الأربعاء، 1 أبريل 2009

خالد المهندس

"ما أقدر أتحمل أكثر، سو لي حل" قالها الموظف الجديد لمديره يرجوه أن يخلصه من مصيبة ستحل به.

أسند المدير مرفقيه على الطاولة وغطى وجهه بكفيه، مرهق مع أن الساعة لم تتجاوز الحادية عشر، إلى متى؟ يسأل نفسه، لم أعد أحتمل مشاكل هؤلاء الأطفال الكبار، أعتدل في جلسته ونظر إلى الموظف الجالس أمامه "بشوف لك حل، لكن بحتاج وقت، يومين أو ثلاثة، أصبر وصوم واستغفر ربك، إذا فعلاً ما تقدر تتحمل خذ لك إجازة أسبوع ... خلني ألحين بشوف لك حل."

خرج الموظف وعاد المدير لتغطية وجهه، أنا الذي لم يعد يحتمل، أعيش في زمان لا يناسبني في مكان لا يناسبني بين أناس لا يعرفونني، يظنون أنني سعيد بلقب "المدير" ويرونه تشريفاً لي، يجاملونني ويبتسمون في وجهي مع أنني لاحظت أنهم قبل ثوان من رؤيتي كانت وجوههم طويلة كئيبة.

لم يكن خالد سعيداً بوظيفته، كان مهندساً وخبيراً في مجال الحواسيب والشبكات ويؤدي وظيفته بإتقان وكان أحد أنشط الموظفين، لعل هذا ما جعل مجلس الإدارة يقدر جهده ويكافئه بترقية إلى رئيس قسم ثم إلى مدير إدارة، لكن النوايا الحسنة كانت طريقاً لتدمير حماس خالد وتحويله إلى كتلة اكتئاب تمشي على الأرض.

بمجرد ترقيته تغيرت علاقته مع زملائه أو تغيرت نظرة زملائه له، أصبحوا ينادونها "سعادة المدير" وتغير كلامهم فلم يعد فيه شيء من الوقاحة الصادمة التي تعود عليها في أيام العمل الطويلة، لم يكن يحب وقاحتهم لكنه الآن يتمنى أن يسمعها مرة أخرى فكل كلامهم الآن محشو بالمجاملات الثقيلة ولم يعد يتواصل معهم كما كان يفعل في الماضي، لم يعد أحد أفراد "الشلة" التي تقضي ساعات كل نهاية أسبوع في مطعم أو مقهى أو في حضور مناسبة هنا أو هناك، أصبح "خالد المدير" وهذا يعني جداراً فاصلاً بينه وبين زملائه، جدار وهمي صنعوه بأنفسهم ولا يستطيع خالد أن يتجاوزه مهما فعل، الترقية كانت بطاقة دخول للجحيم.

لم يكن هذا فقط ما يحزنه، أن تكون مديراً يعني أن تحصل على مزيد من الامتيازات وراتب أكبر، لكن المال مهما كثر لن يكون محركاً للسعادة والرضا، ومع الامتيازات جائت الإغراءات، خالد في مكان يتيح له استغلال مسؤوليته لأغراض شخصية، وقد خطرت أفكار على ذهنه أبعدها لكنها كالشياطين تزوره كل يوم مرة أو مرتين، إغراء الوظيفة تصعب مقاومته عندما يرى أن هناك آخرون لا يرون مشكلة في هدية صغيرة أو دعوة لعشاء أو سفر للسياحة يسميه البعض "مهمة خارجية" لكنها في الحقيقة 80% سياحة و18% "بزنس" و2% إنجاز للمهمة.

خالد المهندس كان سعيداً، خالد المدير أصبح كئيباً، هذا ما يردده كل يوم ويتمنى أنه يستطيع الخروج من هذه الدائرة التعيسة، كل شيء أحبه في وظيفته أصبح كئيباً وصورة مشوهة لماض جميل، أسند ظهره على الكرسي ورفع سماعة الهاتف ثم أعادها لمكانها، خرج من مكتبه واتجه مباشرة نحو مكتب موظفة تسمى سعاد، طلب منها أن تتبعه إلى مكتبه، ذهب إلى قسم آخر ورأى أن كل الموظفين هناك من النساء فألقى التحية وبعض المجاملات الاجتماعية وعاد لمكتبه.

