الاثنين، 27 أبريل 2009

متى سيفرج عن كتابه؟

يردونني أن أنافق:
نائب المدير مشغول، نائب المدير لا اعلم إلى أين خرج، المدير لديه اجتماع، ولا أحد يعطيك الجواب، تحدثت مع اكثر من 10 موظفين دون أن اصل لجواب، الجميع يتهرب والجميع يراوغ، والجميع جبناء.

هذه قصتي مع الرقابة والى يومنا هذا لا جواب، بالغد سيكمل كتابي 69 يوما في مكاتبهم، والى الآن لا جواب، لا اعتراض من جانبهم ولا قبول، فكتابي إلى الآن مصيره مجهول.
نحن في الشهر الرابع من 2009، لا زالت الرقابة تفرض على الكتب إذا أراد المؤلف طباعتها في بلادنا، هذا أحد عناصر تشجيع الثقافة لدينا، أضف إلى ذلك أن الثقافة أصبحت حفلات متأخرة في الليل وألعاب نارية في منتصف الليل والناس نيام يستعدون ليوم آخر من العمل، غناء ورقص من دول مختلفة، هكذا نتثقف هكذا نرتقي ... بالغناء والرقص!

نصيحة أوجهها للأخ خالد السويدي: أطبع كتابك في لبنان، أو انشره إلكترونياً، أو بإمكانك أن تفعل "حركة" احتجاجية رمزية، اطبع الكتاب بنفسك وغلفه بنفسك، 10 نسخ وزعها على 9 من أصدقائك والعاشر أرسله لقسم الرقابة! يمكنك أن تطبعه في محلات الطباعة وبعضها يقدم خدمة محترفة مثل زيروكس.

أتذكر جيداً جلوسي في مكتب الرقابة لدينا في أبوظبي، موظفان أقول لهما بالحرف: من المفترض ألا تكون هناك أي رقابة على الكتب، هذا ما أؤمن به وهذا ما أطالب به قبل أن تدعي أي مؤسسة أنها تدعم الثقافة، بمعنى آخر كنت أقول للموظفين أنني أطلب إلغاء وظائفهم فهي ليست ضرورية في هذا الوقت.

الرقابة على الكتب في هذا الزمن لم تعد مجدية، الأفكار يمكنها الانتقال حول العالم مئات المرات في ثوان قليلة، وإذا خرجت الفكرة من قمقمها فلن يعيدها أحد لمكانها لأنها تنسخ نفسها في كل عقل ومن خلال كل عين ترى وتقرأ، لو أردنا منع كتاب فلن نستطيع ذلك، منع المواقع لا يجدي، منع البريد الإلكتروني مستحيل إلا في كوريا الشمالية حيث لا يوجد إنترنت أصلاً لمعظم الناس، مواقع التورنت تجعل الرقابة أكثر صعوبة، موقع أرشيف الإنترنت يوفر مكاناً لتخزين أي محتويات يرسلها الناس، غوغل يوفر وسيلة للبحث، المنتديات وسيلة لتبادل الروابط والملفات.

لوقف الأفكار كلياً يجب أن توقف وسائل وصول هذه الأفكار، الإنترنت اليوم هي أكبر وأسرع وأرخص آلة نسخ في العالم، إن فتحت بابها فلن تستطيع أن تتحكم في كل شيء يدخل أو يخرج من هذا الباب، حتى الصين التي تمارس رقابة شديدة على مستخدمي الإنترنت لم تستطع أن تتحكم بسيل الأفكار والمعلومات.

هل يقرأ هذا الكلام أي شخص من وزارة الثقافة؟ أو من مكتب الإعلام أو لا أدري ماذا سموه؟ ألغوا الرقابة على الكتب وليكن هناك استثناء للمصاحف للتأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية واللغوية ولتكن هذه وظيفة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أما غير ذلك فليكن السوق هو الرقيب، ليكن القارئ هو الرقيب.

