الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

حلول وخيلة وزعتر

تحذير: هذا موضوع شخصي مقرف أو على الأقل قد يكون كذلك للبعض، إن قرأته فأنت تتحمل مسؤولية أي قرف تشعر به ولا تلمني :-)

جرح صغير في ساقي لم أهتم به كثيراً تطور لشيء مقرف يحتاج لتنظيف، سبق أن قرأت أن الرجال بطبيعتهم لا يهتمون بصحتهم كما تفعل النساء، لعل هذا ما يفسر عدم اهتمامي كثيراً بالأشياء الصغيرة التي قد تؤدي إلى ما هو أكبر منها، على أي حال طلبت من الأهل وسيلة لتطهير الجرح فأعطوني ما يسمى الخيلة أو ما عرفت للتو أنها تسمى حلتيت وتسمى بالإنجليزية Devil's dung ولا داعي لترجمة معنى الاسم! المهم هنا أنه مادة صمغية كريهة الطعم والرائحة تستخدم لعلاج أمراض مختلفة ولتطهير الجروح، سبق أن جربتها في الماضي وقد كانت فعالة لكن هذه المرة لم تكن كافية.

لأنني أهملت الجرح في البداية تطور الأمر وعرفت أنني بحاجة لزيارة العيادة وكالعادة لم أفعل ذلك، كنت أوهم نفسي أن الموضوع بسيط وسينتهي غداً، ربما بعد غد، لكن كل يوم ألاحظ أن الجرح لم يتحسن وضعه وهناك انتفاخ في قدماي، لم أعد أستطيع لبس النعال بشكل صحيح، كان علي أن أستمع لنصيحة أهلي وأذهب مباشرة إلى العيادة هذا سيوفر علي بعض الإحراج الذي وجدته اليوم.

بعد انتظار قصير طلبوا مني الدخول إلى مكتب الطبيب ليتبين لي أنها طبيبة، مشكلة الإنجليزية أنها محايدة في ما يتعلق بجنس الناس ولعل كثيراً من الناس في الغرب يرونها ميزة الآن، على أي حال الطبيبة الباكستانية - وهذا تخمين فقط - سألتني إن كنت أعرف الإنجليزية فقلت نعم إلا المصطلحات الطبية، هذه مشكلة في مستشفياتنا، يمكنني الحديث عن الحواسيب بالإنجليزية مثلاً مع أي شخص يفهمها، يمكنني الحديث عن أمور عامة، لكن عند الحديث عن مواضيع متخصصة تحتاج لفهم مصطلحات مختلفة إنجليزيتي لا تساعدني، لكن تفاهمت مع الدكتورة بدون مشكلة وهي بدورها تعرف بعض المصطلحات العربية.

كانت تفحص قدمي طويلاً فسألتها إن كان علي أن أقلق، كم أنا بارد! غيري سيكون قلقاً من البداية أما أنا فعلي أن أسأل قبل أن أبدأ بالاهتمام، بدأت توبخني على إهمالي وذكرت أن الرجال مشكلتهم أنهم ينتظرون إلى آخر لحظة ثم يأتون بمشاكلهم المتفاقمة غير ذلك لدي وزن زائد، تسألني: لم وزنك زائد؟ فأجبت ببساطة كأنني أجيب على سؤال 1 + 1 يساوي كم ... أنا آكل أكثر من اللازم، فقالت هذا سيء، وزنك زائد كثيراً، عليك أن تخفضه فوراً.

طلبت فحص دم، وفحص ب*ل، لا أحب كتابة هذه الكلمة، الهنود يسمونه "نمبر وان" وسأستخدم هذه التسمية، المهم كلما طلب مني فحص "نمبر وان" أجد من الإحراج ما يكفيني بقية حياتي، مشكلة الأطباء والممرضين والممرضات أنهم معتادون على هذه الأمور، ماذا يعني لو قالوا فحص كذا أو فحص كذا، هو مجرد مصطلح طبي، بالنسبة للناس هذا إحراج لا مثيل له، والأسوأ هي تلك العلبة التي أعطوني إياها، يا جماعة الخير ... ألا يمكنكم تبسيط الأمر علينا وتوفير علبة أكبر! لا داعي لشرح المزيد.

سأحتاج للعودة في اليوم التالي لفحص الدم وعلي أن أكون صائماً، سأحتاج للذهاب إلى العيادة كل يومين لتغيير الضمادة ولدي موعد آخر كما طلبت الدكتورة لتعرف تقدم العلاج ولتوبخني مرة أخرى على وزني كما يبدو، علي أن أفعل ما قالته الممرضة، الشعور بالجوع ليس مشكلة وعلي أن أصوم وقد بدأت في ذلك.

