الأربعاء، 20 يونيو 2012

عندما كان 2 ميغابايت أسطورة!



لأشهر وفكرة إنشاء مدونة أجمع فيها الذكريات تلح علي بتنفيذها، وقد فعلت وسميتها ببساطة من الماضي وفي كل يوم أنشر فيها موضوعاً واحداً في الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت الإمارات، هل يعرف أحدكم لم اخترت هذا الوقت؟ المهم هنا أن جمع الذكريات يجرني لمزيد منها ولا أدري ما الذي ذكرني بالمنظمات الإلكترونية.

قبل أن تكمل دعني أحذر بأن هذا الموضوع غير مفيد، لا تكمل إن كنت تبحث عن فائدة :-)

في سوق أبوظبي المركزي القديم - ضع هنا مقالات تشتكي من السوق الجديد - كانت هناك محلات إلكترونيات تجذبني نحوها بدون أي صعوبة، كانت محلات من النوع القديم، تدخل فتجد بائعاً يرحب بك ويمكنك أن تتعرف عليه وتبدأ معه علاقة ثقة، حاول أن تفعل هذا في أي مركز تجاري حديث، على أي حال، هذه المحلات كانت تتفاوت في الحجم والسلع المعروضة وكان هناك بعض التنوع إذ تجد في محل ما لا تجده في الآخر، وكل محل يعرض سلعاً مثل أجهزة التلفاز والمذياع وساعات الحائط وساعات اليد التي كانت تجعلني ألصق أنفي بالزجاج لكي أنظر للساعات الرقمية خلف الزجاج، تصور ... فقط تصور، ساعة تحوي آلة حاسبة! كان هذا كافياً لإرسال شحنات من الحماس إلى أي طفل.

الحماس لا يأتي من الساعات الرقمية فقط بل من ألعاب الفيديو التي كانت نوعاً من السحر في الثمانينات وشيئاً قريباً إلى الخيال في التسعينات، بدأت الألعاب برسومات 8 بت ثم انتقلت إلى 16 بت ولكي تدرك الفرق هذه صورتان للعبتي زيلدا من الفترتين، ألعاب 16 بت كانت قفزة نوعية لا يمكن للبعض اليوم فهمها، ربما لأنهم يعيشون في عالم ألعاب يمكنها محاكاة الواقع وبأدق تفاصيله.

رسومات 8 بت
رسومات 16 بت
هناك أيضاً واكمان من سوني، إمكانية تشغيل شريط كاسيت أثناء المشي أو ممارسة الرياضة، هذا كان أحد الأحلام لكثير من أطفال ومراهقي التسعينات، واكمان كان يتيح للمستخدم تشغيل شريط واحد وهو بدوره قد يحوي 3 إلى 6 مقاطع على جهة واحدة، وللوصول إلى الجهة الثانية من الشريط عليك أن تقلبه! هل تتصور هذا؟ ثم ظهرت أجهزة تستطيع تشغيل الشريط في اتجاهين فلا يحتاج المستخدم إلى فعل ذلك بنفسه لكن ما زال الشريط يحوي مساحة كافية لمقاطع قليلة جداً مقارنة مع مشغلات أم بي 3 اليوم التي يمكنها أن تحوي مكتبة كاملة من الصوتيات.

ثم هناك المنظمات الإلكترونية، شيء لم أكن بحاجة له لكن هذا لم يمنعني من تخيل امتلاك أحدها، كانت هناك أنواع مختلفة منها وأحدها يدعم العربية ويحوي 64 كيلوبايت من الذاكرة، هل تتخيل ذلك؟ كانت هذه المساحة الصغيرة كافية لتسجيل المواعيد ودفتر العناوين وغير ذلك من الخصائص التي يقدمها الجهاز لكن بين حين وآخر لا بد من حذف بعض المحتويات القديمة لترك مساحة للمحتويات الجديدة.

رأيت جهازاً يحوي 512 كيلوبايت وشاشة عريضة ثم رأيت واحداً يحوي 1 ميغابايت من الذاكرة وكان هذا أسطورة لكن اكتشفت أسطورة أكبر ويحوي 2 ميغابايت، كان مجرد النظر في هذه الأجهزة متعة، قراءة إعلاناتها متعة، تخيل امتلاك واحد متعة وعدم امتلاك أحدها كان خيراً من شرائها لأن الخيال دائماً أفضل من الواقع، ثم عرفت أن هناك جهازاً يحوي منفذ بطاقات وهناك بطاقات تحوي برامج وألعاب، الحماس وصل إلى آخر مستوى ولم يعد هناك مكان لمزيد منه، الآن أتذكر كل هذا وأضحك، كم كنت مغفلاً!