أعلم جيداً أن البعض سيعترض ويقول: لكن هناك كتب سيئة يجب أن تمنع.

دعني أذهب معك إلى مكتبة جرير أو أي مكتبة أخرى، سترى أمثلة لكتب كثيرة تجعلك تسأل: أين الرقابة؟ وهذا جوابي: الرقابة ليست إلا وسيلة للسيطرة، فبدون موافقة من الرقابة لن يطبع الكتاب، وبما أن الكتب الأجنبية والعربية التي تأتي لنا من الخارج كثيرة فليس من المعقول أن يكون هناك جيش من المراقبين لقراءة كل هذه الكتب، لا بد أن هناك كتب تدخل بدون رقابة.

يبدو لي أن الرقابة موجهة للداخل وليس للخارج، للسيطرة على ما يكتب في الداخل وليس ما يكتب في الخارج.

12 تعليقات:

احمد يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولئك أقوام ما زالوا يشعلون نارهم بطرق حجرين .. حجر (لا أريكم إلا ما أرى) وحجر (سم طال عمرك)

أخوك / احمد

وليد يقول...

للاسف الرقابة دائماً يرتبط اسمها بالتعقيد.

وزارات الإعلام والثقافة دائماً تدعوا للقراءة وتقيم معارض للكتاب كل عام وعلى الطرف الآخر تمنع وتؤخر فسح الكتب المفيدة الجاهزة للنشر !

تناقض عجيب فعلاً ، وكأن العرب بحاجة لسبب آخر جديد يدفعهم لعدم القراءة.

أقترح مثلما اقترحت عليه اخي عبدالله ، بأن يطبع الكتاب في لبنان ، حيث اخبرني احد الزملاء أنه يعتزم طباعة كتابه هناك وبيعه فقط عن طريق الانترنت بسبب تأخر فسحه من وزارة الإعلام دون سبب واضح.

محمد هيكل يقول...

حقيقى انا استغربت جدا، انا اسمع ان ابو ظبى تقود مشروع ضخم جدا لترجمع الالاف الكتب وتعتبر رائده الثقافه الأن
وفى النهايه تقوم بعمل رقابة على الكتب وتتأخر كل ذلك
عموما يااخى نحن خلقنا لتغيير هذا الواقع
حارب حتى تلغى الرقابه فى بلدك على الكتب

Ahmed يقول...

اين الرقابة من نشر المجلات والصحف التي تتخذ المراة سلعة للعرض وتنشر فيها اعلانات الفساد والفجور ؟
اصبح الاعلام مشارك وبقوة في حملات التغريب التي يتعرض لها بلدنا والقائمين عليه يتحملون المسؤولية الكاملة امام رب العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل

مريم يقول...

بالصدفة وأنا أستخدم محرك البحث جوجل وجدت نفسي تلقائياً هنا وأقرأ هذا الموضوع الذي لفت انتباهي :)

يبدو لي أنك تتحدث عن مشروع قلم بما أنك في أبوظبي، وبما أن نائب المدير أو حتى المدير نفسه لا يرد أو بمعنى أصح يتهرب من الرد" إذا كان هو نفسه اللي بالي بالك" يا إلهي هذا الشخص الرجل غير المناسب في المكان المناسب مع الأسف الشديد :)
على فكرة علي أبو الريش هو رئيس اللجنة التي تجيز الإصدار أو تمنعه في مشروع قلم، وبالإمكان أن تتواصلوا معه عبر بريده الإلكتروني لمعرفة أسباب عرقلة النشر إلى هذه اللحظة، إن كنا نتحدث عن مشروع قلم.

عموماً ونصيحة وعن تجربة شخصية اغسلوا أيديكم من هذا المشروع،حتى أولئك الذين أصدروا كتباً من خلال قلم وغير قلم لم يختلف الوضع كثيراً لديهم، فالكتب لم يتم توزيعها بشكل جيد في الداخل فما بالكم في الخارج، وكل ذنبهم أن هناك من لا يؤمن بوجود مبدع من الإمارات وإن وجد فهو يعمد إلى تهميشه!!!