جميل أن يداوي المرء نفسه بما يعرف من أعشاب ووصفات يتناقلها الناس من جيل لآخر، فمثلاً رأيت في المنزل من يستخدم الزعتر كوسيلة مساعدة لعلاج الزكام أو التخلص من الشعور بالغثيان، شوربة الدجاج يستخدمها البعض لعلاج البرد والحمى ولم أجربها شخصياً، الخيلة أو الحلتيت تستخدم لأمراض البطن.

ثم هناك الحلول ويسميه البعض عشرج وببحث قصير وصلت لصفحة نبات السنا، الحلول هو شراب يتكون من أعشاب مختلفة لونه بني ورائحته كريهة، كانت الوالدة حفظها الله تجبرنا على شربه كل شهر تقريباً، كنت أشرب كوباً كبيراً منه دفعة واحدة لأنه لا توجد أي حكمة في شربه في جرعات صغيرة، إن فعلت ذلك فأنا فقط أطيل مدة التعذيب الذاتي، الحلول شراب لتنظيف البطن أو هكذا أفهمه ويبدو أنه يستخدم لعلاج حالات مختلفة، المهم هنا أن طريقة عمله هو أن يجعل بطنك يعمل، أو كما نقول يمشي البطن أو يسير البطن وهي جمل مؤدبة تعني أن شارب الحلول سيذهب مرات عديدة إلى الحمام، الحلول لا يختلف تأثيره عن الإسهال كثيراً إلا في كونه أكثر ألماً وأقل متعة!

هذه الأعشاب تحتاج لخبرة عند استخدامها، هناك حد فاصل بين ما يمكن علاجه بالأعشاب وما يحتاج للطب الحديث وعامة الناس ليس لديهم خبرة كافية لمعرفة هذا الفاصل، لذلك يفترض أن يذهب أحدنا إلى العيادة ما لم يكن متأكداً من أن الحالة لديه بالفعل بسيطة ولا تحتاج لأدوية حديثة، الزكام مثلاً أمره بسيط ويفترض ألا يحتاج أحدنا للذهاب إلى العيادة بل ينتظر حتى يذهب، لكن هناك حالات يتحول الزكام فيها إلى مرض يحتاج للعلاج بالأدوية، كيف تعرف الفرق؟

12 تعليقات:

Nawaf يقول...

ما إن تجد إحدى النساء سلباً برجل حتى عممنه على كل الرجال :-)

طهور إن شاء الله وجعله الله آخر الآلام ..

"الحلتيتة كم أكرهها" .. وأقل منها "المُرة" .. أحياناً أفضل المرض البطئ الشفاء على تجربتها !
أسماء توحي بطعمها وإن كان من طعُم لا كمن سمع

العاب ماريو يقول...

عندما اصاب بمكروه ابحث علي الشبكة فاذا وجدت الامر بسيطا احاول العلاج بالاعشاب، واذا لم تجدي نفعا اضطر للذهاب الي العيادة.
انا لا اري ان فحص تمير ون :) او غيره يجب ان يمثل احراج، فلا حياء في الدين والعلم والعلاج!

خبر يقول...

ممكن اعطيك من خبرتي بخصوص التهاب اللوزتين ، قد يكون السبب فيروسي أو بكتيري ، في حالة العدوى البكتيرية ستلاحظ ظهور بقع بيضاء حول اللوزتين (تشاهد بالمرآة)و في هذه الحالة عليك اللجوء للمضاد الحيوي ، إما إذا لم يكن هناك أي بقع بيضاء فالسبب فيروسي و يمكن أن يحل الموضوع بالمشروبات الدافئة و الباردة و لا حاجة لأي دواء

إبراهيم الهويمل يقول...

فعلا كتابة مثل هذا الموضوع محرجة قليلا

لي تعليق بسيط على العلاج بالأعشاب والطب الشعبي القديم

قبل حدوث ثورة التواصل بين الشعوب كان كل شعب لديه من بيئته الادوية التي تناسبة وتعمل معه بشكل ممتاز

كما هو عند شعب الهندي "الطب الهندي" وكذلك شعب الصين "الطب الصيني" وغيرها

المميز في الشعوب الاخرى انها استفادة من هذا التواصل وقامت بتطوير الطب الذي لديها

للأسف الشديد الطب الشعبي لدينا لم يتم تفعيله او تطويرة

ولقد ذهب كثير منه وسوف يذهب الباقي اذا لم يتم الاهتمام به

غير معرف يقول...

أذكر وصفة أو أثنتين من "الطب الشعبي" عودنا على إستخدامها من قبل الأهل.
نبدأ بـ"البالوظة" و هي عصير البرتقال يضاف إليه النشاء فيغلى على النار و يأكل, يستخدم لإلتهاب اللوزتين.
و هناك "لزقات النشا" أو "لصاقات النشاء" و هي ماء مضاف إليه نشاء يغلى على النار إلى أن يجمد, و من ثم يوضع على قطعة من القماش و يربط إلى مكان الإلتهاب, يستخدم للإتهابات بشكل عام كإلتهاب الاذن الوسطى و الإلتهابات التي تصاب بها الثلة.
و هناك بالطبع "عشبة الميرمية" التي تستخدم لإحتقان الحنجرة و مفيدة للصوت.