سعاد تبتسم كعادتها ابتسامة عريضة بريئة، جلست على الكرسي أمام مكتب المدير بدون انتظار كلمة "تفضلي" ومدت يدها نحو الطاولة الصغيرة التي تحوي مجلات قديمة، أخذت مجلة تصفحتها بسرعة وألقتها ثم التفت للمدير "نعم أستاذ خالد، شو السالفة؟" كلمة أستاذ أفضل من سعادة المدير لكن ما الذي سأفعله الآن مع هذه؟ حاول أن يبحث عن بداية سهلة لحديثه لكن لم يجد إلا استراتيجية الضرب في العمق، تنحنح وبدأ في الحديث.

"زميلك الموظف يشتكي منك" سعاد تبحلق في المدير غير مصدقة وحواجبها تكاد تختفي خلف خصلات الشعر على جبينها "للأسف الشكوى مب عن الشغل، أنتي تأدين وظيفتك وأنا راضي عن إنتاجيتك، لكن الشكوى شخصية، مظهرك!" توقف المدير قليلاً لينتظر رداً لكنه لم يسمع شيئاً، لا زالت الحواجب تحاول الاختفاء خلف خصلات الشعر فأكمل "أحمد يريد له مكتب منفصل أو نقل لقسم ثاني، للأسف ما عندي مكان لمكتب خاص والنقل بيحتاج على الأقل شهر، لكن حتى لو نقلته أو حطيته في مكتب خاص لا زالت المشكلة موجودة وبتتكرر."

جمعت سعاد شتات شجاعتها وسألت "شو فيه مظهري؟! أنا أحاول أكون بأحسن شكل - "

"هذي بالضبط المشكلة!" قاطعها خالد "المشكلة هنيه، المفروض أنك تظهرين بمظهر عادي، أنتي موظفة في هذا المكان مب رايحة عرس، وزملائك الموظفين ما يقدرون أبداً يلغون دور الطبيعة في أنفسهم، لا بد بيتأثرون من هذا المظهر بشكل سلبي، الواحد منهم ما يقدر يركز على شغله يوم أن فيه وحدة بكامل زينتها تشتغل معاه"

"بس .. لكن! أنا .. يعني!" تحاول سعاد أن تقول ما تريد لكن الكلمات تخونها، توقفت لثواني ترتب الكلمات وعادت شجاعتها "أنا حرة في مظهري! ومحد بيتحكم في اللي ألبسه ولا ما ألبسه، إذا الموظفين عندهم مشكلة خلهم هم يقدمون استقالتهم!"

خالد ينظر بحزن للطفلة الكبيرة التي تجلس أمامه، الحياة أقصر من أن أضيعها في هذا المكان، سألها "هذا آخر كلام؟" فردت "هيه آخر كلام."

عاد لتغطية وجهه، خالد متعب حقاً لكنه أخيراً يشعر بالراحة بعد أن اتخذ قرارين في هذه اللحظة "طيب، عندي لك مشروع صغير أتمنى أنك تنجزينه لي" التغيير في مسار الموضوع كان مفاجئاً لسعاد لكن الابتسامة العريضة عادت "أنا جاهزه!" قالتها كأنها مقبلة على معركة.

أخذ خالد روزنامة من على مكتبه وبحث عن يوم محدد "يوم 26 من الشهر الجاي بيكون يوم الخميس، أريد تنظمين رحلة صغيرة لكل موظفات القسم، أريد باص وخبريهم إنا بنطلع الساعة 9 وقولي لهم كل وحدة تجيب كاميرا معاها"

"وين بتكون الرحلة؟" سألت سعاد بسعادة!

"المكان مفاجأة، وعندي بعد المفاجأة مفاجأة!" قالها بمكر وابتسامة عريضة، خالد يشعر فعلاً أنه سعيد مع أن الرحلة ستكون بعد شهر ونصف تقريباً "وأنتي طالعة قولي للسكرتير يتصل بي." رن الهاتف فرفع السماعة "لو سمحت حسين أريدك تشوف لي حل مع الموظف اللي يشتغل مع سعاد ... أي نعم أحمد، عطه مهمة تخليه مشغول لشهر أو شهرين، المهم أبعده عن الشغل في المكتب أو خله ياخذ إجازة"

