السبت، 9 أبريل 2011

المدرسة ليست مصيري

أتذكر شهادتي في الفصل الأول الابتدائي عندما كان تقييم أداء الطالب يحدد بكلمات وليس بأرقام فيكتب أنه ممتاز في مادة كذا وجيد جداً في مادة أخرى ثم هناك جيد ومقبول وضعيف، أتذكر شهادتي جيداً فقد حصلت على درجة ضعيف في كل المواد مع دوائر حمراء حول كل كلمة منها وهناك مادة حصلت فيها على تقييم مقبول، لا أذكر الكثير من أيام دراستي في ذلك الوقت ولا أدري لم علقت صورة الشهادة في ذاكرتي.

المهم هنا أنه من الواضح أنني كنت فاشلاً في دراستي والشهادة تقول ذلك، الآن عمري 31 عاماً وما حدث في قبل 24 عاماً لم يعد مهماً اليوم، ليس من الحكمة أن يكون الفصل الأول الابتدائي هو مصيري فيحكم علي به أنني فاشل طول عمري، وكذلك ليس من الحكمة أن تكون نتائج دراستي كلها هي مصيري فأنا شخص آخر غير الذي كنته في المدرسة، آخر عام في المدرسة كان 2001 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن حدث تغيير في شخصيتي ويفترض ألا تكون المدرسة هي الوسيلة الوحيدة للحكم علي.

مع ذلك المدرسة والجامعة هما وسيلة الحكم على الناس في العمل فشهادتك تحدد راتبك ودرجتك في العمل وكثير من الناس ينظرون لك بعدسة المدرسة أو الجامعة وفشلك في أحدهما يعني لهم أنك فاشل طوال عمرك.

أجد في كل هذا سطحية وحكم ظالم غير منطقي، إن كان الناس يتغيرون فالحكم عليهم يجب أن يتغير أيضاً، والمدرسة كلما ابتعدت في تاريخها عن عمر الشخص انخفضت أهميتها وازدادت أهمية مبادرة الشخص نفسه وأنشطته وعلمه وخبراته، والحكم على الناس يجب أن يكون على هذا الأساس لا على شيء حدث في الماضي البعيد.

أسلوب توظيف الناس يجب أن يتغير فينظر إلى ما هو أبعد من الأوراق الرسمية فيرى الشخص نفسه، هل هو قادر على العمل؟ هل يملك الخبرة أو المهارة الضرورية لهذا العمل؟ هل شخصيته ناضجة بحيث لا تشكل عبئاً على الآخرين أم أنه لا زال طفل في جسم بالغ؟ هل يمكنه العمل مع الآخرين أم يفضل العمل وحيداً؟ كل هذه الأسئلة وغيرها لا يمكن أن تعرف إجابتها من ورقة تسمى شهادة ولا حتى من السيرة الذاتية.

إن غيرنا طريقة توظيف الناس لتركز على المهارات والشخصية والخبرة بدلاً من التركيز فقط على الشهادة سيتغير الناس في نفس الاتجاه.

أخيراً أعلم جيداً أن هناك من سيعترض ويقول أن الشهادة ضرورية ... أعد قراءة الموضوع لأنني لن أقل فيه أن الشهادة غير ضرورية بل قلت أنها ليست العامل الوحيد لتقييم الناس.

15 تعليقات:

هل تعلم يقول...

تشبع الناس بثقافة المادة و المظاهر حيث أن جوهر الحياة أصبح عندهم هو المظهر.. الكفاءة ليست في درجة حصلت عليها في شهادة، بل الكفاءة في مدى جودة عملك العملي.

علاء يقول...

فعلاً الشهادات الدراسية ليست هى المعيار الرئيسي للحكم على شخصية الفرد، فأى صاحب شركة يجب أن يكون مقتنع انه ليحصل على أفضل الكفاءات يجب أن يتطور مع العصر ويحكم على الشخص من خلال نشاطاته و مماراساته الحياتيه وسلوكياته وبالطبع عقليته وطريقة تفكيره فى حل المشاكل.
هذا الذي كتبته بالأعلى هو ما اتمناه عندما أواجه سوق العمل :)

غير معرف يقول...