ونصيحة أخرى:أنصحكم باختيار دور نشر عربية مثل دار أزمنة في الأردن،فتكاليف الطباعة والنشر لا تتجاوز عادة 3000 آلاف درهم بالإمكان تدبرها، أليس كذلك؟! :)
كما أن توزيعهم جيد قياساً إلى غيرهم.

إذا لم تكن عندكم خبرة جيدة في معرفة دور النشر والتعامل معها فأنصح بعدم التسرع.

عموماً حتى في النشر، لا أنصح بأن تنشروا نتاجاتكم ما لم تشعروا بنضوج تجاربكم الكتابية، النشر ليس كل شيء، هناك من نشر في وقت متأخر مثل عبد الرحمن منيف الذي نشر وهو في سن الأربعين ولكنه نجح في الانتشار بوقت قياسي!

لا تزعلوا مني، حتى أنا قد أرفض نشر نتاجاتكم لو كنت عضوة في لجنة التحكيم، إن شعرت مثلاً بأنها ليس بالمستوى الإبداعي والفكري المطلوب :)



تحية

عبدالله المهيري يقول...

أحمد: جميلة فكرة الحجرين هذه.

وليد: منع الكتب له مذاهب في بلداننا العربية، لبنان وحده هو البلد الوحيد الذي يكاد لا يمنع أي كتاب، على حد علمي رواية شفرة دافينشي منعت هناك وهو أمر استغربته وتمنيت ألا يحدث مرة أخرى.

أما التعقيد فهذه صحيحة فعلاً، كيف تحكم على الأفكار؟ وماذا سيفعل المؤلف لو أن كلمه فسر بشكل غير صحيح ومنع بسبب ذلك؟

محمد هيكل: هنا المشكلة، ما هي وسائل التغيير المتوفرة لدينا؟ الخيارات محدودة جداً وتأثيرها قليل جداً من واقع التجربة، لكن سأجرب حظي.

Ahmed: كما قلت، الرقابة موجهة للداخل لكن الداخل أنواع، فمنها ما ذكرت من وسائل إعلام هي تابعة لحكوماتنا وإن كانت الآن شركات شبه حكومية، وهذه الرقابة لا تمارس عليه لأنها هي تمارس الرقابة بنفسها وتعرف ماذا عليها أن تفعل، خذ على سبيل المثال قناة أبوظبي التي ألغت نشرات الأخبار وقد كانت في 2003 هي القناة الأفضل - في رأيي - في تغطية حرب العراق، نستطيع بأن نكون الأفضل إذا أردنا لكن ما يحدث اليوم هو إرادة مختلفة.

مريم: لو أردت الحديث عن مشروع "قلم" لأشرت له مباشرة، لكنني أتحدث عن وزارة الإعلام سابقاً التي تسمى الآن كما أظن المكتب الإعلامي أو شيء قريب من ذلك، لا أذكر، هناك مكتب للرقابة يمارس دوره بمراقبة الكتب التي يريد الناس طباعتها في الإمارات.

أما عدم الاستعجال في النشر فهذه مشكلة بالنسبة لي، ما الذي يضمن أنني سأبقى حياً إلى أن أشعر بأنني "ناضج" لكي أنشر كتبي؟ ماذا لو وصلت إلى الستين أو السبعين وأنا لم أفعل ذلك؟

بالنسبة لي النشر مع عدم النضوج أفضل بكثير من عدم النشر، على الأقل يتعلم المرء من الأخطاء.

عطاالله يقول...

هو ما تقول .....الخوف من الداخل فقط .... الأفكار تأخذ أشكال كثيرة وأخطر هذه الأشكال هي الفكرة التي تأتيك من التلفاز مثلا .... هذه من المستحيل التحكم بها واذا لم تأتي الافكار من الداخل سيكون المجتمع تحت رحمة الخارج دائما
سلامي لك

نوران يقول...

