الاثنين، 1 ديسمبر 2008

أشياء بسيطة

تخيل أنك ذهبت إلى السوق لشراء فواكه مختلفة، وتحدثت مع البائع قليلاً في شؤون اجتماعية وسياسية ورميت نكتة سياسية هنا ورمى هو نكتة اجتماعية هناك، ثم وضعت يدك في جيبك وأخرجت محفظة نقودك وأخرجت منها تكلفة الفواكه وأعطيتها للبائع، أخذت مشترياتك وألقيت تحية على البائع وشكرته بمزحة أخيرة قصيرة وابتعدت وأنت تسمع ضحكه، مشيت إلى البيت أو لعلك تقود سيارتك، تذكرت أنك تريد زيارة محل آخر لشراء حلوى ففعلت واشتريت وعدت إلى منزلك لتستمتع بمشترياتك.

قصة مملة مكررة لكن فيها كثير من الأشياء التي لا تقدر بثمن، حريات نمارسها بدون وعي، نعم من الله لم نفكر في أداء شكرها، وشبكة متينة من الأفكار.

لنبدأ بحق خروجك من منزلك لتذهب إلى أي مكان، هل تعلم أن الفرد الكوري الشمالي لا يحق له فعل ذلك؟ هذا الحق الذي لا نفكر فيه يحرم منه أناس، ولكي يذهب الكوري الشمالي من مكان إلى آخر أو من قريته إلى قرية أخرى ليتحدث مع قريب له عليه أولاً طلب إذن رسمي من الحزب الحاكم.

التحدث مع البائع في شؤون السياسة يعني في بعض الدول عقوبة الإعدام أو السجن مدى الحياة أو التعذيب والإهانة وفي كوريا الشمالية تعاقب عائلتك بأكملها مع ثلاثة أجيال قادمة، جيلك أنت وأبنائك وأحفادك سيعاقبون بجريمتك.

فكرة أن تملك نقوداً لتشتري بها هي شيء خيالي لكثير من الناس، بعضهم سمع عن النقود ولعلهم رأوا صورها أو رأوا أناساً أكثر ثراء بقليل يدفعون نقوداً لأشخاص آخرين، نحن لا نفكر بالنقود كثيراً لأنها متوفرة ونلعب بها.

الفواكه نفسها فكرة خيالية لبعض الناس، ربما سمعوا عنها أو رأوا صورها لكنهم لا يعرفون طعم التفاح ولا يعرفون ألوان الفواكه الأخرى، في كوريا الشمالية أناس يعيشون في معسكرات اعتقال طوال حياتهم ولا يعرفون إلا نوعاً واحداً من الطعام يتناولونه كل يوم طوال العام، وبعضهم يولد ويموت في هذه المعسكرات ولم يرى قط العالم خارج هذه المعسكرات.

أمامي الآن وأنا أكتب هذه الكلمات صحن يحوي موزاً وبرتقالاً وعنباً، أشعر بالذنب لمجرد أنني أستطيع تناول هذا الطعام وأنا أعلم جيداً أن هناك من لم يسمع عن هذه الأشياء إلا في القصص.

هل سبق أن فكرت في هذه الأمور البسيطة اليومية؟ حاول أن تمرن نفسك قليلاً على تذكر أن هناك أناس حول العالم لا يستطيعون شرب كوب ماء نظيف كل يوم، أو لا يعرفون من التفاح إلا الاسم والشكل، أو لا يدركون فكرة أن هناك شيء يسمى حق السفر من مكان إلى آخر، تذكر هذا جيداً فلعله يدفعك لفعل شيء.

20 تعليقات:

غير معرف يقول...

:S
كوريا الشمالية لهالدرجة كذا؟ أول مرة أدري أنه أشياء زي كذا موجودة!!
الله يديم النعمة ويرزق من حرم منها.

غير معرف يقول...

كلامك صحيح ..

لو يذهب احدكم لاحياء الفقيره يرى حقيقة هؤلاء الناس ..


تحكي لي احدى قريباتي عن قصة فتاة ارادوا منها تفتيش شنطتها فترة جوالات الكاميرا في مدارس البنات ..

رفضت ..

اخذوها وحين فتحوها وجدوا بقايا خبز واكل كي تذهب بها للبيت ..!!

هناك رواية رائعة للكاتب : د. محمد الحضيف ( والد هديل رحمة الله عليها )

بأسم موضي حلم يموت تحت الأقدام ..
اظن انك ستجده في المكتبات الكبرى
انصحك بقرائته ..
http://www.alhodaif.com/main/?p=89

Unknown يقول...

أراك قد إنغمست في معرفة الحياتية في بلد ديكتاتوري رأس مالي مثل كوريا الشمالية بعد تدوينتك في مدونتك "إصنع دولتك بنفسك". بالفعل أجد نفسي تائهاً عندما أفكر في العيش في مثل هذا النظام البائس.
ربما كان النظام العراقي السابق كذلك ولكن ليس بمستوى النظام الكوري الشمالي.
كان الحياة في العراق صعباً لدرجة الأب يخاف من إبنه والأخ يخاف من أخيه وهكذا.. عيشة صعبة حتى بالمنام!