أخي عبدالله، أعتقد أن طرحك هذا بحاجة لمزيد من التنظيم، خروجك بكتاب بعنوان "المدرسة المنزلية" تبين فيها تجربتك، ثم تنتقل لتطبيقات عملية يستطيع أولياء الأمور، ذوي الاحتياجات الخاصة، ذوي الأمراض النفسية كالسوشال فوبيا، من تطبيقها في حياتهم اليومية للوصول إلى نتائج رائعة.
هناك تحديات تواجه هذه التطبيقات، على رأسها أنه لا يُعترف بمقدار علمك، لكن شهادتك.
تطبيقات الدورات وأثرها في تطوير الذات وبشكر متسارع بعيدا عن الاجواء الكئيبة في المدارس.

غير معرف يقول...

الشيخ زايد رحمه الله حكم أبوظبي سنة 1966 والشيخ زايد لم يحمل أي شهادة سوى حب شعبه، والأخلاص في عمله، وأما معمر القذافي فقد درس وتعلم، والنظر النتيجة، القذافي دمر بلده وشعبه خلال 40 عام، والشيخ زايد رحمه الله بركته باقية حتى هذه اللحظة....
لكن سنبقى نقول أن الأصل دخول المدارس.

لمن ألقى السمع يقول...

• هل من الصحيح قول أنني لكي اكون صاحب علم أن أمتلك شهادة ؟
• هل من الصحيح قول أنني لو لم أمتلك شهادة فلن أعمل و أكسب رزقي الذي كتبه الله لي ؟
• هل من الصحيح قول أنني كلما زاد علمي (الدنيوي) زاد إيماني وازداد يقيني بالله ؟
• وهل من باب أولى أن أتعلم أمور ديني أم العلوم الاخرى ؟
أنصت وتأمل وتفكر قبل أن تجيب لنفسك.

عبدالله المهيري يقول...

@هل تعلم: طريقة التفكير هذه يمكنها أن تتغير، الماديات مهما طغت سيبقى الناس بحاجة لشيء فوقها وأعمق منها.

@علاء: أتمنى لك ذلك ولكل باحث عن العمل، هناك أناس يقدرون الخبرة والمهارة وقد تحتاج أن تبحث عنهم طويلاً.

@غير معرف: لا زال الوقت مبكراً على كتاب حول التعليم، المدونة مكان مناسب الآن لطرح أفكار مختلفة ونقاش الموضوع من كل جانب ممكن، التعليم المنزلي ليس موجهاً فقط لمن يعاني من الرهاب الاجتماعي أو ذوي الاحتياجات الخاصة بل هو لكل شخص يريد تعليماً مختلفاً عن المدارس.

@غير معرف: لماذا الأصل دخول المدارس؟

@لمن ألقى السمع: أترك الأسئلة للقراء، وأتمنى لو أقرأ إجاباتك.

المهدي يقول...

المدرسة لا تعطي تقييما صحيحا للشخص لأن متغيرات النفس الانسانية كثيرة ومتشعبة، أبرز مثال آخذه هو شخصية العالم اديسون الذي اجمع المعلمون انه غبي ولا يصلح للمدرسة و علمته امه في المنزل ليكون أكبر مخترع في تاريخ البشرية، والامثلة كثيرة

د. المطالع بن الكتاب يقول...

"الشيخ زايد رحمه الله حكم أبوظبي سنة 1966 والشيخ زايد لم يحمل أي شهادة"

يعني الامية افضل ..

عزيزي سردال المدارس و الشهادات افضل الطرق للدراسة

غير معرف يقول...

بارك الله فيك أخي عبدالله
بالنسبة لقولي ان الأصل دخول المدارس لأنك يجب أن تقدم رؤية تصلح للجميع للغالب وليس للحالات الاستثنائية، التدريس عبر المدارس اعتقد أنه غالبا ما يكون اقل كلفة، وأكثر عملية، وهو أمر يستطيع تطبيقه غالب الناس، أما طلب العلم منزليا فيحوي على تحديات محفوفة بالمخاطر، ونستطيع أن نتناقش في السلبيات الاجتماعية والنفسية والشخصية في هذا الأمر.
كون الأصل طلب العلم من المدارس فهذا تؤيده الوقائع وستجده مثبت تاريخيا، وانظر للعالم كافة ستجد أن الاصل المدارس وأما دراسة المنازل فهي استثناء.
قولي أن الأصل دراسة لا يعني بحال من الأحوال فشل الدراسة عبر المنازل، بل المنازل انجبت نوابغ حسب ما سمعت.
لذلك حينما نقول الأصل المدارس فهذا واقع نراه، الأصل أن الناس تتعلم في المدارس وليس في البيوت، هي القاعدة المنتشرة.

عبدالله المهيري يقول...

