السبت، 31 يناير 2009

لا تفوت الفرصة ... تنزيلات على السعادة!

علم التسويق وعلم النفس وجهان لعملة واحدة، وقد استخدمت هذه العملة في تحويل الناس إلى أفراد منقطعين عن الآخرين، هم في جماعة لكن كل واحد منهم يريد أن يعبر عن نفسه يريد أن يكون مميزاً عن الآخرين، والتميز يكون بالمواقف والأفكار والمظهر والمنتجات التي يشتريها، أنت لا تشتري سيارة بل الرجولة أو بالأحرى الفحولة، هي لا تدخن سجارة بل تحمل مشعل الحرية، هذا الثوب من هذه العلامة التجارية ليس مجرد قطعة قماش بل هو رمز لتميزك عن الآخرين حتى لو كان يباع في كل أسواق العالم.

الرسالة التسويقية هنا هي: أنت أنت أنت، الشركات تخاطب غرائز الناس وتقول لهم أنهم يحتاجون لشراء هذه السلع لسد فراغ في أنفسهم، هذه الآلة التسويقية تخلق الحاجة وما بعدها فيدور الإنسان في حلقة مفرغة من الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك، وهذا نراه في تباهي الناس بما يملكون، ولو فكرت قليلاً لوجدت أن هذه هي غاية الإنسان في الحياة ما دام أن ليس لديه أي إيمان، فالحياة بدون إيمان تصبح بلا قيمة ولا معنى، فلماذا نعيش ولمن؟ الإجابة تأتي على شكل سلع تسد الفراغ وشخصيات أنانية تبحث عن سد الحاجة الجشعة اللانهائية.

الاستهلاك أصبح الدين الجديد وتغيرت أفكار الناس عن الشركات ودورها في المجتمع لتفرض الشركات أساليبها وتحولها ليقين غير قابل للنقاش، فالإعلان والتسويق لهما دور مهم في بناء وتطوير المجتمع وتقدم الشعوب، السلع ما هي إلا تقنيات تطور الناس وتجعلهم أكثر سعادة وراحة، هذه الأفكار الجديدة توفر على نفسك الوقت والجهد، السوق وحده هو من يحدد ماذا على الناس أن يفعلوا ويحدد مصير الشركات والاقتصاد والحياة الاجتماعية وحتى السياسة.

كل هذه أصبحت لدى البعض مسلمات غير قابلة للنقاش، كأنها وحي هبط من السماء، أليس هذا دين جديد؟

في هذا الدين الجديد الفرد يصبح آلة أنانية استهلاكية غير عاقلة، فالحاجة أو الشهوة لا عقل لها ولا زمام يمسكها، إن تركت وشأنها ستخرج عن حدودها لتصبح خطراً على المجتمع وعلى نفسها، لكن رأس المال الفاسق لا يهتم بهذا الأمر، المهم هو زيادة الدخل، لبي رغبات الناس مقابل ربح أكبر، الطمع يغذي هذه الشهوة ليحصل على مزيد من المال ومزيد من القوة والسيطرة، وما دام أن الفرد الأناني يلبي رغباته ويشعر أن حاجاته لبيت فلماذا يهتم بالعالم؟ لماذا يهتم بجاره الفقير أو بذلك المسكين المشرد؟ شعار الأناني: أنا العالم والعالم أنا وليذهب البقية للجحيم.

أهذا ما نريده لمجتمعاتنا؟ أهذا ما تريدونه لأنفسكم؟

8 تعليقات:

غير معرف يقول...

الناس يحبون المظاهر بشكل غير طبيعي. والشركات تستغل هذا الحب لزيادة مبيعاتها عبر الإعلانات التسويقية.

في رأيي، يجب أن لا نقع في هذا الفخ وندعهم يحركوننا كما يريديون، من يحب أن يصبح كإنسان آلي يتم تحريكه بواسطة ريموت لاسلكي؟

أرى أننا يجب أن نتعلم أساليب الشركات في خداعنا وذلك لنعرف كيف نتفادى التحكم بأدمغتنا.

تحياتي، نبيل

غير معرف يقول...

Your posts are very fantastic. I always enjoy reading them on my RSS. I’m, like you, keen on reading. I like to read about personal development. As a communicator, I’ve some knowledge about how people can communicate well. I’ve posted what I know on my blog to share with others. Would you please visit it and give me your feedback.
Thank you.

غير معرف يقول...