لا أدري متى سيظل هذا النظام قائماً. ليس فيه خير وسيهوى قريباً. وربي لك الحمد والشكر ماحييت.

غير معرف يقول...

صدق الله " وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوا إن الإنسان لظلوم كفار".
لا شـيء يعـدل العافيــة

دخل ابن السماك يوماً، على أمير المؤمنين هارون الرشيد، فوافق أن وجده يرفع الماء إلى فمه ليشرب
فقال:‏ ‏ ناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تنتظر به قليلاً. فلما وضع الماء
قال له:‏ ‏ أستحلفك بالله تعالى، لو أنك مـُنعت هذه الشربة من الماء، فبكم كنت تشتريها؟
قال:‏ ‏ بنصف ملكي،
قال:‏ ‏ اشرب هنأك الله، فلما شرب
قال:‏ ‏ أستحلفك بالله تعالى، لو أنك منعت خروجها من جوفك بعد هذا، فبكم كنت تشتريها؟
قال:‏ ‏ بملكي كله.
فقال:‏ ‏ يا أمير المؤمنين إن ملكا تربو عليه شربة ماء، وتفضله بولة واحدة، لخليق ألا يـُنافس فيه، فبكى هارون الرشيد، حتى ابتلت لحيته.
كم نحن نرفل في النعم

غير معرف يقول...

فعلا اشياء لاتقدر بثمن ولا نعرف قيمتها لاننا تعودنا عليها بينما غيرنا محروم. الحمد لله على كل حال وتدوينة تسوى ذهب لانها تذكرنا بواجبنا وعدم نسيان اخواننا المسلمين خاصة والمحتاجين في كل مكان.

مسك الحياة يقول...

كم نحن في نعمة... سبحان الله..

لو كل فرد فكر من هذا المنطلق لعم الخير على الكل..

دمت بخير^.^

غير معرف يقول...

الحمد لله الذي منّ علينا بهذه النعم .. اللهم لك الحمد والشكر..

غير معرف يقول...

لا أصدق هذه الأشياء بالمرة ....

عبدالله المهيري يقول...

كونش: كوريا الشمالية فيها كثير من المصائب التي لا يعلم بها أحد، ما يعرفه الناس قليل من كثير.

عبد الرحمن: أشكرك على الرابط وعلى اسم الرواية، سأبحث عنها في مكتبة جرير في زيارتي القادمة.

سmïcrozÒóm: كوريا الشمالية بلد ديكتاتوري لا شك في ذلك لكنه ليس "رأس مالي" لأن النظام هناك شيوعي حتى النخاع، وقريباً سأقرأ كتاباً كبيراً حول هذا البلد كتبه أمريكي عاش هناك لفترة.

ياسر الشتوي: بارك الله فيك.

محمد العتيبي: في بعض الأحيان أتمنى أن أخرج من هذه البيئة التي أعيش فيها لأسافر لبلد فقير، في الحقيقة حاولت فعل ذلك مرات ولم أنجح، لكن لا يأس مع الحياة، أريد أن أشارك بعض الناس معاناتهم لأن حياة الترف قاتلة للروح.

مسك الحياة: نحن بحاجة لأكثر من التفكر، فبعد الفكرة يأتي العمل، والعمل يمكن أن يكون بسيطاً كإرسال طعام أعد بعناية لأسرة فقيرة.

هيثم المهدي: الحمدلله.

OMLX: ما الذي لا تصدقه ولماذا؟

غير معرف يقول...

وحين نقول نحن أفضل من غيرنا نوصف بأننا سلبيين!!
.
.
شكرا للتذكير .. وهنيئاً لنا كل ذلك
ونحمد الله على النعم فالنعمة بلمحة عين تزول :)

غير معرف يقول...

عبدالله
ترا كوريا الشمالية ماعندهم إنترنت :(

غير معرف يقول...

ياليت يا أخوي
يقرأ مقالك الكثير
تعال شوف بس اليوم الوطني و زخات النقود التي تهدر من شبابنا الصغير
الحمدلله ع النعمة التي نعيشها
تسلم أخوي

غير معرف يقول...

عزيزي عبدالله
لو تتخيل نفسك تتحدث مثلا مع البائع عن نظام الحكم في الامارات
الحكم الوراثي
وأحوال الديمقراطية وحجب المواقع والتضييق على الحريات
المال ليس كل شيئ
دول الخليج أغنى من بعض دول اروبا الغربية لكن مستوى المعيشة هناك أفضل
علينا أن نعترف بأننا نعيش كبوس وتكميم ديمقراطي فادح

بصراحة الحرية أولا وبعد >لك لنهتم بالبطون يا أخ عبدالله

غير معرف يقول...

اول مره اسمع حاجات زيي كدا ,
الحمد لله علي نعم الله التي لا تعد ولا تحصي .

غير معرف يقول...