@المهدي: نعم الأمثلة كثيرة، ما لم أفهمه حتى الآن أنني واثق أن كثير من الناس يعرفون هذا الكلام ويتفقون معه ثم لا يمارسونه عملياً ويبقون الشهادة والدراسة كمعيار لتقييم الناس.

@فوضى عارمة: إما أنك كتبت تعليقك متعمداً أو أنك بحاجة للتفكير جيداً قبل أن تضغط على زر النشر، عدم الحصول على شهادة لا يعني بالضرورة أن يكون المرء أمياً وأنت تعلم ذلك جيداً، وزايد رحمه الله لم يكن أمياً وإن لم يحصل على شهادة وقد كان حكيماً رحمه الله، أما ما تقوله عن الدراسة والشهادات لا علاقة له أبداً بما ذكرته في الموضوع.

@غير معرف: المشكلة هنا أن المدارس لا تحقق النتائج المرجوة منها ولا تعلم ولا تربي وقد رأيت النتائج بنفسي لسنوات ولا زلت أرى، لذلك حتى ينجز إصلاح التعليم بالصورة التي أتمناها سأتحدث عن التعليم المنزلي كخيار يستطيع تطبيقه كثير من الناس لكنهم لا يملكون الشجاعة الكافية بعد أو ربما القناعة الكافية لتطبيق الفكرة، حديثي موجه للأفراد لا الحكومات، ليس بيدي أن أعالج مشكلة التعليم وما بيدي أن أجعل القارئ يفكرون ويعيدون التفكير في مسلمات.

ما تعتبره قاعدة لم تكن كذلك في الماضي ونحن في وقت تتغير فيه الأشياء سريعاً وما هو ثابت اليوم يجب أن يتغير ليواكب التغيرات وإلا سنتأخر، التعليم بصورته الحالية لا يواكب التغير وهذا كلام يقوله خبراء التعليم قبل أن يقوله فاشل في الدراسة مثلي.

بالمناسبة، يمكنني مناقشة السلبيات الاجتماعية والنفسية والشخصية للمدارس أيضاً فهي لا تخلو من هذه المشاكل وقد رأيت ما يكفي منها.

غير معرف يقول...

عليك بقراءة سيرة العقاد فهو خير مثال على ذلك ,, وتفوقه الثقافي والفكري خارج أسوار المدرسة والجامعة جعله للأسف عرضة لمثل تلك الأحكام..
أنصحك بكتاب "في صالون العقاد" للكاتب أنيس منصور

أسامة يونس يقول...

أنا أوئيد ماتقوله تماما فكل مرحلة من المراحل لها ظروفها، لكن هناك أشخاص مقفلين مخهم يعني على سبيل المثال على ما أذكر عندنا في الأردن بعض الجامعات والوظائف تقدم لهم شهادة الماجستير أو البكالوريوس لكن ينظرون إلى نتيجة الثانوية.

لكن الناس اللي تفهم مثل بعض الجامعات الغربية عندما تقدم للجامعة بغض النظر عن معدلك وتخصصك في الثانوية تعطيك الجامعة عدد من المتطلبات لتدرسها ثم تقدم امتحان فيها واذا اجتزت الإمتحان تسجل في الجامعة او التخصص .

وبعض الأصدقاء اللي عملوا في الولايات المتحدة لعدد من السنوات كنت اسألهم ايش الشهادات المطلوبة للعمل في أمريكا كانوا يخبروني أن تسطيع انجاز العمل أهم شيء لايهم ماهي شهادتك، وحتى إن لم يكن عندك خبرة يمكنك الإلتحاق بدورات قصيرة بضعة اشهر لكي تعطيك الخبرة الكافية والتأهيل المناسب للوظيفة التي ترغب فيها.

سلطان يقول...

عزيزي سردال ..

لو أن المدارس لم تتواجد ماذا تتوقع نسبه البطاله راح تكون ؟
الشهاده هي مرحله في الحياه الناس تتخطئها حتى يكون فيه تحدي لطلب العلم .. والدراسه ليست مواد فقط .. ولكن أن تعمل تحت ضغط + تنظم وقتك بنفسك + تعتمد على نفسك بالتعلم والمراجعه

أنت ممكن نجحت .. ولكن هل أنت راضٍٍِ عن نفسك ؟ هل تخيلت أن تكون بحالك الحالي قبل ٣١ سنه ؟؟
هل كل أحلام الطفولة تحققت ؟؟

أنا للأسف،، إلى الإن لم أعرف السبب لكره المدارس في عالمنا العربي

أنا طالب مبتعث في مرحلة البكالوريوس في كندا لم أقابل كندي أو طالب أجنبي إلى هذه اللحظة يتحدث عن مدى صعوبه وتعقيد الدراسة .. أذكر في سنتي الإولى بعض أصحابي لم ينجحوا في بعض المواد .. أول شئ سمعته منهم إنهم لم يكونوا مهتمين في الدروس .. وأعادوا الماده بكل سعاده وبابتسامه ..