***

بعد شهر ونصف وفي يوم الخميس ركب خالد الحافلة التي كانت تحمل معظم موظفات إدارته، ابتسم وألقى السلام وأخبرهم أنهم سيذهبون لمكان بعيد قليلاً، الحافلة نصف فارغة لكنها تبدو مزدحمة من تعدد الألوان والزخارف، خالد لم يكن يريد الحديث مع أي شخص، هذه ستكون أغرب زيارة وخطأ كبير أرتكبه لكنني أتحمل مسؤولية هذا الخطأ، لم يعد هناك مجال للمجاملات الثقيلة والإجراءات الرسمية، أنا المدير وعلي أن ألعب دور المعلم والمدرب والمربي والخادم وأن أكون في نفس الوقت أميناً ... يظن الحمقى أنها وظيفة سهلة لكنني اليوم سأخرج عن الإطار وألقي بالرسميات خارج النافذة ومن لن يعجبه ما سأفعله يمكنه أن ينطح الجدار إذا أراد، هذا اليوم الأخير ... أخيراً.

توقفت الحافلة أمام سور كبير، أشجار كثيفة خلف السور وبوابة خضراء بزخرفة بسيطة تقف أمامهم، فتحت البوابة ودخلت الحافلة داخل السور، إحدى الموظفات شهقت وضربت صدرها "مقبرة؟!" خالد وقف وأمسك بظهر الكرسي "نعم مقبرة، انزلوا"

خرجن من الحافلة ولحقن بالمدير نحو منتصف المقبرة، هناك طلب منهم أن يقفوا على شكل نصف دائرة "في مئات من الناس في هذا المكان، يسمعونا وما نسمعهم، ناس ما خلصوا أشغالهم، تركوا الدنيا وراهم وراحوا للآخرة، وفي الآخرة الدنيا ما تسوى شي" أشار نحو قبر على يمينه "هنيه واحد غني يملك العمارات والعقارات وشركات أنواع وأشكال، ثروة ما كان يقدر يعدها في يوم، خبروني شو خذ معاه يوم راح؟" أشار لقبر آخر "هذا قبر حرمة جميلة، لو فتحناه ألحين ما بتشوفون إلا العظم ويمكن الدود."

"خبروني متى بيكون دوركم عشان يحطونكم الناس في شي من هذي الحفر؟" أشار إلى حفر جاهزة على يساره "يا ترى شو لبسكم وزينتكم اللي بتشلونها وياكم؟ شو المكياج اللي بتحطونه؟!" ضحك وهو يهز رأسه، "سعاد!" تفأجأت سعاد من سماع اسمها "قلتي لي إنك حرة! أكيد انتي حرة، اختاري اللي تريدينه لكن في النهاية أنا وأنتي وكل وحدة هنيه وكل الناس بيكون مكانا حفرة مترين في متر، شعرك وزينتك ولباسك هو اختيار ما يرضاه ربنا، عندك فرصة تصلحين الخطأ ألحين أو تنتظرين الحساب، أنتي حرة!"

"الكلام أوجهه للجميع هنيه، لبساكم وزينتكم، وظايفكم وإنجازاتكم، كل شي في حياتكم لازم يكون مقياسه هذي الحفرة، أعرف أنكم ما تحبون الكلام اللي أقوله، لكني أغشكم لو ما قلته، أخون الحق لو ما قلته، وهذا آخر يوم لي، أنا قدمت استقالتي، أنتوا بترجعون للمؤسسة وأنا برجع البيت ... أريد أرتاح شوي، أريد أرجع خالد المهندس."


***

ملاحظة1: أشكر الأخ أسامة على مقترحاته، وقد سبق أن أبدى ملاحظاته على قصة أسماء غير لائقة واقترح بعض الأسماء.
ملاحظة2: إذا كتبت قصة أخرى في المستقبل، هل ترى أن أجعلها بالفصحى كاملة أم أبقي الحوار باللهجة الإماراتية.

25 تعليقات:

محمد حمدي يقول...

القصه جميله وان كانت العظه الدينيه فى نهايتها مباشره بشكل اعتقد انه اثر على جودة العمل . تحياتى لك وارجو ان تقرأ قصتى أنا الأخر فى اخر تدويناتى

تحياتى

غير معرف يقول...

قصة أكثر من رااائعة...ما فعله خالد تأثيره أكثر من أي كلام أو موعظة...بارك الله فيك
أرى أن القصة بالفصحى و الحوار بالعامية يكون أفضل من أن تكون بالفصحى كاملة.

محمد الحاتمي يقول...