من البطاقات التي أذكرها:
  • مترجم بين لغات أوروبية.
  • ذاكرة إضافية، لأن ذاكرة هذه الأجهزة محدودة.
  • جداول ممتدة.
  • قاموس.
  • آلة حاسبة علمية.
بطاقة لبرنامج جداول ممتدة
كنت ولا زلت أحب القراءة عن أجهزة وبرامج التنظيم ولا زلت كذلك غير قادر على استخدام واحد منها لمدة أطول من بضع أيام، الاستثناء الوحيد ربما هو جهاز من بالم، إن كان هناك هواتف عادية وهواتف ذكية فكل المنظمات الإلكترونية كانت عادية وجاء بالم m100 ليصبح أول منظم ذكي أستخدمه لأنه يوفر خصائص مختلفة جديدة ومن أهمها تثبيت البرامج، كانت شركة صخر تطور تعريباً للنظام وكنت سعيداً بالتعامل مع جهاز يحوي 2 ميغابايت وشاشة غير ملونة بدقة 160 × 160 بكسل.

من ناحية اجتماعية هذه الأجهزة كانت تثير الاستغراب وأحياناً الاستنكار والاستهزاء، لم يكن من الطبيعي أن يخرج أحدهم جهازاً مثل هذا من جيبه ليرى قائمة المهام أو يسجل ملاحظة، أتمنى لو أستطيع استخدام آلة زمن وأنقل هذه العقليات من منتصف التسعينات مباشرة إلى أيامنا هذه وبالتحديد في مقهى يقع داخل مركز تجاري ودعهم ينظرون إلى الناس الذين يجتمعون حول طاولة وكل واحد منهم يحدق في شاشة هاتفه الذكي، أريد أن أعرف ردود أفعالهم.

إن كان هناك شيء واحد بقي معي من هذه الفترة فهو تفضيلي للشاشات أحادية اللون على الشاشات الملونة، لا أدري ما مشكلتي لكنني لا زلت أتحمس لشاشات الأبيض والأسود!

هل لديك ذكريات مع أجهزة قديمة؟ شارك بها في تعليق.

6 تعليقات:

Hussein Alazaat يقول...

كنت مثلك أحدق لساعات في اعلانات الأجهزة واقرأ مواصفاتها لا بل احفظها عن ظهر قلب.. ولأنني كنت أحب الرسم وخاصة الرسم الصناعي المنظوري.. كنت املأ كتب ودفاتر المدرسة بهذه الأجهزة والمعدات..

طبعا كانت القمة عند صدور مجلة بايت الشرق الاوسط في ١٩٩٤.. كان عمري حينها ١٢ سنة.. كنت انام واستيقظ وانا اتصفح المجلة واقلب اوراقها واعيش مع منتجاتها.. طبعا شاءت الاقدار ان يكون مديري في العمل هو أحد مؤسسي النسخة العربية منها والمدير الفني لها. وزميلي هو رئيس تحريرها!

ذروة الهوس كانت بجهاز نيوتن من آبل الذي لم يحببه ستيف جوبز في يوم من الايام.. كنت اتمنى فقط لمسه ومعايشة شعار آبل الملون عليه.. فقط لا أكثر!

وشاءت الاقدار من جديد وتفضل الله عليي ان اشتريت جهاز آبل نيوتن ١٢٠ منذ سنة تقريبا عن طريق إي باي.. يعني استطيع القول ان احد امنياتي تحقق ولو بعد حين.

:)

ahmadmarafa يقول...

قديماً , تقريبا وانا في المرحلة الأعدادية, أشتريت واحدة من هذه المفكرات :) , كنت اعتقد انها جهاز كمبيوتر او بديل عنه كان يسجل حوالي 3000 الاف رقم تليفون , واتذكر ان يد التخريب طالتة :) , اتذكر اني مرة قمت بفتحة وبدأت العب في دوائرة لم اكن اعرف ماذا افعل ولكن حدث شىء ممتع جداً , زادت الذاكرة الخاصة بيه , الجهاز القديم الأخر هو الأتاري , كان يأتي مدمج معي كيبورد , واتذكر ايضا انه قد طالتة يد التخريب :)

خالص ودي

غير معرف يقول...