ذلك المبدأ التسويقي من المبادىء التي إتخذها بيل جيتس في بداية إنشاءه لمايكروسوفت ,, ففي أحد المشاهد في فيلم يتحدث عن قصة إنشاء الشركة وقصة إنشاء شركة Apple قال بالنص لصديقيه بول آلن وستيف بالمر ,, يجب أن أفعل شيء من إثنين في تسويقنا , إما أن نقدم للمستخدم منتج يحتاجه ,, أو نصنع منتج ونقنع المستخدم أنه يحتاج المنتج ولا يوجد غيرنا في العالم يستطيع تقديم الخدمة له ,, طبعا النتيجة ملموسة حاليا من تلك السياسة ,, منتجات دون المستوى ومع ذلك شغف هائل بها !! أعتقد أن الحل بالمزيد من التوعية كما تفعل الآن أخي عبد الله .. تقبل خالص تقديري

غير معرف يقول...

هناك الكثير من الناس خاصة (الشباب) للأسف يتأثرون بهذه الرسائل التسويقية.
و للأسف الشباب الجاد الذي لا ينساق وراء هذه الدعاية و هذه الشركات يسخر منه الكثير من هؤلاء و قد يضطر أحيانا للشراء مثلهم حتى لا يشذ عنهم


منذ عدة أيام شاهدت سيارة ضخمة عليها اعلان عن مشروب لشركة تصنع الخمور و أسفل منها مكتوب (خليك راجل)أبي قال لي هم يقصدون خليك راجل .... :)
لا أريد كتابنها
"ما دام أن ليس لديه أي إيمان، فالحياة بدون إيمان تصبح بلا قيمة ولا معنى، فلماذا نعيش ولمن؟ "
بالفعل هذا أهم شئ يجعل الانسان انسانا

لقد قرأت مقالة أعجبتني بعنوان
جزمتك نوعها إيه

http://safena99.blogspot.com/2008/04/blog-post.html

شفّاف يقول...

أهلين " عبدلله":)

إستوقفتني عبارة " علم النفس وعملة وحده مع "التسويق " هذه !!


علم النفس : هو العلم الذي يدرس جوانب نشاط الإنسان وهو لا يعيش في فراغ وإنما يعيش في بيئة من الناس والأشياء ويسعى لإشباع حاجاته العضوية والنفسية !.

س : فما هو علم " تسويق سلعة ما "؟؟

من رؤيتي : التسويق قد يتلاعب به من خلال أوتار " النفس " ولكن قد يكون مقنن أيضا في " قناعات المرء نفسه "

أي ضمن حــدود " المرء الأخلاقية " ولكن في بعض البيئات يصبح " حدود قانونية فقط " دون أن يكترث لقناعات المرء " أخلاقية أو غير أخلاقية " ! وكما قلت ( بيع سيارة مع إمرأة جميلة وشبه عارية ) أو بدونها !

فأختلف في النظرة , لأن "موضوعك " قد يمكن أن نعتبره أيضا "تسويق نفسي ( جمع توقيع تأييد )
" للجوهر " !

إستنفار فكري واستفزاز سلوكي ! ( معا ً :) )

أي تسويق لرؤية ( لمساعدة الناس المحتاجين وحب الخير , ونبذ إيذاء الناس وظلهم بدافع التجارة ) ( ولا أتفق مع الأنانية فالأنانية عندي مهمة للبقاء , إلا إذا كان هناك إعتداء أوظلم) !

مثل ((( وما دام أن الفرد الأناني يلبي رغباته ويشعر أن حاجاته لبيت فلماذا يهتم بالعالم؟ لماذا يهتم بجاره الفقير أو بذلك المسكين المشرد؟ شعار الأناني: أنا العالم والعالم أنا وليذهب البقية للجحيم.أهذا ما نريده لمجتمعاتنا؟ أهذا ما تريدونه لأنفسكم؟ ))

س : ممكن أن تصل لهذه الغاية , بعده طرق أيضا ؟؟

وأخيرا ً :

قيل ( العقول العظيمة تناقش الأفكار , والعقول السطحية تجادل الناس )

دمت بحب وسعادة وسكينه وراحة بال :)

;) + :) = :):)

غير معرف يقول...

صدقت اخي في كل ما قلت
والانسان اللي بلا ايمان سيكون كالحاويةوما يملاه سوى القمامة
على فكرة انا معجبة بمدوناتك وافكارك

غير معرف يقول...

لا اعرف احياننا اجدهم ضحايا
ولكن ليس للطرق التسويقية للشركات ولكن ضحايا للفراغ الذى يجب قتله
لو كنت معى اليوم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب لشعرت بالامل فالاقبال رهيب جدا ولكن بعد فتره تشعر بأن كل هؤلاء يعتبرون الامر على انه نزهه او مجرد قتل للوقت
الفراغ
وكما نسمع جميعا كل يوم : " نفسك ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية "
ما رأيك ؟

غير معرف يقول...

قرأت ذات يوم مقالة تذكر ان احد اهم اسباب النجاح في التسويق هو "تعزيز الفردية" ، وانظر الى الأسماء:
my space
you tube
i pod
بل إن الكاتب ذكر أنه وجد تكرارا كبيرا لكلمة you في موقع الآي بود