مرحبا عبد الله كيف حالك .
قصة جميلة جدا ، و أرى بأن الأفضل أن تحافظ على اللهجة الإماراتية في الحوارات على أن لاتكون صعبة الفهم على غير الإماراتيين .
و شكرا جزيلا لك .

abo-marwan يقول...

بارك الله فيك أخي عبد الله
اللغة جميلة جدا أخي أرجو أن تستمر بهذه اللغة

ياسر الشتوي يقول...

بدايات موفقة في القصة ...
قبل قليل كنت أفكر في الحدود ، ،، ماهي حدود الحرية
إذا رجعنا الى الناس سنجد انها تضيق وتتسع ، وكثير من الموبقات ترتكب باسم الحرية
ليس للحرية حد في موازين البشر...
---
اقترح أن تكون القصة بالعربية والحوارات باللهجة التي يريدها الكاتب حسب الشخصية في القصة بشرط أن تكون عبارات اللهجة سهلة وليست من قعرها.
ننتظر جديدك

أحمد الجميل يقول...

قصة جميلة ما شاء الله أخ عبد الله
احبها باللغة العربية الفصحى و لكن بأسلوب بسيط :)
انا مصرى و لم افهم بعض الاجزاء ..ما معنى "هنيه" ؟! D:

عابرة سبيل يقول...

من جد رائع يا عبدالله
و نحن فعلا نحتاج لـ مثل هذا المدير،،
لكن ليه الاستقاله ،،
ع الأقل ينتظر نتيجة الموقف :)
الفصحى جميلة ،، لكن اللهجة المحلية واضحة ومب محتاجة تفكير لـ فهم معناها..
الله يوفقك

عبدالله المهيري يقول...

Mohamed Hamdy: معك حق أن العظة كانت مباشرة، كنت سأكتب موضوعاً بدلاً من القصة، في النهاية رأيت أن القصة لها تأثير أكبر، المشكلة أنني أوقعت نفسي في هذا الفخ، ربما كان علي أن أفكر أكثر في طريقة غير مباشرة.

محمد الحاتمي: المشكلة أنني لا أعرف ما هو الصعب على غير الإماراتيين.

ياسر الشتوي: كما قلت، الحرية ليس لها حد ما لم تضبط، هذه رسالة لم أقصدها في قصتي لكن جميل أنك فهمت ذلك من القصة.

أحمد الجميل: "هنيه" تعني "هنا" وأنا أيضاً أفضل الفصحى.

عابرة سبيل: خالد استقال لأنه فقد متعة العمل بعد أن أصبح مديراً، هو يفضل الهندسة على الإدارة ويرى دوره هناك.

غير معرف، أبو مروان، : أشكركم جميعاً.

أسامة يقول...

قصة متسلسلة ومحبوكة دراميا بشكل رائع كعادتك يا عبدالله.. و الحوارات التي فيها أعجبتني كثيرا..وكأنك قرأت أفكاري التي كنت آنوي أن أطرحها في مدونتي.. ولكنك بلاشك جسدتها بشكل آفضل...

Maha يقول...

بسم الله

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك :)

على فكرة -ولا يقلل هذا من جودة القصة- لكني خمنت فور قول المهندس لسعادة عن الرحلة إنها ستكون لمقبرة

القصة جيدة وأرى النهاية جيدة أيضا إنما بحاجة لبعض التعديل والبعد عن الافصاح والوضوح أو النصيحة المباشرة كما قال أستاذ محمد حمدي

فلا داعي للاشارة المباشرة لسعاد .. بالتأكيد هي لن يفوتها غرض الرحلة وهم في المقبرة لذا يمكن أن تعدل هذه الجزئية بفقرة تصف حال سعاد في هذا الموقف

وكذلك لتجعل كلمات خالد أقل مع الحفاظ على محتوى النهاية الحالي إنما قدمه بأشكال أخرى .. كمثلا على شكل مشاهد بأثر رجعي أو خاطرة لمرأى قبر او غيره

أرجو ألا يكون من السخافة والتطفل مني أن أبديت هذه الملاحظات :)

جزاك الله خيرا

محمد يقول...

أتابعك منذ كنت على سردال, ولكن انقطعت عنك لظروف خاصة, ويسرني العودة..

جميلة.. هذه القصة..

أعجبني تسلسل الأحداث, وحبكة القصة.. وأشارك الأخوة في أن العظة أو الفائدة في النهاية جاءت مباشرة..