الدراسة مجرد مرحلة تذهب مع الآيام ،، سوف تشتاق لحياتك الدراسية عندما تتخرج :)

أتمنى لكم التوفيق

سلطان

عبدالله المهيري يقول...

@غير معرف: شكراً، سأشتري الكتاب قريباً بإذن الله.

@أسامة يونس: كثير من الأعمال لا تحتاج لشهادة بقدر ما تحتاج لشخص متعلم يمكنه أن يتعلم المهنة ويؤديها بعد ذلك، كذلك الأمر مع الجامعات إذ لا علاقة للمدرسة بالجامعة وهذا الانفصال واضح لدينا ولا أدري ما الحكمة من تقييد الدخول للجامعة بالمجموع والنسبة والقسم علمي أو أدبي.

@سلطان: مضى وقت طويل منذ أن نادني أحدهم بسردال :-)

في دولنا العربية لدينا بطالة حملة الشهادات الجامعية، الدراسة والشهادة ليست ضمان الحصول على عمل ولذلك أقول أن المؤهل للعمل لا يجب أن تكون الشهادة وحدها بل قبل ذلك المهارة والمعرفة والقدرة.

يصعب علي أن أتخيل بأن مرحلة التعليم هي مرحلة طلب علم، هناك شواهد كثيرة أن التعليم حول الدرجات والترتيب وللحصول على هذه الدرجات لا يجب على الطالب أن يتعلم بقدر ما عليه أن يعرف كيف يجتاز الامتحان بأعلى علامات ممكنة وهذا ليس تحصيل للعلم.

أسباب كره المدارس في عالمنا العربي هو أن التعليم لدينا في أزمة وهو لا يحقق الأهداف التي يريدها الناس، 50 عاماً من التعليم في بعض الدول وأكثر من 70 في أخرى والنتيجة كثير من العاطلين عن العمل، كثير من الفقر والجريمة والانحطاط الأخلاقي، المدرسة لوحدها ليست الحل لكنها جزء كبير من المشكلة، عندما يبدأ قهر الناس من المدرسة فلم تستغرب كراهيتهم لها؟

المسئلة ليست صعوبة الدراسة بل الغاية منها وأهدافها وهل حققت هذه الأهداف أم لا،والدراسة لدينا ليست مجرد مرحلة لأن حياتك ستكون محكومة بهذه المرحلة، شهادتك في الوطن العربي هي وسيلة الحكم عليك، وصدقني لا أشتاق للدراسة فقد كنت أعتبر المدرسة سجناً يمنعني من الاستمتاع بالتعلم لوحدي.

سلطان يقول...

أستاذي عبدالله ،، أنا متأسف جداً .. ولكن أنا كنت آعرفك من أيام سردال . كوم .. فذلك سبب مناداتي لك بسردال.

أنا كنت أقصد أن الناس تدرس الأن .. وهذا سبب يقلل نسبه البطاله .. لحين تخرجهم .. أنت الآن لو تخرجت لا تجلس وتترك الشركات تتمنى حضورك والتقديم بوظيفه لديهم. في جامعتي هنا شركات كبيره مثل جوجل تأتي للجامعه وتبحث عن الطلاب المتميزين لتشركهم بوظائف في جوجل.


أنا عن نفسي لا أهتم لحكم الشركات في الوطن العربي .. لأن طموحي هو الوصول لشركات كبيره وعالميه .. بعض الأوقات في الدراسه تقابل مدرسين يتمنون رسوبك وفي الحقيقة لاتفهم شئ في محاظراته .. ومن الممكن أن ترسب في الماده .. لإنك لا تستمتع في دراسة المادة بسبب رداءه أسلوب أو تقييم المدرس .. المشكلة الكبرى التي اراها هي أن المعلمين الأن لا يهتمون بالطلاب .. يأتي إلى الفصل يشرح ويخرج لا يبداء بنقاشات ولا يبدئ آراء في مايحدث في مجال التخصص في العالم الخارجي .. أتذكر أني شاهدت فيديو لمدرس رياضيات في هذا الشهر أعجبني .. هذا هو الفيديو : http://www.youtube.com/watch?v=aP4fWMLofvo&feature