الاثنين، 16 أبريل 2012

مال عمك ما يهمك

في كل ليلة أمشي فيها أمر على ملعب مدرسة وفيه أرى الإنارة تعمل، هناك إنارتان، واحدة للملعب نفسه وهذه لا تعمل إلا في حال كان أحدهم يلعب هناك والثانية إنارة لمحيط الملعب وهذه تعمل كل ليلة سواء كان هناك من يستخدم الملعب أم لا، استخدام الإضاءة عندما لا يكون أحد هناك أو عندما لا تكون ضرورة يتكرر بأشكال مختلفة، تجد بنايات مخصصة للمؤسسات العامة والخاصة مضاءة في الليل مع أنه لا أحد يعمل هناك في ذلك الوقت، منازل كثيرة تستخدم الإضاءة في الأسوار وخلف الأسوار مع أن إضاءة الشارع أكثر من كافية، مسجد ينير مساحة زراعية أمامه للزينة فقط، وفي داخل المسجد هناك إضاءة أكثر من اللازم.

كم نحتاج من الإنارة لكي نمارس أمور حياتنا في الليل؟ خذ على سبيل المثال الشوارع، هل تحتاج لكل هذه الإضاءة؟ هل يمكننا تقليل الإضاءة؟ تخيل كم سنوفر من الطاقة والمال لو أننا استخدمنا ما نحتاجه من الإنارة دون إسراف، وتخيل أيضاً وضعاً آخر، تخيل أنك أنت من تدفع جزء من فواتير الكهرباء لإضاءة المساجد والمكاتب والشوارع، أخبرني لو أنك والآخرين ستدفعون هذه الفواتير من جيوبكم فهل سيكون هناك إسراف في استهلاك الكهرباء؟

حملات التوعية كثيرة ومستمرة وليست كافية، إن لم يعمل الناس على توفير الطاقة فلا بد من فرض ذلك بالقانون ليصبح الأمر إلزامياً، وأنا أتحدث هنا عن الكهرباء فقط ولا بد من ذكر الماء الذي هو في بلادنا أغلى من النفط، عملية تنقية ماء البحر وتحويله ليصبح ماء صالحاً للشرب ليست بسيطة وهي تكلف الكثير، مع ذلك شاهد صور الإسراف في الماء كل يوم.

عندما نفصل بين الأشياء فلا يعود لتصرفاتنا نتائج مباشرة سنجد الإهمال وعدم الاكتراث، لو أن الواحد منا يزرع ما يأكله فلن يرمي شيئاً ولن يسرف في إعداد الطعام، لو أن الواحد منا جمع الماء واحتفظ به لحافظ عليه واستخدمه دون إسراف، لكننا لا نفعل هذا في مجتمع حديث لذلك لا بد من وسائل تربط بين الناس وما يستهلكونه وإلا سيبقى هذا الإسراف.

ما هذه الوسائل؟ لا أدري! هناك أفكار معروفة مثل فرض تكلفة على استخدام الماء مثلاً، وهناك أفكار بديهية مثل تحويل موضوع الاستهلاك لمنافسة بين المؤسسات، هناك جوائز للتميز تعطى للمؤسسات فلا مشكلة في إدخال موضوع تقليل الاستهلاك كعامل تنافس فيها.

4 تعليقات:

عمر خرسه يقول...

فليقم كل شخص بقطع الكهرباء عن منزله 3 ساعات فجأة في وقت ما بشرط عد تشغيلها تحت أي ظرف إلا الحالات الطارئة، عندما يعيش بدون إنارة وبدون تدفئة وتكييف وبدون انترنت ولا تلفاز سيعلم قيمتها، عليه أن يكرر هذه العملية كل يومين لفترة حتى يحس تماما بها. هذا الأمر مفيد للعائلة إذا كان الوالد واعيا وطبقه بشكل جيد.
بالنسبة للمؤسسات الحكومية فسيكون الجواب أن الإنارة تمنع اقتراب المخربين واللصوص، لا أدري ماهو الوضع عندكم ولكن هذه ستكون الحجة.
نحن مثلا في هذه الأوضاع في سورية يوميا هنالك انقطاع للكهرباء ، المرة الأخيرة انقطعت 40 ساعة متواصلة ولك أن تتخيل وضع الثلاجة والإنارة ليلا والذي يعمل على الانترنت.
الحرمان من الشيء هو من أكثر الأشياء التي تعرف به.

A.K. AlSuwaidi يقول...

تقنية الإضاءة بمجسات تستشعر وجود -مخلوق- يمشي من أبسط الحلول.. منذ فترة.. كنت أشعر بغضب غير طبيعي.. لأن الناس يشاركون بإغلاق الكهرباء في يوم الأرض كالإمَّعة! لا يدركون أنها ليست بحركة توعوية بقدر ماهي لحظات تتنافس فيها شركات الإنتاج لتصوير مناطق العالم في لحظة الظلام..

لحظة.. ما هو معدل استهلاك الطاقة لإرسال -طواقم التصوير- او التصوير نفسه من شحن للكاميرات والهواتف ومن ثم التنزيل.. واحسب تكلفة الوصول إلى المعالم الرئيسية.. يا أخي الناس ما تريد تفهم.. تريد اتسوي شي من البهرجة الوقتية وانتهى!!

والماء.... الله يديمها من النعمة.. من لم يعش ليلة في البحر لا يدرك أقيمة الماء..

Unknown يقول...

بمناسبة حديثك عن التقليل من الإنارة (الأصحّ إستخدام مصطلح "ترشيد الإستهلاك")، شاهد هذا الإعلان لماكدونالدز، عن لوحات إعلانية بدون كهرباء: http://vimeo.com/40098046

عبدالله المهيري يقول...

@عمر خرسه: صدقت، نعرف النعمة عندما نحرم منها، وأعانكم الله أخي ورد الأمان إلى بلادكم.

@A.K. AlSuwaidi: صدقت بخصوص يوم الأرض، يفترض أن يكون كل يوم هو يوم الأرض، هذا الحدث فقد معناه بمرور السنين.

Mohamed Amarochan: رائع، يفترض باللوحات أن تعمل بهذا الشكل في الليل، في شوارعنا للأسف كثير من اللوحات الإعلانية المضاءة.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.