الثلاثاء، 8 يوليو 2008

لماذا أغلقت مدونة سردال؟

قراري بإغلاق مدونة سردال كان صعباً علي أكثر من الآخرين، لكن عندما فكرت في ما أريده تذكرت أن المدونة ليست غاية، استمرار مدونة سردال ليست غاية أيضاً، بل توقف المدونة هو شيء متوقع، المسئلة ليست لماذا سأفعل ذلك بل متى، وهذا سؤال أوجهه لكل المدونين: متى ستغلق مدونتك؟

وصلتني بضعة رسائل تعاتبني على إغلاق المدونة وترى أن في ذلك خسارة كبيرة، أشكر كل من كتب هذه الكلمات الطيبة، لكنني أرى أن بعضهم يبالغ كثيراً في ارتباطه بالمدونة، والبعض يبالغ في تأثير المدونة، أشعر بالضيق الشديد عندما أقرأ مديحاً لي، أرجوكم صدقوني لا أريد مديحاً من أحد، إن أراد أحدكم أن يبالغ فليقل "جزاك الله خيراً" وأي شيء غير ذلك هو تجاوز للحد.

لا أحب اتهام "العرب" كلهم، لكن أرى أن هذه ظاهرة لدينا، المديح المبالغ فيه لكل شيء حتى لو كان صغيراً سخيفاً، ما فعلته طوال السنوات الماضية أنا لست راض عنه بأي شكل، ولا أرى أن له أهمية كبيرة، كل ما كتبته وما قلته وما فعلته كان بإمكان أي شخص أن يفعله، لم آتي بجديد.

المفكر عبد الوهاب المسيري رحمه الله الذي رحل عن دنيانا قبل أيام قدم الكثير لقضية فلسطين، هذا مفكر أنتج علماً نفتخر به، إن كان أحدكم مادحاً فليوجه مديحه إلى مثل هذا الشخص وأمثاله، علماء ومفكرون قدموا علماً ينمي العقول ويهذب الأنفس.

الأخ متعب الداوود كتب في مدونته موضوعاً بعنوان العرب واستيعاب النجاح وذكر فيه جملة هي الجواب على موضوعه:
المدونة التي تضمن لكاتبها نجاحا ما لا يجب أن تتغير أو تتوقف إلا بتطمينات عن نجاح موالي، ومن بإمكانه أن يضمن هذا؟
صحيح، من بإمكانه أن يضمن نجاح أي شيء؟ لا أحد، وكيف يمكن أن نعرف بأن شيئاً ما سينجح أو سيفشل؟ يمكننا تحليل المشكلة لمدة طويلة، لكن في النهاية التجربة هي الخيار الوحيد للتأكد فعلاً من نجاح أو فشل أي شيء.

بالنسبة لي الثبات على شيء واحد هو تعريف للفشل، عدم التقدم خطوة واحدة كل يوم هو تعريف آخر للتأخر والفشل، التخلص من شيء قديم بالنسبة أمر سهل، كل ما فعلته في الماضي لا يهمني ولا أكترث له وأستغرب أن أجد بعض الناس يرون في كتاباتي الماضية قيمة كبيرة في حين أنني أراها سخيفة ولا تستحق الاهتمام.

أنا أقارن نفسي بهؤلاء الذين أريد أن أصل إلى مكانتهم فأجد نفسي مجرد كاتب خربشات على الهامش، ملاحظات صغيرة لو مسحتها فلن تخسر شيئاً.

أغلقت مدونة سردال لأخرج من القالب الذي وضعت نفسي فيه ووضعني الناس فيه، لأجرب شيئاً جديداً، لأتعلم الجديد، النجاح بالنسبة ليس تحقيق الأهداف، قد يجرب المرء شيئاً جديداً ويفشل، هذا بالنسبة لي شخص ناجح أكثر من اللي رضي بالبقاء على حاله بدون تغيير، أن أتعلم من أخطائي هو نجاح مؤلم جربته كثيراً وتعلمت منه، التجربة الفاشلة تعلمني أكثر من التجارب الناجحة.

