الثلاثاء، 2 فبراير 2010

مضرب الأمثال ... لكن خارج السياق

موضوع صغير قبل أن أعود للكتابة عن الهند، قبل سفري أرسل لي الأخ شبايك رسالة قصيرة بعنوان "أصبحت مضرب المثل" وأرفق فيها صورة من موقع اقتباس كوم يحوي سطراً من موضوع كتبته في مدونتي السابقة، الاقتباس يقول:
أصبحت خطبة الجمعة حصة تعذيب أسبوعي.
أضحكتني الصورة وأخافتني في نفس الوقت، لدينا هنا مشكلة، في أي سياق قلت هذا الكلام؟ ولماذا قلته؟ هذا ليس مثلاً ولا اقتباساً يستحق أن يردده الناس، فقد تحدثت عن خطبة الجمعة لدنيا في أبوظبي وكيف أنني غير راض عن توحيد الخطب وأنني في الماضي كنت أذهب لأحد المساجد تحت لهيب الشمس لأستمع لخطيب يعجبني كلامه وخطبه لأنني أشعر بكلماته تخرج من القلب، لكن الأمور تغيرت وأصبحت الخطب متشابهة في كل المساجد ولم يعد فرق بين الصلاة في هذا المسجد أو ذاك، أصبحت الخطبة باردة لا روح فيها.

الموقع يعرض اقتباسين لي، الثاني في رأيي أسوأ من الأول، بيت شعر لأبي تمام حرفته قليلاً، وقد كتبته لموضوع حول الصحفي العراقي الذي قذف حذائه تجاه وجه الأحمق المطاع، ما قاله الشاعر يستحق أن يردد ويستخدم في أحاديث الناس، هذا ما يفعله البعض بشعر العرب وخصوصاً شعر المتنبي الذي يحوي كثيراً من الأبيات التي نستخدمها في كلامنا.

نردد "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" عندما يخيب أملنا ولا يتحقق ما نريد، وفي كل عيد نردد "عيد بأي حال عدت يا عيد" ونندب حظنا وحالنا ونشرب الكآبة والحزن في يوم الفرح، وإن أساء لنا شخص ما نردد "وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل" لا لست كاملاً ولن تكون!

أفهم أن يستخدم الناس شعر المتنبي وعنترة في كلامهم، لكنني أشعر بالاشمئزاز من نفسي أن أرى كلماتي يعتبرها البعض "اقتباسات" تستحق أن تقلع من سياقها، أخشى أن يأتي يوم أسمع فيه طفلاً في الشارع يردد: النعل أصدق أنباء من الكتب!

6 تعليقات:

شيماء الزعابي يقول...

أوافقك الرأي أخي عبدالله ..

لم يعجبني أبداً وضعهم للاقتباسات في الموقع ..

كان من الأجدر بهم الاستئذان ..

عندما أقرأ البيت والحكمة في غير سياقها ..

لا يسعني إلا أن أستنكر على قائلها ..

لذلك أتمنى أن تطالب بإزالتها من موقعهم ..

لأنه ضررها أكبر من نفعها :)

قارئ يقول...

أوافق شيماء وأزيد عليها بأن الموقع في ظاهر أمره نصراني، وهذه ليست مذمة فلأصحابه ما شاءوا، بل هو توصيف لحالته التي هو عليها.

وما ذلك إلا لأنني لا أفهم أن يترك فيه مديروه إعلانات جوجل التنصيرية الكثيرة وهم قادرون على تغييرها، ومن إعلاناتهم كثير رديء. ولأن معظم الاقتباسات منتزعة من الثقافة الفلسفية الغربية ( ومن نقلهم: "المرأة فخ نصبته الطبيعة" و "المرأة هي غلطة الله الثانية" تحت كلمة "المرأة" في غيمة الاقتباسات، وسبحان الله). ولأن ذلك يفسر اختياراتهم للاقتباسات السلبية من مثل ما أخذ عنك من دون شك.

ولعل أسوأ انطباع مترسب هو كثرة المنقول من مخلفات الفلاسفة الغربيين ومنهم أعلام في العنصرية لا يجهلهم أحد أمثال نيتشه. هناك انطباع عام بالاستخدام غير المباشر لمعاني الكلمات، وتعدد تكرارها.

لو أنهم لم يكونوا كذلك فذلك مدهش، وهو مؤشر إلى حاجة إلى المراجعة.

عبدالله المهيري يقول...

@شيماء الزعابي: سأراسلهم وأرى.

@قارئ: مضى وقت طويل منذ أن رأيت فيه أي إعلانات في أي موقع، فايرفوكس وإضافة Adblock يقومان بعمل رائع في إبعاد الإزعاج بأنواعه.

أما الإعلانات فظهورها طبيعي في أي موقع عربي يضع إعلانات غوغل، يمكن لصاحب الموقع أن يمنع إعلانات محددة من الظهور ويبدو أن صاحب موقع اقتباس لم يفعل ذلك،

بخصوص الاقتباسات، لا أرى مشكلة في وضع اقتباسات لغربيية وشرقيين وغيرهم، لا يمكن أن نقفز لأي استنتاج لمجرد أن صاحب الموقع وضع اقتباسات غربية كثيرة، من المفترض أن نسأل لماذا؟ ربما صاحب الموقع يريد توفير موسوعة اقتباسات ولا يهم مصدرها وربما كان تركيزه في الماضي على شخصيات غربية.

راسلهم بملاحظاتك وأحسن الظن.

اقصوصه يقول...

looooool

في زمننا الحالي

اختلط الحابل بالنابل!

Unknown يقول...

وافق اﻷخت شيما في ذهبت إليه وجزاك الله خيرا علي اﻻستجابة لها

بو خليل يقول...

مع انه الموقع فكرت كبداية جميلة
لكن محتواه ليس بالأمر الطيب ...

مع هذا، جميل ان صرت تنضرب بك الامثال بعد ...
تحياتي لك