الاثنين، 26 سبتمبر 2011

صور في كلمات قليلة

بعض ما أكتبه هنا سبق أن كتبته في مقالاتي عن الهند، الأمر يحتاج لتكرار بين حين وآخر.

 يحدث في الهند بين حين وآخر أن يطالب هندوسي بأن يتوقف المسلمون عن رفع الأذان في مكبرات الصوت ولا يكتفي بالمطالبة بل يتحرك لتفعيل مطالبته وتحويلها لقرار رسمي، وفي كل مرة يحدث ذلك يثور المسلمون ويحركون الموضوع ليصل إلى المحكمة التي بدورها تحكم لصالح المسلمين، يمكن للمسلمين رفع الأذان والإقامة وتكبير العيد ويرون في ذلك فخر لهم وعلامة على حبهم لدينهم.

المسجد في كثير من بلاد المسلمين له مكانة كبيرة في قلوبهم لصعوبة بناء المساجد، لا أتحدث عن بلداننا هنا في الخليج فالمساجد متوفرة، انظر للمسلمين في الهند وما جاورها من بلدان، في جنوب تايلاند، وفي بلدان إفريقية مختلفة، هؤلاء يجدون صعوبة في بناء المساجد، الأرض غالية، مواد البناء غالية، عملية البناء مكلفة، عليهم التفكير في توفير راتب للإمام والمؤذن وربما معلم الأطفال، وإن فعلوا كل ذلك ستبقى تكاليف دائمة للصيانة والتجديد كل بضعة سنين وكذلك محاولة تجميع المال للإمام عندما يحتاج الإمام لبناء بيت أو تزويج ابنته، الناس على فقرهم سيقدمون ما يستطيعونه لمساعدة الإمام لكن الحال في الغالب صعب.

في بعض القرى لا يجد الناس شيئاً ليقدموه سوى أن يجمعوا مواد البناء ويبنوا المسجد بأنفسهم، ذكر لي داوود أنه مرة صلى في مسجد بني بأوراق وجذوع الأشجار ومواد أخرى جمعت، وإن حدث أن احتاج مسجد لهدم وتجديد فالتراب الذي أزيل لا يستخدم لشيء بل يوضع على جانب ويستخدم في بناء المسجد الجديد، حتى الحجارة ومواد البناء الأخرى والخشب القديم لا ترمى ولا تستخدم في بناء أي شيء آخر بل ترسل لبناء لمساجد أخرى لتستعمل، وإن هدم مسجد فلا يبنى مكانه إلا مسجد، في بعض بلداننا يهدم مسجد ليبنى مكانه بناية تجارية.

يخبرني داوود عن الحج في الهند وكيف أن أول طائرة هندية حلقت بالحجاج الأوائل من الهند هذا العام، في كيرلا تخصص الحكومة أرض للحجاج ليتدربوا فيها ويتعلموا مناسك الحج ويدير كل ذلك المسلمون، وتخصص لهم طرقاً توصلهم لهذا المكان، عندما يسافر الحجاج إلى مكة يودعهم في الهند العلماء والوجهاء لمكانة الحاج والحج عندهم، فالحج لكثير من الناس هو فرصة واحدة في العمر ولكثير من الناس حول العالم هو فرصة لا تأتي أبداً وقلوبهم دائماً معلقة ببيت الله الحرام.

على فقرهم وصعوبة الحياة يفخر المسلمون بدينهم ولا يرضون أن يمس شعائره أحد، يتعاونون على البر بما يستطيعونه وكثير منهم في فاقة، كثير من مسلمي آسيا ينظرون للعرب نظرة احترام لأنهم يعيشون في أرض النبوة، ومن يزورنا منهم يفاجأ باختلاف الصورة على أرض الواقع ومن يعيش هنا يعرف أكثر ما يجعله يلغي الصورة المثالية التي رسمها من قبل.

5 تعليقات:

إبراهيم يقول...

موضوعك لمس في نفسي شي محزن حقا

فعلاً كما ذكرت في نهاية الموضوع هم ينظرون لنا نظره مختلفه فيها الكثير من الاحترام

لدي الكثير من الصداقات مع الجالية الهندية لدينا تجد ان أسماء كثير منهم عربية ويستخدمون الاسماء المركبة ليم دمج اسم عربي معها

فمثلا تجد سهراب علي هذا ليس اسم ثنائي لا هو اسم مركب لشخص واحد وهو يسمى سهراب ولكن تم تركيب علي معها وهو من باب الافتخار
وهذه بعض الاسماء ممن اعرف من الجالية الهندي
محمد انيس
منصور علي
انور
شوكت !!
وغيرها
الشي الذي يزعجني هو عدم أحترام انسانيتهم لدى الكثير منا فضلا عن احترام الديني او الاخلاقي

: بسام حكار يقول...

لماذا لا تكون هناك مجموعات على الفيس بوك يكون هدفها جمع التبرعات من أجل مشاريع بناء المساجد في الهند، هناك مجموعة جزائرية على الفيس بوك إسمها "ناس الخير" نجحت في القيام ببعض الاعمال الخيرية هنا في الجزائر مستغلة موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك في التنسيق فيما بينها ونشر رسالتها للعامة، وسائل الاعلام المغاربية استضافة بعض مؤسسي هذه المجموعة واشادت بمبادرتهم.

غير معرف يقول...

موضوع رائع جدا ويا ريت حضرتك تشرفنى بزيارة مدونتى http://misralmostabal.blogspot.com/

Atyaf يقول...

كلما ذكرت نظرة المسلمين في العالم لنا شعرت بألم يعتصر قلبي ..وبعظم مسؤوليتنا تجاههم
والأمر أن من بيننا..من تولوا مهمة الإساءة لنا ..من عبثوا بصورتنا الجميلة ..من يسعون بكل قوة للتخلي عن هذا الشرف بحملهم راية التسلخ من كل ما هو عربي إسلامي أصيل

اخبار مصرية يقول...

نعم.. كلنا قلوبنا معلقة بالبيت العتيق
اللهم اكتبها لكل قلب يتوق لرؤيها
:)