أغلقت مدونة سردال، وفتحت مدونتين، قد أنجح وهذا ما أريد، قد أفشل وهذا درس للجميع، في الحالتين أعتبر التجربة في حد ذاتها نجاحاً، إن لم تكن تفكر بنفس هذا الأسلوب فلن تفهمني أبداً، ولا داعي للنقاش لأننا سندور في حلقة مفرغة.

15 تعليقات:

غير معرف يقول...

اخي عبدالله

اعترف اني يوم قريت في سردال انك قررت اغلاقها حزنت في بادئ الامر و قررت ان اراسلك و لكن قرات ملاحظتك بإنك لن تغير من قرارك فقررت الصمت ..

و لكن و الحق يقال اني الان مقتنع تماما بما فعلته انت بل و مؤيد جداا و لكلامي هذا سبب و حكايه .. منذ اسبوع او اكثر قررت انا و صديق لي ان نفتتح مدونه مشتركه بينا ووجدت امر غريب و هو اني وجدت نفسي استطيع ان اكتب في اشياء لم اكن استطيع ان اكتب فيها في مدونتي الاصليه ( مدونة عصرك ) لا اعلم هل كان السبب اني كنت وضعت لنفسي اسلوب معين ام لا

لكن تجربة التدوين في مدونه جديده فرصه كبيره للتدوين دون قيود..

أرجو أن اكون وفقت في إيصال ما اريد إيصاله ...

اخوك ايمن

Unknown يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
عبدالله المهيري يقول...

أيمن: أخيراً شخص ما قال ما أردت أن أقوله لكن بشكل أفضل، ما تقوله هو ما أعنيه، مدونة جديدة تشعرني بأن القيود التي وضعتها لنفسي قد زالت.

pinkota: القلم لا يصنع كاتباً، الانتقال من قلم الرصاص إلى قلم حبر من علامة تجارية فخمة لن يجعل أي شخص يصبح كاتباً أفضل.

الانتقال من وورد بريس إلى بلوغر كان هدفه التبسيط، أنا أتخلص من قيود مختلفة مقابل التضحية ببعض الخصائص، راحة بالي مقابل بعض الخصائص، تبدو صفقة رابحة بالنسبة لي.

عدم تحكمي بكامل المدونة كان في الماضي أمراً مهماً، الآن لم يعد كذلك لأن وقتي أهم بكثير من أن أضيعه على تعديلات وملاحقة المشاكل وترقية المدونة وإنشاء نسخة احتياطية من قاعدة البيانات، والتأكد من أن الموقع يعمل.

الإغلاق هو إغلاق، أنا لم أتخذ قراري في ليلة، بل اتخذته قبل عام ونصف تقريباً وكلما مرت الأيام ازدادت قناعتي بأنه هو القرار الصحيح، لم تكن لدي شجاعة لتطبيقه إلا مؤخراً.

وأنا هنا في هذه المدونة لا زلت "سردال" ولا زلت كما أنا، فما الذي اختلف؟ الوسيلة فقط.

kawthar Mohammed يقول...

تصدق يا أخ عبدالله بعد ما فتحت هذه المدونة اكتشفت في شخصيتك جوانب أخرى غير عن مدونة سردال ..
وإنت ما تريد المدح صح؟؟
يالله استلم ..
خخخ.. كنت أشوف إنك إنسان بس شغل شغل شغل وبعد شغل..
ما عندك وقت للهذرة ..
عندك تكشيرة بشعة ..
خخخ

ترى أمزح والله ..
ملاحظة إذا التعليق ضايقك عدله وامزح الكلامالفاضي اللي شفته..
همسة أخيرة:
لا تبخس من قدر نفسك أبداً أنت إنسان أثريت الحياةالتقنية العربية وأضفت لها..

غير معرف يقول...

بصراحة عبدالله مافهمت أبدا

أجل لازم تسكر الجرائد أبوابها ولو استمروا هم فاشلين
أو لازم يغيرون عنوانهم كل عدة سنوات عشان مايكونون فاشلين !
الإستمرار على شيء يعني الفشل ؟
كلنا مستمرين في أشياء كثيرة
ومستمرين في تحسينها وتطويرها (وتغيير مايلزم تغييره )

بعدين مسألة المديح ممكن تسيطر عليها بطريقة أو بأخرى تقدر تحط ملاحظة في نهاية العنوان

بعدين فجأة تحولك في الموضوع وقولك اذا كنتم تريدون المديح امدحوا الشخص الفلاني اللي تدخل في قضية فلسطين !