في الماضي كُنت من محبي المفكرات اﻹلكترونية، وأهم مفكرة إشتريتها هي كاسيو PV:
http://www.ssclg.com/pvos.shtml
وقد اشتريتها من الشارقة عند مروري بها في عام 2001. وقد كانت أحادية اللون، وقد قمت بإنزال برنامج لغة بيسك لعمل برامج لها، أذكر أني قُمت بعمل برنامج لحساب إستهلاك السيارة من البنزين، وبرنامج آخر لمواقيت الصلاة. وقد استخدمتها لفترة طويلة وكُنت مشهور بها، وأحياناً أنساها في بعض المكاتب فيتعرف الناس عليها ويُخبروني بها.
لكن اﻵن أصبحت غير مهتم بالمفكرات الرقمية أو اﻷجهزة اللوحية، أصبحت اﻷسعار غير عملية.
بالنسبة للساعات الرقمية، فعندما كُنت في المتوسطة اشتريت ساعة كاسيو تعمل بالطاقة الشمسية، ومرت قُمت بوضعها في الدرج لمدة إسبوع حتى أنظر ماذا يحدث عند غياب الشمس، فبعد إسبوع رسمت علامة شمس في الشاشة وأصبحت خافتة، فأعجبتني هذه الحركة جداً، فأصبحت كل فترة أظلل الخلية الشمسية بقلم شيني وبعد إسبوع تظهر الشمس، ثم أقوم بإزالة التظليل، ثم أعيد الكرة إلى أن تسبب هذا بتعطيل البطارية القابلة للشحن التي تُشحن من الخلية الشمسية.
وإلى اﻵن مازلت أهتم بالساعات الرقمية،وهذه ساعتي اﻵن التي ألبسها، اشتريتها بداية العام الحالي:
http://www.mastersintime.it/it/en/casio-ae-2000w-1avef-ae-2000w-1avef.htm

عبدالله المهيري يقول...

@Hussein Alazaat: كنت أتابع المجلة وحزنت على توقفها وأحاول الآن البحث عن أي عدد منها لأرشفته إلكترونياً، كانت أفضل مجلة عربية في مجالها، ذكرتني بموقع إي باي، لعلي أشتري شيئاً من أحلام الماضي، في نفس الوقت هناك ما يدعوني لأن أبقيها أحلاماً.

@Ahmad: جهاز أتاري الذي تقصده هو في الغالب Atari Portfolio، هذا حاسوب يعمل بنظام دوس ويمكنك شراءه إن بحثت عنه.

@أبو إياس: أشاركك الاهتمام بالساعات الرقمية إلى اليوم، الفرق أنني لن أشتري ساعة لسببين، حجم معصمي الكبير وعدم جديتي في استخدام الساعة كل يوم، كم مرة جربت ثم تركت الساعة، لم يمنع هذا من أن أهتم بها، ومعك أن الأجهزة اللوحية غالية السعر، تمنيت ولا زلت أن يطور احدهم حاسوباً لوحياً بشاشة أحادية اللون وقد فعلت ذلك شركة أسوس لكنه غير مشهور وسعره مرتفع.

غير معرف يقول...

فتحت ذكريات جميلة، المذكرات الالكترونية تعرفت عليها في محلات مكة المكرمه.، اتذكر رؤيتي لها هلف الزجاج و اكاد اصاب بالجنون. لازلت الى هذه اليوم احتفظ بهم و بحالة ممتازة، طلبت من اخواني صورة لاجهزتي بحكم سفري حاليا
http://i48.tinypic.com/2z9l001.jpg

ايام كانت الاشياء البسيطة هذه كبيرة في عيني.... دنيا.

عبدالله المهيري يقول...

@Bonaef: شكراً على المشاركة بالصورة، أذكر الجهازين فقد رأيت مثلهما في الماضي وكم كنت أريد شراء جهاز كاسيو لكن لم أستطع، وجميل منك أن تحتفظ بها بحالة ممتازة، شيء لا يفعله كثير من الناس، للأسف تخلصت من أشياء كثيرة أتمنى لو أنني على الأقل التقطت صورة لها.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.