أجمل ما قابلني في قصتك أنها أظهرت حوارا داخليا رائعا بيّن الكثير مما يعتمل في صدر (خالد), وبين أسباب رحلته, واستقالته..

أختلف مع خالد في أنه استقال.. نعم ربما يكون العمل الإداري ممل ومتكرر, والفروق التي وضعها زملاء الماضي, فقط لأنهم أصبحوا مرؤوسين.. هي فروق إنما تدل عن ضيق أفق لديهم.. وهي فروق سخيفة في الحقيقة.

ولكن.. خالد تنبه في نهاية القصة إلى حقيقة مهمة جدا, وهي أنه كما ذكر على لسانه "أنا المدير وعلي أن ألعب دور المعلم والمدرب والمربي والخادم وأن أكون في نفس الوقت أميناً"..

مدير على هذه الدرجة من المسئولية, وسعة الأفق, وعظيم التزام, وجب عليه أن يستمر في عمله, ويخلق لنفسه أهداف أخرى بجوار أهداف العمل الموضوعة من قبل الإدارة, والتي يتسم تطبيقها بالروتين والملل.

مدير كهذا يحتاج لأن يحدد أهدافه, فلربما ساقه الله إلى هذه الدرجة, لكي يقوم بدور المربي, والناصح, والصديق, وذلك بعد أن أدى دوره, كعضو عامل, أمين, متقن لعمله.

مدير كهذا سيخسر عمله كثيرا إن هو استقال.. ولربما ترك مكانه لغيره ممن لا يقدر عظم المسئولية..

عذرا للإطالة.. ولكن غلبني الأمل في أن يعود خالد عن قراره..

جزاك الله خيرا

غير معرف يقول...

ممتاز
أسلوب سردي متميز
الرائع أنها من القصص التي تضرب عصفورين بحجر ( أكثر من فكرة تريد إيصالها)
فقط أشير إلى١/ حرمة زيارة النساء للمقابر على الراجح من أقوال الفقهاء.
٢/ الأسلوب المباشر مع سعاد بالمقبرة لاأراه سائغ.

kawthar Mohammed يقول...

القصة لممتازة حبكتها رااااااائعة الوصف ممتاز وغير مبالغ فيه ..ننتظر قصة أخرى

غير معرف يقول...

رد من دون مجاملات (محاولة نقد)

1- وشلون الموظفات ركبوا الباص مباشرة من دون مايسألون عن الوجهة
2- المدير ماعنده شخصية
3- كان من الممكن ان المدير يقولها من دون باص ومشوار طويل


مستغرب من اللي قالوا قصة "ممتازة" و"رائعة"
حسيت اني في مكان مثل (بعض) المنتديات كنت انتظر الرد اللي يقول "مشكووووووووووور"

أخيرا نيتك ياعبدالله بكتابة القصة هذه هي الأجمل
بإمكانك محاولة صنع موقف يدور داخل الغرفة (حوار مثلا) بدون المبالغة بالبحث عن باص والتوجه إلى المقبرة!

أتمنى (ماحد) ياخذ ردي بحساسية لأني اعرف عبدالله ماراح يزعل

kawthar Mohammed يقول...

ما هم سألوا عن المكان وقالهم مفاجأة شكلك ما قرأت القصة عدل ارجع اقراها ..

مرات القصة المحشوة ما تجذب .. أنا وحدة ما
أحب التفاصيل الكثيرة في القصة ..
ربم هي جيدة في نظرك لأنك تحب التفاصيل

عبدالله المهيري يقول...

أسامة: أطرح موضوعك، نحن بحاجة لمزيد من التنبيه، موضوع ساخر سيكون له تأثير بلا شك.

Maha: ليس هناك أي تطفل، أنشر هذه القصص في مدونتي لأنني أريد اكتساب خبرة بأن أرتكب بعض الأخطاء وأقرأ ملاحظات الزوار، هكذا أتعلم، أما التعديل فهو غير وارد، القصة نشرت وقرأها الناس وفات وقت التعديل.

مقترحاتك للنهاية هي ما كان علي أن أفكر به قبل أن أكتب القصة.