لله درك.. لا فض فوك..
أتابعك منذ زمن ليس بالطويل.. عبر الريدر..
ولكن لم تهزني مدونة كما هزتني هذه..
يارب لك الحمد حمداً كثيراً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..
اللهم إنا لا نحصي ثناء عليك.. اللهم أدمها نعمة يااارب..
شيء بسيط إستغربته..
لم صعب عليك أن تعايش اختيارياً حياة صعبة في دولة فقيرة؟؟؟ وآلاف الدول حولنا ترفل في الفقر؟؟؟
خاصة في العالم الإسلامي!!!

جزاك الله خيراً علها تكفيك..

عبدالله المهيري يقول...

ود: نحن في حال أفضل من غيرنا بلا شك، يجب ألا يكون هذا دعوة لتقبل الواقع فالعمل لا يجب أن يتوقف ولا يجب أن نرضى بما نحن فيه ما دام أن هناك مجال للتحسين.

مدون: لديهم موقع واحد فقط وهو مخصص للرئيس الكوري الذي يعتبرونه في منزلة الإله.

عابرة سبيل: اليوم الوطني وعيد الأضحى بعده، أتمنى لو كان الهدر مقتصراً على المناسبات، لكننا نهدر كثيراً من أموالنا وأوقاتنا في كل وقت.

محمود: وهل تظن أننا لا نتحدث عن هذه الأشياء التي ذكرت؟ بل نتحدث عنها في مجالسنا وفي الهواتف والمنتديات والمدونات، إن لم تشاهد ذلك من قبل فابحث وستجد.

لم أقل أبداً في موضوعي أن المال كل شيء، تحدثت عن حريات، حرية التنقل والسفر، حرية الحديث، نحن - في الإمارات على الأقل - أفضل حالاً من دول أخرى وهذه نعمة تستحق الحمد، لم أدعو بأي شكل لأن نرضى بهذا الحال، لكن علينا ألا ننسى شكر النعمة.

أما الحرية ... فهي تأخذ ولا تعطى.

كريم عبد المجيد: الحمدلله.

غير معرف: ما قصدته هو العمل الخيري، للأسف ما أكتبه في مدونتي يقف أمام انضمامي لمؤسسات إماراتية تعمل في المجال الخيري فالحديث أو حتى التلميح عن أمور سياسية تثير حساسية البعض، وقد عرض علي أن أختار التوقف عن الكتابة والانضمام للعمل الخيري أو الاستمرار في الكتابة مع فقدان الأمل في الانضمام للعمل الخيري، فاخترت الكتابة، لكن هناك فرصة في مؤسسات أخرى خارج الإمارات أو لعلي أحضى بفرصة لفعل ذلك بنفسي بدون حاجة لأي مؤسسة.

Musaed يقول...

في حالة الحمد و الشكر يجب أن ننظر إلى من لا يمتلكون نعم الحرية و المال ..

أما في حالة الرجاء و حسن الظن بالله فيجب أن ننظر إلى الذين من هم أفضل منا و لا ننزل رؤسنا إلى تحت, فمثلاً بدل من المقارنة مع كوريا الشمالية , نقارن نفسنا مع جارتها كوريا الجنوبية.

غير معرف يقول...

ما فهمت ليش كوريا الشمالية بالذات ،طبعا أنا معك "وحتى النخاع" في كل كلمة إلا تخصيص هذا البلد بالذات ، وحتى زمن قريب كنت أملّ وأتململ من الرد "لا جديد" أو "مافي أخبار" لكني الآن أجدها نعمة كبيرة من نعم الله الكريم وأفرح عندما أسمعها مو أحسن من توفي... أو مرض.... أو تطلق... إلخ

عبدالله المهيري يقول...

Halfcup: صحيح، التوازن مطلوب بين الأمرين.

مرحبا: ولم لا؟ لدي اهتمام بكوريا الشمالية وما يحدث فيها من فضائع لا يعرفها كثير من الناس ولا يهتم بها إلا القليل، ما يحدث هناك أشد من مجرد بطش وظلم فالشعب لا يعرف شيئاً عن العالم والعالم لا يهتم بمأساة الناس هناك، كتب التاريخ ستذكر هذه السنوات التي نعيش فيها وستتحدث عن وصمة العار العالمية عندما لم تتحرك الدول لفعل شيء تجاه هذا الشعب الذي يحكم بالحديد والنار.

ما يحدث في كوريا الشمالية ليس له مثيل في أي دولة أخرى، ومن بعدها تأتي دول مثل الصين، كوبا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً، كل هذه الدول لديها درجات من البطش والظلم وعلينا أن نهتم بها، لكن كوريا الشمالية تأتي في مقدمة الجميع.

غير معرف يقول...

:
لأول مره اسمع عن هذا الاضطهاد في كوريا الشماليه ..!
بالفعل اشياء بسيطه ويوميه نفعلها ولاندرك بقيمتها ,,
جُزيت خيراً ع التذكير ..
واعاننا الله ع شكر نعمه _ الحمدلله _

..
* متابعه لك وهذه اول مشاركه لي =]