"شطحة" عجيبة منك يااخ عبدالله تشير الى التقلبات الجوية أو بالأصح "المزاجية" التي تحدث عندك !

صدقني العناد ومحاولة الخروج الفجائي عن المألوف بهدم أشياء استمرت لسنوات لن ينفع ! بل يؤدي الى تشتيت القاريء ومن ثم فشل الكاتب رسميا !

أتمنى يعرض ردي يمكن يقتنع فيه من سيحاول تقليدك لاحقا !

عبدالله المهيري يقول...

الحياة فتاة: من الصعب الحكم على الناس حتى وإن التقيت بهم وجهاً لوجه، فكيف بالشبكة؟ نحن لا نرى إلا كلماتنا هذه والكلمات لا تكشف الكثير، وأنا أختي الكريم لا أبخس حق نفسي، أنا فقط غير راض عن ما أنجزته في الماضي وأخشى أن يأتي يوم أرضى عن شيء فعلته فأتوقف عن العمل وأتكاسل.

مدون: ليس بالضرورة أن تفهم، أنا أضع قاعدة لنفسي وليس للآخرين، بإمكان كل شخص أن يضع ما يشاء من القواعد ليعرف النجاح والفشل.

أما قضية فلسطين، فأنت فقط أخذت نقطة ونسيت كل ما حولها، أنا قلت المديح لهؤلاء الذين قدموا علماً، والأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله قدم علماً وكان اختصاصه قضية الصهيونية المغتصبة لفلسطين، ولأنني أحترم الرجل وأقدره وضعته مثالاً، فلا تركز كثيراً على المثال لتنسى الهدف منه.

ولا أدري ما الذي يزعج البعض في أن أغير الوسائل، كنت أستخدم موقعي لأكتب، الآن أستخدم موقعاً آخر، تغيير كبير بالفعل! غير الوسيلة فانهار كل شيء.

ملاحظتك بخصوص عرض الرد لا داعي لها، إن كان ردك وقحاً أكثر من اللازم أو عنصرياً فلن أعرضه، أما غير ذلك فلا أجد سبباً لعدم عرضه.

Unknown يقول...

بصراحة سعيدة جدا بردك العاجل ،
سعيدة اكثر بكشفك النقاب عن الهدف من وراء انتقالك ! كنت حائرة لمدة غير وجيزة في سبب هذا التحول و اتضح لي جزء منه الان، اصبحت لدي رؤية افضل حول الفرق بين الاثنين ولك الشكر في ذلك ، تجربتك تستحق السبر.

ياليتك تكتب تدوينة ، تقارن فيها بين الميزات و العيوب، او على الاقل تلقي الضوء فيها على خلاصة تجربتك في Word Press، لاشك ان الخمس سنوات مليئة بالمنعطفات ، اتمنى ان نراها هنا.

انا معك في فاعدة القلم ، لكن اختلف معك في تطبيقها على بلوغر وورد بريس.
القلم ذو الراس المكسور ، لايصلح للكتابة لا لمبتدء ولا خبير ! لا ينقل احد من مستوى لاخر !

كما كل الاشياء ، هناك ضريبة ما تدفع مقابل بعض الميزات ، ولاشك ان الحرية المفرطة :) في وورد برس لها ضريبتها ، الزمانية ، والشكلية .

احترم قرارك ، وان كنت ضدة ، ..
اعتقد ان سبب رفضنا لتحولك هو ان الضريبة التي دفعتها انت ، لم نشعر بمرارتها نحن، كل مااتمناه صفقات رابحة في سائر حياتك.

غير معرف يقول...

الخروج عن النمط المعتاد تجربة ممتعة ، أحسست أنك تحررت بعض الشي وبدأت تكتب بإستمرار ، تغيُر المكان والنمط له علاقة وطيدة بالموضوع .

أؤيد تجربتك هذه وأتمنى لك التوفيق.

غير معرف يقول...