بسام حكار يقول...

يا اخي أردت معرفة معنى الحلتيت، فأنقطع إتصال الانترنت عندي بمجرد الظغط على الرابط، كأن الودم عندي لم يستسغها..
أعتقد انني تعرفت على هذه المادة ونحن نسميها عندنا في الجزائر "الحنتية" بالنون ، أتذكر رائحتها وانا طفل صغير إستعملتها أمي مرة في علاج أخي الصغير.
هذا النوع من التطبب نسميها عندنا "طب عرب" أو "دواء العجائز" ، فهناك بعض العجائز الذين يمكنهم إدهاش حتى الاطباء المتخصصين في علاج بعض الامراض والجروح، أخي عبد اله انت لست في حاجة للتقليل من الاكل ، انت في حاجة لمماسة بعضا من الرياضة، اعتذر عن الاطالة فقد بودت لوهلة وكانني أدون في مدونتك.

طالب طب يقول...

المهم حال الجرح كيف؟

انا ما فهمت ايش صار بالاخير...حسبما فهمت مما طلبته منك الدكتورة من تحاليل فكان هدفها هو إسستبعاد مرض السكري، فهل قمت بعمل الفحوصات اللازمة بعد ذلك ام تجاهلت الأمر؟؟

هذا رايي كطالب طب... القلق هو ان الجرح إزداد سوء مع الوقت ولم يتحسن عزيزي.

سفيان الدوغان يقول...

لا أعرف ماذا أقول ولكن يجب أن نحافظ على كثير من التراث العلاجي ونربطها بالعلم الصحيح الطب , هناك أشياء لا يفيد الطبيب فيها إلا في الحالات الطارئة مثل السعال و الزكام كما قلت

عبدالله المهيري يقول...

@Nawaf: قد يكون معها حق في هذه النقطة :-)
بالفعل من يتذوق هذه الأعشاب يعرف طعمها ورائحتها، المشكلة أنها تبقى لأيام خصوصاً الحلتيت.

@ألعاب ماريو: يفترض أنه لا حياء في مثل هذه الأمور لكن لا أستطيع التعامل معها بدون أن أفكر بالإحراج.

@خبر: شكراً، لم أكن أعرف هذا.

@إبراهيم الهويمل: أوافقك، يفترض بنا أن نجعل لهذا الطب الشعبي أساس علمي يؤكد فعالية أو عدم فعالية الأعشاب لعلاج حالات مختلفة، لا أدري إن كان هناك أي جهد لفعل ذلك.

@غير معرف: شكراً على الوصفات، عجيب هذا التنوع في العلاجات بين الشعوب العربية، يحتاج لتوثيق.

@بسام حكار: بالفعل الطب الشعبي قد يكون أحياناً أفضل من الطب الحديث، أتذكر حالات مختلفة لأدوية شعبية استخدمت عندما لم ينفع الطب الحديث، وصدقت في ما يتعلق بالرياضة، هذا ما أنا بحاجة ماسة له.

@طالب طب: حالياً أستخدم دوائين، أحدهم مضاد حيوي والآخر كريم يوضع على الجرح والجرح يتحسن ببطء، وأنجزت الفحوصات بالتأكيد وليس لدي السكري والطبيبة تريد معرفة مستوى الكلسترول في دمي.

@سفيان الدوغان: معك في ربط التراث الطبي لدينا بالطب الحديث، في الصين والهند لا زال العلاج التقليدي يستخدم لأن لديهم تراث قديم يعود لألفي سنة وأكثر، وهو وسيلة العلاج الرخيصة المتوفرة لمعظم الناس هناك.

ملك الأفلام الوثائقية يقول...

شكرا مدونة وتدوينة رائعة.تحية طيبة.

أسامة الزبيدي يقول...

في السابق لم نكن نعرف لا مستشفيات ولا عيادات،،أنا مثلك تماما أكره الذهاب إلى العيادات وأستثقله بشدة حتى عندما يتعلق الموضوع باصطحاب أطفالي
أظنه نفور آخر مشابه للنفور من الذهاب إلى المدرسة والعمل!

عبدالله المهيري يقول...

@ملك الأفلام الوثائقية: حياك الله.

@أسامة الزبيدي: هو بالفعل كذلك، أوقات الانتظار الطويلة أحياناً، عدم معرفة ما يجب فعله أو أين يمكن تنفيذه، أحياناً المفاجآت غير السارة.