الجمعة، 10 أكتوبر 2008

كتاب: Todoodlist

لست من محبي الكتب الإلكترونية لسبب بسيط وهو صعوبة القراءة من الشاشة، الكتب أعلى دقة وأكثر راحة للعينين وهذا سبب رئيسي في عدم تقبل الناس للكتب الإلكترونية، لكن هذا قد يتغير مع انتشار أجهزة الكتب الإلكترونية التي تستطيع تخزين مئات الكتب وعرضها بدقة عالية تقترب من دقة الورق لأنها تستخدم تقنية الحبر الإلكتروني، لكن هذا لا يعني نهاية الكتاب الورقي، فكل نوع له مكانه وله استخداماته.

أفضل الكتب الإلكترونية إذا كانت قصيرة فلا حاجة لطباعتها والشاشة لدي لا بأس بها - 19 أنش - ويمكن عرض ملفات PDF مع تكبيرها لقراءتها من مسافة مناسبة، وقد بدأت ألاحظ بعض المدونات الشخصية التي تبيع كتباً إلكترونية وجربت شراء كتاب وقراءته وهذا ملخص للكتاب.

اسم الكتاب Todoodlist وهو خليط من كلمات، فهو يعني To do  وكذلك doodle التي تعني الرسومات العشوائية أو السريعة التي قد يرسمها أحدنا على دفتره في حصة مدرسية مملة، وكلمة list أيضاً.

مؤلف الكتاب كان أحد هؤلاء الذين يستخدمون التقنيات بشغف، كان يشتري الأجهزة الإلكترونية ويستخدمها لتنظيم شؤون حياته إلى أن توقف حاسوبه الكفي عن العمل فطلب من امرأة غريبة قلماً ورسم قائمة للأعمال التي يجب أن ينجزها، منذ ذلك اليوم بدأ في تبسيط حياته والاعتماد أكثر على الورق والقلم.

الكاتب يقول بأننا لسنا بحاجة لتعقيد حياتنا بتقنيات يمكن أن نستخدم بدائل لها، فهل نحن بحاجة فعلاً لتطبيقات الويب وخدماتها؟ ألا يمكن أن نكتب ما نريد على ورقة ونحملها معنا بدلاً من الاعتماد على خدمة ويب وهاتف يحوي تقنية Wi-fi ونحاول البحث عن اتصال لاسلكي بالإنترنت، التقنيات الجديدة قد لا تكون إلا طبقات من التعقيد في حين أن ما كنا نستخدمه في الماضي يمكنه أن ينجز لنا ما نريد، فلماذا نعقد حياتنا بأشياء لا نحتاجها؟

في الشبكة اليوم مئات المواقع حول الإنتاجية والتي تحاول أن تعلم زوارها كيف يصبحون منتجين أكثر باستخدام البرامج والأجهزة الحديثة، تجد مقالات بعناوين مثل "أفضل 50 برنامجاً لتنظيم وقتك!" وهناك صناعة لبرامج تنظيم الوقت والمواعيد وعشرات المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة بخصائص مختلفة، بعضها بسيط وبعضها يحوي كل شيء والشمس والقمر!

هل الناس بحاجة لكل هذا؟ بوعي أو بغير وعي المجتمع الإلكتروني يحاول إضافة المزيد من التعقيد لكي يبدو الناس منتجين، في حين أن الانتاجية لا علاقة لها بالأدوات فأبسط الأدوات يمكنها أن تحقق الهدف المنشود مع ذلك هناك عشق لإضافة طبقات من التعقيد وهناك من ينتقل في حياته من أدوات معقدة لأدوات أخرى معقدة - كنت من هؤلاء ولا زلت أحاول التخلص من هذه العادة - ولا يزيد حياته إلا تعقيداً ولا يزيد نفسه إلا وهماً وينسى أن يعيش حياته كم ينبغي له أن يفعل، الحياة ليست قائمة أعمال يجب أن تنجزها.

مؤلف الكاتب يدعو لاستخدام الورق والقلم ويقترح طرقاً مختلفة للكتابة، فقائمة الأعمال لا يجب أبداً أن تكون على شكل قائمة، بل يمكنها أن تكون مثل خريطة ذهنية بسيطة جداً، والكتابة يمكن اختصارها برسومات صغيرة وكلمات قليلة، وهناك مقترحات أخرى مختلفة.

المهم في الكتاب بالنسبة لي هي فكرة التبسيط والتذكير بأن التقنيات الحديثة قد لا تكون مناسبة وأن أفضل الحلول هو أبسطها.

هل كان يستحق 14 دولاراً؟ نعم يستحق، على الأقل استمتعت بقراءته وشجعني أكثر على اتخاذ خطوات كنت متردداً في اتخاذها.

5 تعليقات:

ابوسعد - abosaed يقول...

فعلا نحتاج البساطة ذكرني بمثل قديم يقول " وين أذنك يا حبشي قال هذي " طبعاً المثل من النوع الذي يشمل كلام و فعل و الفعل هو أن تدير يدك اليمنى من خلف رأسك لتلمس أذنك اليسرى :)

أحمد عربي يقول...

احياننا أنظر الى التكنولوجيا كأنها وحش ضخم
ترى صحيح انها جلبت الكثير من المتعه والرفاهية ولكنها ايضا دخلت فى دائرة تدمير العقول والبيئة ايضا
الصغار يهتمون بالالعاب والشباب اصبح منشغل بالتقنيات والكبار يحاولون معرفة كيفية استخدام كل هذا لجنى المال
قد تبدو تلك نظرة تشاؤمية ولكن فى النهاية التكنولوجيا فعلا عقدت نمط الحياه نوعا ما

غير معرف يقول...

فكرة صائبة ..
وأظن الكاتب كتب عن تجربة عميقة ويريد ايصال الفكرة حتى لا يقع الناس فيما وقع فيه ..
أتوقع أن الحدود في التعامل مع التقنية ... أن نستخدمها فيما لا يمكن انجازه إلا بها...

غير معرف يقول...

أعجبني موضوع طرح في مدونة life hacker بعنوان Five Best Note-Taking Tools

http://lifehacker.com/399556/five-best-note+taking-tools

عبدالله المهيري يقول...

ابو سعد: الآن لو سألت نفس السؤال سيحتاج المرء لأن يكون بهلواناً مرناً ويستخدم رجله للإشارة إلى أذنه!

كيكو: صحيح كلامك، المشكلة أننا نحن من يجعلها وحشاً، نحن نصنعها ثم هي تصنع عاداتنا.

نوره: ربما، في بعض الأحيان يمكن التفكير في التقنية مع أن هناك بدائل أبسط، البعض يفضل استخدام التقنيات الحديثة لأسباب بيئية واقتصادية.

zak: شكراً على الرابط.