السبت، 3 يناير 2009

رسائل لمدون: البلوى التي نسميها "تدوين"

أخي كاتب المدونة المحترم، تحية طيبة وبعد ...

يقول بعض المدونين بأن التدوين بلاء جميل حل عليهم فهم يحبونه بمقدار ما يكرهونه ويريدون البعد عنه بمقدار ما يقتربون منه، يصعب على بعضهم التوقف عن التدوين ليوم أو يومين وإن فعل فإنه يكتب اعتذاراً لزوار مدونته كأنه موظف في مصلحة حكومية سيحاسب على تقصيره، بل على العكس، قد لا يحاسب الموظف أحد لكن المدون يحاسب نفسه ألف مرة كل يوم: ماذا ساكتب؟ لماذا سأكتب؟ هل سيغضب البعض مني؟ ماذا عن ... إلخ.

إن كنت مدوناً فأنت قد ربطت نفسك بمسؤولية كبيرة وعليك تلبية كل الطلبات ومساعدة كل الناس، فإن كتبت موضوعاً عن مشكلتك مع شركة تجارية وجاء رد لشخص يطلب منك أن ترسل له قوانين التجارة في بلدك على بريده الخاص فعليك أن تلبي طلبه، ستكون مقصراً إن لم تفعل.

كذلك الحال مع طلبات إنشاء المدونات وتعريب القوالب، كل شخص يطلب منك إنشاء مدونة له يلزمك بأن تنفذ له ما تريد، قد تقترح أفكاراً في مواضيعك فيطلب منك شخص ما أن ترسل له أفكاراً أخرى جديدة إبداعية لا مثيل لها على بريده الخاص! عليك أن تنفذ أوامره فطلباتهم أوامر.

تصور معي أن رجلاً يدخل منزلك بدون إذن، لا تعرفه ولا يعرفك لكنه في منزلك الآن لثواني قليلة، طلب منك أن تنجز له مهمة وإن انتهيت ترسل النتيجة على صندوق بريده ورمى عليك رقم الصندوق، تصور فقط ذلك، لو حدث هذا فلن ألومك إن لكمت الرجل لكمة مربعة في منتصف وجهه، لكن في عالم المدونات وفي عالم المواقع، إن جاء غريب وطلب طلباً غريباً فليس هناك أي مشكلة في فعل ذلك ولا يمكنك أن ترسل لكمات إلكترونية.

فوق مسؤولية تلبية كل الطلبات عليك أن تستمع لكل الآراء التي تنتقدك وإن كانت قليلة الأدب، فإن حذفتها ستتهم بأنك لا تحب سماع "الرأي الآخر" وأنك تبقي فقط على ما يؤيد رأيك وإن طلبت أن يكون الخلاف بأدب سيدخل الناس في دائرة "لكن وهل" سيسألون "هل هذا يعني أن أداهنك وأجاملك على حساب الحقيقة؟" وسيقول آخر "لكن من حق الناس أن يقولوا ما يريدون وهذه حرية الرأي، لا تستطيع أن تفرض عليهم رأياً واحداً."

تصور معي مرة أخرى أن رجلاً ما غريب عنك دخل منزلك وأساء الأدب لأنه يختلف معك في الرأي حول قضية ما، لن ألومك إن رفسته وطردته، لكن في العالم الإلكتروني هذا أمر مقبول جداً، عليك أن تعتاد أن يأتي الناس لمدونتك ويختلفوا معك في الرأي وقد يستخدمون ألفاظاً منحطة، وفوق ذلك هناك الذباب من الناس، صنف من الناس يرى أنك شخص فاشل لا فائدة منك ومع ذلك سيزور مدونتك في كل مناسبة لكي يكرر هذا الكلام، وهذا الصنف يصعب عليه فهم مبدأ بسيط: إن لم يعجبك يمكنك تجاهله.

هؤلاء مصابون بمرض يسمى "لا أستطيع التجاهل، أنا وقح مزعج" لذلك عليك أن تتعاطف معهم.

