الجمعة، 20 نوفمبر 2009

مقدمة قبل حديث الذكريات

في بدايات بث الإذاعة والتلفاز لم يكن أحد يعرف ماذا عليه أن يفعل، ليس هناك تجارب سابقة يعتمد عليها المذيع أو مقدم البرامج لذلك كان هناك مجال من الحرية لفعل أي شيء فكل شيء جديد، ومع مرور السنوات بدأت الخبرات تتراكم وبدأت تظهر قواعد لما يجب أو لا يجب فعله في التلفاز والإذاعة، ثم بدأ البعض في الخروج عن هذه القواعد لابتكار برامج جديدة، بعضهم نجح وبعضهم كرر القديم بمظهر جديد، وبين كل هذا هناك نقاش مستمر لن ينتهي حول المحتوى والمظهر، أو بمعنى آخر المحتويات والتصميم.

شبكة الويب مرت بمرحلة البدايات ثم مرحلة الاستقرار لكن البدايات تتكرر مرة بعد مرة، هناك شيء مختلف في شبكة الويب من الناحية التقنية، فوسائل الإنتاج تتطور ووسائل استهلاك المحتويات تتطور أيضاً في نفس الوقت، على عكس التلفاز الذي وضعت له معايير محددة لا يمكن تغييرها بسهولة دون تحويل ملايين أجهزة التلفاز إلى أجهزة عديمة الفائدة، بينما الحاسوب لا يعاني من هذه المشكلة، إن كان لديك متصفح قديم يمكنك أن تجرب متصفحاً جديداً وستحصل على آخر ما تقدمه تقنيات الويب.

في منتصف التسعينات من القرن الماضي كانت الويب شيئاً جديداً والناس لا يعرفون كيف يمكنهم استخدام هذه التقنية الجديدة، البعض نقل الصحف والإذاعات وقنوات التلفاز لشبكة الويب بدون تغيير كبير، والبعض حاول إدخال رسومات ثلاثية الأبعاد لصفحات الويب، مصمموا الغرافيكس حاولوا إبداع رسومات جميلة، الكتاب ركزوا على نشر كتاباتهم دون الالتفات للتصميم، وهناك من كان يجرب أفكاراً مختلفة.

بدأت معالم ظهور نوع من الثبات في أواخر التسعينات وبعد ما يسمونه بانفجار فقاعة الويب، المدونات بدأت بالانتشار وبدأ الناس يتعرفون عليها ويستخدمونها وهذه جعلت نشر المحتويات أكثر سهولة وأصبح التدوين نوعاً من المعايير للنشر، أعني بذلك شكل المدونة وطريقة نشر المحتويات فيها وأسلوب أرشفة المواضيع والتعليق عليها، كل هذه الأشياء تتشابه بين المدونات والاختلاف يكون في التفاصيل.

لكننا الآن نمر بمرحلة جديدة يحاول البعض فيها كسر القواعد والخروج عن المألوف أملاً في إنجاز شيء مميز، تويتر وفايسبوك وغيرها من الخدمات وصلت لعامة الناس ولم تعد محصورة بهواة التقنيات وهذه الخدمات أوقفت البعض عن استخدام المدونات في حين أنها جعلت البعض يعود للأسلوب القديم في النشر، استخدام صفحات HTML وبدون أي برامج - مثل وورد بريس - والتركيز كثيراً على جودة المحتوى والتصميم، جودة أعلى مقابل تحديثات أقل في حين أن تويتر مثلاً يركز على تحديثات كثيرة مقابل فائدة أقل لكل رسالة.

يبدو أن شبكة الويب ستكرر نفس الدائرة من الثبات والتغيير بين حين وآخر، ما هو أكيد أن الويب أصبحت أكبر من كل أنظمة التشغيل وكل منصات الحاسوب وهي تسير في هذا الاتجاه منذ وقت طويل واليوم هناك أناس يعتمدون كلياً عليها ولم تعد أنظمة التشغيل مهمة ولا حتى المتصفحات، نظام تشغيل غوغل الجديد يسير في هذا الاتجاه وهو مجرد متصفح غوغل كروم مع بعض الإضافات.

ما هو أكيد أيضاً أن المحتوى هو الملك وهو أهم شيء في الشبكة، والمحتوى أعني به مقالة أو قائمة سلع تبيعها شركة ما، المحتوى يجب أن يكون أهم شيء في أي موقع، نظام التصفح يجب أن يكون منطقياً وبسيطاً بقدر الإمكان لينقل الزائر من قسم لآخر بدون أي تعقيد أو تشويش، المحتويات الجانبية أو الأقل أهمية يجب أن تكون بعيدة عن المحتويات المهمة ولا تثير أي تشويش.

وكالعادة، مقدمة موضوع أصبحت هي في حد ذاتها موضوعاً، كنت سأكتب عن شيئين، كتاب قديم وبعض مواقع الويب القديمة، وشيء يسمى Blogazine أو مدونة مجلة أو مجلة مدونة، سأكتب عن هذه الأشياء لاحقاً إن شاء الله

7 تعليقات:

HotbirD يقول...

مقال - او مقدمة - تستحق القراءة
شكراً لك

غير معرف يقول...

أخوي عبدالله
اليوم أعلنت جوجل بعض التفاصيل عن نظامها الجديد
google chrome os
التي تقول انه مخصص لأجهزة النت بوك

ما رأيك بالفكرة ؟

احمد يقول...

السؤال أخي عبدالله أين نحن كعرب ومسلمين من كل هذا؟

عبدالرحمن إسحاق يقول...

مقدمة مشوقة، بانتظار المواضيع..

عبدالله المهيري يقول...

@Hotbird: شكراً.

@غير معرف: لا زال الوقت مبكراً للحكم على النظام، عندما يبدأ مصنعوا الحاسوب باستخدامه يمكننا أن نعرف ردة فعل السوق.

@أحمد: قرون من التخلف لن تزول في سنوات قليلة، التخلف تراكم عبر قرون ماضية إلى أن وصل الحال بالمسلمين لحرق الكتب لإشعال نار المطبخ وللتدفئة، ما نحن بحاجة له هو جهود أناس كثر لكي نبدأ السير في طريق العودة.

@عبد الرحمن إسحاق: أخشى أنني بالغت في هذا الموضوع لأن ما بعده سيكون بسيطاً.

اقصوصه يقول...

الشيئ بالشيئ يذكر

دوما ما نقع في هذا الفخ

وتنتهي التدوينه دون ان ندخل حتى

في لب الموضوع :)

مرفأ الأمل يقول...

الأخ عبدالله

أعجبني ما كتبت إذا عُد من باب توثيق الأحداث ، وفي فترة من الزمن انقطعت عن متابعة الشبكة وحينما عُدت اكتشفت أنه قد فاتني الكثير ، أحاول مواكبة ذلك ، ولكن السؤال كم من الفئات تغيب عما يحدث في هذا العالم ، وهل كل المتابعين للشبكة ينظرون إليها من نفس الزاوية والاهتمام ، أظن أن كل منهم يطل من جبهة مختلفة ..واكاد أجزم أن هوة تتنامى بين الأجيال لا بحسب العمر فقط وإنما بحسب الاهتمامات كذلك ..
وافر التحية