وضاح: حياك الله أخي الكريم، ملاحظاتك صحيحة فعلاً حول الزملاء وحول مسؤولية خالد تجاه وظيفته كمدير، هذه نقطة أردت الإشارة لها في القصة، هناك دائماً نقاش حول البقاء أو الرحيل، هل أبقى في مكاني وأحاول إصلاح شيء ما أم أذهب لأبحث عن فرصة أخرى؟ هذا السؤال رأيته على أرض الواقع كثيراً وغالباً يكون الخيار: البقاء ثم البقاء ثم الرحيل، في بعض الأحيان يكون الوضع سيئاً لدرجة لم يعد فيها الشخص يحتمل ما يراه، البحث عن فرصة أخرى سيكون خياراً أفضل.

في حالة خالد، البقاء خيار أفضل لإدارته وعمله، وتضحية شخصية ... هذا إن فعل ذلك، لكنه قرر الاستقالة أثناء حواره مع سعاد.

أشكرك.

غير معرف: أعرف نقطة حرمة زيارة النساء للمقابر، لذلك قلت على لسان خالد أنه يرتكب خطأ كبيراً، وأتفق معك بخصوص النصيحة المباشرة، تذكر فقط أنها قصة خيالية :-)

الحياة فتاة: شكراً جزيلاً ... هناك قصص أخرى إن شاء الله.

غير معرف: كما ترى - أو ربما ترين - القصة خيالية وكاتبها هو من قرر ما يحدث فيها، من ناحية أرى أنني لست ملزماً بأن أجعل كل شيء منطقي، ومن ناحية أخرى لست ملزماً بشرح كل التفاصيل، من المفترض أن يشاركني القارئ في تخيل بعض التفاصيل التي لم أذكرها، فمثلاً عند ركوب الموظفات للحافلة لا بد أنهم سألوا عن الوجهة، المدير أخبرهم بأنها مفاجأة ولأنهم يثقون في المدير لم يصروا على معرفة المكان ... هذا مجرد احتمال.

لماذا المدير "ما عنده شخصية؟"

بالفعل كان بإمكانه أن يفعل ذلك بدون رحلة وحافلة، لكن لن يكون التأثير نفسه، بعض الرسائل التربوية بحاجة إلى أكثر من مجرد كلام.

أما بخصوص "ممتاز ورائع" فلماذا تظن أن المدونات ستكون مختلفة عن المنتديات؟ ما دمنا نعيش في نفس المجتمع سنرى نفس المظاهر والمشاكل بغض النظر عن الوسائل، سواء كنت في مدونة أو منتدى أو حتى شريط رسائل في قناة فضائية.

كان بالإمكان أن أكتب نهايات مختلفة للقصة، التوجه نحو المقبرة فكرة أخذتها من قصة واقعية حدثت لامرأة، لذلك لا أرى أي مبالغة فيها، الفرق هنا أن خالد كما أتصوره وصل إلى آخر نقطة في علاقته بوظيفته كمدير ويريد أن يؤدي آخر أمانة بشكل صحيح، الكلام وحده لا يكفي والبعض بحاجة لصدمة لكي يعي حاله ويغير بعض عاداته، لو أن الكلام وحده يكفي لكنا في حال أفضل.

محمد حبيب يقول...

جيدة جدا، وأن كنت أفضل الفصحى كثيرا.

كما قلت أنت، القصة أو الرواية يجب أن نتعامل معها على أنها بشكل ما واقع، لا يمكننا أن نطلب من الكاتب أن يغير شيئا في الأحداث أو أن نلومه بسببه. لا معنى لهذا. أحداث الرواية قد وقعت بالفعل منذ قرر الكاتب نشرها، ولا مجال لتغييرها!

النقد الروائي يتعلق أكثر بالأسلوب، أعني بهذا الطريقة الأدبية التي انتهجها الكاتب ليشرح "الأحداث" التي وقعت، ولكن ليس الأحداث نفسها.

غير معرف يقول...

القصه رائعه كما الأسلوب. اللغه العربيه بلا شك أكثر انتشارآ ولكن اللهجه الاماراتيه جميله ويمكن استخدامها في الحوار فلا اعتقد بأنها ستكون عصية على فهم القراء من خارج منطقة الخليج.شكرآ لك على هذه التدوينه الجميله.

ابن اليمان يقول...

فكرة القصة ؤثرة ومعبرة .
أشكرك عبد الله على القصة.
أنا مجالي علمي وأحب الأدب كثيرا .
ستظل قصتك مهمة بالنسبة لي شخصيا لأني أحاول أن أكتب فأرى كتابات الكبار فأستصغر نفسي .
ربما يوما ما أتعمق في الأدب فأعود للقصة لأنتقدها .