كما ترى أخي المدون، التدوين ليس سهلاً، أعانك الله على هذا البلاء.

9 تعليقات:

غير معرف يقول...

هذا حال المدون الإحترافي

غير معرف يقول...

كلام منطقي ..

غير معرف يقول...

أعانكم الله يا معشر المدونين...............

طلال يقول...

مررت بتجربة سابقة مماثلة, رد وقح من احدهم, ما لبث ان اعاد الكرة و قام بالتعليق بعد فترة على تدوينة أخرى لدي و بنفس الاسلوب الوقح! المشكلة انه قد وصل به الامر و ان قام بتكفيري! و مع ذلك ما زال يتابع مدونتي الخاصة! عجبي! :D

كل الشكر لك..

غير معرف يقول...

آه، أهجت الجروح يا عبد الله... أشكرك على معالجة هذه النقاط المؤلمة... لكن العجيب أن يكون للمدون جيش من المتابعين الذين لا يرون في كتاباته سوى كل سوء، ويصرون على أن يخبروه بذلك على مر الأيام والشهور... إننا نفتقد وبشدة مهارات النصيحة الطيبة..

عبدالله المهيري يقول...

خير الدين: وأظن أن غير المحترف يعاني أيضاً.

ود: أود أن أنبه بأن هذا موضوع ساخر، لذلك بعض ما فيه لن يكون منطقياً.

غير معرف: أعاننا الله جميعاً.

B|X: الرجل مريض، أدعو له بالشفاء، لا أدري أين الصعوبة في ممارسة التجاهل، لماذا يتابع شخص ما مدونة أو أي شيء لا يعجبه؟ هل هو وقت الفراغ؟ نقصان في العقل؟ ضعف في الشخصية؟ لا أدري.

شبايك: في مدونتي السابقة أغلقت التعليقات لأسباب كثيرة منها التعليقات المتشائمة أو السلبية، قد تكون مأدبة لكنها كالمرض، كنت بحاجة لفترة إيقاف تعليقات لكي أعتاد على تقبل وجود هذا التشاؤم وفي نفس الوقت عدم التأثر به.

صدقت بخصوص مهارات النصيحة، جزء كبير من أدب النصيحة يكون بالتجاهل، هل علي فعلاً أن أتحدث عن كل خطأ دق أو كبر؟ في بعض الأحيان علينا قبول الأشياء والناس على علاتها وهذا وحده كفيل بإنهاء معظم مشاكل التعليقات السلبية والتعليقات المنحطة.

لاحظ أن الموضوع ساخر بعض الشيء ... وجب التنبيه :-)

مسك الحياة يقول...

صراحة لم أفهم وجهة نظرك مع أني قرأت الموضوع مرتين..

لما الإلزامية في التنفيذ.. ومن يقول لأني مدونة فأنا ملزمة على تنفيذ أوامرهم وكأني المارد وهم علاء الدين..!!!!!!!!!!!!!!!!!

لن يلزمني أحد على المساعدة أو رفضها.. هي مسألة شخصية.. متى ماأردت أن أقدم المساعدة أقدمها ومتى امتنعت فليس لأحد أي حق بإجباري..

واما عن التعليقات فمدونتي كبيتي.. قد أقبل النقد واختلاف وجهات النظر ولكن محال أن أقبل الألفاظ المنحطة ولعيتبرها سلب للحقوق أو دكتاتورية أو عدم احترام له ما أراد المهم أن لا أسمح بوجود كلمات منحطة في بيتي وعلى أرضي..

إن كان ما تقول واجبات المدون فلا بأس بتغيير الواجبات والقوانين لتناسب الحريات العامة والشخصية..

عبدالله المهيري يقول...

مسك الحياة: لا بأس إن لم تفهمي :-)

هذا موضوع ساخر، كل فكرة فيه قد تعني العكس تماماً.

غير معرف يقول...

أوفقك الرأي اخي عبدالله .. فالتدوين ابتلاء
نتطلع إلى بعض التدوينات من قبلك عن مواقع التدوين
مثل : تكنوراتي/دون/المدون

شكرا لك