[quote]
أغلقت مدونة سردال، وفتحت مدونتين، قد أنجح وهذا ما أريد، قد أفشل وهذا درس للجميع، في الحالتين أعتبر التجربة في حد ذاتها نجاحاً، إن لم تكن تفكر بنفس هذا الأسلوب فلن تفهمني أبداً، ولا داعي للنقاش لأننا سندور في حلقة مفرغة.
[/quote]

ممكن أخي عبدالله أ أسألك عن ماهو النجاح الذي تريده؟ يعني ما هو الشيء الذي اذا حققته اعتبرت نفسك ناجحاً؟ وان لم تحققه فشلت وكان درساً للجميع؟؟؟

عبدالله المهيري يقول...

pinkota: كتب الكثير حول وورد بريس، لا أظن أنني سأتمكن من إضافة المزيد، هو برنامج رائع ويمكن تطويعه ليكون محركاً لمواقع صغيرة ومتوسطة، أو برنامجاً لتسجيل الملاحظات أو بديلاً لخدمة Twitter داخل الشركات.

لا أرى بلوغر قلماً مكسوراً، أنا الآن أستخدمه وأنشر والناس يقرأون، لا أرى وجود مدونتي في بلوغر يمنعني من الكتابة أو يمنع الناس من القراءة، في الحقيقة ما شجعني على استخدام بلوغر وجود مدونات أجنبية رائعة تكتب محتويات ثقيلة الوزن عن الحاسوب والبرمجة، إذا كان هؤلاء المبرمجون المحترفون يستخدمونه فما المانع من أن أستخدمه؟

هيثم: نعم، أنا الآن أشعر بالمزيد من التحرر وأحاول أن أكتب كل يوم على الأقل موضوعاً واحداً، أشكرك.

بدون اسم: المدونات وسيلة نشر، إذا استطعت تقديم الخير والاستمرار في ذلك سنتين على الأقل فهذا ما أريد، إن فشلت ستكون هناك دروس أتعلم منها وأكتب عنها ليتعلم الآخرون من أخطائي.

غير معرف يقول...

أخ عبدالله ليس المهم اين تكتب
ولكن المهم ماذا تكتب وماهي فائدته

Unknown يقول...

"pinkota: كتب الكثير حول وورد بريس، لا أظن أنني سأتمكن من إضافة المزيد، هو برنامج رائع ويمكن تطويعه ليكون محركاً لمواقع صغيرة ومتوسطة، أو برنامجاً لتسجيل الملاحظات أو بديلاً لخدمة Twitter داخل الشركات."

ربما.


"لا أرى بلوغر قلماً مكسوراً، أنا الآن أستخدمه وأنشر والناس يقرأون، لا أرى وجود مدونتي في بلوغر يمنعني من الكتابة أو يمنع الناس من القراءة، "
كاد أن يكون بلوغر كذلك ، ربما قلم فارغ من كثرة النقر حتى نرسل تعليقا على المدونة. ربما عملية النشر سهلة ، لكني استصعب التعليق ، ليت هناك اداة نمكننا من ذلك بصورة اسهل ، في صفحة واحدة ، وبنقرتين لا أكثر،اشعر ان العبء على المتلقي، في بلوغر اكبر.

"ما شجعني على استخدام بلوغر وجود مدونات أجنبية رائعة تكتب محتويات ثقيلة الوزن عن الحاسوب والبرمجة، إذا كان هؤلاء المبرمجون المحترفون يستخدمونه فما المانع من أن أستخدمه؟"
لا يوجد مانع ، سوى صعوبة تقبلي لهذا الامر.
عموما عدلت عن رايي ، وتجربتي المتطرفة سجلتها هنا.
http://pinkota.blogspot.com/

Unknown يقول...

انا معك أنت حر في التوقف و الاستمرار ولكن كنت اتمنى الاستمرار

غير معرف يقول...

السلام عليكم اخي عبد الله

حقيقة انا زعلان مش على المونة لكن

على البيج رانك

البيج رانك 7 ورابط .net وفي تلنهاية

ترميها في الزبالة؟؟!

ما توقعتها

غير معرف يقول...

المهم أن تستمر معنا في تدويناتك على مدونتك الجديدة