مجرد خواطر .

ماهر يحيى يقول...

الحقيقة القصة هزتنى ولم أتوقع أن يذهب المدير للمقبرة وقد تكون المفاجأة صادمة للقراء ولكنها ضرورية عندما وصل المدير الى حائط مسدود حيث لا حل.

من خلال التعليقات يتبين لنا شخصية كل معلق من كتابته فالكتابة تفضح الإنسان مثل اللسان تماماً بعض من علقوا يتسمون بحدة الطباع رغم محاولة إخفاء ذلك بكلمات رقيقة في النهاية وبعض المعلقين ليست لديهم رؤية أو إمكانية النقد والبعض لديه روح متفحصة مثل مخبري الحلقات البوليسية وبعضهم أصحاب لسان عفواً كلمات عذبة ورقيقة والبعض الأخير لديهم رؤية نقدية صحيحة خاصة من قال ليس من حق أحد نقد الأحداث ولكن النقد يكون في الأسلوب.
تحياتي للجميع .. ياترى أنا من أيى نوع مما ذكرته؟!!!

هند أحمد يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

أعجبتني القصة، أدام الله عليكَ نعمه أخي عبد الله.

ولي بعض الملاحظات والاستفسارات:

* لماذا لم يخطط خالد لرحلة من أجل الرجال أيضًا؟ أليسوا بشرًا، ومنهم من ألهتهُ الدنيا عن ذكر الموت والحساب؟

* توجه خالد بالكلام لسعاد، حين كانوا في المقبرة، سيتركُ أثرًا في نفسها، وربما ستأخذ موقفًا مما فعله.
من باب "النصيحة على الملأ فضيحة"

* "لكن النوايا الحسنة كانت طريقاً لتدمير حماس خالد وتحويله إلى كتلة اكتئاب تمشي على الأرض."

لم أفهم هذه الجزئية. أي نوايا حسنة هذه؟

* وبشأن استخدام العامية، فأنا أفضل أن تكون في الحوارات فقط.

سؤال: هل الغرض من استخدام العامية، تعريف غير الخليجين باللهجة الإماراتية؟ أم محاولة لمحاكاة الواقع، حتى يتمكن القارئ من رسم صورة مقاربة لما في ذهنكِ؟ أم هي لغرض آخر؟

بوركتَ

Shoa'a almalki يقول...

أعجبتني القصة جدًا جدًا.. الخ
القصة أكثر من رائعة شدتني لقرائتها للنهاية على الرغم من كوني متعبة، يعطيك العافية ا. عبدالله هكذا عهدناك عبر ونصائح في حبكة غاية في الإبداع، الله يكثر من أمثالك..
بالنسبة للكتابة بالعامية أو الفصحى أرى أن الفصحى أفضل والحوارات فقط تكون بالعاميةوجزاك الله خيرًا

أبو العبد يقول...

لم أنتبه أنها قصة إلا عندما أشرت لذلك بعدما انتهت !
سيناريو جميل ، وبالنسبة للهجة أرى استخدام العامية في الحوار والفصحى فيما عدا ذلك.

لا أحد يستخدم الفصحى في حوارات الحياة اليومية، وبالتالي أصبحت العامية واقعية اكثر و تصل إلى إلى الحس بشكل أسهل.

غير معرف يقول...

قصـة جميــلة

لكن النقــلة اللي صارت في القصة ، فكرتها حلوة و اتفاجأ القارئ

موفق يا عبدالله

مبارك المهيري يقول...

قصة موفقة، السرد التفصيلي هو من وسائل الرواية، وترك السرد التفصيلي للوقائع كذلك من وسائل الرواية، العبرة في النهاية الهدف.
كذلك يستطيع المدير ان كان ممن يثق فيه الموظفون أن يقنعهم بركوب الباص من دون حاجة لتحديد الوجهة.
ويمكن جعل هدف الرحلة الاصلي معاودة صيانة سور المقبرة وزراعة حواشيها واطرافها والموظفات مهندسات المشروع، وقبل الخروج من المقبرة يوقفهم في طرفها ويعظهم هذه الموعظة.
اهنئك على شجاعتك في البوح وتحمل تعليقاتنا.
واذكرك بأننا لسنا قصصين، يعني اسلوب تقييم قارئ القصة يختلف عن الناقد، مع ذلك كلاهما مهم لتقديم الافضل.