً، هذا التصميم يخلق زحاماً ويجعل الشوارع أكثر خطورة، كما أن الوصول إلى المنازل عن طريق السيارات أصبح أصعب.

XOF يقول...

الم يلاحظ احد ان التصميم يشبه الصليب المعقوف!

عبدالله المهيري يقول...

@محمد الصويغ: فهل نرضى بواقعنا كما هو؟

@XOF: لاحظت ذلك قبل كتابة الموضوع والأمر ليس مهماً، ما تسميه الصليب المعقوف هو رمز استخدم في ديانات آسيوية مثل في الهند واليابان.

Salah يقول...

فلنرجع إلى الأساس...التعليم الجامعي عندهم يركز قبل كل شيء على الإبداع, أما عندنا-تجربة شخصية- على حفظ قوانين وأساليب وطرق محددة ثم إلى التطبيق -إن كنت محظوظا.

لكن...ألا يبدو التخطيط في الصورة أشبه بشعار النازية؟! هههههه

عبدالله المهيري يقول...

@salah: أرجو أن تقرأ في تاريخ شعار النازية وستجده علامة قديمة في تاريخ آسيا قبل أن يصبح شعاراً للنازيين.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.