في هذا الزمن، لا رقابة فعالة غير الضمير .
ليس أمامك سوى الدعاء والإصرار أمام هذه الهياكل الحكومية الروتينية .
بالتوفيق .

مريم يقول...

مرحبا من جديد :)

في هذه الحال، يبدو بأني لم أنتبه جيداً :)

عموماً حصل خير.

فيما يخص الرقابة " الإعلامية " لا زال الجدل قائماً حول مشروع الأنشطة الإعلامية الذي يحاول المشرعون تمريره وهو أمر إن حدث فإنه لن يكون لصالح كل من يؤمن بحرية الرأي الإعلامي سواء المرئي والمسموع والمقروء.

لكن أتساءل عن الأسباب التي دفعت بالرقابة من رفض تمرير مؤلفاتكم!

في الحقيقة أنا نشرت كتابي هنا في الداخل، وأعتبر بعض مضامينه جريئة نوعاً ما وبعضها الآخر يتناول الفكرة عبر الرمز، وكنت قد اشترطت مسبقاً لجهة الإصدار بأني لن أقبل نشر الكتاب في حال تدخلت الرقابة في بتر شيء من السطور، وهو أمر كان يحصل معي أثناء النشر في الصحيفة،ولحسن الحظ كان لي ما أردت :)

لكن إن كان ما تنوون نشره يتناول الشأن السياسي في الداخل أو يتطرق لبعض القضايا السياسية وبشكلٍ صريح فلربما هذا هو دافعهم للرفض!!

في الثمانينات كانت هناك مجلة من إصدار الأخوين غباش واسمها مجلة الأزمنة العربية وفيها هامش كبير من الحرية كما أتصور،هذه المجلة تم إغلاقها في الداخل واضطر أصحابها أن يصدروا مجلتهم في الخارج إلى أن توقفت بشكل نهائي، ربما تكون سمعت عنها.

فقط لو أن هناك طريقة للتحايل على هذه الرقابة اللعينة، فهو أمر جيد لو حدث،سأحاول السؤال والبحث في هذا الأمر هنا وهناك أكثر، المهم ألا تركنوا للاستسلام، ومع ذلك ها أنا أعود وأنصح بعدم الاستعجال والتسرع :)

إن كنت سمعت بجمعة الفيروز المبدع والشاعر والقاص الإماراتي رحمه الله، لا زالت كثير من نتاجاته الأدبية لم تنشر بعد ومركونة في أدراج الأحياء، هناك من يعمل على محاولة نشرها، لكن أردت أن اقول لك، ليس بالموت يفنى ما تكتبه، حياً كنت أو ميتاً، الكتابة الحقيقية ستجد طريقها للنور :)

أما أن تنشر كتابة غير ناضجة فقط لمجرد النشر،فهذا يعني موت المؤلف من الأساس، من وجهة نظري الشخصية البحتة :)

قد تتعلم من أخطائك، ولكن الناس يحكمون عليك من خلال إصدارك الأول،ولن يكترثوا كثيراً بما تعلمت من أخطاء وتفاديتها في الثاني، أؤكد لك :)

في النهاية أرجو كل التوفيق لكم.


تحية

حسن - قوالب معربة يقول...

الرقابة داء خبيث ، انحصر و انقرض من جميع دول العالم تقريبا ، إلا في بلداننا العربية لا زال يعشش و يفرخ بفضل مسؤوليين لا يهمهم شيء سوى تجهيل الشعب.

kawthar Mohammed يقول...

الله يسهل أمرك .. ما أقدر أساعك بغير هالدعوة ..
:(
مرات التأخير فيه خيرة

مدون يقول...

هل بإمكانك الإستعانة بأحد الامراء؟
سمعت انه سهل الدخول على أحد "كبار" المسؤولين في دبي للشكوى. نسمع كثيرا بمن حلت مشاكلهم الدخلة على احد الشيوخ او الامراء في الامارات.

ملاحظة: عتندكم مكتبة جرير :)